فتوى اللجنة الدائمة في موافقة يوم العيد يوم الجمعة

علي القرعاني
1431/09/27 - 2010/09/06 10:10AM
فتوى اللجنة الدائمة في موافقة يوم العيد يوم الجمعة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه.. أما بعد:
فقد كثر السؤال عما إذا وقع يوم عيد في يوم جمعة فاجتمع العيدان: عيد الفطر أو الأضحى مع عيد الجمعة التي هي عيد الأسبوع، هل تجب صلاة الجمعة على من حضر صلاة العيد أم يجتزئ بصلاة العيد ويصلى بدل الجمعة ظهراً؟ وهل يؤذن لصلاة الظهر في المساجد أم لا؟ إلى آخر ما حصل عنه السؤال، فرأت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إصدار الفتوى الآتية
:

الجواب:
في هذه المسألة أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة منها:
1- حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سأله: هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم، قال: كيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: (من شاء أن يصلي فليصل). رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي والحاكم في "المستدرك" وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وله شاهد على شرط مسلم. ووافقه الذهبي، وقال النووي في "المجموع": إسناده جيد.

2- وشاهده المذكور هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون). رواه الحاكم كما تقدم، ورواه أبو داود وابن ماجه وابن الجارود والبيهقي وغيرهم.

3- وحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ثم قال: (من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها ، ومن شاء أن يتخلف فليتخلف). رواه ابن ماجه ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" بلفظ: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم فطر وجمعة، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد، ثم أقبل عليهم بوجهه فقال: (يا أيها الناس إنكم قد أصبتم خيراً وأجراً وإنا مجمعون، ومن أراد أن يجمع معنا فليجمع، ومن أراد أن يرجع إلى أهله فليرجع).

4- وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اجتمع عيدان في يومكم هذا فمن شاء أجزأه من الجمعة ، وإنا مجمعون إن شاء الله). رواه ابن ماجه، وقال البوصيري: إسناده صحيح ورجاله ثقات.

5- ومرسل ذكوان بن صالح قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة ويوم عيد فصلى ثم قام، فخطب الناس، فقال: (قد أصبتم ذكراً وخيراً وإنا مجمعون، فمن أحب أن يجلس فليجلس -أي في بيته- ومن أحب أن يجمع فليجمع). رواه البيهقي في السنن الكبرى.

6- وعن عطاء بن أبي رباح قال: صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا، فصلينا وحداناً، وكان ابن عباس بالطائف فلما قدمنا ذكرنا ذلك له، فقال : (أصاب السنة). رواه أبو داود، وأخرجه ابن خزيمة بلفظ آخر وزاد في آخره: قال ابن الزبير: (رأيت عمر بن الخطاب إذا اجتمع عيدان صنع مثل هذا).

7- وفي صحيح البخاري رحمه الله تعالى وموطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال أبو عبيد: شهدت العيدين مع عثمان بن عفان، وكان ذلك يوم الجمعة، فصلى قبل الخطبة ثم خطب، فقال: (يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له).

8- وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما اجتمع عيدان في يوم: (من أراد أن يجمع فليجمع، ومن أراد أن يجلس فليجلس). قال سفيان: يعني : يجلس في بيته. رواه عبد الرزاق في المصنف ونحوه عند ابن أبي شيبة.

وبناء على هذه الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى هذه الآثار الموقوفة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم ، وعلى ما قرره جمهور أهل العلم في فقهها، فإن اللجنة تبين الأحكام الآتية:
1- من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.

2- من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة، فإن لم يوجد عدد تنعقد به صلاة الجمعة صلاها ظهراً.

3- يجب على إمام مسجد الجمعة إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد ، إن حضر العدد التي تنعقد به صلاة الجمعة وإلا فتصلى ظهرا.

4- من حضر صلاة العيد وترخص بعدم حضور الجمعة فإنه يصليها ظهراً بعد دخول وقت الظهر.

5- لا يشرع في هذا الوقت الأذان إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، فلا يشرع الأذان لصلاة الظهر ذلك اليوم.

6- القول بأن من حضر صلاة العيد تسقط عنه صلاة الجمعة وصلاة الظهر ذلك اليوم قول غير صحيح، ولذا هجره العلماء وحكموا بخطئه وغرابته، لمخالفته السنة وإسقاطه فريضةً من فرائض الله بلا دليل، ولعل قائله لم يبلغه ما في المسألة من السنن والآثار التي رخصت لمن حضر صلاة العيد بعدم حضور صلاة الجمعة، وأنه يجب عليه صلاتها ظهراً .

والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان - رحمه الله.
الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمه الله.
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
المشاهدات 3158 | التعليقات 4

يا جماعة ترى الكثيرين ما يصدقون يجدون مثل هذه الفتاوى فيتوسعون ...

السنة سنة ولا منكر لها ولكن الناس يجب أن يعلموا الاهتمام بالسنة في كل شيء في الأخذ والترك وفيما يحبون وفيما قد لا تميل نفوسهم إليه ... فبعض الناس يفرح بالسنن التي تزيح عن ظهره واجبات وتخفف عليه ما يظن أنه ثقيل وأما السنة التي فيها إثقال على نفسه فتراه باردا من جهتها وإذا قلت هذي سنة قال يا أخي السنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها ...


أذكر في سنة من السنوات وافق العيد يوم الجمعة فخطب بنا الخطيب خطبة العيد عن هذا الموضوع وجعل مدار الخطبة كلها عليه وجاء بالخلافات والأقوال والردود ...

يا أخي الكريم الأمر لا يحتاج كل هذا ، هات السنة ودليلا واحدا وكفى .

في مثل هذه الأمور أرى والله أعلم أن يكتفى بذكر السنة ولكن يؤكد على ما أشرت إليه سابقا من أنه ليس من الدين والاستقامة أن تفرح بمثل هذه السنة وتطبقها وتتحمس لها ثم نراك في سنن أخرى لا ترفع بها رأسا لأنها لا توافق هوى نفسك ... أنت هنا لست متبعا للسنة في الحقيقة بل متبع لهوى نفسك فلما وجدت أن هواك وافق السنة تبعتها لأنها وافقت مزاجك ولكن في الجانب الآخر لما تعارضت السنة مع هواك قدمت هواك ...


الأمر عظيم ودقيق ويحتاج بعد نظر .

وفق الله المسلمين للأخذ بسنة نبيهم في كل شؤونهم وهداهم إليه صراطا مستقيما ...


جزاك الله خيرا يا شيخنا الكريم..
مما نتفق عليه جميعا أن ليس في شرعنا المطهّر علم باطني لا يطّلع عليه إلاّ الخواص، وبالتالي يحجب عن العوام. هذا أمر
وأمر آخر حينما أوردت هذه الفتوى نقلتها لمشايخ وطلبة علم أمثالك وأمثال رواد هذا الملتقى,(ومن باب التذكير) فلو كان منتدى عاما من المنتديات التي يرتادها كافة أطياف المجتمع لاستقام لك الانكار.
هذه وجهة نظر أظنّها صواب، ويحتمل الخطأ


Quote:
جزاك الله خيرا يا شيخنا الكريم..
مما نتفق عليه جميعا أن ليس في شرعنا المطهّر علم باطني لا يطّلع عليه إلاّ الخواص، وبالتالي يحجب عن العوام. هذا أمر
وأمر آخر حينما أوردت هذه الفتوى نقلتها لمشايخ وطلبة علم أمثالك وأمثال رواد هذا الملتقى,(ومن باب التذكير) فلو كان منتدى عاما من المنتديات التي يرتادها كافة أطياف المجتمع لاستقام لك الانكار.
هذه وجهة نظر أظنّها صواب، ويحتمل الخطأ


سامحك الله أخي علي ...

وهل تظن في أخيك مثل هذا ؟!!!


تظن أحدا يريد إطفاء نور الله وإخفاء العلم ؟!

أخي الكريم ...

قد أكون قصرت في عبارتي ... وأما السنة فلا يحول دون نشرها أحد ... وقصدي هو ما ذكرته وهو أن بعض الناس يعتقد أنه يأخذ بالسنة وهو في الواقع متبع لهوى نفسه بدليل أنك لو ذكرت له سنة أقل من هذه لكن فيها عملا واجتهادا بحث لك عن الأعذار وقلب نظره وقال يا أخي هذي سنة إن فعلتها لك أجر وإن تركتها ما عليك وزر ...



المقصود يا أخي العزيز الكريم الحبيب هو بيان أهمية اتباع السنة في كل الأمور صغيرها وكبيرها ما وافق هوى الأنفس وما لم يوافقها .


أرجو أن أكون أعتذرت ووضحت مقصدي ...


اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واقتدى بهديه .



أرجو أن أكون أعتذرت ووضحت مقصدي ...


وهو كذلك