فضــل النفقــة
فهد عبدالله الصالح
1438/07/01 - 2017/03/29 07:42AM
(ومن يتقى الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ).
(فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) .
عباد الله : المال عصب الحياة وزينة الحياة الدنيا ففي التنزيل (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) , وفي الحديث الصحيح (لا حسد إلا في اثنين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار, ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار), بالمال ينصر الدين وتعز الأمة ويستغني عن الأعداء , لقد قدم الله الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في آيات كثيرة (انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) , وقال صلى الله عليه وسلم (من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا) رواه البخاري ومسلم , والدعوة إلى الله لا تقوم إلا بالمال من طباعة مصحف وكتب وما في حكمها وبعث الدعاة وامتلاك وسائل الاتصال , بالمال تزول الكثير من المعاناة عن الإنسان وعن أهل بيته , بالمال تبني بيوت الله , وبالمال تقوم الزراعة وتشيد المصانع والمدارس والمستشفيات وتزدهر التجارة وتقوم الحضارات وترفع الحاجة عن المحتاج .
أيها المسلمون : كل ما يملكه الإنسان في الإسلام من طرق مشروعة فهو ملك له لا يجوز لأحد أن ينازعه فيه قل أو كثر , ولقد حدد الله نفقات واجبة كالزكاة والنفقة على الزوجة والأولاد وعلى الوالدين إذا كانا محتاجين , وندب الإسلام إلى النفقة المستحبة والتي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها , لقد جاء الحث على التصدق والإنفاق في آيات كثيرة وأحاديث عدة مما يدل على فضلها وأهميتها , اقروا إن شئتم قول الله تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) , وهل تخسر صفقة تجارية مع الله الغني الكريم؟؟ وقوله صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان , فينظر أيمن منه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه , فاتقوا النار ولو بشق تمرة ) رواه البخاري ومسلم .
عباد الله : إن للصدقة فضائل ومصالح تعود على الفرد نفسه وعلى المجتمع وعلى الأمة بأسرها , فهي تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم (صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى ) , وتمحو الخطيئة وتذهب نارها ففي الحديث (والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) , والمتصدق في ظل صدقته يوم القيامة , كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس ) . وقد ذكر النبي عليه السلام أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقة يمينه ) , وإذا كان الناس ـ أيها الناس ـ يبحثون عن ما يعالج مرضهم ففي الصدقة دواء لأمراض البدنية ,يقول صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة ) , يقول بن شقيق : سمعت ابن المبارك يسأله عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين , وقد عالجها بأنواع العلاج , وسأل الأطباء فلم ينتفع به , فقال : اذهب فأحفر بئرا في مكان حاجة إلى الماء , فإني أرجوا أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم , ففعل الرجل فبرأ , والصدقة تعالج حتى الأمراض القلبية , كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكا إليه قسوة قلبه (إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وامسح على رأس اليتيم ) رواه احمد
وكم يدفع الله تعالى بالصدقة أنواعاً من البلاء , ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر , كما جاء ذلك في قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة ثم إن الملك يدعو كل يوم للمنفق بخلاف الممسك , وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان , فيقول أحدهما : اللهم أعطي منفقاً خلفاً , ويقول الآخر : الله أعط ممسكاً تلفاً)رواه البخاري وغيره , وإذا كان دفع جزء من المال ينقصه فإن الصدقة خلاف ذلك تنزل البركة وتضاعفه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله (ما نقصت صدقة من مال ) رواه مسلم , وهذا مشهد معلوم في تجارة المحسنين والمنفقين , والمنفق والمتصدق على فقير أو مسكين أو في أحد وجوه البر هو في الحقيقة يتصدق على نفسه ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم ) , (من عمل صالحاً فلنفسه ) , وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى ( أنفق أنفق عليك ) , وفيها انشراح الصدر وراحة القلب وطمأنينته وتربية النفس على الأخلاق العالية وتطهيرها من سيئ الأخلاق ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) .
والصدقة مطهرة للمال , تخلصه من الدخن الذي يصيبه من جراء اللغو والحلف والكذب والغفلة , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصى التجار بقوله (يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة ) رواه أحمد وغيره , ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله .
ومن الخطأ – أيها المسلمون – الاعتقاد أن التصدق خاص بالموسرين ومن يملك فضل مال أبدا , إن ما تقدم من فضائل وغيرها مشروعة لكل مسلم وهي خير عظيم حري بكل مسلم أن يغتنمه , ولقائل أن يقول كيف لي أن أتصدق وليس عندي شيء ؟؟ بل ربما أنني محتاج للنفقة , ولا تعارض في ذلك مطلقاً ، فلقد قال صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة جهد المقل , وابدأ بمن تعول ) رواه أبو داود , وقال صلى الله عليه وسلم (سبق درهم مائة ألف درهم ) قالوا وكيف ؟ قال (كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما , وانطلق رجل – أي رجل آخر – إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها ) رواه النسائي .
فالصدقة هي بحسب ما يملكه الإنسان , بل إن بعض من عندهم ضوائق ماليه لجئوا إلى التصدق فانفتحت عليهم أبواب أخرى , ولنعلم يا عباد الله – أن الصدقة في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار , كما في الحديث ( الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة ) أخرجاه في الصحيحين وفي حديث أخر(أربعة دنانير : دينار أعطيته مسكيناً , ودينار أعطيته في رقبة ، ودينار أنفقته في سبيل الله , ودينار أنفقته على أهلك , أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك ) رواه مسلم , والتصدق على المحتاج القريب أولى من غيره للحديث (الصدقة على المسكين صدقة , وهي على ذي الرحم اثنتان , صدقة وصلة ) رواه احمد .
فلا تحرم نفسك ـ أخي المسلم ـ من فضل الصدقة ، فأبواب الخير متنوعة ، فاختر ما شئت منها ، وليكن لك نصيب من الصدقة الجارية وهي ما يبقى بعد موت العبد ويستمر أجرها عليه , لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم , فجدوا واجتهدوا معاشر المسلمين في عمل الخير وفي البذل والإحسان ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )
(فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) .
عباد الله : المال عصب الحياة وزينة الحياة الدنيا ففي التنزيل (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) , وفي الحديث الصحيح (لا حسد إلا في اثنين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار, ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار), بالمال ينصر الدين وتعز الأمة ويستغني عن الأعداء , لقد قدم الله الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في آيات كثيرة (انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) , وقال صلى الله عليه وسلم (من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا) رواه البخاري ومسلم , والدعوة إلى الله لا تقوم إلا بالمال من طباعة مصحف وكتب وما في حكمها وبعث الدعاة وامتلاك وسائل الاتصال , بالمال تزول الكثير من المعاناة عن الإنسان وعن أهل بيته , بالمال تبني بيوت الله , وبالمال تقوم الزراعة وتشيد المصانع والمدارس والمستشفيات وتزدهر التجارة وتقوم الحضارات وترفع الحاجة عن المحتاج .
أيها المسلمون : كل ما يملكه الإنسان في الإسلام من طرق مشروعة فهو ملك له لا يجوز لأحد أن ينازعه فيه قل أو كثر , ولقد حدد الله نفقات واجبة كالزكاة والنفقة على الزوجة والأولاد وعلى الوالدين إذا كانا محتاجين , وندب الإسلام إلى النفقة المستحبة والتي يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها , لقد جاء الحث على التصدق والإنفاق في آيات كثيرة وأحاديث عدة مما يدل على فضلها وأهميتها , اقروا إن شئتم قول الله تعالى (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ) , وهل تخسر صفقة تجارية مع الله الغني الكريم؟؟ وقوله صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان , فينظر أيمن منه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه , فاتقوا النار ولو بشق تمرة ) رواه البخاري ومسلم .
عباد الله : إن للصدقة فضائل ومصالح تعود على الفرد نفسه وعلى المجتمع وعلى الأمة بأسرها , فهي تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم (صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى ) , وتمحو الخطيئة وتذهب نارها ففي الحديث (والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) , والمتصدق في ظل صدقته يوم القيامة , كما في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس ) . وقد ذكر النبي عليه السلام أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقة يمينه ) , وإذا كان الناس ـ أيها الناس ـ يبحثون عن ما يعالج مرضهم ففي الصدقة دواء لأمراض البدنية ,يقول صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة ) , يقول بن شقيق : سمعت ابن المبارك يسأله عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين , وقد عالجها بأنواع العلاج , وسأل الأطباء فلم ينتفع به , فقال : اذهب فأحفر بئرا في مكان حاجة إلى الماء , فإني أرجوا أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم , ففعل الرجل فبرأ , والصدقة تعالج حتى الأمراض القلبية , كما في قوله صلى الله عليه وسلم لمن شكا إليه قسوة قلبه (إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين وامسح على رأس اليتيم ) رواه احمد
وكم يدفع الله تعالى بالصدقة أنواعاً من البلاء , ولو كانت من فاجر أو ظالم بل من كافر , كما جاء ذلك في قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة ثم إن الملك يدعو كل يوم للمنفق بخلاف الممسك , وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان , فيقول أحدهما : اللهم أعطي منفقاً خلفاً , ويقول الآخر : الله أعط ممسكاً تلفاً)رواه البخاري وغيره , وإذا كان دفع جزء من المال ينقصه فإن الصدقة خلاف ذلك تنزل البركة وتضاعفه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله (ما نقصت صدقة من مال ) رواه مسلم , وهذا مشهد معلوم في تجارة المحسنين والمنفقين , والمنفق والمتصدق على فقير أو مسكين أو في أحد وجوه البر هو في الحقيقة يتصدق على نفسه ( وما تنفقوا من خير فلأنفسكم ) , (من عمل صالحاً فلنفسه ) , وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى ( أنفق أنفق عليك ) , وفيها انشراح الصدر وراحة القلب وطمأنينته وتربية النفس على الأخلاق العالية وتطهيرها من سيئ الأخلاق ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) .
والصدقة مطهرة للمال , تخلصه من الدخن الذي يصيبه من جراء اللغو والحلف والكذب والغفلة , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصى التجار بقوله (يا معشر التجار إن هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة ) رواه أحمد وغيره , ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله .
ومن الخطأ – أيها المسلمون – الاعتقاد أن التصدق خاص بالموسرين ومن يملك فضل مال أبدا , إن ما تقدم من فضائل وغيرها مشروعة لكل مسلم وهي خير عظيم حري بكل مسلم أن يغتنمه , ولقائل أن يقول كيف لي أن أتصدق وليس عندي شيء ؟؟ بل ربما أنني محتاج للنفقة , ولا تعارض في ذلك مطلقاً ، فلقد قال صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة جهد المقل , وابدأ بمن تعول ) رواه أبو داود , وقال صلى الله عليه وسلم (سبق درهم مائة ألف درهم ) قالوا وكيف ؟ قال (كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما , وانطلق رجل – أي رجل آخر – إلى عرض ماله فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها ) رواه النسائي .
فالصدقة هي بحسب ما يملكه الإنسان , بل إن بعض من عندهم ضوائق ماليه لجئوا إلى التصدق فانفتحت عليهم أبواب أخرى , ولنعلم يا عباد الله – أن الصدقة في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار , كما في الحديث ( الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة ) أخرجاه في الصحيحين وفي حديث أخر(أربعة دنانير : دينار أعطيته مسكيناً , ودينار أعطيته في رقبة ، ودينار أنفقته في سبيل الله , ودينار أنفقته على أهلك , أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك ) رواه مسلم , والتصدق على المحتاج القريب أولى من غيره للحديث (الصدقة على المسكين صدقة , وهي على ذي الرحم اثنتان , صدقة وصلة ) رواه احمد .
فلا تحرم نفسك ـ أخي المسلم ـ من فضل الصدقة ، فأبواب الخير متنوعة ، فاختر ما شئت منها ، وليكن لك نصيب من الصدقة الجارية وهي ما يبقى بعد موت العبد ويستمر أجرها عليه , لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) رواه مسلم , فجدوا واجتهدوا معاشر المسلمين في عمل الخير وفي البذل والإحسان ( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )