فَضَائِل اَلصَّلَوَاتِ اَلْخَمْسِ فِي اَلْمَسَاجِدِ

سعود المغيص
1445/01/08 - 2023/07/26 08:11AM

الخُطْبَةُ الأُولَى :

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بعدُ عباد الله  :

اتقوا الله تعالى واعلموا أن من رحمة الله على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه فرض عليها خمس صلوات في كل يوم وليلة بأجر خمسين صلاة، وهذه الصلوات الخمس يصليها الرجال في المساجد، كما قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ﴾ .

وقال صلى الله عليه وسلم : (ولقد هممت أن آمر بالصلاة، فتقام، ثم آمر رجلا فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار)

فدلت هذه الأدلة وغيرها على صلاتها بالمساجد وأن من خالف فهو متوعد بما جاء فيها، ومن فضل الله أنه جعل لصلاتها بالمساجد فضلًا عظيمًا وأن من تركها فقد فوَّت على نفسه خيرًا كثيرًا، ومن هذه الفضائل:

الفضيلة الأولى : أنه لا يخطو خطوة إلى المسجد إلا تُرفع له درجة وتُحطُّ عنه خطيئة، قال صلى الله عليه وسلم : )

فإن أحدكم إذا توضأ فأحسن، وأتى المسجد، لا يريد إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه خطيئة، حتى يدخل المسجد (

الفضيلة الثانية : أنه إذا صلى مع الإمام ضُوعفت صلاته على صلاته وحده بسبع وعشرين درجة، قال صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبعٍ وعشرين درجة ) .

الفضيلة الثالثة: أن الصلاة في المساجد من أسباب مغفرة الذنوب ورفعة الدرجات، قال صلى الله عليه وسلم: ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله قال: ( إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط) .

الفضيلة الرابعة: أن له نزلًا في الجنة، قال صلى الله عليه وسلم ): من غدا إلى المسجد وراح، أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح(

الفضيلة الخامسة: أنه سببٌ لتعلق القلب بالمسجد الذي من فضله أن يظله الله في ظل عرشه، قال صلى الله عليه وسلم: ( سبعة يُظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله»، ثم قال: «ورجلٌ قلبه مُعلق بالمساجد(

اللهم اجعلنا من أهل المساجد، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا وبارك لنا فيها يا رب العالمين.

أقول قولي هذا ..

 

الخطبة الثانية :

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاشريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ وَسُلَّمُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وَإِخْوَانِهِ، وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاِقْتَفَى أثَرَهُ وَاِسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أما بعد : فقارنوا -إخوة الإيمان- بين رجلين، رجلٌ يُواظب على هذه الصلوات الخمس في المساجد ، وبين رجلٍ فرَّط وتركها كلها ولم يُصلها في المسجد ، أو صلى بعضها دون بعض، يا ترى إذا حقَّت الحاقة، وقرعت القارعة، ونُصب الصراط، ووُضع الميزان، وتطايرت الصحف، وجيء بجهنم لها سبعون ألف زمام ومع كل زمام سبعون ألف مَلَك يجرونها، فيا لله ما الفرق العظيم في الأجر بين هذين الرجلين؟

ويا ترى ما الخسارة الكبيرة التي ضيعها من غفل وفرَّط وأهمل وأطاع نفسه واتبع هواه وشهواته، فضيَّع هذه الصلوات ولم يُؤدها مع المسلمين في المساجد .

فالله الله بالبدار والمسابقة ، قال تعالى: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾ .

وقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ .

إنها أيام معدودات ، وأنفاس محسوبات ، ثم بعد ذلك الفراق وهجوم هادم اللذات ومُفرق الجماعات، وبهجوم هادم اللذات ، الموت ، تقوم قيامة كل واحد منا، فتعاهدوا أبناءكم وأحبابكم وجيرانكم وزملائكم بالنصيحة والتذكير ، كما قال تعالى ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ .

اللهم عمِّر المساجد بطاعتك وتوحيدك وبكثرة المصلين.

اللهُمَّ حَبِّبْ إلينا الإيمانَ وزَيِّنْه في قلوبِنا وكَرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ واجعلنا من الراشدين،

اللهم لا تجعلْ الدُّنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، وأعنَّا على ذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادتِك،

اللهُمَّ أصلحْ لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلحْ لنا دنيانَا التي فيها معاشُنا، وأصلحْ لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا واجعل الدنيا زيادةً لنا في كلِّ خيرٍ والْموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍّ،

اللهُمَّ وَفِّقْ ولاةَ أمرِنا بتوفيقِك، وأيِّدْهم بتأييدِك ، واجعلهم من أنصارِ دينِك، وارزقْهُم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ،

اللهُمَّ اغفرْ للمسلمين والمسلماتِ والمؤمنين والمؤمناتِ الأحياءِ منهم والأمواتِ ، ،

اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين .

اللهم صل وسلم على نبينا محمد 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ .

 

 

المشاهدات 620 | التعليقات 0