غَلبة أمر الله (من وحي قصة الهجرة)
إبراهيم بن صالح العجلان
سِياسَاتٌ تَغَيَّرتْ، ومُؤَامرات ما هَدَأَتْ، وأَزَمَاتٌ تَلُوحُ بُرُوقُها، وتَوَجُّسٌ مِنْ مُسْتَقْبلٍ مَسْتُورٍ، والإنسانُ يُخَطِّطُ ويُريدُ، واللهُ يَحْكُمُ ما يُريدُ.
فَمَا أَحْوَجَنَا أنْ نَرْتَبِطَ بالقرآنِ المبين، ونُوْرِدَ القلوبَ مَوَاعظَ ربِّ العالمين، لتُشحنَ النفوس بنبضات اليقين، يقينٌ بوعدِ اللهِ الملكِ الجبَّارِ، المدبِّرِ القهار، ومَنْ أَوْفَى بعهدِهِ مِن الله.
وإذا تجذَّرت شجرةُ اليقين في قِيْعانِ القلوب أورثت طمأنينةً، وأشرقتْ نُوراً، ليحرقَ هذا النُّور كلَّ ظلامٍ دَامسٍ صاغَهُ اليأسُ، وَنَسَجَهُ التَّشاؤم.
يقول الحقُّ جلَّ جلاله وتقدَّست أسماؤُه واعداً ومؤكِّداً: (واللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
يَغْلِبُ أَمْرُ اللهِ، وإنِ سَخِطَ الناسُ وكَرِهوا، يَنْفُذُ أَمْرُ الواحدِ القهَّارِ وإنْ أَبى الخلقُ
وأنفوا، فمشيةُ اللهِ نافذةٌ، وأَمْرُ اللهُ ماضٍ، ربٌّ يُدَبِّرُ الأمرَ مِن السماءِ إلى الأرضِ,
ما يُرِيْدُه حتماً سيكون (فعَّالٌ لما يريد)، وقديماً قال الأعرابيُ حينَ رأى نقمةَ اللهِ على أصحاب الفيل :
أَيْنَ الْمَفَرّ وَالْإِلَهُ الطّالِبُ *** وَالْأَشْرَمُ الْمَغْلُوبُ لَيْسَ الْغَالِبُ
نقفُ مع هذا الوعدِ الرَّبَّانيِّ مِنْ وَحْيِّ هجرةِ النبي r، فَفِي قصةِ الهجرةِ من الأحداثِ والمشاهدِ ما تقفُ له النفوسُ خاضعةً خاشعةً، مستشعرة قول باريها: (واللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
· المشهدُ الأول : محاولاتُ الاغتيال.
اغتيالٌ لـِمَنْ ؟ لِأَعْظَمِ إنسانٍ، وَأَكْرَمِ مَخْلُوقٍ.
للرَّجلِ الذي كانَ يتنفَّسُ رحمةً بالناس، وحسرةً على إعراضهم.
للنبيِّ العظيمِ الذي كَادتْ تَذْهَبُ نفسُهُ حسراتٍ، من أجل إنقاذ قومِهِ مِن النَّارِ.
فما أقسى الظلمَ، وما أشدَّ حرارتَهُ، وأمرَّ لوعتَهُ.
وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضة ً *** على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد
لقدْ طاشَ مِنْ قُريشٍ صَوَابُها حينَ عَلِمتْ أنَّ محمداً قدْ وَجَدَ أرضاً تُؤيه، وشَعباً يَحميه، ثمَّ هَا هِيَ ترى أفواج أتباعِه تَنْفُرُ سراعاً نحو المدينة.
فَتَدَاعَى زُعماؤُهم وتشاورا في شأنِه ما بينَ سجنِه أو إخراجِه أو قَتْلِه، { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، وانتهى مؤتمرُهم الشيطاني إلى اغتيالِ النبي r ، لتنتهيَ معهُ دعوتُه.
نَعَمْ .. التدابيرُ الأرضية قدَّرتْ وقرَّرتْ وخطَّطتْ إنهاءَه واغتيالَه، لكن للإرادة الإلهية قضاء آخر، نافذٌ ونَاجِزٌ.
وَإِذا العِنَايةُ لَاحَظَتْكَ عُيُونُها *** نَمْ فَالْـمَخَاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ
وحانت ساعةُ تنفيذِ الجريمةِ بعد أنْ غطَّى مكةَ ظلامُها الدامس، ووقَفَ المجرمون، وتحينوا خروج النبي r ، لكنَّ اللهَ نجاهُ مِنْ هذه المكيدة، فخرج إليهم r وقد غطَّى الله أسماعَهم وأبصارَهم، وَغَشِيَهُم النُّعاس فلم يروه، ليخرج النبي r ومعه أبو بكر مهاجرينِ فَارَّينِ، حتى إذا بَلَغَا أطرافَ مكةَ، التفتَ إليها النبيr وقد جاشت نفسه، وخنقته عبرته، فقال:(والله، إنَّك لأحبُّ البِقاع إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ).
ولم تنته محاولاتُ الاغتيال، فلم يَكَدْ ضِيَاء الشمسِ يُشْرِقُ، إلا وَعَصَبَةُ قُريشٍ وَعِصَاباتُها تجوبُ الفَلاةَ والسِّهال، والأودية والجبال.
فأدركتْهُ بعد ذلك عِصابةٌ منهم وصلوا إليه، ودنوا منه، وهو مختبئ في الغار، ولم يَكُنْ بينهم وبينه إلا أنْ يَنظرَ أحدُهم إلى موضعِ قدميه، أمَّا الرَّفِيْقُ الصدِّيقُ فقد لفَّه الاضطراب، وعمَّه القلق، فهَمَسَ في أُذُنِ النبي r (لَوْ أَنّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إلَى قَدَمِهِ لَرَآنَا ) فيأتيه الجوابُ المليءُ بالسكينةِ واليقين: (مَا ظَنّك بِاثْنَيْنِ اللّهُ ثَالِثُهُما)، {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}.
فَغَلَبَ أَمْرُ اللهِ كلَّ التَدَابيرِ الآثمة، ونجَّى اللهُ نبيه، وأخزى الذين كفروا، وشَرِقُوا بغيظِهِم لم يَنالوا خيراً.
ولم يَكَدِ الزَّمانُ يَغْفُوا إِغْفاءَةً، في سُنياتٌ ثَمانية، وما أقصرها في عُمُرِ الإنسانِ إلا وهذا النبيُّ المطارد يدخل مكة فاتحاً شامخاً، قد التفَّ حولَه المؤمنون، ولم يبقَ لمن مَكَرَ به أَثَرٌ إلا الآثار (واللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
· المشهد الثاني: مع سُرَاقةَ بنِ مالكٍ المُـدْلـِجِي.
أعرابيٌّ فقير، وأَلْمعيٌ خَبير، عَليمٌ بالأسفارِ والأَمْصار، اِنْفَتَقَتْ نفسُه حين سَمِعَ جائزةَ قُريشٍ لمن يَقْبِضُ على محمدٍ حيَّاً أو ميِّتاً، وهام مع أحلامِه أمامَ هذا العرضِ المغري.
فجَعَلَ سُراقة يَسْألُ المارةَ والبواديَ عن ركب النبي r، فأخبرَهُ أحدُهم أنَّه رأى سوادَ رِجالٍ جهةَ السَّاحلِ، فَعَرَفَ سُراقة أنَّهم هُمْ َمْن يَطْلُبهم، فَلَبِسَ لامتَهُ، وَتَنكَّبَ قوسَه، وأَخذَ رُمْحَهُ، ورَكِبَ فرسَه، يَطْوِي الأرضَ، وَيُسابقُ الزَّمَن، ويقتص الأثر، حتى رآى ركب النبيَّ r ورأَوه، وكان أبو بكرٍ يُكْثِرُ مِنْ الالتفات، والنبي r لا يلتفت، وأبو بكر يخبره بالراكب، والنبي r يقول: ( لا تحزن إن الله معنا )، فاتّجه سراقة إليهم وقد خطَّطَ ودبَّرَ، فلما اقتربَ سُراقةُ لم يَفْجَأْهُ إلا فرسه تَتَعَثَّرُ، ويَسْقُطُ منها، ثم عاود ركوبَها ولحِقَهُم، فَعَثَرَتْ به فرسُهُ ثانية، فعادَ فرَكِبها ولحقَهُم، فلما دنا منهم غاصت يدا الفرسِ في الأرض الصلبة، فأيقن سراقةُ أن أمراً خارقاً حال دون ذلك، وأنَّ الرجلَ ممنوع منه، وتيقن أنَّ محمداً سيظهرُ أمرُهُ بعدَ أن رأى هذه المعجزة.
رَجَعَ سُراقةُ وانتهتْ المطاردةُ، لكنَّ خبرَ سُراقةَ لم ينته، فجعل لا يَرى أحداً يبحث عن النبي r إلا ردَّه، حتى اطمأنَّ أنَّ النبيَ r قد وَصَلَ المدينة، ثم أسلمَ سراقةُ بعد ذلك وسكنَ المدينة، فلما فتح المسلمونَ المدائن وجيء بسواري كسرى وتاجه، دعا عمرُ سراقةَ بنَ مالكٍ وألبسَهُ سِوَارَيْ كسرى بن هرمز ملك الفرس، (واللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
· المشهد الثالث:
يَصِلُ موكبُ خيرِ البرية، إلى أرضِ طَيبةَ الطيِّبة، وتَطِيْرُ الأَخْبارُ بهذا القدوم، فانجفل الناسُ إليه، وكان ممن مشى إليه ليسمع منه حُيَيُّ بنُ أَخْطَبَ، أحدُ سَاداتُ يَهودَ، ومعه أخوه أبو ياسر، فأمعنا النظرَ فيه وسَمِعَا كلامِه، فما رجعا من عنده إلا مع مغيبِ الشمس، رجعا كالَّين فاتِرين، يَمْشيان الْـهُوَيْنَا، فقال أبو ياسر لأخيه حُيَيِّ : أهو هو؟ قال: هو هو، قال: فما عندك فيه؟ قال: عداوتُه ما بقيت.
وتبدأ هذه العداوةُ الجبانة، وتأتي في صورٍ وقوالبَ شتَّى، فمن غمز النبي r ولمزه إلى هجائه وإيذائِه، ومرةً بمحاولةِ قتلهِ غِيْلَةً بإلقاءِ الحَجَرِ عليه، وأخرى بتأليب الأحزابِ وعَقْدِ الاتفاقياتِ السِّرِّيَّةِ ضدَّه، وأَشْنعها محاولةُ قَتْلِهِ بدسِّ السمِّ في طعامه، وفي كلِّ مرَّة يحفظ الله نبيه ويَحميه (والله يعصمك من الناس)، وكانت آخر مكائد يهود ونهايتهم على يد حُيَيِّ بنِ أَخْطَب حين تحالف مع المشركين، ونقض عهده مع النبي r في أحْلَكِ الظروف، وأعلن قتاله، وكشف عن عداوته، وحصل ما حصل من أمرِ الأحزاب، والحكم في بني قُرَيظة، ثم جيء بزعيمهم حُيَيِّ بنِ أخطب، وعليه حُلَّة قد شقَّها من كلِّ ناحيةٍ لئلا يُسْلَبَها، فلما رأى النبي r التفت فقال: أما والله ما لمت نفسي في معاداتك، ولكن من يُغالب الله يُغْلَب.
وصدق الله ومن أصدق من الله قيلاً: ( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ . يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم .....
فهذا الدِّينُ عصيٌ على الأعداء إذا ترك امتد، وإذا عودي اشتد، ولن يعاديَ هذا الدينَ أحدٌ إلا غَلَبَهُ، ورغم ما نراها من تسلط على الإسلام وأهل السُّنَّة، رغم المؤامرات العسكرية، والمؤتمرات الفكرية، والسياسات التحريضية، فيقيننا أنَّ هذه الأمة مرحومة منصورة، معها من الله عهد ووعد، اختَارَها اللهُ لِأَنْ تَبْقَى، ويَبْقَى دينُها وقرآنُها، إلى أنْ يَرِثَ اللهُ الأرضَ ومَنْ عليها.
فكم سجَّلَ التاريخ من إجرام على أهل السُّنّة بلغَ عَنان السماء، وكم نسج البلاء خيوطه على جسد الأمة من مرات، كم صُبَّت المصائبُ على أهلِ الإسلام صبَّاً، وكم كرَّ علينا الهوان وعاد، وما ربك بغافل عن العباد، وما كان ربُّك مخلفَ الميعاد، ولن يفلت من عدله أهل الظلم والعناد، {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}، اللهم أقرَّ عيوننا بنصرة دينك، وإعلاء كلمتك،
وهلاك أعدائك...
المشاهدات 2445 | التعليقات 3
[font="]عبد الله ، اعلموا أنه لَا بَقَاءَ لِمَخْلُوقٍ فِي الدُّنْيَا مَهْمَا عَلَتْ مَنْزِلَتُهُ ، وَعَظُمَتْ[/font][font="]قُوَّتُهُ ، وَاتَّسَعَتْ مَمْلَكَتُهُ ، فَلْيَعْتَبِرْ بَاقٍ بِرَاحِلٍ ، وَلْيَتَّعِظْ مُمْهَلٌ بِهَالِكٍ ؛ فَإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ[/font][font="] ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ[/font][font="]الْخَالِدُونَ ، كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ[/font][font="]وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأَنْبِيَاءِ 34 ، 35][/font][font="].[/font]
[font="]نحن بحاجةٍ إلى وقفةٍ مع أنفسِنِا في هذه الحياةِ الدنيا حتى ننظرَ ما قدمناه لغدٍ للحياةِ الآخرةِ .[/font][font="] ( [font="]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [/font]، [font="]ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[/font] ) [font="] [الحشر18، 19][/font] .[/font]
[font="]كم مضى عليك أيها العبد من عام ، وكم مضى عليك من شهر ، وكم مضى عليك من يوم ، وكم مضى عليك من ساعة ، وكم مضى عليك من دقيقة ، ومن لحظة . [/font]
[font="]أعوامٌ تأتي ، وأعوامٌ تذهب ، وأنفسٌ تأتي ، وأنفسٌ تذهب ، نزولٌ وارتحالٌ ، حتى يأتيَ ذلك اليوم الذي يكون الارتحالُ النهائي من هذه الدنيا إلى دارِ الآخرةِ ، الدارِ الباقيةِ والدارِ الخالدةِ ( وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) [الأعراف169] ،[/font] [font="]( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )[القصص83] ، ( وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) [العنكبوت64] .[/font]
[font="]( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ (18) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ (28) هَلَكَ عَنِّي[/font] [font="]سُلْطَانِيهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32 ) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ (37) [ الحاقة ] .[/font][font="] يا لله ، ما أعظمَ مشاهدةَ أهوالِ يوم القيامة ؟ ( يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ، وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ ، وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ ) [ المعارج 11 ، 14 ]. ( يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أخِيهِ ، وأُمِّهِ وأبِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ، لِكُلّ امْرْىءٍ منهم يَوْمَئِذٍ شأْنٌ يُغْنِيهِ ) [ عبس 34 ، 37 ].[/font][font="] ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ) [المؤمنون 101] . لاشك إنه يوم عظيم ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ) [آل عمران106] (إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً )[الإنسان27][/font]
[font="]كلُّ الناسِ موقنون بالموت ، ما من أحد منهم يحدثُ نفسَهُ بالخلود ، لكنَّ الفرقَ والخلافَ بينهم في كيفية لقاءِ الله . [/font]
[font="]لقاءُ الله ما أعظمَهُ من لقاء ، لقاءٌ عظيم ، لقاءٌ يحتاجُ إلى العملِ الصالحِ من العبد ، يحتاجُ إلى التوحيدِ و الإخلاصِ في القول والعمل والاعتقاد ، يحتاجُ إلى الصدقِ مع الله ، إلى حسن الظن بالله ، يحتاجُ إلى استغلالِ الأوقات في طاعة الله والقربِ منه ([/font][font="]قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فَاتَّقُونِ (16) [الزمر][/font]
[font="]فماذا علمنا لهذا اللقاءِ العظيم ؟ ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ ) [ الأنعام31] . ( قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ) [يونس45] . [/font]
[font="]قال أبو حازم ـ رحمه الله تعالى ـ : " عَجبًا لقومٍ يعملون لدارٍ يرحلون عنها كلَّ يوم مرحلة ، ويدَعون أن يعمَلوا لدارٍ يرحلون إليها كلَّ يومٍ مرحلة " . ( وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) [التوبة 105]. [/font]
[font="]أخي المسلم ، وأنتَ ترى زوالَ الأيام وذهابَ الأعمارِ ، ذكِّر نفسَك بحقيقة الدنيا التي تهفو إليها النفوس ، ذكّرها بأنّ أيامَها ماضية ، وزهرتَها ذائبة ، وزينتَها فانية ، ومسَرّاتِها لا تدوم . ذكِّرها بالنعيم المقيم في جنّات الخلود ( أُكُلُهَا دَائِمٌ وِظِلُّهَا ) [الرعد 35]. (أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [فصلت: 40].[/font]
[font="]في دخول هذا العام قد يكتملُ عُمرُ أحدِنا العشرين ، أو الثلاثين ، أو الأربعين ، أو الخمسين ، أو الستين ، أو السبعين ، فما الزادُ المقدَّمُ في هذه الأعمار ؟ ، أرتحالٌ إلى الله ، إلى لقاءِ الله عبر هذه السنين ، وكم في هذه السنين من مواسمَ للخير ، وموائدَ للطاعة ، وساعاتٍ للتقرب والاستعدادِ إلى لقاء الله ، فماذا فعلنا بها ؟ ، وماذا عملنا فيها ؟ هل خطونا من خلالها خطوةً تقربنا إلى الجنة ، وتباعدنا من النار ، أم ماذا ؟ (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) [ الحجر] .[/font]
[font="]عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ـ رضي الله عنه ـ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ. لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ . فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ . وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ . وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ . فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ » «وَلَوْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ». رواه البخاري ومسلم .[/font]
[font="]فماذا تحصلت من الخير الذي سوف تلقاه غداً عند رحيلك من هذه الدنيا في عامك الذي مضى ؟ (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) [الأنبياء47] . [/font][font="]هل ينفع الفداءُ في ذلك اليوم : ( كَلَّا إِنَّهَا لَظَى ، نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى ، تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ، وَجَمَعَ فَأَوْعَى ) [ المعارج 15 ، 18 ] ، ما ينفعُ إلا العملُ الصالح ، ما ينفع إلا تقوى اللهِ والإخلاصُ له : ( الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ، وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ ، لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ، وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ، وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ، إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ، وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ، أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ ) [ المعارج 23 ، 35] [/font][font="].[/font]
[font="]بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...[/font]
[font="]الخطبة الثانية :[/font]
[font="]فيا عبد الله هذا عامٌ جديدٌ قد أقبل ، فاستثمر أيّامَه ولياليَه بالطاعةِ والقربِ من الله ، يا من فرط فيما مضى ، يا من غرّه الشباب ، يا من ألهته دنياه ، يا من غرق في ملذاته وشهواته ، يا من غرَّاهُ جاهُهُ ونسبُه ، ومالُهُ وقوتُهُ ، يا من زل وضل ، يا من أذنب وقصر ، يا من فرط ولم يستعتب ، استمع إلى ربك وهو يناديك : ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ ، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ، أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ ، أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ، أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ ، بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنْ الْكَافِرِينَ ) [الزمر 53،59].[/font]
[font="]عباد الله ، ليس للموتِ مَرضٌ معلوم ، وليس للمَرض سِنّ معلوم ، وليس للموتِ وقتٌ معلوم ، ولكنها آجالٌ بيَدِ الله ، إذا حضَر الأجل فلا رادّ له ، ( وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [المنافقون 11]. [/font]
[font="] ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ ، وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ ، وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [المنافقون9، 11].[/font]
[font="]فالتوبة يا عباد الله مادام في الأمر فسحة ، عن أبي موسى الأشعريّ ـ رضي الله عنه ـ عن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، قال : " إنَّ الله تعالى يبسُط يدَه بالليل ليتوبَ مسيءُ النّهار، ويبسط يدَه بالنّهار ليتوبَ مسيء الليل " . رواه مسلم .[/font]
[font="]واحذرِ التسويفَ واحذرْ غداً ، وبادر من الآن فأنت الذي سوف توضع في حفرتك وحيدا ، لا أهل ، لا مال ، لا جاه ، لا منصب ، لا زوجة ، لا أولاد ، لا أصدقاء ، ليس معك من الدنيا إلا عملك الصالح (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، ومَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شراً يَرَهُ ) [الزلزلة7،8] .[/font][font="] ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً ) [ الفرقان27 ، 29][/font]
[font="]فيا عبد الله ، انجُ بنفسك اليوم ما دمت حياً ، مادمت في دارِ العمل ، ما دمت في صحتِك وعافيتِك ، في أمنِك واستقرارِك ، ماذا تقول غداً لربك : عندما يسألك عن مالك ، عن عمرك ، عن شبابك ، عن فراغك ، هل صليت لله ، هل صمت لله ، هل تصدقت لله ، هل حججت لله ، هل حققت التوحيد لله ، هل نبذت الشرك وعبادةَ الأوثان ، والبدعَ والإحداثَ في الدين ، هل تركت مظالمَ العباد ، هل أمرت بالمعروف ، هل نهيت عن المنكر ، وهل حفظت الأمانة ، هل أكلت الحرام ، هل كنت في سبب فساد أمة محمد – صلى الله عليه وسلم ؟ هل تستطيع أن تكتمَ اللهَ في ذلك الموقف حديثاً ( يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً ) [النساء42] . (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ )[الزخرف80] .[/font]
[font="]احذروا دعاةَ الشَّرِ والفتنةِ والفسادِ ، احذروا تبديلَ الدينِ وإظهارَ الفسادِ في الأرض ، قوا أنفسكم وأهليكم عذابَ الله . [/font]
[font="]توكلوا على الله وأقيموا العبادة لله وأجملوا في طلب الرزق فهو آتيكم [/font][font="]، لا تجعلوا الدنيا أكبر همكم ، [/font][font="]عن زيد بن ثابتٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:[/font]
[font="]"مَنْ كانَتِ الدنيا هَمَّه فَرَّقَ الله عليه أَمْرَهُ، وجَعلَ فَقْرَهُ بيْنَ عَيْنَيْهِ؛ ولمْ يأْتِهِ مِنَ الدنيا إلا ما كُتبَ له، ومَنْ كانَتِ الآخِرَة نيَّتَهُ جمَع الله له أمْرَهُ، وجعَل غِنَاهُ في قلْبِه؛ وأتَتْهُ الدنيا وهِيَ راغِمَةٌ".[/font]
[font="]رواه ابن ماجه، ورواته ثقات.عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال: [/font]
[font="](لا تسبطئوا الرِّزْقَ فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَبْدٌ يَمُوتُ حَتَّى [/font][font="]يَبْلُغَهُ آخِرُ رِزْقٍ هُوَ لَهُ فَأَجْمِلُوا فِي الطلب في الحلال وترك الحرام)[/font]
[font="]صحيح رواه ابن حبان وغيره [/font]
[font="]أكثروا من التهليل والتسبيح، فإنها سبب [/font][font="]رزق[/font][font="] الخلق - [/font]
[font="]
[/font]
بارك الله فيك أخي التميمي ، وسلمك ربي في الدارين...
شيخ ضيدان موضوعك الرائع مكانه هناك في الموضوعات الجديدة ليستفيد منه الأخوة المشايخ .... رعاك الله
أبو عبدالإله التميمي
أحسنت ,,سلمت أناملك
تعديل التعليق