فئة الضلال الأبدي وحادثة اختطاف الخالدي

سطام بن محمد النجمي
1433/06/17 - 2012/05/08 19:58PM
الحمد لله خالق الأرض والسموات ، المنزه عن العيب والآفات ، المطلع على الظواهر والمكنونات ، له الأسماء الحسنى وجميل الصفات . أحمده من إله ، تكفل بالمزيد لمن شكره ، وبالمغفرة لمن تاب إليه واستغفره ، ( الله وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ ) وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، أنزل عليه الكتاب وفيه آيات بينات .صلى الله عليه ، وعلى آله وأصحابه ، ومن سار على نهجه ، واتبع أثره وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد : : فأوصيكم ونفسي بتقوى في السر والعلن يوسع الله لكم في الأرزاق ويقرب منكم كل بعيد ويسر كل أمر شديد ليس لديه سبحانه من عسير وليس أمام عظمته من عزيز كبير قال سبحانه (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) عباد الله انتظر الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه بعد صلاة الغداة انتظر عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ليخبره عن أمر غريب رآه , لم يسمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن من هداه فدعونا نستمع لهذا الحديث العظيم فعن عمر بن يحيى قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه قال: "كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا أبو موسى الأشعري فقال: أخرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا: لا، فجلس معنا حتى خرج، فلما خرج قمنا إليه جميعاً فقال له أبو موسى: يا أبا عبد الرحمن إني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيراً، قال: فما
هو؟ فقال: إن عشت فستراه، قال: رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة، في كل حلقةٍ رجلٌ، وفي أيديهم حصى، فيقول: كبروا مئةً، فيكبرون مئة فيقول: هللوا مئةً، فيهللون مئةً، ويقول: سبحوا مئةً، فيسبحون مئة، قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئاً؛ انتظار رأيك أو انتظار أمرك، قال: أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم، ثم مضى ومضينا معه حتى أتى حلقة من تلك الحلق، فوقف عليهم فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون، قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيءٌ، ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم، هؤلاء صحابة نبيكم - صلى الله عليه وسلم - متوافرون، وهذه ثيابه لم تبل، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلي ملة هي أهدي من ملة محمد، أو مفتتحوا باب ضلالة، قالوا: والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حدثنا)أن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم)، وأيم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم، ثم تولى عنهم، فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الحلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوارج" عباد الله إن مما ابتليت به الأمة الإسلامية و مما زعزع أمنها وروع سكانها وجعل للكفار عليها السبيل خروج فرقة مارقة عن الدين لا يألون في مسلم إلا ولا ذمة وهؤلاء هم الخوارج وقد كان بداية ظهورهم في عهد أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه حيث خرجوا عليه حتى أدى ذلك إلى قتله مظلوما شهيداً ثم خرجوا بعد ذلك على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، ولم يرضوا بحكمه، وأظهروا قولهم، وقالوا: لا حكم إلا لله، (كمن ينادي الآن بالحاكمية ويريد تكفير الحكام) فقال علي –رضي الله عنه-: ((كلمة حق أرادوا بها الباطل))، فقاتلهم علي –رضي الله عنه-، فأكرمه الله –عز وجل- بقتلهم، وأخبرعن النبي - صلى الله عليه وسلّم- بفضل من قتلهم أو قتلوه، وقاتل معه الصحابة –رضوان الله تعالى عليهم-، فصار سيف علي بن أبي طالب في الخوارج سيف حق إلى أن تقوم الساعة)) إن قضية الخوارج يا أخوة الإيمان ليست قضية أشخاص معينين ، تنتهي بسجنهم أو قتلهم ، إنما هي قضية فكر ومنهج ، قضية منهج فاسد بني على فكر منحرف ، يتوارثونه ويتعلمونه ويتلقونه من زعمائهم ، ممن يسمونهم ويصفونهم مرة بالمشايخ المجاهدين ، ومرة بالمفكرين الإسلاميين ، ورجال الميدان ، والمربين الناصحين ، ومرة بالذين لا تأخذهم في الله لومة لائم ونسوا أن النصيحة بالجهر والتصريح ليست من صفات وفعل الصحابة بل من صفات الخوارج الذين يشوهون الدين ولكل شر فعلهم يبيح , بدليل حديث: (من كان عنده نصيحة لولي الأمر فليأخذ بيده ولينصحه سراً. فإن قبل وإلا فقد أدى ما عليه) وقد قالالشافعي رحمه الله: "من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظهعلانية فقد فضحه وشانه" أما الخوارج فقد سلكوا غير سبيل المؤمنين. نعم ـ أيها الأخوة ـ فإن وجود هذا الفكر وذلك المنهج بوجود هؤلاء ، والذي من أبرز صفاتهم : التقية والتستر وعدم الظهور، وهذا الأمر معروف عن الخوارج ، فقد كان مديروا الفتنة في زمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا حضروا عند الأمير أظهروا التوبة والندم والإقلاع وإذا خلى بعضهم إلى بعض قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤون ، وقد قال سعيد بن العاص لعثمان رضي الله عنه ؛ يا عثمان ! إن هذا أمر مصنوع يلقى في السر فيتحدث به الناس . فتنظيمهم حزبي سري سياسي ، لا يرتقي فيه إلا ذو الوجهين فيظهرون الولاء للأمراء والمحبة للعلماء تقية لكن كلامهم في المجالس الخاصة بهم ، يخالف ما يظهرون ومن تاب منهم يشهد عليهم بذلك .فهم ـ أيها الأخوة ـ لا يعلنون فكرهم ولا يبينون منهجهم ، إلا في مجالسهم الخاصة ، وفي ملتقياتهم السرية ، وعند ممن هم على شاكلتهم ، وخاصة الذين ذكر النبيصلى الله عليه وسلم صفاتهم : ( حدثاء الأسنان ، سفهاء الأحلام ) الذين يستغلون حداثة سنهم ، وسفاهة عقولهم ، لعمل ما يريدون ، وتنفيذ ما يخططون له ، فعند هؤلاء المساكين الصغار ، أولائك هم العلماء ، وهم القادة المربون ، وهم المجاهدون ، وهم المجددون :
ألقاب مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
صنعوا منهم أبطالا ، وخلعوا عليهم ألقابا ، ليخدعوا بهم المغفلين ، ويفتنوا بأقوالهم الجاهلين ، ويصدوا بهم الناس عن الدين الصحيح ، والمنهج السليم فمن صفات خوارج هذا الزمان ، أن لهم علماء خاصين ، أما العلماء المعروفون المعتبرون ، كهيئة كبار العلماء ، واللجنة الدائمة للإفتاء ، فهم لاعتبار لهم ، ولا قيمة لفتاواهم ، بل يتهمونهم بعدم فقههم للواقع ، وأنهم لم يفتحوا صدورهم للشباب ، ولم ينزلوا للساحة ، وأنهم علماء سلطان ، وأنهم لا ينطقون بالحق ، وغير ذلك مما يقوله الأفاكون ، يتجرءون على فضلاء العلماء وذلك من صفاتهم ، بل تجرءوا على من هو خير منهم ، تجرءوا على النبي صلى الله عليه وسلم ، قالوا له أعدل ، وقالوا له اتق الله . فعندهم جرأة على من خالفهم ولو كان من أهل الفضل والعلم بل ولو كان من أصحاب رسول الله، فقد خرّج الإمام أحمد في مسنده من طريق سعيد بن جُمْهان ، قال كنا مع عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يُقاتل الخوارج ، وقد لحق غلام لابن أبي أوفى بالخوارج واغتر بفكرهم وانضم لهم ، فناديناه : يا فيروز ، هذا ابن أبي أوفى . فرد الغلام وقد أصبح خارجي: نعم الرجل ـ يعني الصحابي ابن أبي أوفى رضي الله عنه ـ لو هاجر ! ـ يعني إلى الخوارج ـ قال ابن أبي أوفى : ما يقول عدو الله ؟ فقيل له : يقول نعم الرجل لو هاجر . فقال : هجرة بعد هجرتي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( طوبى لمن قتلهم وقتلوه )) . حديث حسن . فلا تعجبوا من جرأتهم الآن على مشايخنا وعلمائنا ، فإنهم لا يرضون عن أحد حتى ينزع البيعة ويهاجر إليهم وينضم إلى حزبهم ولو كان صاحب رسول الله ومن صفاتهم : إخفاء محاسن ولاة الأمر وكتمانها ، وهذه العلامة من ابرز العلامات التي يستطيع الإنسان أن يميز بها بين دعاة الضلال ودعاة الهدى ، فدعاة الضلال ، أهل الفتنة لا ينسبون إلى ولاة الأمر شيئا من الخير ، يجحدون كل خير يفعله ولاة الأمر ؛ من إقامة الصلوات وحماية الثغور والقيام على خدمة الحرمين وحجاج بيت الله الحرام والسعي في استتباب الأمن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحكيم الشريعة والإنفاق على الدعوة والدعاة ونصرة الإسلام وأهله ، إلى غير ذلك من الأمور المحمودة بل تجد دعاتهم يطرقون كل المواضيع في دعوتهم إلا الدعوة إلى طاعة ولى الأمر وإبراز محاسنه بل لا يسقطون ويقعون إلا على النقص .
هم كالذباب كبيرهم وصغيرهم ** هل ترتجي بعد الذباب رحيقا
وهم في ذلك قد خالفوا قول النبي صلى الله عليه وسلم (من لا يشكر الناس لا يشكر الله( ومن أهدافهم في كتم محاسن ولاة أمرهم ، لأن لا يكون في نفوس الناس محبة لهم ، ومن ثم لا يكون الاجتماع ولا الالتفاف حولهم . فهذه علامة من أبرز علاماتهم ، فإذا رأيت أو سمعت أخي المسلم متحدثا يخفي محاسن ولاة الأمر وينشر معايبهم ويتصيد أخطاءهم فأقسم بالله ولست بحانث إنه من دعاة الضلال والفتنة . ومن صفاتهم أيضا : تبني مآسي وجراحات المسلمين وإظهار المناصرة لهم ليوهموا الناس بأنهم القائمون على ذلك ، ثم يصدرون البيانات والتوقيعات الجماعية في النقير والقطمير والصغير والكبير قد جعلوا أنفسهم أوصياء على أمة محمدوما علموا أنهم قد خالفوا في ذلك سنة نبينا بافترائهم على ولاة أمرنا وعلمائنا الكبار وتناسوا أن هذه قضايا الأمة الكبرى لا يقدر على معرفة خفاياها وحقائقها وعلاجها إلا العلماء الراسخين : ] وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً [ وهؤلاء إنما يتبنون جراحات المسلمين ويظهرون مناصرتهم ليجمعوا الناس ويألبوهم على الحكام ، ويهمشوا في الوقت ذاته نصرة ولاة الأمر لقضايا المسلمين بل قد يزعمون خلاف ذلك ليشعروا الجهال بأن ولاة الأمر قد خذلوا قضايا الأمة ولم ينصروا إخواننا المسلمين ويصل الأمر بهم إلى اتهام حكامنا بموالاة الكفار ومناصرتهم على إخواننا المستضعفين وهذا من الكذب الذي سيسألهم الله عنه يوم القيامة .أيها الأخوة المؤمنون :ومن صفاتهم : لي أعناق النصوص لتوافق أهواء القوم ، فعلى سبيل المثال : يربون الشاب التابع لهم على أن ولاة الأمر موالون للكفار طواغيت قد غيروا دين الله ! وبعد أن يتشرب بهذا الفكر التكفيري الخارجي تراه يبحث عن أي دليل يسعفه ويلبس به ، فإذا أتيتهم بأحاديث رسول اللهصلى الله عليه وسلم بوجوب السمع والطاعة للأمراء وأن الجهاد يكون خلفهم وبإذنهم وأنه يحرم التحريض عليهم والسعي في شق العصا عند ذلك ترى التفلت والتملص المخزي من هذه النصوص وتأويلها أو يقرون بها ويقولون هي للخلفاء الراشدين الأربعة أو للقرشي أو لمن لا معصية عنده . بل قد يتجرءون ويقولون هي للحاكم المسلم وليست لولاة أمرنا وهذا ضلال مبين وبهتان عظيم فماذا ينقمون من هذه البلاد بلاد التوحيد والسنة التي تحكم شرع وترفع راية لا إله إلا الله وتمنع وتحارب البدع والمبتدعين وتحمي حمى الدين ماذا ينقمون من هذه البلاد (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) فكم قد دمروا في تفجيراتهم من ممتلكات ويتموا من أطفال ورملوا من نساء وأفسدوا من أفكار
فئة من الضُلال قامت تعتدي بسم الشريعة ِ والرذيلة َ ترتدي
يا ويحهم ماذا جنوا لبلادهم ولبسمة ِ الطفل ِ الميهأ ِ للغدِ
ولذلك الطفل ِ الميتم ِ لم يزل في مشهد ِ الحب ِ المتيم ِ مبتدي
ولصرخة ٍ دوت ْ ولكن لم تجد في مشهد الميلاد روحاً تفتدي
ولطفلة ٍ ذابت ْ على أهدابها طيف من الحب ِ المغذى من ثدي
ولأسرة ٍ في أمنها وأمانها أضحت على طلل ِ الخرائب ِ ترتدي
اسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، ويفقهنا في الدين ويجعلنا من عباده الصالحين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .


الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه ، والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا وبعد:أيها الأخوة المؤمنون : وإن مما يفضح أمر وضلال هذا أصحاب الفكر ما قام به تنظيم القاعدة حديثا من اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي من أمام منزله أثناء توجهه إلى مقر عمله ووضعه رهينة في أيديهم رجل من المسلمين ليس له يد في سجن أحد ولا قتل أحد وإنما يمثل دولته في أمور لابد منها حيث يقوم بإصدار تأشيرات لليمنيين وغيرهم ويقوم بخدمة هذا الوطن ومن ثم يطلبون الطلبات والشروط الضالة التي لا يمكن أن تحقق فهم محاربون ومفسدون في الأرض فيشترطون لإطلاق سراحه شروطا تبرز مدى جهله وضلالهم فيشترطون إطلاق كافة المعتقلين والمعتقلات في السجون السعودية ونقلهم الى اليمن فيطلبون دفع النساء الموقوفات إليهم فهل تدفع المرآة لغير محرمها فالشرع لم يبح للمرآة أن تسافر إلا مع ذي محرم وهؤلاء يقولون أرسلوا إلينا هؤلاء النسوة بعد استصلاحهن ومن ذا الذي يترك الأمن والرخاء إلى الخوف والشقاء بل ويخبر رئيس هذه الفئة الضالة أن هناك أشخاص ينتمون إلى التنظيم يريدون اغتيال الخالدي ذبحاً بالسكين منذ اختطافه بل وهددوا بأن نشاطهم لن يقتصر على اختطاف القنصل الخالدي وسيمتد إلى تفجير السفارات السعودية مرورا بقتل الأمراء السعوديين ولقد صدق الرسول عليه الصلاة في وصفهم وأنهم يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان فأي ضلال يحملونه وبأي دين يحكمون وقد أصدر سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله بياناً ورد فيه: ((وإني إبراءً للذمة ونصحاً للأمة وبياناً لحال هذه الفئة الضالة المنحرفة التي اتخذت الدين لها ستارا لأبين لعموم المسلمين أن هذا العمل محرم بل هو من أكبر الكبائر لأدلة كثيرة)) ثم ذكر عدداً منها ثم قال: ((وقد أجمع المسلمون إجماعا قطعيا على عصمة دم المسلم وتحريم قتله بغير حق وهذا مما يعلم من دين الإسلامبالضرورة. ومن النصوص الثابتة الصريحة يتضح عدة أمور أهمها.أولا - تحريم قتل المسلم بغير حق وأنه من أكبر الكبائر. ثانيا - أن من قتل مسلما متعمدا فقد توعده الله بالغضب واللعنة والعذاب الأليم والخلود في النار. رابعا - أن الدم الحرام هو أول المظالم التي تقضى بين العباد وحصول الخزي يوم القيامة لمن قتل مسلما بغير حق. خامسا - أن قتل المسلم بغير حق من أعظم الورطات التي لا مخرج منها. قال ابن عمر رضي الله عنهما: "من ورطات الأمور التي لا مخرج منها لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم " سادسا - عظم حرمة المسلم حتى انه أعظم حرمة من الكعبة بل زوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم. سابعا - أن الإعانة أو الإشارة أو تسهيل قتل رجل مسلم كلها اشتراك في قتله وهؤلاء جميعا متوعدون بأن يكبهم الله في النار حتى لو اشترك في ذلك أهل السماء والأرض لعظم حرمة دم المسلم. ثامنا أن قتل المسلم من أعظم ما يرضي عدو الله إبليس عليه لعنة الله. هذا كله في قتل المسلم بغير حق فكيف إذا انضم ذلك إلى إضعاف الأمة المسلمة وتهديد الأمن وتفجير الممتلكات وترويع الآمنين من المسلمين والانتحار وغير ذلك من كبائر الذنوب الني لا يقدم عليها إلا من طمس الله على بصيرته وزين له سوء عمله فراه حسنا
يا ويحهم من أين جاءوا بالهدى * هل منهمو فردٌ بأحمد َ يقتدي
يا ويحهم من أين غذوا فكرهم حجبوا البصائر َ بالرداء ِ المرمدِ
إني لأرمي من حروفي أسهماً * في صدر من وئد َ البراءة َ باليد ِ
وتآلبوا للشرِ في أجوافهم * حقدٌ دفين كالحُسام ِ المُغمدِ
ٌ وتنكروا للخير ِ من هذي الرُبا * وتوشحوا ثوب ُ النذالة ِ مزبدِ
نسأل الله أن يجعل للأخ عبدالله الخالدي فرجا ومخرجا فإنه لن تموت نفس إلا عند اكتمال أجلها فلقد ابتلت الأمة جميعا بهذه الفئة الضالة وأكثر من ابتلي بها حكومة وعلماء وشعب المملكة العربية السعودية منذ ثلاث وثلاثين سنة منذ أن دخل جهيمان ومن سموه كذبا وافتراءا على الله محمد بن عبدالله وأنه المهدي المنتظر منذ أن دخل في حرم الله الذي حرم الله فيه النية بالمعصية فضلاً عن فعلها دخل حرم الله ومن معه وقتلوا وأخافوا وروعوا وأطلقوا النار على الطائفين والعاكفين والركع السجود وذبحوا بعض الجنود عند الكعبة بالسكين ويسمون أنفسهم أهل الحديث وهذه القاعدة التي تتنقل اليوم من مكان إلى مكان يحييون هذا المنهج ويرون أنهم أهل الجهاد وهم أخبث الناس وأكذب الناس في مكرهم بالمسلمين نسأل أن يكفينا شرورهم ، وأن يجعل كيدهم في نحورهم إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير .ألا وصلوا على البشير النذير ، والسراج المنير ، فقد أمركم بذلك اللطيف الخبير ، فقال جل من قائل عليما : }إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً **فاللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وارض اللهم عن التابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين .اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين ، اللهم واحمي حوزة الدين ، اللهم واجعل بلدنا هذا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين .اللهم آمنا في أوطاننا ، واستعمل علينا خيارنا ، واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين .اللهم وفق خادم الحرمين لكل لما تحبه وترضاه واجعل في طريق الخير ممشاه اللهم إنا نسألك حفظ أعراضنا ، وحفظ أموالنا ، وحفظ دمائنا ، اللهم من أرادنا بسوء اللهم فأشغله بنفسه ، واجعل كيده في نحره ، واجعل تدبيره تدميرا له يا رب العالمين اللهم يا من لا تعجزك الحاجات ولا تنقطع لدي جودك الهبات ولا تختلف عليك اللغات ولا اللهجات يا مجيب الدعوات يا من سمع يعقوب في شكواه فرد عليه بصره وولداه يا من استجاب ليونس في بطن الحوت ويا من حمل موسى على التابوت يا أحد يا فرد ياصمد يا علي يا عظيم يا ذا الجلال والإكرام كن لإخواننا المستضعفين في بلاد الشام اللهم كن لهم معينا ونصيرا ومؤيدا وظهيرا اللهم عليك بطاغية الشام بشار الأسد اللهم لا تبشره إلا بالهلاك والمرض الفتاك اللهم اجعله يتمنى الموت ولا يراه واجعل في تدبيره موته ورداه ,ه اللهم طال ليل الظالمين وأمد المعتدين اللهم فيد منك حاصدة تستأصل شأفتهم وتفرق شملهم اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النارعباد الله : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على معين نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
المشاهدات 5877 | التعليقات 1

الحمد لله على عودته سالما معاف بفضل الله ولانامت أعين جبناء القاعدة