عيد 1444 (توجيهات في مواجهة الإنحرافات

صالح العويد
1444/12/06 - 2023/06/24 20:02PM
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .
الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد .
الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عدداً ، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ملك فقهر ، وتأذن بالزيادة لمن شكر ، وتوعد بالعذاب من جحد وكفر ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، طاهر المظهر والمخبر ، وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً وأكثر . . . أما بعد :
فأوصيكم عبادَ الله ، بتقوى الله ، فإنها سعادةُ الأبرار ، وقوامُ حياةِ الأطهار ، تمسَّكوا بوثائقها ، واعتصموا بحقائقها . وَقَدْ خَرَجْنَا لِعِيْدِنَا؛ وتَجَمَّلْنَا بِأَحْسَنِ لِبَاسٍ، فَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ الجَمَالَ جَمَالُ التَّقْوَى، وَخَيرَ اللِّبَاسِ لِبَاسُ التَّقْوَى، وَخَيرَ الزِّادِ زَادُ التَّقْوَى، وَأَكْرَمَ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاهُمْ، وَأَولِياءَهُ تَعَالَى مِنْ عِبَادِهِ المُتَّقُونَ: { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
أَلَا فَالْزَمُوا تَقْوَى اللهِ؛ تُفْلِحُوا؛ فَاللهُ تَعَالَى يُحِبُّ المُتَّقِيْنَ وَهُوَ وَلِيُّ المُتَّقِينَ، وَهُوَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقُوا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ، اِلْزَمُوا تَقْوَى اللهِ؛ وَتَزَوَّدُوا مِنْهَا تَسْعَدُوا وَتَفُوزُوا بِخَيرِ دُنْيَاكُمْ وَأُخْرَاكُمْ، وَتُنَجَّوْنَ مِنْ شَدَائِدِهِمَــا: { وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }{ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }{ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا }.
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله والله أكبر
الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد
أيها المسلمون: وفي غَمْرَاتِ الفِتَنِ المتلاطِمَة، وفي أَزْمِنَةِ الجهلِ واللهو والهوى. وعلى حِينِ انْغِماسِ النفوسِ في مَلذاتِها، وانْهِماكِها في شَهَواتِها. في زَمَنٍ.. أَصْبَحَ فيه الطريقُ إلى الحرامِ سهلاً، وأَمْسَى فِيْهِ السَّبِيْلُ إِلى الشَّهَواتِ بَسْيطاً. فما بَينَ المرءِ وَبَيْنَ أَنْ يَقَعَ في الحرامِ.. إلا وازِعُ الإيمانِ يَهتِفُ في القلوبِ المؤمِنَة {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} وطَرْقُ المواعِظِ على القُلُوبِ والتقوى تَرْفَعُ فيها مَناعَتَها ولا يتجلى الصدق في التقوى حين يتجلى إلا عندما يستوي عند العبد تقاه في سره ونجواه. وقد قال المصطفى لمعاذ: ((اتق الله حيثما كنت)) }
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون: لوذوا بالكتاب والسنة، واعتصموا بهما، وتمسكوا بهديهما، وافهموهما كما فهِمَهما سلف الأمة، واحذروا الأفكار الزائغة، والعقائد المنحرفة، والبدع المُضِلَّة، لا تسلكوا غير طريق الشريعة التي جاء بها نبينا وسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وسار عليها أهل القرون المُفضَّلة، فهي المَتجر الرابح، والمنهج الصالح. وكانت آخر كلمات المصطفى صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع الالتزام بالتمسك بالوحيين والاعتصام بالهديين، قال : ((تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي: كتابَ الله وسنتي))(8)[8]. تمسُّكٌ بهما في شتَّى الجوانب، واعتصامٌ بهما في جميع الأحوال، عقيدةً وعملاً، شريعةً وتحاكمًا.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله، أذكركم ونفسي آلاء الله، ونعم الله، وعطاء الله، فاشكروه سبحانه وتعالى يزدكم، فإنه من لم يشكر الله عز وجل، أصابه موعوده سبحانه وتعالى من الهلاك والدمار انظروا أي نعمة نعيشها؛ نعمة الأمن في الأوطان، والصحة في الأبدان، وتحكيم الشريعة والقرآن. إنَّنَا -يَا عِبَادَ اللَّـهِ- فِي سَرَّاءَ يَكْتَنِفُهَا الْخَوْفُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، نَعِيشُ فِي حَالٍ مِنَ الْأَمْنِ وَالِاسْتِقْرَارِ وَالْجِدَة، وَنَخَافُ أَنْ يُصِيبَنَا مَا أَصَابَ غَيْرَنَا مِنَ الِاضْطِرَابِ وَالْخَوْفِ وَالْجُوعِ،
وَإِذَا نَظَرْنَا إِلَى وَاقِعِنَا وَجَدْنَا تَقْصِيرًا كَثِيرًا فِي شُكْرِنَا لِرَبِّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى رَغْمَ أَنَّ الْفِتَنَ تُحِيطُ بِنَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَالْخَوفَ وَالْجُوعَ يَتَخَطَّفَانِ مَنْ حَوْلَنَا! فَمَا تَرَكَ أَهْلُ المَعَاصِي مَعَاصِيَهُمْ، وَلَا أَهْلُ الْإِسْرَافِ إِسْرَافَهُمْ، بَلْ تَزْدَادُ المَعَاصِي فِينَا وَفِي بُيُوتِنَا وَفِي نِسَائِنَا وَأَوْلَادِنَا، وَيَكْثُرُ السَّرَفُ وَكُفْرُ النِّعَمِ فِي مَوَائِدِنَا وَوَلَائِمِنَا وَأَفْرَاحِنَا، وكَثُر في زمانِنا طالبو الشُّهرةِ، والمنغمسون في حُبِّها وحبِّ الذِّكرِ، ولو كان على حسابِ الدِّينِ والأخلاقِ، والأمانةِ والصِّدقِ، والرُّجولةِ والمروءةِ!
إنَّه سباقُ الشُّهرةِ المحمومُ، من الكِبارِ والصِّغارِ، والرِّجالِ والنِّساءِ: تصويرٌ للحفلاتِ والموائدِ، ورقصٌ وتَمايُلٌ، وحُداءٌ وغِناءٌ، وجنونٌ وبلاءٌ!
أطفالٌ صغارٌ، وحمقى كبارٌ، ونساءٌ مُنسلِخاتٌ من جلبابِ الحياءِ وثوبِ العِفَّةِ، يسارعون في عَرْضِ زُبالاتِهم، ويتنافسون في نشرِ سخافاتِهم؛ والنَّاسُ يعيشون زمانَهم في مُتابَعةِ ومشاهدةِ هؤلاءِ السَّاقِطينَ، وإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ!!
يَجِبُ أَنْ نَخَافَ فِي السَّرَّاءِ قَبْلَ أَنْ نَحْزَنَ فِي الضَّرَّاءِ، وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ خَوْفُنَا مِنَ اللَّـهِ تَعَالَى ، وَيَجِبُ أَنْ يَدْفَعَنَا خَوْفُنَا إِلَى الْعَمَلِ. يَجِبُ أَنْ نَخَافَ ذُنُوبَنَا فَنَتُوبَ مِنْهَا، وَنُقْلِعَ عَنْهَا، وَنَخَافَ تَقْصِيرَنَا فِي الطَّاعَاتِ فَنُحَافِظَ عَلَيْهَا،فليس بينناوبين الله نسب
وياأبناءنا : يازهرة حياتنا وزينة دنيانا وقرة أعيننا حافظوا على توحيدكم وصلاتكم وبركم بوالديكم وصحتكم وقوتكم وتعليمكم . وإياكم والقدوات الفاسدة وما يفسد عليكم أوقاتكم وشبابكم
وياأيتها المرأة المسلمة، تاه العالمُ اليومَ في تحديدِ مكانةِ المرأةِ ووظيفتِها في مجتمعِها، فتحكَّمت في تلك الأممِ غرائزُهم الشهوانيةُ وأفكارُهم المنحرفة، فانحطَّت مكانتُها وضاعتْ وظيفتُها.
لكنَّ شرعنَا الحكيمَ قد ضَبَطَ تلكمُ المكانةَ ونظَّمَ وظيفةَ المرأةِ بميزانِ العدلِ الربَّاني فاقرأي في كتاب ربِّك وتأملي في سنةِ نبيِّك تجدي المكانةَ الحقيقيةَ والوظيفةَ الأساسيةَ التي وُضعتْ لكِ.
ياحفيدة عائشة وبنت هاجر لا يكن همك كوبا ومنظرا وسياحة وزيا .. فأنت عظيمة بثباتك قوية بهمتك فوظيفتك عظيمة إن شرفت بحملها ..
فما السعي بين الصفى والمروة بعد فضل الله إلا حسنة من حسنات أمنا هاجر ..
وهل ماء زمزم إلا فيض من صبر هاجر وعدم تمردها على زوجها، ليكافئها ربها بعين زمزم لتروي نفسها وطفلها والاجيالَ من بعدها ..
هذا هو الصبرُ والثباتُ والشموخُ للمرأةِ، لا التبعيةُ والانسلاخُ من الدينِ والخلق والحياء والقِوامة لتعيش تهيم تتقاذفها المغريات تسبح في سراب وتعيش في تباب أختي المسلمة، إن تمسُّكَكِ وصبرك بالحياء والسَّتْرِوالقرار والعفاف، في عالم يؤزُّ بإعلامه ومشاهيره أزًّا نحو التكشُّفِ والتعرِّي والانفلات
إنَّ التزامَكِ هذا لكِ به أجورٌ مضاعفة ، فقد قال النبي ﷺ ((إِنَّ مِنْ ورائِكُم زمانُ صبرٍ ، لِلْمُتَمَسِّكِ فيه أجرُ خمسينَ شهيدًا منكم)). فأبشري بالخير والتزمي شرعَ ربِّكِ تُهدي إلى أعالي الجنان
ويا أيها المؤمنون والمؤمنات .. دينكم دينكم .. لا يُسعد دنياكم، ولا ينجيكم في أخراكم إلا التمسك بشريعة رب العالمين، بثبات وتضحيات، وانقياد وتسليم لله ولرسوله لا حسب الأهواء والرغبات، عَضوا على دينكم بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، ودعاة الفجور ، حافظوا على ما جمعتم من حسنات أن يأكلها الحسد أو الخوض في أعراض المسلمين، أو يفسدها التهاون بالصلاة فمن ترك صلاة العصر فقد حط عمله
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكبرُ لا إله إلا الله والله أكبر ، الله كبر ولله الحمد ..
اقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب
فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم
الله أكبر،الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الحمد لله كما أمر، واشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأ صلي وأسلم على الشافع المشفع في المحشر وعلى آله وأصحابه السادة الغرر، وعلى التابعيين ومن تبعهم بإحسان ما غابَ كوكب وظهر.
أما بعد:
أيها المسلمون.. اتقوا الله تعالى وأطيعوا الله ورسوله لعلكم تفلحون واستقيموا على شرعه واشكروه على عموم نعمه وترادف مننه،
اشكروا الله جل وعلا أن بلّغكم هذا اليوم العظيم وهذا الموسم الكريم، واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن يومكم هذا يوم مبارك، رفع الله قدره، وأعلى ذكره وسماه يوم الحج الأكبر، وجعله عيداً للمسلمين حجاجاً ومقيمين ، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: ((أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ)) رَوَاهُ أَحمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ، وَقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: ((يَومُ الفِطرِ وَيَومُ النَّحرِ وَأَيَّامُ التَّشرِيقِ عِيدُنَا أَهلَ الإِسلامِ، وَهِيَ أَيَّامُ أَكلٍ وَشُربٍ)) رَوَاهُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.
فيومُ العيد يمثّل وسطيّةَ الإسلام، بهجة النفس مع صفاء العقيدة، إيمان القلب مع متعة الجوارح. لا تقتصر الفرحةُ فيه على المظاهر الخارجيّة، لكنّها تنفذ إلى الأعماق وتنطلق إلى القلوب، فودِّع الهمومَ والأحزان، ولا تحقد على أحد من بني الإنسان، شاركِ الناسَ فرحتَهم،
العيد فرحةٌ تشمَل الغنيَّ والفقير، تتصافى القلوب، وتتصافَح الأيدي، ويتبادَل الجميعُ التهانيَ
ويومَ العيد ليسَ تمرّداً من معنى العبوديّة وانهماكاً في الشهوات، كلاَّ فلم يكن فرحُ المسلمين في أعيادهم فرحَ لهوٍ ولعب، تُقتحَم فيه المحرَّمات، وتنتَهَك الأعراض، وتشرَّد فيه العقول أو تُسلَب، إنما هو فرحٌ تبقى معه المعاني الفاضلةُ التي اكتسبَها المسلمُ من العبادة
وكما بدأنا بالتقوى نختم بالتقوى فاليوم يوم التقوى بذبح الأضاحي، فبادروا إليها وطيبوا بها نفسًا، وتزلفوا بها إلى الله قربًا. {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا} قال ابن عباس: أي عيداً. {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ثم قال في آخر الآيات لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ فضَحُّوا عباد الله تقبلَ اللهُ ضحاياكُم ، واذكرُوا الله على ما رزقَكُم ، وكبرُوهُ على ما هداكُم ، وتهادَوا وتصدقُوا، وَكلُوا وادَّخِرُوا، تواصَلُوا وتزاوَرُوا، وتصافَحُوا وتصالَحُوا، وأفشوا السَّلامَ بينكم تفلحوا، فإِنَّكُم في أيامِ عيدٍ وأكلٍ وشُربٍ وذكرٍ للهِ، يَحرُمُ صومُهَا، وتُعَظَّمُ الشَّعَائِرُ فيها، من صلاواتٍ وطاعاتٍ وقرباتٍ وذكر لله في جميع الأوقات ، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم واغفرلنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم
المشاهدات 832 | التعليقات 0