(فأصدق وأكن من الصالحين) خطبة موجزة
السبيعي السبيعي
1436/02/04 - 2014/11/26 14:42PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره/ ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا/ مَن يهده الله فلا مضل له/ ومن يضلل فلا هادي له/ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له/ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله/ صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم/ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ/ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا/ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ/ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا/ أما بعد/ فذات يوم حصلت خصومة بين أبي لبابة رضي الله عنه ويتيم على نخلة/ حيث كان هناك بستان لأبي لبابة/ وبجانبه بستان آخر لهذا اليتيم/ وبينهما نخلة/ واليتيم لم يدرك بعد/ فقال أبو لبابة: هذه النخلة لي/ وقال اليتيم الصغير هذه النخلة لي/ فتشاجرا/ فما كان من اليتيم إلا أن ذهب إلى النبي r واشتكى له أبا لبابة/ فاستدعى النبي r أبا لبابة وقال له: هذا اليتيم يشكوك في نخلة أخذْتَهَا له/ فقال أبو لبابة: والله ما كان ذلك لي يا رسول الله/ وما كنت لآخذ نخلته/ فقال النبي r إذاً نخرج ونعاين/ فخرج النبي r بنفسه ليعاين البستانين وليعاين النخلة/ ولما وصل إليها/ وجدها في بستان أبي لبابة واضحة جلية/ فحكم بالنخلة لأبي لبابة/ فذرفت دموع اليتيم وانحدرت على خديه/ فأراد r أن يجبر كسر قلبِ هذا اليتيم/ لأنه لم يدرك الحق/ فقال لأبي لبابة: أعطه هذه النخلة ولك بها عِذق في الجنة/ أي نخلة مثمرة أو غصن نخلة في الجنة مقابل هذه النخلة/ لكن أبا لبابة كان في وقت غضب من شكوى اليتيم إلى رسول الله r مع أنه صاحب الحق/ فقال: لا/ فسمع بذلك أبو الدحداح/ وكان يتمنى مثل هذه الفرصة رضي الله عنه/ فقال يا رسول الله: لئن اشتريت هذه النخلة وأعطيتها هذا اليتيم أَلِي بها عِذْقٌ في الجنة؟ قال: نعم/ فيلحق أبو الدحداح بأبي لبابة ويقول: أتبيعني هذه النخلة ببستاني كله/ خذ بستاني كلّه وأعطني هذه النخلة/ قال: أبيعُكَها لا خير في نخلة شُكِيت فيها إلى رسول الله r فباعه النخلة بالبستان كلّه/ وذهب أبو الدحداح إلى أهله ونادى فيهم: يا أم الدحداح ويا أبناء أبي الدحداح قد بعنا البستان من الله فاخرجوا منها/ فخرجوا ومع أطفاله بعضُ الرطب/ فقام يأخذه ويرميه فيها وهو يقول: قد بعناها من الله جل وعلا بعذق في الجنة لا نخرج منها بشيء/ خرج هو وأهله وقد باع كل شيء من دنياه واشترى غصناً من نخلة عند الله جل وعلا/ رواه مسلم/ تُرى ماذا خسر أبو الدحداح/ خسر شجيرات ونخيلات/ لكنه فاز بجنة عرضها السموات والأرض (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز)/
(أبيات شعرية)
سمحوا بأموالهم وما بخلوا بها/
لما دروا أنَّ السماح رباح/
ودعاهم داعي الحقائق دعوة/
فغدوا بها مستأنسين وراحوا/
معاشر المسلمين: قال الله جل وعلا وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت/ فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب/ فأصدق وأكن من الصالحين/ ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون/ هنا يذكرنا الله سبحانه وتعالى بمصدر هذا الرزق الذي في أيدينا/ فهو من عند الله/ الذي نؤمن به/ والذي أمرنا في هذه الآية وغيرها بالإنفاق/ من قبل أن يأتي الموت/ فيترك الواحد منا كل شيء وراءه لغيره؛ وينظر فلا يجد أنه قدم شيئا لنفسه/ وهذا أحمق الحمق وأخسر الخسران/ وتأملوا عباد الله أن الإنسان في لحظة الاحتضار التي يتحول فيها من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ/ يتمنى أن لو كان قد أُمهل ليقوم بهذه العبادة/ ولم يتمنى غيرها من العبادات؛ وذلك لما رأى من عظيم أجرها ونفعها في تلك اللحظة العصيبة! وأنى له هذا؟: (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون)/ اللهم اجعلنا من أهل المعروف/ واجعلنا من الباذلين للخير/ أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه/ والشكر له على توفيقه وامتنانه/ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له/ تعظيماً لشأنه/ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله/ الداعي إلى رضوانه/ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما/ أما بعد: معاشر المسلمين/ فالصدقة سبب للشفاء والسلامة من الأمراض قبل وقوعها/ وبعد وقوعها/ قال r (داووا مرضاكم بالصدقة) وعندما يحشر الناس حفاةً عراة وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق يكون المسلم في ظل صدقته قال r (كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس)/ والصدقة تطفئ غضب الرب سبحانه/ قال r (صدقة السر تطفئ غضب الرب). وهي سبب لزيادة الرزق ونزول البركات قال r (ما نقص مال من صدقة)/ فيا لها من فضائل يغفل عنها كثير من الناس/ ومما يحسن بنا التأكيد على أن يتحرى بصدقته فلا يعطيها إلا لمن ثبت حاجته/ فما نراه كثيراً في الشارع / أو في المساجد من متسولين يسألون الناس أموالهم: ليسوا جميعاً محتاجين على الحقيقة/ بل قد ثبت غنى بعضهم/ وثبت وجود عصابات تقوم على استغلال أولئك الشيوخ والنساء والأطفال للقيام بطلب المال من الناس.هذا وصلوا وسلموا
(أبيات شعرية)
سمحوا بأموالهم وما بخلوا بها/
لما دروا أنَّ السماح رباح/
ودعاهم داعي الحقائق دعوة/
فغدوا بها مستأنسين وراحوا/
معاشر المسلمين: قال الله جل وعلا وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت/ فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب/ فأصدق وأكن من الصالحين/ ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون/ هنا يذكرنا الله سبحانه وتعالى بمصدر هذا الرزق الذي في أيدينا/ فهو من عند الله/ الذي نؤمن به/ والذي أمرنا في هذه الآية وغيرها بالإنفاق/ من قبل أن يأتي الموت/ فيترك الواحد منا كل شيء وراءه لغيره؛ وينظر فلا يجد أنه قدم شيئا لنفسه/ وهذا أحمق الحمق وأخسر الخسران/ وتأملوا عباد الله أن الإنسان في لحظة الاحتضار التي يتحول فيها من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ/ يتمنى أن لو كان قد أُمهل ليقوم بهذه العبادة/ ولم يتمنى غيرها من العبادات؛ وذلك لما رأى من عظيم أجرها ونفعها في تلك اللحظة العصيبة! وأنى له هذا؟: (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون)/ اللهم اجعلنا من أهل المعروف/ واجعلنا من الباذلين للخير/ أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله على إحسانه/ والشكر له على توفيقه وامتنانه/ وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له/ تعظيماً لشأنه/ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله/ الداعي إلى رضوانه/ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين وسلم تسليما/ أما بعد: معاشر المسلمين/ فالصدقة سبب للشفاء والسلامة من الأمراض قبل وقوعها/ وبعد وقوعها/ قال r (داووا مرضاكم بالصدقة) وعندما يحشر الناس حفاةً عراة وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق يكون المسلم في ظل صدقته قال r (كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس)/ والصدقة تطفئ غضب الرب سبحانه/ قال r (صدقة السر تطفئ غضب الرب). وهي سبب لزيادة الرزق ونزول البركات قال r (ما نقص مال من صدقة)/ فيا لها من فضائل يغفل عنها كثير من الناس/ ومما يحسن بنا التأكيد على أن يتحرى بصدقته فلا يعطيها إلا لمن ثبت حاجته/ فما نراه كثيراً في الشارع / أو في المساجد من متسولين يسألون الناس أموالهم: ليسوا جميعاً محتاجين على الحقيقة/ بل قد ثبت غنى بعضهم/ وثبت وجود عصابات تقوم على استغلال أولئك الشيوخ والنساء والأطفال للقيام بطلب المال من الناس.هذا وصلوا وسلموا