غزة: الحرب بعيدة قريبة / عماد توفيق
احمد ابوبكر
1436/10/09 - 2015/07/25 08:05AM
[align=justify]على وقع أخبار نصب مزيد من القباب الحديدية في المدن الصهيونية الكبيرة في غلاف غزة المحاصر، يقوم الجنرال آيزنكوت بزيارات لقيادة اللواء الجنوبي، وينظر عبر المنظار المكبر إلى الأحياء الفلسطينية القريبة من السياج، والتي دمرتها الآلة العسكرية النازية في حرب الـ51 يوما، بينما تنتصب إلى جانبها خيام الصمود والتحدي التي تعيش فيها العائلات التي باتت بلا مأوى.
بالنسبة لرئاسة الأركان، باتت غزة تعتبر ميدان رماية مفتوحاً يستعرض فيه كل رئيس أركان جديد قوته أمام مقاومة عزلاء قياسا إلى الترسانة الحربية التي تمتلكها الدولة العبرية، وللمفارقة فإن غزة باتت تستحق وعن جدارة لقب قاهرة رؤساء الأركان، حيث يغادر كل رئيس أركان أذلّته غزة موقعه غير مأسوفٍ على كفاءته، ليسلم الراية الى آخر ليجرب حظه العاثر مع غزة القاهرة.
ليست غزة بحاجة إلى كثير من مواد الإعمار لبناء الأبراج والشاليهات والفلل الفارهة، بل بحاجة إلى قليل من الإسمنت لترميم بيوتهم البسيطة ليبقوا على قيد الحياة في انتظار الجولة المقبلة، فالجولة المقبلة باتت على ما يبدو أمراً يقينياً ومحتماً بالنسبة لهم طبقا للتجارب الدامية السابقة، حيث ينتفي السؤال "هل" لصالح التساؤل عن "متى"..!!
قبل كل مواجهة يأتي رئيس الأركان الجديد بفريق من اللاعبين الجدد، ويوزع الأدوار لمواجهة لاعبي المقاومة على أرض أستاد غزة الكبيرة التي باتت ملعبا دوليا لتحطيم الرؤوس وقلب الأجندات.
يواصل جيش الاحتلال بناء قوته، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تعزيز دفاعاتها وسط تحول في تكتيكات المواجهة لديها والانتقال من خنادق الدفاع الى جبهات الهجوم.
حرب الـ51 يوما الأخيرة أطاحت برئيس الأركان لصالح آخر، وأطاحت بمصفحاته القديمة لصالح مصفحات "نمير"، وأطاحت بخططه للتزود بطائرات "إف 22" لصالح تعزيز دفاعاته في مواجهة أنفاق غزة، التي باتت تخيف "إسرائيل " أكثر من أسلحة إيران النووية.
روزنامة التسهيلات لغزة التي تتسع وتطول، كل يوم، توحي بما لا يدع مجالا للشك بأن "إسرائيل" ليست معنية بجولة قتال أخرى في غزة، وليس لدى خزينة الاحتلال فائض لصرف سبعة مليارات شيكل أخرى على الحرب الجديدة، كما أنها لا ترغب في استعادة التجربة المريرة، التي أجبرتها على إغلاق مطارها الدولي ورمز سيادتها، كما يبدو أنها لن تجرؤ على دفع نصف سكانها للجلوس في الملاجئ وسط صيف قائظ يفضل الصهاينة قضاءه في المصايف والفسحات، وليس في الملاجئ أو ميادين القتال.
من البديهي أن تبدأ المواجهة القادمة من حيث انتهت الجولة السابقة، والجولة الأخيرة انتهت بعمليات في العمق وباختطاف جنود وبضرب الجبهة الداخلية من نقطة صفر، فكيف يمكن أن يكون عليه شكل الجولة المقبلة.!!.
العداء المصري للقطاع بات يبدو أقل حدّة مع رفع حماس من قوائم الإرهاب، ومع التفاهمات التي أبرمتها حماس مع المخابرات المصرية، فضلا عن تحسن علاقات حماس مع السعودية، ناهيك عن موسم الحج الدولي إلى غزة للحيلولة دون تفجر جولة جديدة من المواجهة، والتي يتوقع أن تسهم في تنفيس الاحتقان لجهة كسر الحصار تدريجيا، وصولا إلى فتح معابر وإقامة ميناء ومطار تحت غطاء هدنة طويلة.
كل المؤشرات السابقة توحي بابتعاد شبح الحرب عن غزة، لكن في ذات الوقت فإن تبخر كل تلك الآمال برفع الحصار يؤكد إمكانية اندلاع شبح المواجهة من جديد.
[/align]
بالنسبة لرئاسة الأركان، باتت غزة تعتبر ميدان رماية مفتوحاً يستعرض فيه كل رئيس أركان جديد قوته أمام مقاومة عزلاء قياسا إلى الترسانة الحربية التي تمتلكها الدولة العبرية، وللمفارقة فإن غزة باتت تستحق وعن جدارة لقب قاهرة رؤساء الأركان، حيث يغادر كل رئيس أركان أذلّته غزة موقعه غير مأسوفٍ على كفاءته، ليسلم الراية الى آخر ليجرب حظه العاثر مع غزة القاهرة.
ليست غزة بحاجة إلى كثير من مواد الإعمار لبناء الأبراج والشاليهات والفلل الفارهة، بل بحاجة إلى قليل من الإسمنت لترميم بيوتهم البسيطة ليبقوا على قيد الحياة في انتظار الجولة المقبلة، فالجولة المقبلة باتت على ما يبدو أمراً يقينياً ومحتماً بالنسبة لهم طبقا للتجارب الدامية السابقة، حيث ينتفي السؤال "هل" لصالح التساؤل عن "متى"..!!
قبل كل مواجهة يأتي رئيس الأركان الجديد بفريق من اللاعبين الجدد، ويوزع الأدوار لمواجهة لاعبي المقاومة على أرض أستاد غزة الكبيرة التي باتت ملعبا دوليا لتحطيم الرؤوس وقلب الأجندات.
يواصل جيش الاحتلال بناء قوته، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تعزيز دفاعاتها وسط تحول في تكتيكات المواجهة لديها والانتقال من خنادق الدفاع الى جبهات الهجوم.
حرب الـ51 يوما الأخيرة أطاحت برئيس الأركان لصالح آخر، وأطاحت بمصفحاته القديمة لصالح مصفحات "نمير"، وأطاحت بخططه للتزود بطائرات "إف 22" لصالح تعزيز دفاعاته في مواجهة أنفاق غزة، التي باتت تخيف "إسرائيل " أكثر من أسلحة إيران النووية.
روزنامة التسهيلات لغزة التي تتسع وتطول، كل يوم، توحي بما لا يدع مجالا للشك بأن "إسرائيل" ليست معنية بجولة قتال أخرى في غزة، وليس لدى خزينة الاحتلال فائض لصرف سبعة مليارات شيكل أخرى على الحرب الجديدة، كما أنها لا ترغب في استعادة التجربة المريرة، التي أجبرتها على إغلاق مطارها الدولي ورمز سيادتها، كما يبدو أنها لن تجرؤ على دفع نصف سكانها للجلوس في الملاجئ وسط صيف قائظ يفضل الصهاينة قضاءه في المصايف والفسحات، وليس في الملاجئ أو ميادين القتال.
من البديهي أن تبدأ المواجهة القادمة من حيث انتهت الجولة السابقة، والجولة الأخيرة انتهت بعمليات في العمق وباختطاف جنود وبضرب الجبهة الداخلية من نقطة صفر، فكيف يمكن أن يكون عليه شكل الجولة المقبلة.!!.
العداء المصري للقطاع بات يبدو أقل حدّة مع رفع حماس من قوائم الإرهاب، ومع التفاهمات التي أبرمتها حماس مع المخابرات المصرية، فضلا عن تحسن علاقات حماس مع السعودية، ناهيك عن موسم الحج الدولي إلى غزة للحيلولة دون تفجر جولة جديدة من المواجهة، والتي يتوقع أن تسهم في تنفيس الاحتقان لجهة كسر الحصار تدريجيا، وصولا إلى فتح معابر وإقامة ميناء ومطار تحت غطاء هدنة طويلة.
كل المؤشرات السابقة توحي بابتعاد شبح الحرب عن غزة، لكن في ذات الوقت فإن تبخر كل تلك الآمال برفع الحصار يؤكد إمكانية اندلاع شبح المواجهة من جديد.
[/align]