عيوبُ الخطب المنبرية الأستاذ نواف بن محمد الرشيد
احمد ابوبكر
1437/11/10 - 2016/08/13 15:14PM
[align=justify]إنَّ المشكلة الأساسية لوجوبِ أمثال هذه العيوب التي سأتطرقُ إليها هي : عدمُ استشعارُ الخطيب أنَّه يقومُ مقامَ رسول اللهِ صلى اللهِ عليه وسلم ، وأنَّهُ يعرضُ عقلهُ على الناس . قيل لعبد الملك : أسرع إليكَ الشيبُ . فقال : كيف لا وأنا أعرض عقلي في كُلِّ جُمعةٍ على الناس ! حتى لا أطيل عليكم سأوحال أن ألخص عيوب ( بعض ) الخطباء على نقاطٍ أولها : ·
عدمُ تركيز الخطيب على موضوعٍ مُعينٍ ، فيلم به من جميع أو غالب نواحيه ؛ فتجدُ البعض يبتدأُ خطبته بأهمية صلةِ الأرحام ثمَّ ينتقلُ إلى خطورةِ الغيبة ثمَّ يُعرِّجُ على التكاسل في أداءِ الصلاة جماعة ثمَّ يختم بتحريمِ أكلِ أموالِ الناسِ ظُلماً !!
فما أنْ تخرج أيها المستمعُ من الجامع حتى تنسى جميع ما قالهُ الخطييب! لأنَّه لم يُركز على موضوعٍ واحدٍ ! ·
افتقادُ فنِّ الإلقاء ففنُ الإلقاء لهُ دورٌ مُهمٌ في التأثيرِ على المستمعِ ، وتنبيهِ الغافل ، وتنشيط الخامل ، وشدِ انتباههِ للخطيب ، فتجدُ كثيراً من الخطباءِ يُوَفقون في موضوع خطبتهم وفي صياغتها بأسلوبٍ علميٍ رصينٍ ثمَّ يُميتُ بهجتها ، ويُطفئ نورها ، بإلقائهِ البارد المنخفض ، أو بصراخِهِ الموجع المزعج ! فلا يرفع فوق الحاجة ، ولا يخفضه خفضاً يمنعُ الاستفادة ! ·
تَرديدُ ألفاظٍ مُعينةٍ مَخصوصةٍ وكأنَّها قرآنٌ مُنزّل ، لا تتمُ الخطبةُ ولا تصح إلاَّ بترديدها ! وغالبُ الترديد والتكرار يكونُ في الخطبةِ الثانية . حدثني من أقطعُ بصدقهِ أنه يُصلي معَ خطيبٍ مُذْ عشر سنوات ، والخطبةُ الثانيةُ هي هي بسجهعا ، وترتيبها ، ودعواتها ، لا يُنقِصُ الخطيب حرفاً ولا يزيدُ ! ·
عدمُ تصور الخطيب عظم شأن المنبر وأنَّه يقوم مقام رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ فتجده وبكلِ تهاونٍ يكتبُ خطبته التي سيلقيها على المئات من المسلمين -الذين حضروا من أجل أن يستمعوا ويستفيدوا ويتعلموا – يكتبها بعدَ فجر يومِ الجمعة ! وإني – والله – لأعجبُ من جرأة أمثالِ هؤلاء على المنابر ، وقبضهم الدفاتر والمحابر ! ·
تكرارها – أي الألفاظ – في الخطبة الواحدة وهذا واضحٌ ملموس ؛ فتجد بعضهم يكرر الجمل من أجل أن يشتد الانتباه .
وتكرارُ الكلام مذموم . قالت جارية ابن السماك له : ما أحسنَ كلامك لولا أنَّك تكثر تكراره ، وتكرار ترداده ! قال : أردده حتى يفهمه من لم يفهمه . قالت : إلى أنْ يفهمه من لم يفهمه قد ملَّه من فهمه ! ويقول الزهري : ( إعادةُ الحديث أشدُّ مِن نَقْل الصّخر ) ·
الإطالة ؛ فيحسبُ بعضهم أنَّه كُلما كانتِ الخطبة طويلة كان التأثير أبلغ وأقوى ! وما درى أنَّه بفعلهِ هذا قد خالفَ سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي قال : ( إنَّ طول صلاة الرجل ، وقصر خطبته ، مئنة من فقهه ، فأطيلوا الصلاة ، واقصروا الخطبة ، وإنَّ من البيان لسحراً ).
و قد يُنفِّر الناس من الحضور لإدائها ! .
يُقال أطال خطيب بين يدي الإسكندر فزبره ، وقال : ليس تحسن الخطبة بقدر طاقة الخاطب ، ولكن على حسبِ طاقة السامع !
وقيل سمع خالد بن صفوان مِكثاراً يتكلم ، فقال : يا هذا ، ليستِ البلاغةُ بخفةِ اللسان ، وكثرةِ الهذيان ، ولكنها إصابةُ المعنى ، والقصدُ إلى الحجة .
ونصيحتي للخطباء أن يُراعوا هذه ( العيوب ) ويجتنبوها ، فإني وجدتها منتشرة في كثيرٍ من البلدان الإسلامية التي صليتُ فيها الجمعة ، واللهُ وحدهُ المستعان . [/align]
عدمُ تركيز الخطيب على موضوعٍ مُعينٍ ، فيلم به من جميع أو غالب نواحيه ؛ فتجدُ البعض يبتدأُ خطبته بأهمية صلةِ الأرحام ثمَّ ينتقلُ إلى خطورةِ الغيبة ثمَّ يُعرِّجُ على التكاسل في أداءِ الصلاة جماعة ثمَّ يختم بتحريمِ أكلِ أموالِ الناسِ ظُلماً !!
فما أنْ تخرج أيها المستمعُ من الجامع حتى تنسى جميع ما قالهُ الخطييب! لأنَّه لم يُركز على موضوعٍ واحدٍ ! ·
افتقادُ فنِّ الإلقاء ففنُ الإلقاء لهُ دورٌ مُهمٌ في التأثيرِ على المستمعِ ، وتنبيهِ الغافل ، وتنشيط الخامل ، وشدِ انتباههِ للخطيب ، فتجدُ كثيراً من الخطباءِ يُوَفقون في موضوع خطبتهم وفي صياغتها بأسلوبٍ علميٍ رصينٍ ثمَّ يُميتُ بهجتها ، ويُطفئ نورها ، بإلقائهِ البارد المنخفض ، أو بصراخِهِ الموجع المزعج ! فلا يرفع فوق الحاجة ، ولا يخفضه خفضاً يمنعُ الاستفادة ! ·
تَرديدُ ألفاظٍ مُعينةٍ مَخصوصةٍ وكأنَّها قرآنٌ مُنزّل ، لا تتمُ الخطبةُ ولا تصح إلاَّ بترديدها ! وغالبُ الترديد والتكرار يكونُ في الخطبةِ الثانية . حدثني من أقطعُ بصدقهِ أنه يُصلي معَ خطيبٍ مُذْ عشر سنوات ، والخطبةُ الثانيةُ هي هي بسجهعا ، وترتيبها ، ودعواتها ، لا يُنقِصُ الخطيب حرفاً ولا يزيدُ ! ·
عدمُ تصور الخطيب عظم شأن المنبر وأنَّه يقوم مقام رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ؛ فتجده وبكلِ تهاونٍ يكتبُ خطبته التي سيلقيها على المئات من المسلمين -الذين حضروا من أجل أن يستمعوا ويستفيدوا ويتعلموا – يكتبها بعدَ فجر يومِ الجمعة ! وإني – والله – لأعجبُ من جرأة أمثالِ هؤلاء على المنابر ، وقبضهم الدفاتر والمحابر ! ·
تكرارها – أي الألفاظ – في الخطبة الواحدة وهذا واضحٌ ملموس ؛ فتجد بعضهم يكرر الجمل من أجل أن يشتد الانتباه .
وتكرارُ الكلام مذموم . قالت جارية ابن السماك له : ما أحسنَ كلامك لولا أنَّك تكثر تكراره ، وتكرار ترداده ! قال : أردده حتى يفهمه من لم يفهمه . قالت : إلى أنْ يفهمه من لم يفهمه قد ملَّه من فهمه ! ويقول الزهري : ( إعادةُ الحديث أشدُّ مِن نَقْل الصّخر ) ·
الإطالة ؛ فيحسبُ بعضهم أنَّه كُلما كانتِ الخطبة طويلة كان التأثير أبلغ وأقوى ! وما درى أنَّه بفعلهِ هذا قد خالفَ سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي قال : ( إنَّ طول صلاة الرجل ، وقصر خطبته ، مئنة من فقهه ، فأطيلوا الصلاة ، واقصروا الخطبة ، وإنَّ من البيان لسحراً ).
و قد يُنفِّر الناس من الحضور لإدائها ! .
يُقال أطال خطيب بين يدي الإسكندر فزبره ، وقال : ليس تحسن الخطبة بقدر طاقة الخاطب ، ولكن على حسبِ طاقة السامع !
وقيل سمع خالد بن صفوان مِكثاراً يتكلم ، فقال : يا هذا ، ليستِ البلاغةُ بخفةِ اللسان ، وكثرةِ الهذيان ، ولكنها إصابةُ المعنى ، والقصدُ إلى الحجة .
ونصيحتي للخطباء أن يُراعوا هذه ( العيوب ) ويجتنبوها ، فإني وجدتها منتشرة في كثيرٍ من البلدان الإسلامية التي صليتُ فيها الجمعة ، واللهُ وحدهُ المستعان . [/align]