فروقات وتناقضات قبل وبعد الاختبارات
صالح العويد
1438/04/29 - 2017/01/27 07:24AM
الحمد لله المتوحد في الجلال بكمال الجمال تعظيما وتكبيرًا، المتفرد بتصريف الأحوال على التفصيل والإجمال تقديرًا وتدبيرًا، المتعالي بعظمته ومجده، الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعدفاتقوا الله عباد الله، فما للنفوس لا تتزود من التقوى وهي مسافرة؟!! وما للهِمَم عن ركب المتقين فاترة؟!! وما للألسن عن شكر نعم الله قاصرة؟! وما للعيون إلى زهرة الدنيا الفانية ناظرة؟!! وعن طريق الهداية الواضحة حائرة؟!! ألا فاتقوا الله ربكم، وعظموا نواهيه وأوامره، وتدبروا آياته، فكم فيها من موعظة وعبرة زاجرة
أيها المسلمون انقضت الاختبارات للطلاب والطالبات وأعلنت النتائج وانقضت أيام ماضيات عاشها الأبناء والآباء والأمهات تحمل في طياتها فروقات وتناقضات سنتطرق لبعضها نفعني الله وإياكم بها
أيها المسلمون : إن مما يفرح قلب كل مؤمن إقبال الشباب على الصلاة والعبادة وحرصٌ على أدائها في أول الأوقات واجتهاد على شهودها في الجماعات وخاصة صلاة الفجر في أيام الاختبارات ، مع كثير من الاجتهاد من الأبناء والبنات في الطاعات، وحث إجمالي من أولياء الأمور على ذلك حتى كأننا نرى أجواء من الطاعة والذكر والتعلق بالله والتضرع إليه هي في الحقيقة سَمْتٌ ينبغي أن يكون دائمًا للمسلم، غير أننا نرى بعد الاختبارات في كثير من الأحوال أو في بعضها على الأقل تفريط في هذه الصلوات وتأخير لها عن الأوقات وهجر لها مع الجماعات، وذلك أيضًا يصحبه شيء من التهاون في ارتكاب المحرمات أو مقارفة ما قد يكون حتى من المشتبهات. وهذا تناقض لا ينبغي أن يكون من المسلم وخاصة من شبابنا وأبنائنا وطلابنا، ومن أولياءهم من الآباء والأمهات كيف يسعدون بهذا ولا يغضبون لذاك؟! كيف لا يحرصون على استمرار هذا الخير ويدرؤون ذلك التقصير والتفريط؟! ولنحذرأن نقع فيما أخبر به سبحانه بقوله:{ ومن الناس من يعبد الله على حرف ، فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}. وإننا جميعًا ندرك أننا جميعًا مسئولون، هم مسئولون عن أعمالهم إذا كلفوا، ونحن مسئولون عن متابعتهم وتربيتهم: «كلكم راع ومسئول عن رعيته».
أيها المسلمون : وفي الاختبارات تهيئة للأجواء وتقديم للخدمات ومنع للشواغل و قطع كل وسائل اللهو والعبث على الأبناء والبنات وتهيأ الأسباب من الهدوء والسكينة , فالدش يغلق والغناء يسكت ، وكل ما يلهي ويغضب الله لا طريق له في بيوتنا رغبةً في التوفيق وعدم الخذلان من رب العالمين لماذا؟ لكي نهيئ الفرصة للحصول على المطلوب والأخذ بالأسباب لتحقيق النجاح، فما بالنا أن نتنكر لربنا ونترك ذلك كله بعد أن يمن علينا وينعم علينا ويسددنا ويوفقنا فيغيب الآباء وتنشغل الأمهات، وينفرط العقد وتصبح الأمور في كثير منها فوضى، إهمال وتضييع وعدم سؤال ولا اكتراث يدخل من يدخل ويخرج من يخرج ويذهب من يذهب ويغيب من يغيب فلا بد أن يستيقظ الإيمان في قلوبنا ويصبح في قلوبنا يقين أن الذي يوفق ويسدد ابناءنا هو الله فينبغي عدم التعرض لما يغضبه فيقوم الآباء والأمهات بتطهير البيوت من كل ما يغضب الله رغبة في ما عند الله وحرصاً على عدم انشغال أبناءهم فيما لا يرضي ، فيا أيها الأب المبارك والام الحنون : يا من تحرصون أن ينال أبناؤكم أعلى الدرجات وأرقى المستويات في الامتحانات هل حرصتم وتحمستم بنفس الحرص وبنفس الحماس أن ينال أبناؤكم أعلى الدرجات وأرقى المستويات في أدبهم وأخلاقهم ودينهم وصلاتهم وصلاحهم وفي كل شيء نافع فأنتم مسئولون عن نجاحهم في الآخرة قبل مسئوليتكم عن نجاحهم في الدنيا فاعلموا بارك الله فيكم أن الله مطلع ويعلم ما تكن صدورنا وما توسوس به أنفسنا فالله الله أن يكون همنا شيئاً من أمور الدنيا وننسى التوفيق والنجاح في الآخرة الحياة الباقية (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) يقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه المأثور: ((اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا)). وعليكم أيها الآباء أن تبينوا لأولادكم أن هذه الامتحانات ليست هي المحطة النهائية ولا الرسمية في حياة المسلم وأن توضحوا لهم أن الخسارة الحقيقية هي في ترك مرضاة الله والتعرض لسخط الله فهذا هو الخسران المبين وهذا هو الفشل الكبير يقول الله جل جلاله ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾
أيها المسلمون : وفي الاختبارات نرى الجد ونرى القدرات كيف تستخرج، فإذا النوم يقل والاطلاع يزداد والذهن يشتغل والذاكرة تنشط والطاقات كلها تعمل فإذا انقضت الاختبارات أعطينا العقل إجازة مفتوحة وغطينا عليه وأهملنا وجعلنا كل أمر فيه جد موءود وليس له في حياتنا وجود ، فشبابنا في كثير من الأحوال يسهرون في عبث وينامون سحابة يومهم في كسل. فأين هذه القدرة على الاطلاع التي يقرأ فيها أبناؤنا في أثناء الاختبارات ويركزون ويحفظون ويستحضرون على مدى ساعات طوال؟! ربما لا تقل في اليوم عن خمس ساعات وقد تصل في اليوم إلى عشر ساعات، أين هي لا يكون نصفها أو ربعها بعد ذلك؟! ، نعجز بعد الامتحانات أن نقرأ كتاباً من عشر صفحات بعد أن كنا في أيام الامتحانات نقرأ مئات الصفحات ونعجز عن صلاة ركيعات في جوف الليل مع أننا نسهر الساعات والليالي الطويلة في المذاكرة والمراجعة يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أيها الأبناء والبنات إن عندكم من الطاقات والمواهب والقدرات شيئاً عظيماً لا يمكن الاستهانة به أيها الأبناء أنتم قادة المستقبل، ولن يقود المستقبل إلا قائد، إن المستقبل لا يقوده إنسان ضعيف فاشل مهزوم.
أبناؤنا أنتم الأمل المنشود، أنتم نجومنا الوضاءة. أنتم من سوف يقفون على أعواد هذا المنبر. أنتم من سوف يقومون بعلاجنا، ويبنون أبراجنا،وينشئون حضارتنا، ويؤلفون أدبنا. أنتم من سوف يقودون أفكارنا وسياستنا، وكل شيء من حياتنا فأنتم أبناءاليوم ورجال الغد.اليوم نقودكم، واليوم نوجهكم، واليوم نرشدكم، وغدا نستمع إلى حديثكم، وغدا نستمع إلى توجيهاتكم، أعوذبالله من الشيطان الرجيم وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(أقولُ قَوْلِي هذا وأَسْتَغفرُ الله َالْعظيمَ الجليلَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاسْتغفروهُ وتُوبوا إليْهِ إنّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم .
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم ، اللهم صل ، وسلم ، وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله ، وصحبه أجمعين... وبعد :
أيهاالأحبة لابد أن نعرف المعنى الأكبر لهذه الحياة كلها: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) [الملك: 2]، فكل هذه الحياة بمافيها كلها اختبار، كلها ابتلاء، فلنستشعر أننا في امتحانٍ رهيب ، في كلِّ ما نأتي ونذر ، وفيما نحبُّ ونكره ، ونرى ونسمع ، ونعطي ونمنع ، ونأكل ونشرب ، ونسكن ونركب ، ونقول ونعمل ، وذلك على مدى الدَّهر ، وبطول مسيرة العمر .
واليوم عملٌ ولا حساب ، وغداً حسابٌ ولا عمل !
فلنُرِ اللهَ منَّا خيراً ، نُسرُّ به يوم أن نُعرض عليه ، ونقف بين يديه ، حيث تُعطى الجوائز لكلِّ فائز ، ويزخُّ بقفا كلِّ خاسر إلى نار السَّموم ، (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) وفي هذا بلاغٌ لقوم عابدين !
اللهُمَّ اجعلنا ـ بفضلك ـ من السُّعداء الفائزين ، ولا تجعلنا ـ برحمتك ـ من الأشقياء الخاسرين ، هذاوصلواعلى أفضل المرسلين وخاتم النبيين كماأمركم بذلك رب العالمين فقال في كتابه المبين فَقَال : إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى الله ُعَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) اللّهم صَلّ وَسَلّم على عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحمّد ، وعلى آلِه وَصَحْبهِ الطيبين الطاهرين وارضَ اللّهُمَّ عن الخلفاء الراشدينَ وعن بقيةِ صحابة رسولِكَ أجْمَعينَ ، وعَنِ التابعينَ وتابعيـهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين ، وعنّا مَعَهُم بِرحمتـكَ يا أرْحم الراحمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم انصر من نصر الدين واخذل الطغاة والملاحدة والمفسدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين.. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، اللهم هيئ له البطانة الصالحة واصرف عنه بطانة السوء يارب العالمين، اللهم وفقه وإخوانه وأعوانه لما فيه صلاح العباد والبلاد. اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم الطف بالمسلمين وادفع عنهم البلاء ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام. اللهم فرّج هَمّهُمْ، وفُكَّ كَرْبَهُم، اللّهم عليك بعدوهم ، اللهم إنهم بَغوا وطغوا في البلاد، وأكثروا فيها الفساد، فاللهم صُبَّ عليهم سَوط عذاب، يا قويّ يا جبّار عليك بالظالمين المعتدين ،وكن لجنودنا على الحوثيين وعَجّل بوعدِك ونصرك المبين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين، وفك أسر المأسورين، واقض الدين عن المدينين، واشف برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولجميع المسلمين.. اللهم اهد شباب المسلمين وشيبهم ونساءهم وعامتهم. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أن التواب الرحيم.. عباد الله : )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
أما بعدفاتقوا الله عباد الله، فما للنفوس لا تتزود من التقوى وهي مسافرة؟!! وما للهِمَم عن ركب المتقين فاترة؟!! وما للألسن عن شكر نعم الله قاصرة؟! وما للعيون إلى زهرة الدنيا الفانية ناظرة؟!! وعن طريق الهداية الواضحة حائرة؟!! ألا فاتقوا الله ربكم، وعظموا نواهيه وأوامره، وتدبروا آياته، فكم فيها من موعظة وعبرة زاجرة
أيها المسلمون انقضت الاختبارات للطلاب والطالبات وأعلنت النتائج وانقضت أيام ماضيات عاشها الأبناء والآباء والأمهات تحمل في طياتها فروقات وتناقضات سنتطرق لبعضها نفعني الله وإياكم بها
أيها المسلمون : إن مما يفرح قلب كل مؤمن إقبال الشباب على الصلاة والعبادة وحرصٌ على أدائها في أول الأوقات واجتهاد على شهودها في الجماعات وخاصة صلاة الفجر في أيام الاختبارات ، مع كثير من الاجتهاد من الأبناء والبنات في الطاعات، وحث إجمالي من أولياء الأمور على ذلك حتى كأننا نرى أجواء من الطاعة والذكر والتعلق بالله والتضرع إليه هي في الحقيقة سَمْتٌ ينبغي أن يكون دائمًا للمسلم، غير أننا نرى بعد الاختبارات في كثير من الأحوال أو في بعضها على الأقل تفريط في هذه الصلوات وتأخير لها عن الأوقات وهجر لها مع الجماعات، وذلك أيضًا يصحبه شيء من التهاون في ارتكاب المحرمات أو مقارفة ما قد يكون حتى من المشتبهات. وهذا تناقض لا ينبغي أن يكون من المسلم وخاصة من شبابنا وأبنائنا وطلابنا، ومن أولياءهم من الآباء والأمهات كيف يسعدون بهذا ولا يغضبون لذاك؟! كيف لا يحرصون على استمرار هذا الخير ويدرؤون ذلك التقصير والتفريط؟! ولنحذرأن نقع فيما أخبر به سبحانه بقوله:{ ومن الناس من يعبد الله على حرف ، فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}. وإننا جميعًا ندرك أننا جميعًا مسئولون، هم مسئولون عن أعمالهم إذا كلفوا، ونحن مسئولون عن متابعتهم وتربيتهم: «كلكم راع ومسئول عن رعيته».
أيها المسلمون : وفي الاختبارات تهيئة للأجواء وتقديم للخدمات ومنع للشواغل و قطع كل وسائل اللهو والعبث على الأبناء والبنات وتهيأ الأسباب من الهدوء والسكينة , فالدش يغلق والغناء يسكت ، وكل ما يلهي ويغضب الله لا طريق له في بيوتنا رغبةً في التوفيق وعدم الخذلان من رب العالمين لماذا؟ لكي نهيئ الفرصة للحصول على المطلوب والأخذ بالأسباب لتحقيق النجاح، فما بالنا أن نتنكر لربنا ونترك ذلك كله بعد أن يمن علينا وينعم علينا ويسددنا ويوفقنا فيغيب الآباء وتنشغل الأمهات، وينفرط العقد وتصبح الأمور في كثير منها فوضى، إهمال وتضييع وعدم سؤال ولا اكتراث يدخل من يدخل ويخرج من يخرج ويذهب من يذهب ويغيب من يغيب فلا بد أن يستيقظ الإيمان في قلوبنا ويصبح في قلوبنا يقين أن الذي يوفق ويسدد ابناءنا هو الله فينبغي عدم التعرض لما يغضبه فيقوم الآباء والأمهات بتطهير البيوت من كل ما يغضب الله رغبة في ما عند الله وحرصاً على عدم انشغال أبناءهم فيما لا يرضي ، فيا أيها الأب المبارك والام الحنون : يا من تحرصون أن ينال أبناؤكم أعلى الدرجات وأرقى المستويات في الامتحانات هل حرصتم وتحمستم بنفس الحرص وبنفس الحماس أن ينال أبناؤكم أعلى الدرجات وأرقى المستويات في أدبهم وأخلاقهم ودينهم وصلاتهم وصلاحهم وفي كل شيء نافع فأنتم مسئولون عن نجاحهم في الآخرة قبل مسئوليتكم عن نجاحهم في الدنيا فاعلموا بارك الله فيكم أن الله مطلع ويعلم ما تكن صدورنا وما توسوس به أنفسنا فالله الله أن يكون همنا شيئاً من أمور الدنيا وننسى التوفيق والنجاح في الآخرة الحياة الباقية (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) يقول النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه المأثور: ((اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا)). وعليكم أيها الآباء أن تبينوا لأولادكم أن هذه الامتحانات ليست هي المحطة النهائية ولا الرسمية في حياة المسلم وأن توضحوا لهم أن الخسارة الحقيقية هي في ترك مرضاة الله والتعرض لسخط الله فهذا هو الخسران المبين وهذا هو الفشل الكبير يقول الله جل جلاله ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾
أيها المسلمون : وفي الاختبارات نرى الجد ونرى القدرات كيف تستخرج، فإذا النوم يقل والاطلاع يزداد والذهن يشتغل والذاكرة تنشط والطاقات كلها تعمل فإذا انقضت الاختبارات أعطينا العقل إجازة مفتوحة وغطينا عليه وأهملنا وجعلنا كل أمر فيه جد موءود وليس له في حياتنا وجود ، فشبابنا في كثير من الأحوال يسهرون في عبث وينامون سحابة يومهم في كسل. فأين هذه القدرة على الاطلاع التي يقرأ فيها أبناؤنا في أثناء الاختبارات ويركزون ويحفظون ويستحضرون على مدى ساعات طوال؟! ربما لا تقل في اليوم عن خمس ساعات وقد تصل في اليوم إلى عشر ساعات، أين هي لا يكون نصفها أو ربعها بعد ذلك؟! ، نعجز بعد الامتحانات أن نقرأ كتاباً من عشر صفحات بعد أن كنا في أيام الامتحانات نقرأ مئات الصفحات ونعجز عن صلاة ركيعات في جوف الليل مع أننا نسهر الساعات والليالي الطويلة في المذاكرة والمراجعة يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أيها الأبناء والبنات إن عندكم من الطاقات والمواهب والقدرات شيئاً عظيماً لا يمكن الاستهانة به أيها الأبناء أنتم قادة المستقبل، ولن يقود المستقبل إلا قائد، إن المستقبل لا يقوده إنسان ضعيف فاشل مهزوم.
أبناؤنا أنتم الأمل المنشود، أنتم نجومنا الوضاءة. أنتم من سوف يقفون على أعواد هذا المنبر. أنتم من سوف يقومون بعلاجنا، ويبنون أبراجنا،وينشئون حضارتنا، ويؤلفون أدبنا. أنتم من سوف يقودون أفكارنا وسياستنا، وكل شيء من حياتنا فأنتم أبناءاليوم ورجال الغد.اليوم نقودكم، واليوم نوجهكم، واليوم نرشدكم، وغدا نستمع إلى حديثكم، وغدا نستمع إلى توجيهاتكم، أعوذبالله من الشيطان الرجيم وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ(أقولُ قَوْلِي هذا وأَسْتَغفرُ الله َالْعظيمَ الجليلَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فاسْتغفروهُ وتُوبوا إليْهِ إنّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم .
الحمد لله رب العالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله ، صاحب الخلق العظيم ، اللهم صل ، وسلم ، وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله ، وصحبه أجمعين... وبعد :
أيهاالأحبة لابد أن نعرف المعنى الأكبر لهذه الحياة كلها: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) [الملك: 2]، فكل هذه الحياة بمافيها كلها اختبار، كلها ابتلاء، فلنستشعر أننا في امتحانٍ رهيب ، في كلِّ ما نأتي ونذر ، وفيما نحبُّ ونكره ، ونرى ونسمع ، ونعطي ونمنع ، ونأكل ونشرب ، ونسكن ونركب ، ونقول ونعمل ، وذلك على مدى الدَّهر ، وبطول مسيرة العمر .
واليوم عملٌ ولا حساب ، وغداً حسابٌ ولا عمل !
فلنُرِ اللهَ منَّا خيراً ، نُسرُّ به يوم أن نُعرض عليه ، ونقف بين يديه ، حيث تُعطى الجوائز لكلِّ فائز ، ويزخُّ بقفا كلِّ خاسر إلى نار السَّموم ، (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) وفي هذا بلاغٌ لقوم عابدين !
اللهُمَّ اجعلنا ـ بفضلك ـ من السُّعداء الفائزين ، ولا تجعلنا ـ برحمتك ـ من الأشقياء الخاسرين ، هذاوصلواعلى أفضل المرسلين وخاتم النبيين كماأمركم بذلك رب العالمين فقال في كتابه المبين فَقَال : إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ صَلّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلّى الله ُعَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) اللّهم صَلّ وَسَلّم على عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحمّد ، وعلى آلِه وَصَحْبهِ الطيبين الطاهرين وارضَ اللّهُمَّ عن الخلفاء الراشدينَ وعن بقيةِ صحابة رسولِكَ أجْمَعينَ ، وعَنِ التابعينَ وتابعيـهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين ، وعنّا مَعَهُم بِرحمتـكَ يا أرْحم الراحمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين، اللهم انصر من نصر الدين واخذل الطغاة والملاحدة والمفسدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين.. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق ولي أمرنا لهداك، واجعل عمله في رضاك، اللهم هيئ له البطانة الصالحة واصرف عنه بطانة السوء يارب العالمين، اللهم وفقه وإخوانه وأعوانه لما فيه صلاح العباد والبلاد. اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم الطف بالمسلمين وادفع عنهم البلاء ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام. اللهم فرّج هَمّهُمْ، وفُكَّ كَرْبَهُم، اللّهم عليك بعدوهم ، اللهم إنهم بَغوا وطغوا في البلاد، وأكثروا فيها الفساد، فاللهم صُبَّ عليهم سَوط عذاب، يا قويّ يا جبّار عليك بالظالمين المعتدين ،وكن لجنودنا على الحوثيين وعَجّل بوعدِك ونصرك المبين، اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين، وفك أسر المأسورين، واقض الدين عن المدينين، واشف برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولجميع المسلمين.. اللهم اهد شباب المسلمين وشيبهم ونساءهم وعامتهم. ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أن التواب الرحيم.. عباد الله : )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .