غاية الأماني أن ينال العبد محبة الله تعالى

كامل الضبع زيدان
1436/08/21 - 2015/06/08 08:29AM
غاية الأماني أن ينال العبد محبة الله
إنها والله غاية الغايات أن يتحصل العبد على محبة الله عزو جل ولا يصل إلى ذلك إلا بالمداومة على الطاعة والعبادة والبعد عن المعاصي صغائرها وكبائرها ويصبر على ذلك صبرا واحتسابا للأجر والثواب وان يكون صادقا تقيا نقيا مخلصا لله رب العالمين إذا حقق ذلك نال الشرف ونال العز بأن يحبه رب العالمين ومن أحبه الله عزو جل لم يعذبه أبدا. يا لها من كرامة لهذا العبد والله عزو جل يذكره في الملأ الأعلى وفي حضرة الملائكة الكرام البررة وينادي على جبريل عليه السلام ويخبره جل جلاله أنه يحب فلانا ويذكر العبد باسمه ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {إن الله عزو جل إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض} يا لها من كرامة لهذا العبد محبة الله عزو جل له ومحبة الملائكة ومحبة الصالحين من أهل الأرض فالعبرة بالصالحين من عباد الله لا بغيرهم من الفسقة والفجرة لأن هؤلاء ولا شك سيبغضون المؤمنين الصادقين هذا طبيعي جدا قال الحبيب صلى الله عليه وسلم {الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف} رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها فمحبة الصالحين للعبد دليل على حب الله عزو جل له لذلك أخبر الحبيب صلى الله عليه وسلم لما سئل وقيل له يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه وفي رواية فيحبه الناس عليه قال تلك عاجل بشرى المؤمن. فهي بشرى عجلها له رب العالمين في الدنيا بأن ألقى في قلوب عباده الصالحين المحبة لهذا العبد وقد قال الله عزو جل {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} أحبهم الله عزو جل وحببهم لعباده الصالحين.
والعبرة بالصدق لا بالادعاء
فمن الناس من يدعي محبة الله ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في غاية البعد عن طاعة الله وطاعة رسول الله وحاله ومقاله يوحي بذلك فجاءت آية المحنة كما قال الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى لتفضح هؤلاء وتكشف كذبهم وهي قول الله عزو جل {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}.
ولله در القائل:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
والعبد إذا صدق في حبه وطاعته لله رب العالمين سيجد ربا كريما عظيما يكافئه على طاعته في الدنيا قبل الآخرة ويمنحه الأمن والأمان والطمأنينة والسكينة مهما هاجت الدنيا وماجت من حوله فهو في معية الله يعلم أن الأمر كله لله وبيد الله يدبر التدابير ويقدر التقادير ويحكم الصنع والعبد الصادق راض غاية الرضا بالله وبما يقدره القدير جل جلاله. ولذلك قال أبو سليمان الداراني رحمه الله (من صفى صفي له ومن كدر كدر عليه ومن أحسن في ليله كوفئ في نهاره ومن أحسن في نهاره كوفئ في ليله وكما تكيل يكال لك وكما تدين تدان) كلمات غاية في العظمة توضح أن العبد إذا صفى نفسه لله بالطاعة والبعد عن المعصية أثابه الله عزو جل بالصفاء والطمأنينة ومن كدر على نفسه بالمعاصي فلا ينال إلا الكدر والنكد والهم والغم والضنك كما قال الله عزو جل {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} وتأتي المكافئة سريعة جدا من رب العالمين بالليل وبالنهار وهكذا يداوم العبد على الطاعة ليلا ونهارا وما يقدمه الإنسان لنفسه في هذه الدنيا سيجد عاقبته ومجازاته به في الدنيا وفي الآخرة كما يكيل يكال له وكما يدين يدان أسأل الله أن نكون جميعا من أهل الصلاح والطاعة والنعيم في الدنيا والآخرة اللهم آمين.
الله عزو جل يدافع عن أولياءه وأحبابه
من داوم على ذلك ونال العز والشرف وأحبه الله العظيم الكريم أصبح من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين يدافع عنهم رب العالمين ويعادي من عاداهم بل ويحاربه رب العالمين انتصارا لحبيبه ولوليه روى الإمام البخاري رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {إن الله عزو جل يقول من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه} يا له من رب كريم جليل رحيم عظيم متفضل على عباده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يشكرون.
أسأل الله أن نكون جميعا من أولياء الله الشاكرين على عطاء الله الصابرين على بلوائه العاملين بطاعته والبعيدين كل البعد عن معصيته وسخطه وناره وعقابه اللهم آمين. والحمد لله رب العالمين

أخوكم / كامل الضبع محمد زيدان
المشاهدات 1842 | التعليقات 0