فبذلك فليفرحوا ... تمام شهر رمضان

mhtsb-alajr
1443/09/27 - 2022/04/28 12:05PM
فبذلك فليفرحوا ... تمام شهر رمضان .
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد:
 
فإن الفرح بتمام العبادة أمر شرعه الله وسنه رسول الله  ﷺ  ومن ذلك الفرح بتمام الصيام والفطر 
 
قال  ﷺ :
" لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا ؛ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ". متفق عليه
 
فرح كل يوم عند فطره وفرح عند تمام الشهر ﴿شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهرَ فَليَصُمهُ وَمَن كانَ مَريضًا أَو عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ يُريدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُريدُ بِكُمُ العُسرَ وَلِتُكمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾
[البقرة: ١٨٥]
 
فيظهر الفرح بالتكبير لتمام الشهر ويعد نفسه لاظهار ذلك يوم عيد الفطر بالمشاركة للمسلمين في فرحهم بصلاة العيد مبتهجين بنعمة الله يباركون لبعضهم ويدعون بالقبول لعملهم..
 
ففي صحيح البخاري عن كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه في حكاية توبته قَالَ : " سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ، وَكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ وقال " أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ "
 
فيستفاد منه التبشير واظهار السرور لمن أتم العبادة مع رجاء القبول والدعاء به .
 
 
كما استنار وجه النبي  ﷺ  لرؤيته أكوام الصدقات للفقراء ففي 
صحيح مسلم كتاب : الزكاة. | باب : الحث على الصدقة ولو بشق تمرة. 
 عَنْ جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أن قوما حُفَاةٌ عُرَاةٌ، جاؤا إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، فخَطَبَ، فحث على الصدقة حَتَّى قَالَ : وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ". قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، قَالَ : ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَثِيَابٍ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ".
 
فأدوا الزكاة ومنها زكاة الفطر ومن أظهرها ناوين الاظهار الشعيرة والتذكير بها فله أجر من عمل مثل عمله .
 
ففي صحيح البخاري كتاب : الزكاة | بَابُ صَدَقَةِ الْفِطْرِ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ.
1506 عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ الْعَامِرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ : كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ.
 
و عَنْ نَافِعٍ ، أن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : فَرَضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ - أَوْ قَالَ : رَمَضَانَ - عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالْحُرِّ وَالْمَمْلُوكِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا، وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ.
 
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. 
 
 
الخطبة الثانية 
الحمد لله فإنه بقي من شهركم بقية ليلة أو ليلتين إن تم الشهر والأعمال بالخواتيم فاجتهدوا فيها واكثروا من الاستغفار وما يدريكم أن ليلة القدر هي ليلة فيها ؟
 
واعلموا أن الحكمة من الصيام إنما هي تحقيق التقوى فلنتحقق من قلوبنا وأعمالنا وننظر هل زكيت نفوسنا وأخلاقنا هل استبدلنا الغضب بالحلم والانتقام بالعفو والعجلة بالتأني 
هل تغير حالنا مع القرآن وخصصنا له وقتا من أيامنا وليالينا 
هل تغيرت صلاتنا وحافظنا على الخشوع فيها وما يحفها من السنن القبلية والبعدية .
والحضور إليها مع الأذان والحرص على الصف الأول .
هل تغيرنا في صيامنا وعلمنا أنه كما قال الله "وأن تصوموا خيرا لكم " فنرى كن يصوم لله من النوافل بعد رمضان من كل الشهر ثلاثا .. ست من شوال الاثنين والخميس صيام داود .
 
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم 
ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى عليك من أمرنا شيء فاغفر لنا تقصيرنا .
الحمد لك على ما أنعمت علينا من الصيام والقيام والدعاء وقراءة القرآن اللهم اجعله لنا شفيعا وارزقنا تلاوته أناء الليل والنهار على الوجه الذي يرضيك .
اللهم وفقنا لتدبر القرآن والعمل به والدعوة إليه .
 
عباد الله صلوا على البشير النذير فإنه من صلى عليه صلاة صلى الله عليه بها عشرا اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 
 
﴿ وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ۝إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ۝وَأَوفوا بِعَهدِ اللَّهِ إِذا عاهَدتُم وَلا تَنقُضُوا الأَيمانَ بَعدَ تَوكيدِها وَقَد جَعَلتُمُ اللَّهَ عَلَيكُم كَفيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعلَمُ ما تَفعَلونَ۝وَلا تَكونوا كَالَّتي نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ أَنكاثًا تَتَّخِذونَ أَيمانَكُم دَخَلًا بَينَكُم أَن تَكونَ أُمَّةٌ هِيَ أَربى مِن أُمَّةٍ إِنَّما يَبلوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُم يَومَ القِيامَةِ ما كُنتُم فيهِ تَختَلِفونَ﴾
[النحل: ٨٩-٩٢]
بواسطة تطبيق آية
المرفقات

1651149085_الفرح بتمام شهر رمضان.docx

1651149296_الفرح بتمام شهر رمضان.pdf

المشاهدات 977 | التعليقات 0