فُرَصُ الحَجِّ مَحْدُودَةٌ 26/10/1443هـ

خالد محمد القرعاوي
1443/10/24 - 2022/05/25 15:00PM
فُرَصُ الحَجِّ مَحْدُودَةٌ 26/10/1443ه
الحَمْدُ للهِ جَعَلَ البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا، شَرَعَ الحَجَّ إِلَيْهِ فَرْضًا وَنَفْلاً، أَشْهَدُ أَلَّاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ أَسَّسَ بَيْتَهُ عَلَى التَّوْحِيدِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ؛ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ:(قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ، فَحُجُّوا) رواهُ مُسْلِمٌ, صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الْمَزِيدِ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ القَائِلَ:(الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) وَأَمَرَ بِالتَّزَوُّدِ فَقَالَ:(وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ).
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ شَرَعَ رَبُّنَا الحَجَّ لِصَلاَحِ قُلُوبِنَا، وَزَكَاةِ نُفُوسِنَا، وَاسْتِقَامَةِ دِينِنَا؛ وَهُوَ فَرْضٌ عَلَى الأَنَامِ، فَاللهُ تَعَالى هُوَ القَائِلُ:(وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ).وَمِمَّا قَالَهُ السَّعدِيُّ رحِمَهُ اللهُ: أَتى اللهُ سُبْحَانَهُ بِهَذَا الَّلفْظِ الدَّالِ عَلَى تَأْكُّدِ الوُجُوبِ عَلَى أَيِّ سَبِيلٍ تَيَسَّرَ مِن قُوتٍ أَو مَالٍ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ بالتَّهْدِيدِ بِالكُفْرِ, لِعَدَمِ التِزَامِهِ بِهَذا الوَاجِبِ وَتَرَكَهُ, فَإنَّ اللهَ لا حَاجَةَ بِهِ إلى حَجِّ أَحَدٍ، فَلَهُ الغِنَى الكَامِلُ التَّامُّ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وَبِكُلِّ اعْتِبَارٍ، فَكَانَ ذَلِكَ دَلِيلاً على عِظَمِ مَقْتِهِ لِتَارِكِ حَقِّهُ الذي أَوْجَبَهُ عَلَيهِ.
عِبَادَ اللهِ: الحَجُّ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ فَرَسُولُنَا صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ». لِذَا تَشَوَّفَ الْمُسْلِمُونَ لِلْحَجِّ مِنْ مُخْتَلَفِ الأَقْطَارِ وَالأَجْنَاسِ، فَقَدْ اسْتَعَدُّوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ, فَلاَ تَلُمْ أَحَدًا إِذَا قَرُبَ الْحَجُّ, أنْ يَخْشَعَ قَلْبُهُ، وَسَحَّتْ بِالدَّمْعِ عَيْنُهُ:(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ).
عِبَادَ اللهِ: عَجِيبٌ حَالُ مَنْ حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَدَاءِ فَرِيضَةِ الحَجِّ حَوَائِلُ وَمَا هِيَ بِحَوَائِلَ، إِنْ هُوَ إِلاَّ تَزْيِينُ الشَّيْطَانِ، وَتَسْوِيفُ الإِنْسَانِ! فَكَمْ ضَاعَتِ الأَعْمَارُ فِي التَّسْوِيِفِ! تَجَاوَزَ إخْوَانٌ لَنَا الثَّلاثِينَ وَالأَرْبَعِينَ وَلازَالُوا يُسوِّفُونَ وَيتَحجَّجُونَ بأعذارٍ وَاهِيَةٍ! فَيَا أخي: مَا دُمْتَ مُسْتَطِيعَاً فَأَدِّ مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيكَ, فأَنتَ تُؤَخِّرُ الحجَّ عاماً بعد عامٍ ولا تَدْري ما يَعرِضُ لكَ! يقولُ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:"مَنْ أَرَادَ الحَجَّ فَلْيَتَعَجَّلْ، فَإِنَّهُ قَدْ يَمْرَضُ الْمَرِيضُ، وَتَضِلُّ الرَّاحِلَةُ وَتَعْرِضُ الْحَاجَةُ"رَوَاهُ أَحْمَدُ. مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ يَأتِيَ الْحَجُّ وليسَ فِي عَرَفَاتٍ سِوَى أَلْفِ حَاجٍّ بَدَلَ مَلايينِ الحُجَّاجِ!
أيُّها الْمُسْلِمُ: كَيْفَ تَمُرُّ عَلَيكَ آيَاتُ وُجُوبِ الحَجِّ ولا تُحَرِّكُ فِيكَ سَاكِنَاً؟ بِمَ تُجِيبُ رَبَّكَ حِينَ أَخَّرْتَ فَرْضَهُ، وَقَدَّمْتُ عَلَيْهِ غَيْرَهُ؟ لِذَا فَإِنَّ مَنْ تَهَيَّأَتْ لَهُ فُرْصَةُ فَرْضِ الحَجِّ فَفَوَّتَهَا فَهُوَ عَلَى خَطَرٍ فِي دِينِهِ.
عبَادَ اللهِ: وَمِنْ رَحمةِ اللهِ بِنَا أنَّ الحجَّ مرَّةً وَاحِدَةً في العُمُرِ, خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسَلَّمَ أصحابَهُ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فُرِضَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ فَحُجُّوا». فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا فَقَالَ:(لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ) رواهُ مُسْلِمٌ. سُئل الشَّيخُ ابنُ العُثيمِينَ رَحِمَه اللهُ: هل وجوبُ الحجِّ على الفَورِ أَمْ على التَّرَاخِي؟. فقالَ:(الصَّحيحُ أنَّه واجبٌ على الفَورِ وأنَّه لا يجوزُ للإنسانِ الذي استَطَاعَ أنْ يؤخِّرَهُ). أتَدْرُونَ لِما أَقُولُ هذا الكَلامِ وَؤُأكِّدُ عليهِ قَبْلَ شَهْرٍ مِن مَوسِمِ الحجِّ تَقْرِيبًا؟ لأنَّ التَّسجِلَ في مَواقِعِ الحَمَلاتِ يَمتَلئُ سَرِيعَاً وَقَدْ تَفُوتُ الفُرْصَةُ! ولا يَنْفَعُ النَّدَمُ. فَقَدْ يَبْدَأُ وَسَطَ الأُسْبُوعِ القَادِمِ وَقَدْ يَكُونُ الذي بَعْدَهُ. أَهَمُّ شيءٍ أَنْ تَكُونَ مُتَابِعًا مَعَ الحَمَلاتِ وَفِي مَوقِعِ وِزَاَرةِ الْحَجِّ. وَهُنَا تَنْبِهٌ هَامٌّ: احْذَرْ ثُمَّ احذَرْ مِن الحَمَلاتِ الوهْمِيَّةِ, أَو الرَّوابِطِ والْمَواقِعِ الْكَاذِبَةِ, فَقَدْ يَكْثُرونَ هَذِهِ الأَيَّامِ وَيَسْتَغِلُّونَ حَاجَةَ وَعَاطِفَةَ النَّاسِ. فَمَنْ كانَ عَازِمَاً على الحجِّ فَلْيُبَادِرْ بالتَّوجُّهِ للحمَلاتِ وَلْيَعْزِمْ عَلَيهِمْ وَليَتَوَاصَلَ مَعَهُمْ مُبَاشَرَةً فَالأَمْرُ لَيسَ بالهَيِّنِ!
إخْوانِي تَأمَّلوا: كَمْ مِنْ مُسَوِّفٍ لِلْحَجِّ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِ أَضْحَى عَاجِزًا، إِمَّا بفَقَدِ مَالٍ، أَوْ صِحَّةٍ وَقُوَّةٍ, أَو وَبَاءٍ حَالَ بَينَنَا وَبينَ الحَجِّ, فَقَطَّعَ النَّدَمُ قُلُوبَنَا! أيُّها الأَخُ الْمُسْلِمُ: ألا تُريدُ الجَنَّةَ؟ سُئِلَ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ». وَقَالَ أيضَاً: «مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». وَقَالَ: "الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ". فاللهمَّ يَسِّرْنا للهُدى وَيَسِّرِ الهُدى لَنا, وَأعنَّا على أنفُسِنَا والشَّيطَانِ. أقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وأستغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وللمُسلمِينَ منْ كُلِّ ذَنَّبٍ فاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هُو الغَفُورُ الرَّحِيمُ
الخطبة الثانية:
الحَمدُ للهِ حَقَّ حَمْدِه، أشهَدُ ألَّا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ تَعظيمَاً لِمجدِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحمَّدَاً عبدُ اللهِ ورسولُهُ أزكَى الأَنَامِ, وَأَفضَلُ مَنْ حجَّ البَيتَ الحَرَامَ، صَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عليه وعلى آلِهِ وَأصحابِه وَمَنْ تَبِعَهَم عَلى الدَّوامِ. أَمَّا بَعْدُ.
عِبَادَ اللهِ: التَزِمُوا تَقْوَى اللهِ وَطَاعَتَهُ, فَالسَّعيدُ مَنْ بَادَرَ وَلَبَّي، والشَّقِيُّ مَنْ سَوَّفَ وَأَبَى.
أيَّها الكرامُ: مَلايينُ الْمُسلِمِينَ يَتَمَنَّونَ أَنْ يَدَفَعُوا يَمْلِكُونَ لأجْلِ أَدَاءِ الْحَجِّ! فَأينَ مَنْ كَانَ هُنَا مُسْتَطِيعًا لِلحَجِّ وَأَخَّرَهُ؟ فَإنَّهُ واللهِ آثِمٌ آثِمٌ, وَكُلُّ سَنَةٍ يَتَأَخَّرُّ فِيها فَإنَّهُ يَزْدَادُ إثْمَاً! ثَبَتَ عَن عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْه أَنَّهُ قَالَ: لِيَمُتْ يَهُودِيَّاً أَو نَصْرَانِيَّاً، رَجُلٌ مَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ وَجَدَ لِذَلِكَ سَعَةً وَخَلَّيتُ سَبِيلَهُ". بَلْ قَالَ رَسُولُنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللَّهُ: إِنَّ عَبْدًا صَحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ يَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ لَا يَفِدُ إِلَيَّ لَمَحْرُومٌ» رَوَاهُ ابنُ حِبَّانَ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُ. فَمَا عَسَانَا أنْ نَقُولَ لِمَنْ لَمْ يَحُجَّ فَرِيضَتَهُ إلى الآنَ؟ هَذا مَعَ تَيَسُّرِ السُّبُلِ, وَقِصَرِ المُدَّةِ.
عِبَادَ اللهِ: مِنَ النَّاسِ مَنْ يَمْنَعُهُ مِنَ الحَجِّ مَعْصِيَةٌ أَصَرَّ عَلَيْهَا، فَاحْذَرْ أنْ تَجَمَعَ بَيْنَ مَعْصِيَتَيْنِ!. وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤَخِّرُ حَجَّهُ لِدَيْنٍ عَلَيْهِ، فَمَنْ كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ مُؤَجَّلٌ أَوْ دَيْنُ تَقْسِيطٍ، لَمْ يَحُلْ أَجَلُ سَدَادِهِ، فَهَذَا الدَّيْنُ لَا يَمْنَعُ الحَجَّ؛ وَلاَ يَصِحُّ لَهُ أَنْ يَتَعَلَّلَ بِهِ!
أَحِبَّتي في اللهِ: نِدَاءٌ لِمَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَليهمْ بِالْمَالِ, فَأَعْظَمُ النَّفَقَاتِ مَا كَانَ على أولادِكَ وَأَهْلِ بَيتِكَ وَأَقَارِبِكَ فَسَاعِدُوهُمْ فِي إتْمَامِ حَجَّهِمْ, وَأَنْفِقُوا عَليهِم لِيُأدَّوا فَرْضَهُمْ, نَعَمْ لا يَجِبُ على الأبِ تَحْجِيجُ أولادِهِ وَلَكِنْ هَذا مِن أعْظَمِ الإحْسَانِ إليهِمْ وَتَرْبِيَتِهِمْ, كَمَا أنَّ لَكُمْ إخْوانٌ مُشْتَاقُونَ لِلْحَجِّ وَلا يَسْتَطِعُونَ, فَسَاعِدُوهُمْ مِنْ صَدَقَاتِكُمْ فَرَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ غَزَا». فَأنْتَ بِإعانَتِكَ إيَّاهُمْ كَأنَّكَ حَجَجْتَ مِثْلَهُمْ!
 
أيُّها الْمُؤمِنُونَ: اسْمَعُوا وَاعُوا, الحَجُّ وَاجِبٌ عَلى الفَورِ لا يَجُوزُ لِلمُسْتَطِيعِ أنْ يؤخِّرَهُ رَجَالاً وَنِسَاءً! أقُولُ هَذَا الكَلامَ وَأُكَرِّرُهُ, لأنَّ المُتَأَمِّلَ لِحَالِ إخوانٍ لَنا تَجَاوَزُ الثَّلاثِينَ وَالأَرْبَعِينَ لازَالُوا يُسوِّفونَ وَيُؤجِّلُونَ وَيتَحجَّجُونَ بِأَعْذَارٍ وَاهِيَةٍ! فَبَادِروا, وَسَجِّلوا, ولا تَستَخْسِروا مَا تَدفَعُونَ فَقد يَسَّرَ اللهُ علينا أكثَرَ مِن غيرنا! فَنحنُ بِحمْدِ اللهِ بِأَمْنٍ وَغِنَى, وَقُربٍ وَتَسهِيلاتٍ, وَغيرُنا يَقُدُمُ مِنْ شَتَّى البِلادِ, وَرُبَّمَا دفَعَ كُلَّ مَا يَملِكُ؟ فَبادِر بِأَدَاءِ ما افتَرَضَ اللهُ عليكَ, وَاخْتَرْ مِنَ الْمَالِ أطيَبهُ, فإنَّ اللهَ طيبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبِاً, فاللهم تقبَل منا إنكَ أنت السميع العليم وتب علينا إنكَ أنت التوابُ الرحيمُ, اللهم أعنا على أداءِ الأمانَةِ, وحقِّ الرعاية, اللهمَّ وَفِّقْ وُلاةَ أُمُورِنَا والقَائِمينَ على حَجِّ بَيتِكَ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى, وَاجْعَلْهُمْ رَحْمَةً على النَّاسِ, وَاجْعَلْهُمْ مَفَاتِيحَ خَيرٍ يَارَبَّ العَالَمِينَ. اللهم اغْفِر لَنَا وَلِوَالِدِينَا والمًسلِمِينَ أجْمَعِينَ. اللهمَّ اهدِنَا وَيَسِّرِ الهُدَى لَنَا, وَأعِنَّا على أدَاءِ فَرَائِضِكَ وَحَجِّ بَيتِكَ الحَرَامَ. اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ, ودَمِّرْ أعداءَ الدينِ, اللهمَّ من أرادَنا وَدِينَنا وَأَمْنَنَا وَأَخْلاقَنَا بِسوءٍ فَأَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ وَاجعَل كَيدَهُ فِي نَحْرِهِ. اللهمَّ أدم على الْمُسْلِمينَ الأَمنَ والاستقرَارَ، وزِدْهم هُدىً وتَوفيقاً. اللهمَّ إنا نعوذُ بك من الفتنِ ما ظَهَر منها وَمَا بَطَنَ. اللهم أبرم لهذه الأمةِ أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطَّاعةِ ويُذلُّ فيه أهلُ المعصيةِ ويؤمرُ فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر ياربَّ العالمين. (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
 
 
 
 
 
المشاهدات 1117 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا