فسيلة الساعة
إبراهيم بن صالح العجلان
(فسيلة الساعة) 25/4/1439هــ
الخطبة الأولى:
إِخْوَةَ الْإِيمَانِ: أَقْبَلَتِ السَّاعَةُ بِأَهْوَالِهَا، وَحَانَتِ الْقَارِعَةُ بِمُفَاجَآتِهَا، (لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً) [الْأَعْرَافِ: 187]، وَقَدْ أَدْرَكَ لَحْظَتَهَا بَعْضُ مَنْ عَاصَرَهَا.
هُنَا... يَتَوَقَّفُ كُلُّ تَفْكِيرٍ وَتَرْتِيبٍ، وَيَتَعَطَّلُ كُلُّ اسْتِعْدَادٍ وَتَخْطِيطٍ.
فَمَاذَا عَسَى مَنْ أَدْرَكَ تِلْكَ الْآزِفَةَ أَنْ يَفْعَلَ؟ وَبِأَيِّ شَيْءٍ يَتَقَرَّبُ؟
اسْمَعُوا لِهَذَا التَّوْجِيهِ النَّبَوِيِّ الَّذِي يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ كَثِيرًا مِنَ التَّوْجِيهَاتِ وَالْإِشَارَاتِ.
رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بسند صحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ".
لَعَلَّ هَذَا الْحَدِيثَ قَدْ كَانَ مُفَاجَأَةً مُدْهِشَةً طَرَقَتْ أَسْمَاعَ الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ.
لَعَلَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِي كَثِيرًا مَا كَانَ يُذَكِّرُهُمْ بِأَمْرِ الْآخِرَةِ وَالِاسْتِعْدَادِ لَهَا أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، وَالْإِنَابَةِ وَالِانْكِسَارِ، وَتَرْكِ التَّعَلُّقِ بِبِنَاءِ الدُّنْيَا وَالِاسْتِقْرَارِ، لَعَلَّهُمُ انْتَظَرُوا أَنْ يَكُونَ التَّوْجِيهُ الْمُحَمَّدِيُّ بِالْإِقْبَالِ عَلَى عِبَادَاتٍ بِعَيْنِهَا، مُنْقَطِعِينَ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ كُلِّ عَمَلٍ سِوَاهَا.
فَيَا لَلَّهِ مَا أَجْمَلَ عَظَمَةَ هَذَا الدِّينِ الَّذِي جَاءَ لِإِصْلَاحِ الْبَشَرِيَّةِ وَإِسْعَادِهَا!
أَوَّلُ إِشَارَةٍ تَسْتَوْقِفُنَا فِي هَذَا الْوَحْيِ النَّبَوِيِّ تَقُولُ: إِنَّ رِسَالَةَ الْإِسْلَامِ لَيْسَتْ هِيَ اعْتِزَالًا عَنِ الْحَيَاةِ، وَإِنَّمَا هِيَ رِسَالَةٌ تَتَعَبَّدُ اللَّهَ -تَعَالَى- بِإِعْمَارِ أَرْضِهِ وَإِحْيَائِهَا، وَالْإِنْتَاجِ فِيهَا وَبِنَائِهَا.
إِنَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الْمُحَمَّدِيَّةَ كَأَنَّمَا تُخَاطِبُ السَّامِعِينَ أَنْ لَا يَقْعُدُوا عَنْ أَيِّ عَمَلٍ فِي زَمَنِ الضِّيقِ وَالْأَزَمَاتِ، فَكَيْفَ بِأَوْقَاتِ الْعَيْشِ الرَّغِيدِ وَالْأَيَّامِ الرَّخِيَّاتِ.
فَمَا تَرَكَ عَبْدٌ الْعَمَلَ إِلَّا كَانَ مِنْ أَهْلِ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَهُمَا خَصْلَتَانِ اسْتَعَاذَ مِنْهُمَا خَيْرُ الْبَشَرِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَآفَتَانِ مَا حَلَّتَا فِي أُمَّةٍ إِلَّا حَطَّمَتهَا، وَأَخَّرَتهَا وَأَضْعَفَتْهَا.
وَعَمَلُ الْعَبْدِ هُوَ شَرَفُهُ وَعِزُّهُ وَعَفَافُهُ، وَفِي الْحَدِيثِ: "الْمُؤْمِنُ يَمُوتُ بِعَرَقِ الْجَبِينِ"؛ أَيْ: تَأْتِيهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ فِي عَمَلٍ وَكَدْحٍ وَكَدٍّ، عَلَى أَحَدِ التَّفْسِيرَيْنِ فِي مَعْنَى الْحَدِيثِ.
وَإِذَا كَانَ الْحِرْصُ عَلَى الْعَمَلِ وَالِاهْتِمَامُ بِهِ هُوَ هَمُّ سَوَادِ النَّاسِ كَانَ ذَلِكَ سَبَبًا رَئِيسًا فِي تَطَوُّرِ الْمُجْتَمَعَاتِ، وَتَقَدُّمِ الْحَضَارَاتِ، وَحُصُولِ الْقُوَّةِ الِاقْتِصَادِيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ وَالْكَفَائِيَّةِ، وَالْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ.
وَفِي هَذَا الْخَبَرِ النَّبَوِيِّ إِشَارَةٌ حَمِيدَةٌ وَخَصْلَةٌ مَجِيدَةٌ، هِيَ نَفْعُ الْآخَرِينَ، فَالْإِحْسَانُ إِلَى الْخَلْقِ هِيَ رِسَالَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَخُلُقُ الرِّجَالِ النُّبَلَاءِ، وَمِنَ الْخِلَالِ الْمَشْهُودَةِ لِخَيْرِ الْخَلْقِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يَقْرِي، وَيَحْمِلُ الْكَلَّ، وَيَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَيُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ.
وَأَدْنَى شُعَبِ الْإِيمَانِ هُوَ نَفْعُ النَّاسِ بِإِمَاطَةِ الْأَذَى عَنْ طُرُقَاتِهِمْ.
وَكَمْ حَدَّثَنَا نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أَخْبَارِ مَنْ سَبَقَ، دَخَلُوا جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ؛ لِأَنَّهُمْ نَفَعُوا الْآخَرِينَ، فِي أَعْمَالٍ هِيَ مُسْتَحْقَرَةٌ فِي نَظَرِ الْكَثِيرِينَ إِمَّا بِإِزَالَةِ غُصْنِ شَوْكٍ، أَوْ وَضْعِ دَيْنٍ، أَوْ سِقَايَةِ حَيَوَانٍ.
وَيَكْفِينَا أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ أَهْلَ مَنْفَعَةِ الْآخَرِينَ هُمْ أَحْبَابُ الرَّحْمَنِ يَتَقَلَّبُونَ فِي دُنْيَاهُمْ فِي مَعُونَةِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِهِ مَعَ الذِّكْرِ الْجَمِيلِ وَالْإِطْرَاءِ الْجَلِيلِ، يَقُولُ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ". (رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ)، وَهُوَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَإِذَا كَانَ الْحَدِيثُ أَشَارَ إِلَى أَهَمِّيَّةِ الْغَرْسِ لِلنَّفْعِ الدُّنْيَوِيِّ فَمَا ظَنُّكُمْ بِقِيمَةِ وَأَجْرِ مَنْ يَغْرِسُ الْخَيْرَ فِي النُّفُوسِ، وَيَسْعَى فِي نَشْرِ الْخَيْرِ وَبَقَاءِ التَّدَيُّنِ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ، فَهَؤُلَاءِ الْغُرَّاسُ هُمْ شَامَةُ الْمُجْتَمِعِ، وَلَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا بَقِيَ فِيهِمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ، لَا تَزَالُ الْمُجْتَمَعَاتُ بَاقٍ فِيهَا الْفَلَاحُ إِذَا كَانَ فِيهِمْ رِجَالٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ.
عِبَادَ اللَّهِ: وَتَوْجِيهٌ آخَرُ يُؤْخَذُ مِنْ وَحْيِ هَذَا الْحَدِيثِ، عُنْوَانُهُ: "لَيْسَ شَرْطًا أَنْ تَرَى أَثَرَ عَمَلِكَ"، فَهَذِهِ الْفَسِيلَةُ؛ وَهِيَ النَّخْلَةُ الصَّغِيرَةُ تَحْتَاجُ إِلَى سَنَوَاتٍ حَتَّى تَنْمُوَ وَتُثْمِرَ، وَإِذَا غُرِسَتْ فِي ذَلِكَ الْحِينِ لَنْ يَأْكُلَ مِنْ ثَمَرِهَا مَنْ غَرَسَهَا، وَلَنْ يَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا.
فَمَا عَلَيْكَ -يَا عَبْدَ اللَّهِ- إِلَّا الْعَمَلُ، وَإِتْمَامُهِ وَإِتْقَانُهِ، وَلَا تُفَكِّرْ فِي النَّتَائِجِ وَالْعَوَائِدِ.
فَمَا أَجْمَلَ -بَعْدَ هَذَا- أَنْ يَسْتَشْعِرَ كُلُّ مُوَجِّهٍ وَأَبٍ، وَنَاصِحٍ وَمُرَبٍّ أَنَّهُ مَطَالَبٌ فَقَطْ بِالْبَلَاغِ، وَأَجْرُهُ حَاصِلٌ بِهِ، وَلَا يَسْتَعْجِلِ النَّتَائِجَ وَلَا يَتَحَيَّنِ الثَّمَرَةَ (إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ)، خِطَابٌ إِلَهِيٌّ قِيلَ لِخَيْرِ رُسُلِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
فَأَطْلِقْ –أَخِيَّ- الْكَلِمَةَ الطَّيِّبَةَ وَالنَّصِيحَةَ الْمُشْفِقَةَ فِي كُلِّ خَلَلٍ تَرَاهُ فِي بَيْتِكَ وَعَمَلِكَ، وَمَتْجَرِكَ وَمُجْتَمَعِكَ، وَدَعْهَا تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا.
إِخْوَةَ الْإِيمَانِ: وَصُورَةٌ حَسَنَةٌ أَشَارَ لَهَا الْحَدِيثُ؛ وَهِيَ مِنْ جَمَالِيَّاتِ هَذَا الدِّينِ، وَهِيَ فَضْلُ الزَّرْعِ، وَأَهَمِّيَّةُ إِعْمَارِ الْأَرْضِ بِالتَّشْجِيرِ وَالنَّبَاتِ، وَمِنَ الصُّوَرِ الْمُبْهِجَةِ لِلنُّفُوسِ أَنْ تَتَزَيَّنَ الْأَرْضُ بِأَشْجَارِهَا، وَتَكْتَسِيَ بِاخْضِرَارِهَا، وَفِي الْحَدِيثِ (عِنْدَ الْبُخَارِيِّ): "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ".
غَرَسَ مُعَاوِيَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَرْضًا لَهُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، فَقِيلَ لَهُ: وَأَنْتَ فِي هَذَا الْعُمْرِ؟! فَقَالَ: مَا غَرَسْتُهُ طَمَعًا فِي إِدْرَاكِهِ، وَإِنَّمَا حَمَلَنِي قَوْلُ الْقَائِلِ:
لَيْسَ الْفَتَى بِفَتًى لَا يُسْتَضَاءُ بِهِ *** وَلَا يَكُونُ لَهُ فِي الْأَرْضِ آثَارُ
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِهَدْيِ سَيِّدِ الثَّقَلَيْنِ...
الخطبة الثانية:
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا إِخْوَةَ الْإِيمَانِ: لَا تَخْلُو الْحَيَاةُ مِنْ أَزَمَاتِ وَمُنَغِّصَاتٍ، وَمَدٍّ وَجَزْرٍ، وَحُلْوٍ وَمُرٍّ، وَالتَّعَامُلُ مَعَهَا بِإِيجَابِيَّةٍ هُوَ الْخِيَارُ الْأَمْثَلُ، وَحَدِيثُ الْفَسِيلَةِ يُعْطِينَا دَرْسًا صَرِيحًا فِي التَّعَامُلِ مَعَ الْحَوَادِثِ الْعِظَامِ بِإِيجَابِيَّةٍ، فَرَغْمَ هَوْلِ حَدَثِ السَّاعَةِ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ هَوْلٌ يَأْمُرُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالتَّعَامُلِ مَعَهُ بِإِيجَابِيَّةٍ، وَهُوَ الْعَمَلُ وَالسَّعْيُ.
وَإِذَا رُزِقَ الْعَبْدُ رُوحًا إِيجَابِيَّةً انْفَتَحَتْ لَهُ دُرُوبُ الْعَمَلِ، وَالْقَبُولِ بَيْنَ الخلْقِ، فَالنَّاسُ –بِطَبْعِهَا- تَرْنُو إِلَى التَّفَاؤُلِ وَيُعْجِبُهَا الْإِيجَابِيُّ الْبَاذِلُ، وَالْعَامِلُونَ مَا أَدْرَكُوا مُنَاهُمْ إِلَّا بِنُفُوسٍ مَلْأَى بِالتَّفَاؤُلِ وَالْإِيجَابِيَّةِ.
أَمَّا إِنْ تَرَحَّلَتِ النَّظْرَةُ الْإِيجَابِيَّةُ وَالْحُلُولُ الْمُسْتَطَاعَةُ حَلَّ حِينَهَا الْيَأْسُ وَالنَّظْرَةُ السَّوْدَاوِيَّةُ، وَإِذَا عَشْعَشَ الْيَأْسُ تَبَدَّلَتِ الْمَشَاعِرُ بِالْإِحْبَاطِ وَالْقُنُوطِ.
كَمْ وَكَمْ تَمُرُّ بِنَا وَبِالْمُجْتَمَعِ مِنْ نَوَازِلَ صِغَارٍ وَكِبَارٍ، فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا تَأَوُّهَاتِ الْمُحْبَطِينَ، وَأَنِينَ الْيَائِسِينَ، وَهَذَا التَّبَاكِي وَالتَّشَاكِي لَيْسَ هُوَ الْمَوْقِفَ الصَّحِيحَ، وَإِنَّمَا هُوَ رَقْمٌ جَدِيدٌ ثَقِيلٌ يُدَوَّنُ فِي سِجِلِّ الْأَعْبَاءِ.
فَكُنْ -يَا عَبْدَ اللَّهِ- فِي كُلِّ مُعْضِلَةٍ وَأَزْمَةٍ وَرَقَةً خَضْرَاءَ حَتَّى وَلَوْ رَأَيْتَ مَنْ حَوْلَكَ أَعْوَادًا يَابِسَةً.
لَا تُقْعِدكَ الْمَآسِي وَالْمُنْكَرَاتُ، وَالنَّوَازِلُ الْعَصِيَّاتُ، عَنْ عَمَلِ الْإِحْسَانِ، وَفِعْلِ الْمَعْرُوفِ، وَبَذْلِ الْخَيْرِ، وَحَافِظْ ثُمَّ حَافِظْ عَلَى فِعْلِهِ وَلَوْ قَلَّ، وَدَعْ مَا لَا يُمْكِنُ إِلَى مَا يُمْكِنُ، لِيَسْتَمِرَّ الْعَطَاءُ، وَيَحْصُلَ لَهُ الْبَقَاءُ.
وَبَعْدُ عِبَادَ اللَّهِ: فَإِنَّ أَمْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالزَّرْعِ فِي هَذَا الْوَقْتِ الْعَصِيبِ رِسَالَةٌ عَلَى عَالَمِيَّةِ الدِّينِ، إِذِ الزَّرْعُ سَيَسْتَفِيدُ مِنْهُ كُلُّ مَخْلُوقٍ وَحَيَوَانٍ.
فَالْحَدِيثُ كَأَنَّمَا يُخَاطِبُ الْبَشَرِيَّةَ أَنَّ الْإِسْلَامَ رِسَالَةُ خَيْرٍ وَرَحْمَةٍ وَإِسْعَادٍ فِي الدُّنْيَا، وقَائِدٌ لِلنَّجَاةِ وَالْفَلَاحِ لِلْأُخْرَى.
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِخَيْرِ الْعَمَلِ، وَاسْتُرْ عَنَّا الْمَعَايبَ وَالزَّلَلَ، اجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ لَا ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ، بِالْمَعْرُوفِ آمِرِينَ، وَعَنِ الْمُنْكَرِ نَاهِينَ.
المرفقات
الساعة-1
الساعة-1
المشاهدات 3366 | التعليقات 3
مرحبا بالشيخ إبراهيم ... شكر الله لك تشجيعك ،،، وزادنا وإياك علماً وعملا وهدى..
الانقطاع عن المنبر كان له ظروفه ،، سددك الباري
خطبة رااائعة
نفع الله بكم
ابراهيم الخضير
جزاك الله ياشيخ ابراهيم وعوداً حميداً فقد خطبك الجميلة وكنا ننتظرها بشغف في كل اسبوع نفع الله بك الاسلام والمسلمين
تعديل التعليق