غزوة بدر الكبرى
طلال شنيف الصبحي
1438/09/13 - 2017/06/08 22:53PM
غزوة بدر 14 / 9 / 1438 ه
الحمدُ لله القويِّ المتين، ذلَّ لكبريائِه جبابرةُ السلاطين،قَضى القضاءَ بحكمتِه وهو أحْكَمُ الحاكمين،أحمده حمْدَ الشاكِرين،وأسْألُه مَعُونَةَ الصابِرين،وأشهد أنْ لا إِله إلاَّ الله وحده لا شريكَ له إِلهُ الأوَّلين والآخرين،وأشَهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، المنصورُ ببَدرٍ بالملائِكةِ المنزَلين،صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابه والتابِعين لهم بإحْسانٍ إلى يومِ الدين، وسلم تسليماً كثيراً.(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
عباد الله:إن في سيرة النبي العطرة وآثاره الجميلة النضرة أسوة للمؤمنين وقدوة للأخيار والصالحين. ثلاثة وعشرون عامًا حمل فيها رسالة الله وبلغ فيها شريعة الله، ما ترك باب خير إلا دلنا عليه، ولا سبيل رشد إلا هدانا إليه تسليمًا،وزاده تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا.وفي ثنايا هذا الشهر المبارك كانت مَلْحَمةٌ من ملاحم الإسلام ويوم من أيامه الجليلة العظام،يوم الفرقان يوم التقى الجمعان،يوم أعز الله فيه جنده ونصر فيه عبده وأذل فيه من عاداه ورفع المنار لمن والاه،يوم الفرقان،يوم التقى الجمعان،يوم خاضه رسول الله بالثبات واليقين والإيمان،خاضه مع الصحب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، ثلاث مائة وأربعة عشر رجلاً ما على وجه الأرض يومها أحب إلى الله منهم،ثلاثة مائة وأربعة عشر رجلاً كتبت لهم السعادة وهم في بطون أمهاتهم،ثلاث مائة وأربعة عشر رجلاً نادى عليهم منادي الله:يا أهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم،ثلاث مائة وأربعة عشر رجلاً أقدامهم حافية وثيابهم مرقعة بالية،وأحشاؤهم ظامئة خاوية،ولكن قلوبهم نقية زاكية، وهممهم شريفة سامية عالية، الصحب الكرام عليهم من الله الرضوان والسلام.وقفنا أمام يوم بدر؛ وقفنا أمام ملحمة الإسلام، واليوم الأول من أيامه العظام,لكي نستلهم العظات والعبر،والتي من أعظمها وأجلها أن الإسلام كلمة الله الباقية ورسالته الخالدة باقية ما بقي الزمان وتعاقب الملكان,هذا الإسلام الذي كتب الله العزة لمن والاه،وكتب الذلة والصغار على من عاداه.من عِبَر يوم بدر أخذنا أن الصبر مفتاح الفرج وأن مع العسر يسرًا(واصبر وما صبرك إلا بالله)صبر حبيب الله ورسول الله فأقر الله عينه ونصر الله حزبه(بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا)فإن وجدت عبدًا من عباد الله أو شعبا مسلما أعزل لا يملك لنفسه حولا ولا قوة,قد صُبت عليهم المحن والبلايا والفتن والرزايا وتسلط عليهم الأعداء فنصبوا وجوههم لله صابرين محتسبين،فبشرهم بحسن العاقبة والمآل من الله،علمنا أن الصبر عواقبه الخير،ولقد صدق رسول الهدى إذ يقول:(ما أعطي عبد عطاء أفضل من الصبر)بالصبر يتسع ضيق الدنيا،وتتبدد همومها وغمومها وأحزانها،يطيب العيش وترتاح النفوس وتطمئن القلوب،وصدق عمر وأرضاه إذ قال:(وجدنا ألذ عيشنا بالصبر)
وقفنا أمام غزوة بدر فوجدنا أن التقوى سبيل النصر للمؤمنين وطريق الفلاح للمفلحين(بلى إن تصبروا وتتقوا)بالصبر والتقوى تنزلت ملائكة الرحمن؛نصرة لجند الإيمان،فمن صبر واتقى جعل له ربه من كل همّ فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا.صبرًا يا أهل الإسلام في زمان عظمت كربته،واشتدت غربته،حيثما وليت بناظريك رأيت الأشجان والأحزان،نساء وأرامل وأطفال وثكالى،لا يعلم مقدار ما يعانون ولا يعلم مقدار ما يكابدون إلا الله المطلع على الخفيات، عالم السر والنجوى، فاطر الأرض والسموات. فيا أهل الإسلام لئن ضاقت الأرض عليكم فلم تضيق بالصبر والتقوى، إن وراء الليل فجرًا، وإن تحت الرماد نارًا، فصبر جميل لعل الله أن يأتي بالفرج القريب.
عباد الله: وقفنا أمام غزوة بدر الكبرى، فرأينا مواقف المحبة والرضا من أصحاب رسول الله ،وجدناهم تحت رايته لا يتقدمون على قوله،ولا يأتمرون بغير أمره صلوات الله وسلامه عليه،سلامٌ على شُمسُ الدجى ورجال الوغَى يوم سمعوا وأطاعوا،سلامٌ عليهم يوم قال قائلهم:(يا رسول الله:فاظعن متى شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ماشئت وأعطنا منها ما شئت والذي تأخذه منا كان أحب إلينا مما تتركه وما أمرت فيه بأمر فأمرنا فيه تبع لأمرك فسر بنا يا رسول الله فو الله لو سرت بنا إلى بَرْكِ الغِماد لنسيرن معك ولو استعرضت هذا البحر فخضته لنخوضنه معك ,والله لا نكره أن تلقى بنا عدونا غدا فإننا صبر في الحرب صدق عند اللقاء ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك)سلام عليهم من الله ورحمات(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
فاللهم يا فاطر الأرض والسموات أسبغ عليهم شآبيب الرحمات وبوئهم المنازل العلى في الجنات واجمعنا بهم مع الآباء والأمهات والإخوان والأخوات والزوجات والذريات إنك سميع قريب مجيب الدعوات. أقول قولي هذا
الخطبة الثانية:
عباد الله: لقد أنعم الله علينا بهذه النعمة العظيمة والمنة الجليلة الكريمة فبلغنا شهر رمضان وما كنا لنبلغه إلا بفضل الحليم الرحمن، بلغنا شهر رمضان ونحن في عافية في الأبدان وأمن في الأوطان ورغد عيش بين الأهل والولدان، فالحمد لله كالذي نقول، والحمد لله خيرًا مما نقول. عباد الله: وها هي أيام الشهر قد تتابعت ولياليه الغر قد تلاحقت، هذه أيام رمضان قد أوشكت بالرحيل، وها نحن بعد أيام سنستقبل العشر الأواخر من رمضان، العشر الأواخر التي ما دخلت على رسول الله إلا شد مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله صلوات الله وسلامه عليه, بينها ليلة خير من ألف شهر، من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه, فنسأل الله العظيم من فضله, ونسأله ألا يخيب رجاءنا وأن يستجيب دعاءنا, وأن يغفر لنا ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. هذا وصلوا وسلموا على رسول الله
الحمدُ لله القويِّ المتين، ذلَّ لكبريائِه جبابرةُ السلاطين،قَضى القضاءَ بحكمتِه وهو أحْكَمُ الحاكمين،أحمده حمْدَ الشاكِرين،وأسْألُه مَعُونَةَ الصابِرين،وأشهد أنْ لا إِله إلاَّ الله وحده لا شريكَ له إِلهُ الأوَّلين والآخرين،وأشَهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، المنصورُ ببَدرٍ بالملائِكةِ المنزَلين،صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابه والتابِعين لهم بإحْسانٍ إلى يومِ الدين، وسلم تسليماً كثيراً.(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
عباد الله:إن في سيرة النبي العطرة وآثاره الجميلة النضرة أسوة للمؤمنين وقدوة للأخيار والصالحين. ثلاثة وعشرون عامًا حمل فيها رسالة الله وبلغ فيها شريعة الله، ما ترك باب خير إلا دلنا عليه، ولا سبيل رشد إلا هدانا إليه تسليمًا،وزاده تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا.وفي ثنايا هذا الشهر المبارك كانت مَلْحَمةٌ من ملاحم الإسلام ويوم من أيامه الجليلة العظام،يوم الفرقان يوم التقى الجمعان،يوم أعز الله فيه جنده ونصر فيه عبده وأذل فيه من عاداه ورفع المنار لمن والاه،يوم الفرقان،يوم التقى الجمعان،يوم خاضه رسول الله بالثبات واليقين والإيمان،خاضه مع الصحب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، ثلاث مائة وأربعة عشر رجلاً ما على وجه الأرض يومها أحب إلى الله منهم،ثلاثة مائة وأربعة عشر رجلاً كتبت لهم السعادة وهم في بطون أمهاتهم،ثلاث مائة وأربعة عشر رجلاً نادى عليهم منادي الله:يا أهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم،ثلاث مائة وأربعة عشر رجلاً أقدامهم حافية وثيابهم مرقعة بالية،وأحشاؤهم ظامئة خاوية،ولكن قلوبهم نقية زاكية، وهممهم شريفة سامية عالية، الصحب الكرام عليهم من الله الرضوان والسلام.وقفنا أمام يوم بدر؛ وقفنا أمام ملحمة الإسلام، واليوم الأول من أيامه العظام,لكي نستلهم العظات والعبر،والتي من أعظمها وأجلها أن الإسلام كلمة الله الباقية ورسالته الخالدة باقية ما بقي الزمان وتعاقب الملكان,هذا الإسلام الذي كتب الله العزة لمن والاه،وكتب الذلة والصغار على من عاداه.من عِبَر يوم بدر أخذنا أن الصبر مفتاح الفرج وأن مع العسر يسرًا(واصبر وما صبرك إلا بالله)صبر حبيب الله ورسول الله فأقر الله عينه ونصر الله حزبه(بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا)فإن وجدت عبدًا من عباد الله أو شعبا مسلما أعزل لا يملك لنفسه حولا ولا قوة,قد صُبت عليهم المحن والبلايا والفتن والرزايا وتسلط عليهم الأعداء فنصبوا وجوههم لله صابرين محتسبين،فبشرهم بحسن العاقبة والمآل من الله،علمنا أن الصبر عواقبه الخير،ولقد صدق رسول الهدى إذ يقول:(ما أعطي عبد عطاء أفضل من الصبر)بالصبر يتسع ضيق الدنيا،وتتبدد همومها وغمومها وأحزانها،يطيب العيش وترتاح النفوس وتطمئن القلوب،وصدق عمر وأرضاه إذ قال:(وجدنا ألذ عيشنا بالصبر)
وقفنا أمام غزوة بدر فوجدنا أن التقوى سبيل النصر للمؤمنين وطريق الفلاح للمفلحين(بلى إن تصبروا وتتقوا)بالصبر والتقوى تنزلت ملائكة الرحمن؛نصرة لجند الإيمان،فمن صبر واتقى جعل له ربه من كل همّ فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا.صبرًا يا أهل الإسلام في زمان عظمت كربته،واشتدت غربته،حيثما وليت بناظريك رأيت الأشجان والأحزان،نساء وأرامل وأطفال وثكالى،لا يعلم مقدار ما يعانون ولا يعلم مقدار ما يكابدون إلا الله المطلع على الخفيات، عالم السر والنجوى، فاطر الأرض والسموات. فيا أهل الإسلام لئن ضاقت الأرض عليكم فلم تضيق بالصبر والتقوى، إن وراء الليل فجرًا، وإن تحت الرماد نارًا، فصبر جميل لعل الله أن يأتي بالفرج القريب.
عباد الله: وقفنا أمام غزوة بدر الكبرى، فرأينا مواقف المحبة والرضا من أصحاب رسول الله ،وجدناهم تحت رايته لا يتقدمون على قوله،ولا يأتمرون بغير أمره صلوات الله وسلامه عليه،سلامٌ على شُمسُ الدجى ورجال الوغَى يوم سمعوا وأطاعوا،سلامٌ عليهم يوم قال قائلهم:(يا رسول الله:فاظعن متى شئت وصل حبل من شئت واقطع حبل من شئت وخذ من أموالنا ماشئت وأعطنا منها ما شئت والذي تأخذه منا كان أحب إلينا مما تتركه وما أمرت فيه بأمر فأمرنا فيه تبع لأمرك فسر بنا يا رسول الله فو الله لو سرت بنا إلى بَرْكِ الغِماد لنسيرن معك ولو استعرضت هذا البحر فخضته لنخوضنه معك ,والله لا نكره أن تلقى بنا عدونا غدا فإننا صبر في الحرب صدق عند اللقاء ولعل الله يريك منا ما تقر به عينك)سلام عليهم من الله ورحمات(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
فاللهم يا فاطر الأرض والسموات أسبغ عليهم شآبيب الرحمات وبوئهم المنازل العلى في الجنات واجمعنا بهم مع الآباء والأمهات والإخوان والأخوات والزوجات والذريات إنك سميع قريب مجيب الدعوات. أقول قولي هذا
الخطبة الثانية:
عباد الله: لقد أنعم الله علينا بهذه النعمة العظيمة والمنة الجليلة الكريمة فبلغنا شهر رمضان وما كنا لنبلغه إلا بفضل الحليم الرحمن، بلغنا شهر رمضان ونحن في عافية في الأبدان وأمن في الأوطان ورغد عيش بين الأهل والولدان، فالحمد لله كالذي نقول، والحمد لله خيرًا مما نقول. عباد الله: وها هي أيام الشهر قد تتابعت ولياليه الغر قد تلاحقت، هذه أيام رمضان قد أوشكت بالرحيل، وها نحن بعد أيام سنستقبل العشر الأواخر من رمضان، العشر الأواخر التي ما دخلت على رسول الله إلا شد مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله صلوات الله وسلامه عليه, بينها ليلة خير من ألف شهر، من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه, فنسأل الله العظيم من فضله, ونسأله ألا يخيب رجاءنا وأن يستجيب دعاءنا, وأن يغفر لنا ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. هذا وصلوا وسلموا على رسول الله
المرفقات
غزوة بدر الكبرى.docx
غزوة بدر الكبرى.docx