غزوة مؤتة ... دروس وعبر ( 2 )

جابر السيد الحناوي
1432/06/19 - 2011/05/22 23:11PM
بسم الله الرحمن الرحيم

غـــزوة مؤتة
دروس وعـــبر 2 ...



أما بعد عباد الله :
كان الحديث في الجمعة الماضية عن غزوة مؤتة التي وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم بين المسلمين وبين الرومان في شهر جمادى الأولي ، من السنة الثامنة للهجرة ، وكان سببها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عمير الأزدي برسالة إلى ملك بصرى بالشام يدعوه فيها إلى الإسلام ، فقام عامله على أرض البلقاء باعتراض حامل الرسالة فاعتقله و ضرب عنقه ، فاشتد ذلك علي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه الخبر ، فجهز صلى الله عليه وسلم جيشاً قوامه ثلاثة آلالف مقاتل ، وأمّر عليه زيد بن حارثة وقال : ‏" ‏إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة‏ " .
‏ثم أوصاهم بأن يأتوا المكان الذي قتل فيه الحارث بن عمير، فيدعوهم من ذلك المكان إلى الإسلام ، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم وقاتلوهم ، وتحرك الجيش الإسلامي في اتجاه الشمال حتى نزلوا معان ، فوصلت إليهم معلومات استخباراتية تخبرهم بأن هرقل نزل في أرض البلقاء ومعه مائة ألف من الروم ، وانضم إليهم من قبائل تلك المناطق مائة ألف آخرين.
احتار المسلمون في الأمر ، كيف بجيش صغير قوامه ثلاثة الآف مقاتل على جيش كبير كالسيل قوامه مائتا ألف مقاتل ، واستقر الرأي في النهاية علي تنفيذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتقى الفريقان في مؤتة ، واستمر القتال المرير عدة أيام أبلي فيه المسلمون بلاء حسنا ، واستشهد الأمراء الثلاثة الذين عينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قتال منقطع النظير ، فأخذ الراية خالد بن الوليد واستمر المسلمون يقاتلون عدوهم تحت قيادته بشجاعة بالغة وروح معنوية عالية ، ثم رأى خالد بن الوليد رضي الله عنه أن يخرج الجيش الإسلامي من هذه الملحمة الطاحنة ، وفعلا نجح خالد بن الوليد صلى الله عليه وسلم في الانحياز بالمسلمين سالمين حتى عادوا إلى المدينة دون أن يتكبدوا خسائرتذكر في الأرواح ، إذ لم يقتل منهم في هذه المعركة سوى اثنا عشر رجلاً فقط .
كل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة يخبر الناس بوقائع المعركة ويخبرهم بالأخبار مباشرة عبر الوحي ويبث لهم ما يدور في ساحة القتال هناك .
هذه هي وقائع تلك المعركة بإيجاز ، ولكنها تحمل في طياتها الكثيرمن العبر والدروس المستفادة ، واليوم نريد أن نقف مع بعض الدروس والعبر التي نستفيدها من هذه المعركة المباركة. ( [1] )
عباد الله :
أول هذه الدروس : إن المتأمل بعمق في معركة مؤتة يعلم علم اليقين أن الإيمان بالله والاستبسال في سبيل الله وطلب النصر من الله:
هو الذي يصنع الأمجاد ويقلب الموازين ويعكس المفاهيم ويكسر القيود والأغلال ، وإلا فإن ثلاثة الآف جندي من المسلمين مقابل مائتي ألف جندي من الكافرين ، بمعنى أن الواحد منهم يقابل سبعين ، يعد مغامرة حربية ، وضرباً من ضروب الانتحار تعاقب عليه القوانين العسكرية ، إنه أمرلم يشهد التاريخ مثله ، ولم يرى العالم شبيها له ، حتى أن الرومان ومن عاونهم من مرتزقة القبائل التي انضمت إليهم لم يتوقعوا هذا المستوى من الثبات والصمود والشراسة والضراوة التي رأوها في المسلمين ، فقد أصعقوهم بالهجمات ، وأثخنوا فيهم الجراح ، وكبدوهم خسائر كبيرة في الأموال والأرواح ، ولقنوهم درساً لم ينسوه ، فعرفوا أن الذي صنع هذه الشجاعة في قلوب المسلمين هو إيمانهم بالله ، واعتمادهم على الله ، وثقتهم في نصر الله .
ولا عجب فالإيمان يصنع العجائب ، ويرفع الهمم ، ويدفع القلوب دفعاً للاشتياق للقاء الله ، يقول الله سبحانه وتعالى : " قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ" ( [2] ) ويقول الله عز وجل : " فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " ( [3] ) فكانت هذه المعركة تمهيداً لهؤلاء الأعداء للدخول في الإسلام ؛ لما رأوه في المسلمين من القوة والثبات والعبادة ورباطة الجأش .
الدرس الثاني : إن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يؤدب هؤلاء الغادرين الذين غدروا بالحارث بن عمير الأزدي :
المبعوث الخاص لرسول صلى الله عليه وسلم إلى ملك بصرى ، وقاموا باعتقاله وضرب عنقه ، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يؤدبهم ؛ ليعلمهم أن لهذا الدين رجالاً يذودون عنه ، وينتصرون له ولرجاله ، وليعلم أولئك المعتدون أن للإسلام أبطالاً لا يتركون دماء أبنائه تضيع هدراً وتذهب سدى ، دون مساءلة أو عقاب .
فلما تفاجأ المسلمون بعدد وعدة عدوهم قرروا مواجهته مهما كانت النتائج لأنهم في النهاية إما منتصرون وإما شهداء وكلا الأمرين بالنسبة لهما يمثل فوزاً ونجاحاً ، أما التراجع دون لقاء العدو فليس من شيم الأبطال ولا من أخلاق الرجال ، إذ لا مجال للتراجع عند طلاب الجنان ، يقول الله سبحانه وتعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" ( [4] ) .
سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى
عباد الله :
ثالثا : من الفوائد التي نستفيدها من هذه المعركة أن هذه الأمة أمة حية ، أمة ولادة ، أمة لا تموت :
لقد عين النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المعركة ثلاثة أمراء لحمل الراية وقيادة المعركة فلما قتل الأمراء الثلاثة الذين عينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تعدم الأمة من قائد جديد يقودها ، لأن هذه الأمة لها وجودها التاريخي الذي لا ينقطع ، ولها حضورها المستمر إلى قيام الساعة ، فإذا مات منا سيد قام أسياد ، وإذا ترجل فارس من الفرسان خلفه فوارس أخر ، وإذا ذهب قائد من قادتها أو أمير من أمرائها ظهر بعده من يرفع الراية ، لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي تكفل بنصرة هذا الدين ، " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ... " ( [5] ) فمهما سعى أعداؤه في محاربته ، وقتل رجاله وطمس معالمه ، فإن نوره سيظهر ، وأثره سيمتد ، وانتشاره سيتوسع بعز عزيز أو بذل ذليل ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يَبْرَحَ هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " ( [6] ) .
وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر ، ومات أبوبكر ، فجاء عمر ، وقتل عمر فجاء عثمان ، وقتل عثمان فجاء علي والحسن والحسين ومعاوية بن أبي سفيان وعمر بن عبد العزيز وهلم جراً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
رابعا : استشهد القادة الثلاثة الذين عينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتقط اللواء من بعدهم " ثابت بن أرقم " ولكن ثابت رضي الله عنه يعرف قدر نفسه ، ويعرف حجمه العسكري ، فرفض أن يأخذ الراية لأنه يعلم أنه لن يستطيع أن يعطيها حقها ، ولكنه أخذها فقط لتظل راية الله مرفوعة لحين تسليمها للرجل المناسب الذي يتفق عليه المسلمون ؛ لذا نسمعه يقول لخالد بن الوليد : خذ اللواء يا أبا سليمان فقال خالد : لا آخذه ، أنت أحق به ؛ لأنك أقدم إسلاماً وأكبر سناً . فقال ثابت : خذه يا خالد فوالله ما أخذته إلا لك ، فأنت أعلم مني بفنون القتال ، فأخذه خالد بن الوليد رضي الله عنه ... محارب قدير ، وسيف من سيوف الله لم يمض على إسلامه وقت تلك المعركة سوى ثلاثة أشهر، ولكن الله عز وجل أراده أن يكون بطلاً لتلك المعركة وأسداً لتلك الملحمة ورافعاً لذلك اللواء الذي عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إيثار ما بعده إيثار ... إيثار يقضي علي خصلة الأنانية وحب النفس ، طالما أن الأمر لوجه الله ، وليس لتحقيق شهوة الرئاسة أو الحصول علي أطماع شخصية ، فالرجل المناسب يجب أن يكون في المكان المناسب ، واختيار القادة لا يكون علي أساس مبدأ أهل الثقة والأقارب والمقربين ، أو أصحاب الزلات الأخلاقية الذين يسهل السيطرة عليهم ، وتوجيههم لخدمة ومطامع النظام غير المشروعة ، كما يحدث في مصرنا منذ ثلاثين عاما خلت ، فكان من نتيجة ذلك العوار في الاختيار ، استشراء الفساد في كافة مرافق البلاد ، وسرقة مقدراتها بطريقة يصعب علي الإنسان تصورها ، وتصور كيف يستطيع المصري أن يجد رغيف الخبز رغم كل ذلك الاستنزاف لثروات البلاد بلا رحمة ، فلله الحمد والمنة .
الخطبة الثانية
عباد الله :
خامسا : من الدروس العظيمة المستفادة من غزوة مؤتة : إن الإسلام لا يموت بموت أحد ولا ينتهي بمقتل أحد :
ولو كان الإسلام ينتهي بموت أحد لانتهى بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو كان ينتهي بحملة أو حرب لانتهى بحروب الردة يوم ارتدت القبائل عن الإسلام ، أو لانتهي حين قضى الأمراء الئلاثة الذين عينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة ، يقول الله سبحانه وتعالى " كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ " ( [7] ) فدين الله باق وشريعته منصورة ولو كره المشركون ، ولو كره الكافرون ، ولو كره المنافقون ، فـ : " هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ " ( [8] )
فيجب على المسلم أن يعلق قلبه بالله سبحانه وتعالى ، وأن يجعل أمله وثقته فيه جل جلاله وعز كماله ، وأن يقطع تعلقه بالمخلوقين لأن القلب إذا تعلق بالمخلوق ضعف وتقهقر، ولهذا قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه للناس في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ".( [9] ) ثم تلي هذه الآية : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" ( [10] ) .
سادسا : من الدروس العظيمة التي نستفيدها من هذه المعركة أن على المسلم أن يرتبط بالله وبمنهج الله :
وهذا نستفيده من عدم مشاركة رسول الله صلى صلى الله عليه وسلم لأصحابه في هذه المعركة فإنه صلى الله عليه وسلم جهز الجيش ، ووزع المهام ، واختار القادة ، ورتب الأمور ، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يخرج بنفسه معهم ، ولم يشارك الناس في هذه الحرب ، وفي هذا درس عظيم للمسلمين بأن يوثقوا صلتهم بالله رب العالمين وأن تكون علاقتهم قوية به سبحانه وتعالى وبمنهجه القويم ، وأن لا يتعلق المخلوق بمخلوق مثله ، مهما علا قدره وارتفع فضله .
هكذا كان صلى الله عليه وسلم يربي المسلمين على التعلق بالمنهج لا بالأشخاص ، ويوصيهم بالتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أن يتعلقوا بشخصه وذاته صلى الله عليه وسلم يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه واعظاً لهم وموصياً إياهم : " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ " ( [11] ) فعلقهم صلى الله عليه وسلم بمنهجه وسنته لا بشخصه وذاته .
وهذ نصيحة نبوية غالية ، من الذي لا ينطق عن الهوي ، يجب أن نلتزم بها ـ خاصة في هذه الأيام ـ التي تستقبل فيها البلاد انتخابات برلمانية ورئاسية ، يتحدد معها مستقبل البلاد ، هل إلي خير نسير أم إلي الهاوية ننحدر والعياذ بالله ، فعلينا ألا ننخدع في الأسماء الرنانة التي تقدم لنا ، باعتبار أنها كانت تشغل مناصب رئاسية في منظمات دولية أو منظمات عربية أو إقليمية مثلا ، وتكون هذه الصفات هي الأوراق التي يقدمونها للمواطنين كجوازات للوصول إلي كراسي الحكم والتشريع ، في الوقت الذي يعرف عنهم أنهم يدينون بالعلمانية ، أو كانت لهم صلات قوية بالنظام البائد ، أو ساهموا في سوءات الحكومات السابقة وأفعالها الشنعاء ، مثل هؤلاء يجب أن يلفظوا من قائمة اختيار المواطنين لمرشحيهم ، ولا تكون هذه هي معايير اختيارهم ، بل يجب علي المسلمين ألا تعطي أصواتهم إلا لمن يعرف عنه التمسك بشرع الله كما أنزل علي قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فالخروج من فزاعة الانهيار الاقتصادي ، وثورة الجياع التي يهددون بها ، والسلامة من كل هذا الخلاف الذي يفتن الناس ، لا يكون إلا بالمنهج الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم المتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم :" ... فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ... " فإن لم يوجد من المرشحين من يسير علي منهج الله هذا ، فإن مقاطعة الانتخابات خير من وصول هؤلاء العلمانيين والليبراليين والديموقراطيين إلي السلطة ، بل لا أكون مغاليا إذا قلت أن المقاطعة تكون واجبا علي كل مسلم يريد أن يحكم بشرع الله ، وأن يموت على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين
ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
(جميع الحقوق متاحة لكافة المسلمين
بمختلف الوسائل غير الربحية فإنها تحتاج إلي تصريح كتابي )



[1] دروس وعـبرمن غـزوة مؤتة : باخريصة

[2] آل عمران : 13
[3] محـمد : 4-7

[4] الأنفال : 45-46

[5] التوبة : 33

[6] مسلم : 10/38

[7] المجادلة : 21

[8] التوبة : 33

[9] السيرة النبوية لابن كثير 2/61

[10] آل عمران : 144

[11] سنن أبي داود (12/ 211)
المشاهدات 11235 | التعليقات 0