غالبية فقراء ومهجري العالم......مسلمون ؟! د. زياد الشامي

احمد ابوبكر
1438/08/28 - 2017/05/24 06:09AM
هذا ما أكده رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية "بندر حجار" الذي قال منذ أيام : إن النسبة الأكبر من الفقراء والنازحين على مستوى العالم اليوم هم من دول ضمن العالم الإسلامي .... مشيرا خلال افتتاح الاجتماع السنوي الـ 42 لمجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية إلى أن تقارير إحصائية تدل على أن 61% من نازحي العالم، أي قرابة 25 مليون نازح، هم من دول إسلامية، وأن 89 مليون إنسان من المحتاجين للمساعدة الإنسانية والإغاثية في العالم هم من مواطني دول منظمة التعاون الإسلامي .


هذه الإحصائية وإن كانت في الحقيقة مؤلمة ومحزنة ومثيرة للكثير من الأسئلة ....إلا أنها لم تكن مفاجئة بالنسبة للمسلم الذي يتابع أحداث ما يجري في بلاد المسلمين والكثير من عواصمه , فما من يوم يمر منذ سنوات إلا وأنباء قتل المسلمين على يد أعدائهم تتوالى وتزداد , وأخبار تهجيرهم من أرضهم وديارهم على جميع وسائل الإعلام , وصور معاناتهم في مخيمات اللجوء وعلى حدود الدول الغربية وبعض الدول العربية تتناقلها القنوات الفضائية و وكالات الأنباء .




بالأمس فقط انتهت عملية تهجير أهالي حي الوعر بحمص على يد النظام النصيري والاحتلال الروسي الصفوي , حيث خرجت الدفعة الأخيرة من الحي باتجاه مدينتي جرابلس وإدلب شمال سورية , ليكتمل تهجير حوالي 25 ألفا من المسلمين عن عاصمة الثورة السورية .



وبالأمس أيضا وصلت قافلة مهجري حيي القابون وبرزة شرقي العاصمة دمشق إلى شمال البلاد في إدلب ، تنفيذا لما يسمى "اتفاق التهجير القسري" توصلت إليه لجان التفاوض مع شبيحة طاغية الشام بعد سلسلة من جرائم القصف الهمجي والحصار الخانق .



ونقلت مصادر ميدانية بأن دفعة ثانية من مهجري حيي برزة والقابون وعددهم 2200 مدني ومقاتل من الفصائل وصلوا إلى مراكز إيواء في إدلب لينضموا إلى إخوان لهم تم تهجيرهم من طوق العاصمة دمشق من قبل إلى الشمال بنفس الأسلوب والطريقة الإجرامية "تخيير الأهالي ومقاتلي فصائل الثورة السورية المسلحة بين الموت تحت القصف الهستيري أو الموت جوعا من شدة الحصار أو التهجير القسري إلى شمال البلاد" .



لقد توالت عملية تهجير أهالي بلدات وأحياء العاصمة دمشق بشكل متسارع في الآونة الأخيرة , فمن داريا إلى المعضمية إلى قدسيا والهامة وصولا إلى مضايا والزبداني مؤخرا وليس انتهاء بحي الوعر بحمص وحيي برزة والقابون بالعاصمة دمشق حاليا ....ليبدو مشروع إحداث تغيير ديمغرافي ضخم وخطير بسورية أكثر وضوحا وجلاء من أي وقت مضى .




لم يكن مسلمو العراق بأحسن حالا من إخوانهم السوريين فيما يتعلق بعملية التهجير القسري ومحاولة إحداث تغيير ديمغرافي كبير في بلاد الرافدين , فما تشهده مدينة الموصل حاليا خير شاهد وبرهان على هذه السياسة الخبيثة المتبعة من قبل حكومة العبادي ومليشياته الصفوية التي تنفذ حرفيا أجندة ملالي قم و زعيمهم خامنئي .



آخر إحصائيات التهجير القسري لمسلمي الموصل ينقلها وزير الهجرة والمهجرين العراقى "جاسم محمد الجاف" حيث يقول : إن أعداد النازحين من مدينة الموصل تجاوز الــ 670 الف مدنى منذ انطلاق المعارك فى المدينة في أكتوبر من العام الماضي .




وإذا انتقلنا إلى مسلمي الروهينغيا في ميانمار ومسلمي الإيغور بتركستان الشرقية في الصين ومسلمي إفريقيا الوسطى ....وغيرهم فإن جريمة تهجيرهم من أرضهم بعد استخدام جميع وسائل العنف والاضطهاد ضدهم تبدو وكأنها مسلسل متصل الحلقات من إنتاج وإخراج مجموعة من الدول المعادية لدين الله الإسلام لم تظهر بعد أي معالم لنهاية قريبة لها .




أما كون غالبية فقراء العالم من المسلمين فهي نتيجة طبيعة لمسلسل التهجير الذي يستهدفهم ومخطط نهب خيرات بلادهم , فقد أظهرت دراسة أعدتها الأمم المتحدة العام الماضي أن 83.4% من سكان سورية يعيشون تحت خط الفقر حاليا جراء الحرب التي تشهدها البلاد منذ سنوات، وذلك مقارنة بـ28% في عام 2010م .



وقالت الدراسة - التي حملت عنوان "سورية.. خمس سنوات في خضم الحرب" واشتركت في إعدادها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) مع جامعة سانت أندروز البريطانية - : إن هناك 13.5 مليون شخص -بينهم ستة ملايين طفل- بحاجة إلى مساعدة إنسانية في سوريا، وفق إحصاءات نهاية عام 2015، ومن بين هؤلاء أربعة ملايين يعيشون في دمشق وريفها ومحافظة حلب.



وفي العراق كشفت وزارة التخطيط عن ارتفاع نسبة الفقر في البلاد الى 30% خلال العام الماضي 2016، بعد أن سجلت 22% خلال آخر مسح أجري في العام 2014م .... بينما حذر البنك الدولي بداية هذا العام من أن نسبة الفقر في اليمن قد قفزت إلى أكثر من 85% من السكان الذين يقدر عددهم بـ26 مليون نسمة جراء تداعيات الحرب ...



لا يمكن إلقاء كامل المسؤولية في واقع كون غالبية المهجرين والفقراء في العالم من المسلمين على أعدائهم والمتربصين بهم , فهذا هو ديدن العدو وشانه على كل حال , بل لا بد من الاعتراف بأن المسلمين بتفرقهم وعدم توحدهم لمواجهة كيد عدوهم ومكره , وبابتعادهم عن دينهم وانشغالهم بخلافاتهم عن مجابهة المخاطر المحيطة بهم ....قد ساهموا بشكل أو بآخر بالحالة المؤلمة والمحزنة التي هم عليها
المشاهدات 456 | التعليقات 0