عيد الاضحى +الاضحية
عبدالله منوخ العازمي
الْخُطْبَةُ الْأُولَى
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ
إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وأشْهَدُ أنّ مُـحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً
أمّا بعدُ : أيّهَا النّاس / أُوصِيكُم ونَفْسِي بِتقْوى اللهِ عزَّ وجَلَّ فِي السِّرِّ والْعَلَنِ، والإخلاصِ لهُ فِي الْقَوْلِ والْعَمَلِ ،((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ / اشْكُرُوا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَنَّ بَلَغَكُمْ هَذَا الْيَوْمَ الْعَظِيمَ ، الَّذِي رَفَعَ اللَّهُ قَدْرَهُ ، وَأَعْلَى ذِكْرَهَ ، وَسَمَّاهُ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ، وَجَعَلَهُ عِيدًا لِلْمُسْلِمِينَ حُجَّاجًا وَمُقِيمِينَ ، فِيهِ يَنْتَظِمُ عِقْدُ الْحَجِيجِ عَلَى صَعِيدِ مِنَى بَعْدَ أَنْ وَقَفُوا بِعَرَفَةَ وَبَاتُوا بِـمُزْدَلِفَةَ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، بِمُجَرَّدِ دُخُولِ الْعِيدِ لَهَجَتِ الأَلْسُنَ بِتَكْبِيرِ اللهِ، فِي بُيوتِ اللهِ، وبُيوتِ المؤمِنينَ، وَفِي الطُّرُقَاتِ، وَفِي الأَسْوَاقِ ،يَأْتَـمِرُ الْـمُكَبِّـُرونَ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى:( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)،
لَقَدْ تَشَنَّفَتِ الأَسمَاعُ ، وعِبادُ الرَّحمَنِ يُحْيُونَ سُنَّةً عَظِيمَةً، سُنَّةَ التَّكْبِيرِ، يَلهَجُونَ بِالتَّكْبِيرِ فِي كُلِّ فِجَاجِ الأَرْضِ، وَيَتَقَدَّمُهُمْ تَكْبِيرُ الْـحَجِيجِ، الَّذِينَ وَقَفُوا بِالأَمْسِ فِي عَرَفَاتَ مُلَبِّينَ، وَمُكَبِّـرِينَ ، وَمُهَلِّلِيـنَ؛ فَشِعَارُنَا التَّكبيرُ:
(اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ،اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا)، اللهُ أَكْبَرُ، تَوْحِيدًا خَالِصًا ، اللهُ أَكْبَرُ، تَوَجُّهًا صَادِقًا نَحْوَ تَعْظِيمِ اللهِ وَتَوْقِيرِهِ
عِبَادَ اللهِ، لَقَدْ أَتَيْتُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، الذِّي هُوَ أَعَظَمُ أَيَّامِ السَنَةِ عَنْدَ اللّهِ تَعَالَى؛ لِتُؤَدُوا هَذِهِ الصَّلَاةَ المُبَارَكَةَ، ثُمَّ تَتَقَرَّبُوا إِلَى اللّهِ تَعَالَى بالضَحَايَا. وَإِخْوَانُكُمُ الْحُجَّاجُ الْآنَ فِي نُسُكِ رَمْيِ الْجِمَارِ، وَالطَّوَافِ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ، وَالْـحَلْقِ وَالتَّقْصِيرِ، وَنَحْرِ الْهَدْيِ؛ فَيَالَهَا مِنْ عِبَادَاتٍ جَلِيلَة! وَشَعَائِرَ عَظِيمَةٍ! في أَيَّامٍ كَرِيمَةٍ، رَأْسُهَا وَتَاجُهَا يَوِمُ النَّحْرِ، يَوِمُ التَقَرُبُ لِلَّهِ تَعَالَى بِالدِّمَاءِ، وَنَسْكِ الأنْسَاكِ، هَذَا الْيَوْمُ الذِي قَاَلَ فِيْهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ بِيَوْمِ الْأَضْحَى عِيدًا جَعَلَهُ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ، لِهَذِهِ الْأُمَّةِ» رَوَاهُ اِبْنُ حِبَّانَ،وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ
عِبَادَ اللهِ، إِنَّـــنَا الْيَوْمَ فِي يَوْمِ الْعَجِّ وَالثَّجِّ؛ يَوْمِ النَّحْرِ، وَإِرَاقَةِ دِمَاءِ الْهَدِي فِي الْمَشَاعِرِ،وَالْأَضَاحِي فِي الْبُلْدَانِ. قَالَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ: «إِنَّ اول مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا الصَّلَاةُ، ثُمَّ النَّحْرُ؛َ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ» رَوَاهُ البُخَارِيُ
فتقربوا لِلَّهِ تَعَالَى بِالضحايا، وَكُلُوا، وَأَهْدُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَكَبِّرُوا اللّهَ تَعَالَى؛ إِذ هَدَاكُمْ، واشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَعْطَاكُمْ
ايه المسلمون : ان السنة في هذا اليوم أن يذبح المسلم اضحيته بعد صلاة العيد–
ويستحب ان يأكل أول مايأكل في هذا اليوم من كبد اضحيته –
ايه الاخوة : السن (العمر ) التي تجزئ للأضحية
ان كانت من المعز فلا تقل سنها عن سنة كاملة – وان كانت ضأنا فلا تقل سنها عن ستة أشهر –
واعلموا أن البعير كالبقرة يجزئ عن سبعة – وان من لم يضحي يوم العيد
فإنه يجوز له ان يضحي في الثلاثة الايام بعده وهي أيام التشريق .
واعلموا ان الاضحية تقسم اثلاثاً
ثلث لأهل البيت – وثلث للأقارب –وثلث للفقراء
واعلموا عباد الله ان الاضحية من افضل الاعمال في يوم العيد
واعلموا ان الاضحية تجزئ عن اهل البيت – وأنه يشترط فيها السلامة من العيوب كالمرض- والعرج – ونحوها –
وهي اربعة عيوب :
العرجاء البين عرجها حيث لا تعانق الصحيحة في المشي –
والمريضة البين مرضها حيث ضهرت آثار المرض عليها. اما في اكلها أو مشيها او غير ذلك من احوالها , ومن المرض البين الجرب والهزال ,
والعوراء البين عورها بأن تكون عينها العوراء ناتئة أو غائرة . أما إذا كانت لا تبصر بها , ولا كن عوروها غير بين فإنها تجزئ مع الكراهة .
العيب الرابع : العجفاء وهي الهزيلة التي لا مخ فيها . فأما عيب الاذن أو القرن أو خروج بعض النتوئات والأورام في بعض الاعضاء , فإنه لا يمنع من الإجزاء , ولكنه يكره
وكذالك الهتما – وهي ماسقطت أسنانها أوكثر أسنانها , فإنها تجزئ مع الكراهة , وكل ما كانت الاضحية أكمل في صفاتها وذاتها فهي أفضل واطيب
الله اكبر الله اكبرالله اكبر ولله الحمد
ايها المؤمنون : أن للزكاة شروطاً منها : أن يقول عند الذبح : بسم الله
فمن لم يذكر أسم الله تعالى على ذبيحته فهي مييتة نجسة حرام أكلها لقوله تعالى
( ولاتأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه )
ولقوله صلى الله عليه وسلم (( ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ))
ويقول عند الذبح بسم الله الله أكبر اللهم هذا منك ولك هذا عني ( وإن كان يذبح لغيره قال هذا عن فلان )اللهم تقبل من فلان وآل فلان (ويسمي نفسه)
ايه الاخوة الكرام :
واعلموا أن هنالك أموراً يحسن أتباعها : منها الرفق في الذبيحة ,
وأن تضجع الذبيحة على احد جنبيها , والافضل الايمن , وأن تمر السكين بسرعة وقوة معتدلة , ففي ذلك راحة لها, لا تلوي يد الذبيحة على عنقها
من خلفها , ففي ذلك تعذيب لها وإيلام ,
وأن لا تذبح ومثيلتها تنظر , ولا تسلخ أو تكسر رقبتها قبل أن تموت
عباد الله : كلوا وتصدقوا , ولا تعطوا الجزار أجرته منها.
واعلموا ان الاضحية تقسم اثلاثاً
ثلث لأهل البيت – وثلث للأقارب –وثلث للفقراء
واعلموا عباد الله ان الاضحية من افضل الاعمال في يوم العيد
عباد الله : ان هذا اليوم احد ايام ذكر الله لقوله تعالى ( واذكروا الله في أيام معدودات )
الله اكبر الله اكبر لا إله الا الله, الله اكبر ولله الحمد .
لذا يسن لكل من صلى فريضة في هذا اليوم وفي ايم التشريق أن يكبر ويهلل دبرها أي بعد السلام منها فيقول الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد ثلاث مرات
عباد الله أعلموا انه يحرم صيام العيد والثلاثة ايام بعده وهي ايام التشريق
التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ايام منىً أيام أكل وشرب وذكر الله ))
واعلموا عباد الله انه لا أصل لما يسميه بعض الناس أضحية الحفرة ,
وهي التي يضحونها للميت أول سنة من موته يخصونه بها , ولا يدخلون معه احداً في ثوابها , فإن هذا لا أصل له في الشرع فاجتنبوه .
أَيُّهَا المُوَحِّدُون، امْلَؤُوا قُلُوبَكُمْ تَعْظِيمَاً لِلَّهِ تَعَالَى وَإجْلَالاً، واسْتَشْعِرُوا عَظَمَتَهُ فِي أَحْوَالِكُمْ كُلِّهَا، وَفِي عِبَادَاتِكُمْ جَمِيعِهَا. اسْتَشْعِروا عَظَمَتُهُ سُبْحَانَه، وَأَنْتُم لَهُ تَرْكَعُونَ وَتَسْجُدُونَ، واسْتَشْعِروا عَظَمَتَهُ (عَزَّ وَجَلَّ)، وَأَنْتُم لَهُ تَذْبَحُونَ وَتَنْسِكُونَ. واسْتَشْعِرُوا عَظَمَتَهُ، وَأَنْتُمْ تُقَلِّبُونَ أَبْصَارَكُمْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم....
الخطبة الثانية
عباد الله:
في هذا اليوم العظيم استقبل المسلمون عيدين عيدًا سنويًّا هو الأضحى، وعيدًا أسبوعيًّا هو الجمعة
فكيف يصنع المسلم؟
هل تجب صلاة الجمعة على من حضر صلاة العيد أم يجوز له الاكتفاء بصلاة العيد عن حضور الجمعة ويصلى بدلها ظهراً في بيته؟
في هذه المسألة ثلاثة أقوال للعلماء
القول الأول
تجب الجمعة بكلِّ حالٍ حتى على من شهد العيد، لعموم أدلة وجوب الجمعة، وهذا قول الجمهور
القول الثاني
تسقط عن أهل البوادي دون أهل الحضر؛ لأن عثمان
t
أرخص لهم، وهو قول بعض العلماء، ورجحه الشيخ ابن جبرين
القول الثالث
من صلَّى صلاة العيد يرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقتها في بيته، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.
أما من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى مسجدٍ جامعٍ لصلاة الجمعة. واستدلَّ أصحابُ هذا القولِ بجملةٍ من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة، منها
رضي الله عنه أن معاوية
سأل زيدَ بنَ أرقمَ رضي الله عنه
صلى الله عليه وسلم هل شهدت مع رسول الله
عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم، قال: كيف صنع؟ قال
صلَّى العيدَ ثم رخَّص في الجمعة، فقال: «من شاء أن يصلي فليصل»
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم بسندٍ جيدٍ
ومن الأدلة حديث ابن عباس رضي الله عنه
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال :
اجْتَمَعَ عِيدَانِ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»
رواه ابن ماجه، حديثٌ صحيحٌ
عبادالله
فبناءً على هذه الأدلة وغيرها أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بسقوط وجوب الجمعة عمَّن صلَّى العيد، والأفضل والأحوط أنْ يصلِّيَ الجمعة.
ومن لم يصلِّ العيد فتجب عليه الجمعة. ولا يشرع الأذان في هذه اليوم إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة
تذكروا عباد الله بجمعكم هذا، يوم العرض الأكبر، يوم تجتمع فيه الخلائق مقداره خمسين ألف سنة مما نعدّ وأنتن
يا نساء المسلمين! اتقين الله في أنفسكن، فبصلاحكن تصلح الأسر ويصلح المجتمع وتصلح الأمة أطعن الله ورسوله في ما أمرا، واجتنبن ما نهيا عنه، وحافظن على عفتكن وتربية بناتكن وأبنائكن وتزودن بالعم بدينكن وأحكامه ففيه الخير كالخير لكن، ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإذا ألجأتكم الحاجة للشوارع والأسواق وقضاء بعض الأغراض فإن الله تعالى يأمركن بقوله
(فلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا* وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)
واكثرن من تلاوة كتاب الله في بيوتكن ولا تهجروه
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم بالصلاة عليه فقال ......
عبدالله منوخ العازمي
الْخُطْبَةُ الْأُولَى
اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ اللهُ أكْبَرُ
إنّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيِكَ لهُ، وأشْهَدُ أنّ مُـحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً
أمّا بعدُ : أيّهَا النّاس / أُوصِيكُم ونَفْسِي بِتقْوى اللهِ عزَّ وجَلَّ فِي السِّرِّ والْعَلَنِ، والإخلاصِ لهُ فِي الْقَوْلِ والْعَمَلِ ،((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ))
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ / اشْكُرُوا اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا أَنَّ بَلَغَكُمْ هَذَا الْيَوْمَ الْعَظِيمَ ، الَّذِي رَفَعَ اللَّهُ قَدْرَهُ ، وَأَعْلَى ذِكْرَهَ ، وَسَمَّاهُ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ ، وَجَعَلَهُ عِيدًا لِلْمُسْلِمِينَ حُجَّاجًا وَمُقِيمِينَ ، فِيهِ يَنْتَظِمُ عِقْدُ الْحَجِيجِ عَلَى صَعِيدِ مِنَى بَعْدَ أَنْ وَقَفُوا بِعَرَفَةَ وَبَاتُوا بِـمُزْدَلِفَةَ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، بِمُجَرَّدِ دُخُولِ الْعِيدِ لَهَجَتِ الأَلْسُنَ بِتَكْبِيرِ اللهِ، فِي بُيوتِ اللهِ، وبُيوتِ المؤمِنينَ، وَفِي الطُّرُقَاتِ، وَفِي الأَسْوَاقِ ،يَأْتَـمِرُ الْـمُكَبِّـُرونَ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى:( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)،
لَقَدْ تَشَنَّفَتِ الأَسمَاعُ ، وعِبادُ الرَّحمَنِ يُحْيُونَ سُنَّةً عَظِيمَةً، سُنَّةَ التَّكْبِيرِ، يَلهَجُونَ بِالتَّكْبِيرِ فِي كُلِّ فِجَاجِ الأَرْضِ، وَيَتَقَدَّمُهُمْ تَكْبِيرُ الْـحَجِيجِ، الَّذِينَ وَقَفُوا بِالأَمْسِ فِي عَرَفَاتَ مُلَبِّينَ، وَمُكَبِّـرِينَ ، وَمُهَلِّلِيـنَ؛ فَشِعَارُنَا التَّكبيرُ:
(اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ،اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا)، اللهُ أَكْبَرُ، تَوْحِيدًا خَالِصًا ، اللهُ أَكْبَرُ، تَوَجُّهًا صَادِقًا نَحْوَ تَعْظِيمِ اللهِ وَتَوْقِيرِهِ
عِبَادَ اللهِ، لَقَدْ أَتَيْتُمْ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، الذِّي هُوَ أَعَظَمُ أَيَّامِ السَنَةِ عَنْدَ اللّهِ تَعَالَى؛ لِتُؤَدُوا هَذِهِ الصَّلَاةَ المُبَارَكَةَ، ثُمَّ تَتَقَرَّبُوا إِلَى اللّهِ تَعَالَى بالضَحَايَا. وَإِخْوَانُكُمُ الْحُجَّاجُ الْآنَ فِي نُسُكِ رَمْيِ الْجِمَارِ، وَالطَّوَافِ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ، وَالْـحَلْقِ وَالتَّقْصِيرِ، وَنَحْرِ الْهَدْيِ؛ فَيَالَهَا مِنْ عِبَادَاتٍ جَلِيلَة! وَشَعَائِرَ عَظِيمَةٍ! في أَيَّامٍ كَرِيمَةٍ، رَأْسُهَا وَتَاجُهَا يَوِمُ النَّحْرِ، يَوِمُ التَقَرُبُ لِلَّهِ تَعَالَى بِالدِّمَاءِ، وَنَسْكِ الأنْسَاكِ، هَذَا الْيَوْمُ الذِي قَاَلَ فِيْهِ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ بِيَوْمِ الْأَضْحَى عِيدًا جَعَلَهُ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ، لِهَذِهِ الْأُمَّةِ» رَوَاهُ اِبْنُ حِبَّانَ،وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ
عِبَادَ اللهِ، إِنَّـــنَا الْيَوْمَ فِي يَوْمِ الْعَجِّ وَالثَّجِّ؛ يَوْمِ النَّحْرِ، وَإِرَاقَةِ دِمَاءِ الْهَدِي فِي الْمَشَاعِرِ،وَالْأَضَاحِي فِي الْبُلْدَانِ. قَالَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ: «إِنَّ اول مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا الصَّلَاةُ، ثُمَّ النَّحْرُ؛َ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّمَا هُوَ لَحْمٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ» رَوَاهُ البُخَارِيُ
فتقربوا لِلَّهِ تَعَالَى بِالضحايا، وَكُلُوا، وَأَهْدُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَكَبِّرُوا اللّهَ تَعَالَى؛ إِذ هَدَاكُمْ، واشْكُرُوهُ عَلَى مَا أَعْطَاكُمْ
ايه المسلمون : ان السنة في هذا اليوم أن يذبح المسلم اضحيته بعد صلاة العيد–
ويستحب ان يأكل أول مايأكل في هذا اليوم من كبد اضحيته –
ايه الاخوة : السن (العمر ) التي تجزئ للأضحية
ان كانت من المعز فلا تقل سنها عن سنة كاملة – وان كانت ضأنا فلا تقل سنها عن ستة أشهر –
واعلموا أن البعير كالبقرة يجزئ عن سبعة – وان من لم يضحي يوم العيد
فإنه يجوز له ان يضحي في الثلاثة الايام بعده وهي أيام التشريق .
واعلموا ان الاضحية تقسم اثلاثاً
ثلث لأهل البيت – وثلث للأقارب –وثلث للفقراء
واعلموا عباد الله ان الاضحية من افضل الاعمال في يوم العيد
واعلموا ان الاضحية تجزئ عن اهل البيت – وأنه يشترط فيها السلامة من العيوب كالمرض- والعرج – ونحوها –
وهي اربعة عيوب :
العرجاء البين عرجها حيث لا تعانق الصحيحة في المشي –
والمريضة البين مرضها حيث ضهرت آثار المرض عليها. اما في اكلها أو مشيها او غير ذلك من احوالها , ومن المرض البين الجرب والهزال ,
والعوراء البين عورها بأن تكون عينها العوراء ناتئة أو غائرة . أما إذا كانت لا تبصر بها , ولا كن عوروها غير بين فإنها تجزئ مع الكراهة .
العيب الرابع : العجفاء وهي الهزيلة التي لا مخ فيها . فأما عيب الاذن أو القرن أو خروج بعض النتوئات والأورام في بعض الاعضاء , فإنه لا يمنع من الإجزاء , ولكنه يكره
وكذالك الهتما – وهي ماسقطت أسنانها أوكثر أسنانها , فإنها تجزئ مع الكراهة , وكل ما كانت الاضحية أكمل في صفاتها وذاتها فهي أفضل واطيب
الله اكبر الله اكبرالله اكبر ولله الحمد
ايها المؤمنون : أن للزكاة شروطاً منها : أن يقول عند الذبح : بسم الله
فمن لم يذكر أسم الله تعالى على ذبيحته فهي مييتة نجسة حرام أكلها لقوله تعالى
( ولاتأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه )
ولقوله صلى الله عليه وسلم (( ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ))
ويقول عند الذبح بسم الله الله أكبر اللهم هذا منك ولك هذا عني ( وإن كان يذبح لغيره قال هذا عن فلان )اللهم تقبل من فلان وآل فلان (ويسمي نفسه)
ايه الاخوة الكرام :
واعلموا أن هنالك أموراً يحسن أتباعها : منها الرفق في الذبيحة ,
وأن تضجع الذبيحة على احد جنبيها , والافضل الايمن , وأن تمر السكين بسرعة وقوة معتدلة , ففي ذلك راحة لها, لا تلوي يد الذبيحة على عنقها
من خلفها , ففي ذلك تعذيب لها وإيلام ,
وأن لا تذبح ومثيلتها تنظر , ولا تسلخ أو تكسر رقبتها قبل أن تموت
عباد الله : كلوا وتصدقوا , ولا تعطوا الجزار أجرته منها.
واعلموا ان الاضحية تقسم اثلاثاً
ثلث لأهل البيت – وثلث للأقارب –وثلث للفقراء
واعلموا عباد الله ان الاضحية من افضل الاعمال في يوم العيد
عباد الله : ان هذا اليوم احد ايام ذكر الله لقوله تعالى ( واذكروا الله في أيام معدودات )
الله اكبر الله اكبر لا إله الا الله, الله اكبر ولله الحمد .
لذا يسن لكل من صلى فريضة في هذا اليوم وفي ايم التشريق أن يكبر ويهلل دبرها أي بعد السلام منها فيقول الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد ثلاث مرات
عباد الله أعلموا انه يحرم صيام العيد والثلاثة ايام بعده وهي ايام التشريق
التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ايام منىً أيام أكل وشرب وذكر الله ))
واعلموا عباد الله انه لا أصل لما يسميه بعض الناس أضحية الحفرة ,
وهي التي يضحونها للميت أول سنة من موته يخصونه بها , ولا يدخلون معه احداً في ثوابها , فإن هذا لا أصل له في الشرع فاجتنبوه .
أَيُّهَا المُوَحِّدُون، امْلَؤُوا قُلُوبَكُمْ تَعْظِيمَاً لِلَّهِ تَعَالَى وَإجْلَالاً، واسْتَشْعِرُوا عَظَمَتَهُ فِي أَحْوَالِكُمْ كُلِّهَا، وَفِي عِبَادَاتِكُمْ جَمِيعِهَا. اسْتَشْعِروا عَظَمَتُهُ سُبْحَانَه، وَأَنْتُم لَهُ تَرْكَعُونَ وَتَسْجُدُونَ، واسْتَشْعِروا عَظَمَتَهُ (عَزَّ وَجَلَّ)، وَأَنْتُم لَهُ تَذْبَحُونَ وَتَنْسِكُونَ. واسْتَشْعِرُوا عَظَمَتَهُ، وَأَنْتُمْ تُقَلِّبُونَ أَبْصَارَكُمْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم....
الخطبة الثانية
عباد الله:
في هذا اليوم العظيم استقبل المسلمون عيدين عيدًا سنويًّا هو الأضحى، وعيدًا أسبوعيًّا هو الجمعة
فكيف يصنع المسلم؟
هل تجب صلاة الجمعة على من حضر صلاة العيد أم يجوز له الاكتفاء بصلاة العيد عن حضور الجمعة ويصلى بدلها ظهراً في بيته؟
في هذه المسألة ثلاثة أقوال للعلماء
القول الأول
تجب الجمعة بكلِّ حالٍ حتى على من شهد العيد، لعموم أدلة وجوب الجمعة، وهذا قول الجمهور
القول الثاني
تسقط عن أهل البوادي دون أهل الحضر؛ لأن عثمان
t
أرخص لهم، وهو قول بعض العلماء، ورجحه الشيخ ابن جبرين
القول الثالث
من صلَّى صلاة العيد يرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقتها في بيته، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.
أما من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى مسجدٍ جامعٍ لصلاة الجمعة. واستدلَّ أصحابُ هذا القولِ بجملةٍ من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة، منها
أن معاوية
سأل زيدَ بنَ أرقمَ
هل شهدت مع رسول الله
عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم، قال: كيف صنع؟ قال
صلَّى العيدَ ثم رخَّص في الجمعة، فقال: «من شاء أن يصلي فليصل»
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم بسندٍ جيدٍ
ومن الأدلة حديث ابن عباس رضي الله عنه
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال :
اجْتَمَعَ عِيدَانِ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»
رواه ابن ماجه، حديثٌ صحيحٌ
عبادالله
فبناءً على هذه الأدلة وغيرها أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بسقوط وجوب الجمعة عمَّن صلَّى العيد، والأفضل والأحوط أنْ يصلِّيَ الجمعة.
ومن لم يصلِّ العيد فتجب عليه الجمعة. ولا يشرع الأذان في هذه اليوم إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة
تذكروا عباد الله بجمعكم هذا، يوم العرض الأكبر، يوم تجتمع فيه الخلائق مقداره خمسين ألف سنة مما نعدّ وأنتن
يا نساء المسلمين! اتقين الله في أنفسكن، فبصلاحكن تصلح الأسر ويصلح المجتمع وتصلح الأمة أطعن الله ورسوله في ما أمرا، واجتنبن ما نهيا عنه، وحافظن على عفتكن وتربية بناتكن وأبنائكن وتزودن بالعم بدينكن وأحكامه ففيه الخير كالخير لكن، ومن يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإذا ألجأتكم الحاجة للشوارع والأسواق وقضاء بعض الأغراض فإن الله تعالى يأمركن بقوله
(فلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا* وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)
واكثرن من تلاوة كتاب الله في بيوتكن ولا تهجروه
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم بالصلاة عليه فقال ......
تعديل التعليق