فضل العلم وأهله - للشيخ حسن الخالدي

موسى السلامي
1443/06/17 - 2022/01/20 20:20PM

نور على الدرب. فضل العلم وأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية الوقائية.

الحمد لله علّم بالقلم، علّم الانسان ما لم يعلم، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب اليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً أما بعد: فاتقوا الله عباد الله ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

أيها المسلمون: في صحيح مسلم من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا المُنْذِرِ، أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ. قالَ: يا أبا المُنْذِرِ أتَدْرِي أيُّ آيَةٍ مِن كِتابِ اللهِ معكَ أعْظَمُ؟ قالَ: قُلتُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} قالَ: فَضَرَبَ في صَدْرِي، وقالَ: واللَّهِ لِيَهْنِكَ العِلْمُ أبا المُنْذِرِ.

نعم: هنيئاً العلم لكل من سلك طريقه وطرق أبوابه، فلا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، طلب العلم فيه رفعة للدرجات عند الله، فالله تعالى يقول (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )، والعلم أمر الله بالاستزادة منه فقال تعالى  (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ) ومن أراد الله به خيراً فقهه في الدين، ومن لم يتفقه في الدين وأعرض عن العلم وبقي على جهله فما أراد الله به خيراً ففي الصحيحين عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (-مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ) ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً الى الجنة والحديث رواه مسلم، ومن خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع والحديث راه الترمذي، وفي الترمذي أيضاً عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (  إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ)، وإذا مات الميت انقطع عمله الا من ثلاث ومنها: إذا ترك علماً يُنتفع به أو طالباً علّمه العلم الشرعي أو قارئاً حفّظه القرآن الكريم، فهنيئاً للمعلمين في مدارسهم وهنيئاً للمعلمين في حلقات القرآن الكريم.

أيها المسلمون: إنّ من آداب العلم: أن المسلم يتعلّم العلم لوجه الله، لا ليجادل به العلماء ولا ليماري به السّفهاء، بل لينفع نفسه وينفع الناس، ومن آداب العلم: أن المسلم يعلّم ما يعلمه من العلم لا ما جهله من العلم، فإن من علامات الساعة موت العلماء الربانيين العارفين بالعلم، ويأتي من بعدهم رؤوساً جهّالاً فيُسألون فيفتون بغير علم فيضلَّون في أنفسهم ويضلِّون غيرهم  والحديث في الصحيحين، ومن آداب العلم: أن المسلم يعلّم ولو آية من القرآن أو حديثاً من السنة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (  بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً) رواه البخاري، ومن آداب العلم: الأدب مع العالم في مجلسه والأدب مع الاستاذ في فصله، فالأدب أولاً والعلم ثانياً.

ولقد فتح الله للناس أبواب تلقي العلم الصحيح من مصادره الموثوقة ومن ذلك:

-المواقع الرسمية على الشبكة العنكبوتية للعلماء الموثوقين في علمهم كموقع الشيخ ابن باز وموقع الشيخ ابن عثيمين وموقع الشيخ الألباني رحمهم الله جميعاً.

-إذاعة القرآن الكريم بجميع برامجها وبرنامج نور على الدرب، القناة العلمية وهي من ضمن قنوات المجد الفضائية، خطب الحرمين الشريفين وخطب موقع المنبر ودروس الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، القراءة  على الناس في المساجد وفي البيوت من كتب أهل العلم الموثوقين مثل كتاب رياض الصالحين وكتاب التوحيد وتفسير بن كثير. أسأل الله التوفيق لنا ولكم جميعاً. أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه كان غفاراً.

.....................................................................................

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا . 

أما بعد: وإن مما يحسن الحديثُ عنه في هذه الأيام الالتزام بالتوجيهات والتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية في بلادنا والأخذ بالإجراءات الوقائية والاحترازية الصحية والتقيد بها حفاظا على الصحة والسلامة ، وعلى الأسرة ومنسوبي التعليم والطلاب والطالبات ضرورة الالتزام بما يصدر من وزارتي التعليم والصحة  من تعليمات وإجراءات احترازية حتى يتحقق لأبنائنا وبناتنا طلبة المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال عودة آمنة إلى مقاعد الدراسة  بإذن الله تعالى. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً.

 عباد الله: صلوا وسلموا على رسول الله طاعة الله فقد أمركم بذلك وقال {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } 

اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، ودمّر أعداءك أعداء الدين، انك أنت القوي العزيز، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، وأعنهم على أمور دينهم ودنياهم يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار. 

المرفقات

1642746323_نور على الدرب. فضل العلم وأهمية الالتزام بالاجراءات الاحترازية الوقائية.pdf

1642746333_نور على الدرب. فضل العلم وأهمية الالتزام بالاجراءات الاحترازية الوقائية.docx

المشاهدات 827 | التعليقات 0