غارات العم سام بسورية ...ضد مَن ؟!
احمد ابوبكر
1438/06/20 - 2017/03/19 03:26AM
[align=justify]منذ الإعلان عن قيام تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، يضم أكثر من عشرين دولة في الــ 7 من أغسطس/آب 2014م والهدف المعلن له هو محاربة ما يسمى "تنظيم الدولة" , ذلك التنظيم الذي أثار ظهوره المفاجئ وتوسعه الكبير في كل من سورية والعراق تحديدا خلال فترة قياسية ودون مقاومة تذكر .....الكثير من علامات الاستفهام , لتتحول علامات الاستفهام بعد استهدافه المباشر للجيش السوري الحر وفصائل الثورة السورية , وتجنبه مواجهة جيش النظام النصيري والمليشيات الرافضية .....إلى حقيقة كونه أداة و وسيلة لأعداء المسلمين لتنفيذ أخطر عملية إبادة وتهجير لأهل السنة من بلاد الشام .
أما الحقيقة التي تثبتها الوقائع والأحداث الجارية في سورية فتقول عكس ذلك تماما , ولعل ما حدث أول أمس الخميس في قرية "الجينة" التابعة لمدينة الأتارب بريف حلب الغربي , حيث استهدفت طائرات الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي بسورية والعراق مسجدا ومدرسة شرعية هناك , ما أدى لوقوع مجزرة مروعة , حيث استشهد أكثر من 60 شخصا من المدنيين الذين كانوا يؤدون صلاة العشاء في المسجد , إضافة إلى عشرات الجرحى و المصابين .
لم يستطع العم سام أن ينفي هذه المرة مسؤوليته عن هذه الجريمة الموصوفة , فالصور التي تُظهر أجزاء صاروخ أمريكي من طراز "AGM-114 Hellfire" أو "نار الجحيم" في مكان القصف على القرية - وهو صاروخ أمريكى من نوع "جو – أرض" - والتي بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لم تترك للولايات المتحدة مجالا للنفي أو التنصل من المسؤولية .
حاولت الإدراة الأمريكية بعد ارتكاب جريمتها الزعم بأن المستهدف من غارتها الجوية لم يكن مسجد عمر بن الخطاب بقرية "الجينة" , بل كان - حسب زعمها - تجمعا لتنظيم القاعدة على بعد 15 مترا من المسجد الذي ما زال قائما حسب روايه العقيد "جون توماس" الناطق باسم القيادة المركزية الأمريكية , مضيفا : أن عددا ممن سماهم "الإرهابيين" قتلوا !!!.
إلا أن الرد على هذه المزاعم لم يتأخر من وكالة الأناضول , التي أكدت في تقرير لها نقله مراسلوها أن الذين استهدفتهم المقاتلات الأمريكية مدنيون تجمعوا في مسجد لأداء صلاة العشاء , ومجموعة من أتباع ما يسمى بجماعة "التبليغ والدعوة" المناهضة للأفكار المتطرفة، وليسوا أتباع "تنظيم القاعدة"، ومركزهم الأساسي في الريف الغربي لمحافظة حلب، وينظمون اجتماعات دورية كل ليلة خميس عقب صلاة العشاء في أحد المساجد بالمنطقة .
وتضمَّن تقرير الوكالة شهادات من عناصر الدفاع المدني السوري، الذين وصلوا إلى المسجد فور استهدافه، مؤكدين أن الطائرات ألقت ثلاثة صواريخ على المسجد في البداية، ومن ثم ألقت الصاروخ الرابع على الذين حاولوا الخروج منه ... وهو ما وثقه أيضا الصحفي الأمريكي "بلال" المتواجد هناك .
وكما هو معتاد في كل مرة ترتكب فيها الولايات المتحدة الأمريكية جريمة ومجزرة ضد المدنيين تحت شعار محاربة "الإرهاب" , فإن آخر وسيلة لإسدال الستار على بلطجتها في المنطقة والعالم بأسره يتمثل بمسرحية فتح تحقيق في الحادثة , وهو ما لجأ إليه المتحدث الأميركي على ما يبدو حين قال : إن الموقع الدقيق لهذه الضربة غير واضح ، مضيفا أنه سيُفتح تحقيق في ما وصفها بالادعاءات بأن الغارة قد تكون أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها غارات العم سام الحاضنة الشعبية للثورة السورية وفصائلها المسلحة , فقد أقرت الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي بمسؤوليتها عن قتل المئات من المدنيين في سورية في غارات لمقاتلاتها سابقا .
اللافت في مثل هذه الجرائم أنه لا يتم التركيز عليها إعلاميا , ولا يتردد صداها في العالم أكثر من يوم أو يومين على الأكثر , والسبب بات معروفا على ما أظن , فما دام الجاني والقاتل العم سام , والضحية والمقتول من المسلمين من أهل السنة السوريين أو غيرهم....فلا ينبغي للحادثة أن تنتشر في وسائل الإعلام , في حين يتردد صدى عمليات أقل إرهابا في الداخل الأمريكي أو الغربي إلى حد تجييش الجيوش وغزو دول عربية وإسلامية ودك مدنها وقراها بأكثر الأسلحة الحديثة فتكا وقتلا وتدميرا .
لا يبدو أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في سورية من خلال التحالف الدولي الذي تقوده يختلف كثيرا في أهدافه ومراميه الحقيقية عن العدوان الروسي , فكما أن قوات بوتين وجنوده وأساطيله الحربية وأسلحته الفتاكة لم تستهدف في الحقيقة سوى الجيش السوري الحر وفصائل الثورة السورية المسلحة و حاضنتهم الشعبية من المدنيين , رغم زعمها بأن تدخلها لمحاربة ما يسمى "داعش" !!! فإن العم سام يستخدم "داعش" كغطاء وذريعة لاستهداف فصائل الثورة السورية في محاولة حثيثة لإجهاضها .
وإذا كانت أقوال مسؤولي الإدراة الأمريكية تعزف منذ بداية الثورة السورية على وتر صداقتها للشعب السوري وتأييدها لثورته المباركة ودعمها لإزاحة نظام الأسد النصيري عن الحكم .....فإن أفعالها وممارساتها تدل بما لا يدع مجالا للشك بأنها عدو الشعب السوري ومن أشد الحانقين على ثورته ومن أكثر الداعمين لبقاء طاغية الشام في منصبه .[/align]
أما الحقيقة التي تثبتها الوقائع والأحداث الجارية في سورية فتقول عكس ذلك تماما , ولعل ما حدث أول أمس الخميس في قرية "الجينة" التابعة لمدينة الأتارب بريف حلب الغربي , حيث استهدفت طائرات الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي بسورية والعراق مسجدا ومدرسة شرعية هناك , ما أدى لوقوع مجزرة مروعة , حيث استشهد أكثر من 60 شخصا من المدنيين الذين كانوا يؤدون صلاة العشاء في المسجد , إضافة إلى عشرات الجرحى و المصابين .
لم يستطع العم سام أن ينفي هذه المرة مسؤوليته عن هذه الجريمة الموصوفة , فالصور التي تُظهر أجزاء صاروخ أمريكي من طراز "AGM-114 Hellfire" أو "نار الجحيم" في مكان القصف على القرية - وهو صاروخ أمريكى من نوع "جو – أرض" - والتي بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لم تترك للولايات المتحدة مجالا للنفي أو التنصل من المسؤولية .
حاولت الإدراة الأمريكية بعد ارتكاب جريمتها الزعم بأن المستهدف من غارتها الجوية لم يكن مسجد عمر بن الخطاب بقرية "الجينة" , بل كان - حسب زعمها - تجمعا لتنظيم القاعدة على بعد 15 مترا من المسجد الذي ما زال قائما حسب روايه العقيد "جون توماس" الناطق باسم القيادة المركزية الأمريكية , مضيفا : أن عددا ممن سماهم "الإرهابيين" قتلوا !!!.
إلا أن الرد على هذه المزاعم لم يتأخر من وكالة الأناضول , التي أكدت في تقرير لها نقله مراسلوها أن الذين استهدفتهم المقاتلات الأمريكية مدنيون تجمعوا في مسجد لأداء صلاة العشاء , ومجموعة من أتباع ما يسمى بجماعة "التبليغ والدعوة" المناهضة للأفكار المتطرفة، وليسوا أتباع "تنظيم القاعدة"، ومركزهم الأساسي في الريف الغربي لمحافظة حلب، وينظمون اجتماعات دورية كل ليلة خميس عقب صلاة العشاء في أحد المساجد بالمنطقة .
وتضمَّن تقرير الوكالة شهادات من عناصر الدفاع المدني السوري، الذين وصلوا إلى المسجد فور استهدافه، مؤكدين أن الطائرات ألقت ثلاثة صواريخ على المسجد في البداية، ومن ثم ألقت الصاروخ الرابع على الذين حاولوا الخروج منه ... وهو ما وثقه أيضا الصحفي الأمريكي "بلال" المتواجد هناك .
وكما هو معتاد في كل مرة ترتكب فيها الولايات المتحدة الأمريكية جريمة ومجزرة ضد المدنيين تحت شعار محاربة "الإرهاب" , فإن آخر وسيلة لإسدال الستار على بلطجتها في المنطقة والعالم بأسره يتمثل بمسرحية فتح تحقيق في الحادثة , وهو ما لجأ إليه المتحدث الأميركي على ما يبدو حين قال : إن الموقع الدقيق لهذه الضربة غير واضح ، مضيفا أنه سيُفتح تحقيق في ما وصفها بالادعاءات بأن الغارة قد تكون أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها غارات العم سام الحاضنة الشعبية للثورة السورية وفصائلها المسلحة , فقد أقرت الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي بمسؤوليتها عن قتل المئات من المدنيين في سورية في غارات لمقاتلاتها سابقا .
اللافت في مثل هذه الجرائم أنه لا يتم التركيز عليها إعلاميا , ولا يتردد صداها في العالم أكثر من يوم أو يومين على الأكثر , والسبب بات معروفا على ما أظن , فما دام الجاني والقاتل العم سام , والضحية والمقتول من المسلمين من أهل السنة السوريين أو غيرهم....فلا ينبغي للحادثة أن تنتشر في وسائل الإعلام , في حين يتردد صدى عمليات أقل إرهابا في الداخل الأمريكي أو الغربي إلى حد تجييش الجيوش وغزو دول عربية وإسلامية ودك مدنها وقراها بأكثر الأسلحة الحديثة فتكا وقتلا وتدميرا .
لا يبدو أن تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في سورية من خلال التحالف الدولي الذي تقوده يختلف كثيرا في أهدافه ومراميه الحقيقية عن العدوان الروسي , فكما أن قوات بوتين وجنوده وأساطيله الحربية وأسلحته الفتاكة لم تستهدف في الحقيقة سوى الجيش السوري الحر وفصائل الثورة السورية المسلحة و حاضنتهم الشعبية من المدنيين , رغم زعمها بأن تدخلها لمحاربة ما يسمى "داعش" !!! فإن العم سام يستخدم "داعش" كغطاء وذريعة لاستهداف فصائل الثورة السورية في محاولة حثيثة لإجهاضها .
وإذا كانت أقوال مسؤولي الإدراة الأمريكية تعزف منذ بداية الثورة السورية على وتر صداقتها للشعب السوري وتأييدها لثورته المباركة ودعمها لإزاحة نظام الأسد النصيري عن الحكم .....فإن أفعالها وممارساتها تدل بما لا يدع مجالا للشك بأنها عدو الشعب السوري ومن أشد الحانقين على ثورته ومن أكثر الداعمين لبقاء طاغية الشام في منصبه .[/align]