غاية المسلم فى الحياة

محمد مرسى
1431/10/08 - 2010/09/17 18:26PM
(7) غاية المسلم من الحياة د/أحمد شاهين
الغاية: هى منتهى الشئ، وهى غاية غالية، وثمينة، ووحيدة، وهى غاية الأنبياء والمرسلين.
والقرآن الكريم وضح لنا أصناف الناس فى الحياة، وغاياتهم، منها.
1- الصنف الأول: منتهى غايته من الحياة، أن يشبع شهوة بطنه وفرجه، وأن يعيش مع شهواته وملذاته، وهى غاية أرضية وضيعة ومذمومة، و هو صنف مذموم وضيع نزه الله المؤمنين عن ذلك فى القرآن الكريم، قال تعالى: (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم)([1]). وقال تعالى: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون)([2]).
شعار بعضهم، إنما الدنيا طعام وشراب ومنام فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام.
وقصيدة الطلاسم لإليا أبو ماضى هى أكبر تعبير عن هذا الضياع، يقول فى مطلعها: جئت لا أعلم من أين ولكن أتيت ولقد أبصرت قدامى طريقا فمشيت
موقف الزبرقان بن بدر مع الخطيئة حينما هجاه ببيت من الشعر يقول فيه:دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسى.
فجرده من المروءة، فعاقبه سيدنا عمر بن الخطاب بالسجن فترة من الزمن.
2- صنف ثان: غايته من الحياة إشعال الفتن والثوارت والحروب بين الناس قال تعالى: (ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)([3]).
وقال تعالى ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون)([4]) إنه مريض النفس والقلب والعقل.
وفى الحديث النبوى الشريف: (آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان)([5]). وفى الحديث أيضاً: (شر الناس ذو الوجهين، الذى يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه)([6]).
إنه ذلك الشخص الحسود الذى يتمنى ذوال النعم من الناس، ويحاربهم فيها.
3- صنف ثالث: غايته من الحياه جمع المال من الذهب والفضة، وجمع أصناف الزينة المتعددة ليستمتع بها لنفسه فقط، دون توظيفها فى موضعها، فهو يجعلها وسيلة لا غاية، قال تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب)([7]).
وفى الحديث: (من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه شمله، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتبه الله له)([8]). فالمسلم يملك الدنيا كلها بشروط، أن يملكها من الحلال وينفقها فى ما يرضى الكبير المتعال، ويخرج زكاة أمواله، وتكون فى يده لا فى قلبه.
4- الصنف الرابع: هم الذين جعلوا مرضاة الله لهم غاية، فجعلوا الحياة كلها عبادة قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)([9]). وقال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)([10]). وقال تعالى: (وعجلت إليك رب لترضى)([11]).
وقال تعالى: (للفقراء والمهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون)([12]). وقال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا)([13]).
وقال تعالى: (قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين)([14]).
فكل عمل يقربهم من مرضاة ربهم فهو عبادة يقومون بها، وهذا يحتاج منهم إلى التضحية بالغالى والنفيس فى سبيل مرضاة الله عز وجل.
نسأل الله أن يحسن نياتنا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يرزقنا مرضاته فى الدنيا والآخرة.

[1] سورة محمد الآية (12).

[2] سورة الأعراف الآية (179).

[3] سورة البقرة الآية (204).

[4] سورة البقرة الآية (11).

[5] الحديث أخرجه الإمام البخارى (2749) عن أبى هريرة –رضى الله عنه-.

[6] الحديث أخرجه الإمام البخارى (7179) عن أبى هريرة –رضى الله عنه-.

[7] سورة ال عمران الآية (14).

[8] الحديث أخرجه الإمام المنذرى فى الترغيب والترهيب 4/130عن زيد بن ثابت–رضى الله عنه-.

[9] سورة الحج الآية (77).

[10] سورة الذاريات الآية (56).

[11] سورة طه الآية (84).

[12] سورة الحشر الآية (8).

[13] سورة الفتح الآية (29).

[14] سورة الأنعام الآية (162).
المشاهدات 6453 | التعليقات 0