عيد الأضحى لعام 1444 هــ

الشيخ نواف بن معيض الحارثي
1444/12/07 - 2023/06/25 16:17PM

الخطبة الأولى لعيد الأضحى

اللـهُ أَكْبَرُ مَا دَارَ زَمَانٌ وَانْصَرَمَ، اللـهُ أَكْبَرُ مَا هَوَى فُؤَادٌ لِلْحَرَمِ، اللـهُ أَكْبَرُ مَا شُدَّتْ إِلَى الْبَيْتِ الرِّحَالُ، اللـهُ أَكْبَرُ مَا أَظَلَّهُ الْبَهَاءُ وَالْـجَمَالُ، اللـهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا أَحْرَمَ الْـحُجَّاجُ مِنَ الْمِيقَاتِ، وَلَبىَّ مُلَبٍّ فَزِيدَ فِي الْـحَسَنَاتِ، اللـهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا دَخَلُوا فِجَاجَ مَكَّةَ آمِـنِينَ، وَطَافُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ مُهَلِّلِينَ مُكَبِّرِينَ، اللـهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا عَادَ الزَّمَانُ بِعِيدٍ، وَأَظَلَّنَا عِيدُ الأَضْحَى السَّعِيدِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللـهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، هُوَ الْـمُبْدِئُ وَهُوَ الْـمُعِيدُ،

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَهْلِ الْـحَنِيفِيَّةِ وَالتَّوْحِيدِ.

أما بعد: فيا عبادَ اللهِ: اتَّقُوا اللـهَ حَقَّ التَّقْوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي الجَهْرِ وَالخَفَا، فَإِنَّ تَقْوَى اللـهِ أَسَاسُ كُلِّ خَيْرٍ وَفَضِيلَةٍ، وَسَبَبٌ إِلَى كُلِّ إِحْسَانٍ وَوَسِيلَةٍ، اِهتَدُوا بِهَدْيِ رَبِّـكُمْ، وَأَطِيعُوا أَمْرَ خَالِقِكُمْ، تَدَبَّرُوا آيَاتِهِ وَعِظَاتِهِ، وَقِفُوا عَلَى تَعَالِيمِهِ وَبَيِّـنَاتِهِ، أَيقِظُوا بِهَا القُلُوبَ، وَاغسِلُوا بِهَا أَدْرَانَ الذُّنُوبِ (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا) 

اذْكُرُوا أَوَامِرَ اللهِ بِالامتِثَالِ، وَاستَدِرُّوا الخَيْرَ بِالدُّعَاءِ وَالسُّؤَالِ، هُوَ المَلْجَأُ عِنْدَ الكُرُوبِ، وَالمَلاذُ لِمَنْ أَقْلَقَتْهُ الذُّنُوبُ(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )

الله أكبر الله أكبر ...(لكل أمة عيدا وهذا عيدُنا )

أَيُّهَا الْـمُؤْمِنُونَ: إِنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَمَوْسِمٌ أَغَرُّ كَرِيمٌ، يَوْمٌ رَفَعَ اللـهُ عَلَى الأَيَّامِ قَدْرَهُ، وَعِيدٌ شَرَّفَ اللـهُ ذِكْرَهُ، حَرَّمَ عَلَيْكُمْ صَوْمَهُ، وَأَوْجَبَ عَلَيْكُمْ فِطْرَهُ، وَأَلْزَمَكُمْ حَقَّهُ وَشُكْرَهُ؛

 فإِنَّهُ يَوْمُ حَمْدٍ وَذِكْرٍ وَشُكْرَانٍ، وَمَغْفِرَةٍ مِنَ اللـهِ تَعَالَى وَرِضْوَانٍ، قال صلى الله عليه وسلم «إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّـهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ» أَحمدُ وغيره.

إن هذا اليوم هو يَوْمُ الْـحَجِّ الأَكْبَرِ الَّذِي جَعَلَهُ اللـهُ عِيدًا لِلْمُسْلِمِينَ، وَبَهْجَةً لِقُلُوبِ عِبَادِهِ الْـمُؤْمِنِينَ، فِيهِ جُلُّ أَعْمَالِ الْـحَجِّ تَتْرَى، فَفِيهِ رَمْيُ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ الْكُبْرَى، وَالنَّحْرُ وَالتَّحْلِيقُ، وَالسَّعْيُ والطَّوَافُ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ.

 

يَجْتَمِعُ فِيهِ الْحَجِيجُ فِي مِنًى لِأَدَاءِ مَنَاسِكِهِمْ، وَالتَّقَرُّبِ إِلَى مَوْلَاهُمْ بِإِرَاقَةِ دِمَاءِ نَسَائِكِهِمْ، بَعْدَ أَنْ وَقَفُوا بِعَرَفَاتٍ، وَأَدَّوْا فِي مُزْدَلِفَةَ مَشْعَرَ الْبَيَاتِ؛ لِيُعَظِّمُوا اللـهَ وَيُكَبِّرُوهُ، وَيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَيَشْكُرُوهُ. وَقَدْ شَرَعَ اللـهُ لَكُمُ التَّقَرُّبَ إِلَيْهِ بِالضَّحَايَا، كَمَا شَرَعَ لَـهُمُ التَّقَرُّبَ إِلَيْهِ بِالْـهَدَايَا.

وهذه الأَضاحي-عباد الله- سُنَّةُ أَبيكم إِبراهيمَ وَيَكْفِي الأُضْحِيَّةَ شَرَفًا فِي مَقَاصِدِهَا أَنَّهَا تَدُلُّ عَلَى صِدقِ الامتِثَالِ للـهِ رَبِّ العَالَمِينَ، إِنَّهَا مَعَانٍ كُبْرَى وَحِكَمٌ عُظْمَى تَشُدُّنَا نَحْوَ قِصَّةِ الأُضْحِيَّةِ الخَالِدَةِ، لِنَسْـتَلْهِمَ مَزِيدًا مِنَ المَقَاصِدِ السَّامِيَةِ ، فَفِيهَا تَقَرَّبَ إِبْرَاهِيمُ الخَلِيلُ- عَلَيْهِ السَّلامُ - لِرَبِّهِ بِأَنْفَسِ شَيْءٍ لَدَيْهِ وَهُوَ فِلْذَةُ كَبِدِهِ، ( فلما بلغ معه السعي ) وبدَأ يَمشِي ، أمره ربه بذبح ولده وفلذة كبده إسماعيل- فامتثل أمر ربه طائعا وخرج بابنه مسارعا (قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ) (قال يا أبت افعل ما تؤمر)– لا متوقفا ولا متفكرا- (ستجدني إن شاء الله من الصابرين) ، فاستسلما جميعا للقضاء المحتوم وسلما أمرهما للحي القيوم

 

(فلما أسلما وتله للجبين) وأهوى إلى حلقه بالسكين، اطلع الله تعالى منهما على صدق النية واليقين ونظر إليهما بعين الرحمة وهو أرحم الراحمين ( وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم) وَأَبْـقَى سُنَّةَ الأُضْحِيَّةِ تَذْكِيرًا لِلْمُؤْمِنِينَ (وتركنا عليه في الأخرين ) ( سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين).

 

عباد الله: الأضحية سنَّةٌ مؤَكَّدةٌ يُكْرَهُ لمَن قَدَرَ عليها أَن يتركَها، وإِنَّ ذبحَها لأَفضلُ من الصدقةِ بثمنِها؛ لِمَا فيها من إِحياءِ السُّنَّةِ والأَجرِ العظيمِ ومحبَّةِ اللهِ لهَا، عَنِ البَرَاءِ، قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ eيَوْمَ النَّحْرِ، قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا، وَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنَّمَا هُوَ لَـحْمٌ عَجَّلَهُ لِأَهْلِهِ لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ»، فَقَامَ خَالِي أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا ذَبَحْتُ قَبْلَ أَنْ أُصَلِّيَ وَعِنْدِي جَذَعَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُسِنَّةٍ

قَالَ: " اجْعَلْهَا مَكَانَهَا - أَوْ قَالَ: اذْبَحْهَا - وَلَنْ تَجْزِيَ جَذَعَةٌ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَكَ " خ. م.

وَيُشتَرَطُ في الأَضاحي أنْ تكونَ من بَهيمةِ الأَنعامِ وَأَنْ تَبلُغَ السِّنَّ المُعتَبَرَ شَرعَاً وَأَنْ تَكُونَ سَالِمَةً مِن العُيوبِ ، قال e(مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، وإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا) الترمذي وغيره.

 

والأَصْلُ في الأضحية أَنَّهَا عَن الأَحْيَاءِ وللإِنسانِ أَن يُشَرِّكَ في ثوابِ أُضْحِيَتِه مَن شاءَ أحياءً وميتين ، سواءً كانت شاةً أَم سُبْعَ بَدَنَةٍ أَم سُبْعَ بقرةٍ.  ومن كان منكم يحسِنُ الذَّبْحَ بنفسِه فليذبحْ أُضْحِيَتَه بيدِه، فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: «ضَحَّى النَّبِيُّ e بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا» خ.م

ويقولُ إِذا أَضجعها للذَّبْحِ: بسمِ اللهِ، واللهِ أَكبرُ، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذا عني وعن أَهل بيتي.

 

عبادَ اللهِ: بيَّنَ سُبحانه الحكمةَ مِن ذَبحِ الأضَاحِي والهَدايَا بقولِهِ: {لَنْ يَنَالَ اللَّـهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْـمُحْسِنِينَ}.

قال الشَّيخُ السَّعدِيُّ : "ليسَ المقصودُ منها ذَبْحَهَا فَقَطُ. ولا يَنالُ اللـهَ مِن لُحُومِهَا ولا دِمائِهَا شَيءٌ، لِكونِهِ الغَنيُّ الحميدُ، وإنَّما يَنالُهُ الإخلاصُ فيهَا، والاحتِسَابُ، والنِّيَّةُ الصَّالِحةُ، ولهَذا قالَ: {وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} ففي هذا حَثٌّ وتَرغِيبٌ على الإِخلاصِ في النَّحْرِ،

وأنْ يكُونَ القَصدُ وَجهَ اللهِ وحْدَهُ، لا فَخرًا ولا رِياءً، ولا سُمعَةً، ولا مُجرَّدَ عَادةٍ، وهكَذا سَائِرُ العِباداتِ إنْ لم يَقتَرِنْ بها الإِخلاصُ وتَقوى اللهِ، كانتْ كالقُشُورِ الذي لا لُبَّ فيهِ، والجَسَدُ الذي لا رُوحَ فيهِ". اهـ.

ومِنْ أَهمِّ مَقاصدِ الأضحيةِ-أيها المؤمنونَ- تَوحيدُ اللهِ سُبحانهُ وتعالَى، وإخلاصُ العبادةِ لهُ وحدَهُ، وذلكَ بذِكْرِهِ وتكبِيرهِ عندَ الذَّبحِ {كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وبشر المحسنين}

واعلموا أَنَّ الأَيَّامَ الثَّلاثةَ المُقْبِلَةَ هي أَيَّامُ التَّشْرِيقِ، لا يجوزُ صيامُها وهي الَّتي قال فيها النَّبيُّ ﷺ: «أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ وذِكْرٍ للهِ» م. فأَكثروا في هذا اليومِ وأَيَّامِ التَّشْرِيقِ من ذكرِ اللـهِ: بالتكبيرِ والتَّهْلِيلِ والتَّحْمِيدِ في أَدْبَارِ الصلواتِ، وفي جميعِ الأَوقاتِ .

ألا فَاتَّقُوا اللـهَ -عِبَادَ اللهِ- وَحَقَقِّوُا مَعْنَى الْعِيدِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَتُوبُوا إِلَى اللـهِ جَمِيعاً - أَيُّهَا الْـمُؤْمِنُونَ- لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. بارك الله...

 

 

الخطبةُ الأُخرى

اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، لا إِلهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكبرُ، اللهُ أَكبرُ، وللهِ الحمدُ.

الحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، وَجَعَلَ لِكُلِّ أُمَّةٍ مَنْسَكًا وَأَجَلًا مُسَمًّى، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ سُبْحَانَهُ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ وَأَمْلَاكُهَا، وَالنُّجُومُ وَأَفْلَاكُهَا، وَالأَرْضُ وَسُكَّانُهَا، وَالْبِحَارُ وَحِيتَانُهَا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ذُو الْوَجْهِ الأَنْوَرِ، وَالْجَبِينِ الأَزْهَرِ، وَالـْمُشَفَّعُ يَوْمَ الْـمَحْشَرِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ دَعَا إِلَى دِينِهِ فَأَنْذَرَ وَبَشَّرَ. أمابعد:   

 

          أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ نُورَ اللهِ تَعَالَى وَهُدَاهُ: هُوَ فِي شَرْعِهِ وَدِينِهِ الَّذِي ارْتَضَاهُ، فَبَعَثَ بِهِ رُسُلَهُ، وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ، وَأَلْزَمَ بِهِ عِبَادَهُ، فَلاَ يَهْتَدِي بِهِ إِلاَّ مَنْ وَفَّقَهُ اللهُ تَعَالَى لاِتِّبَاعِهِ، وَأَعَانَهُ عَلَى التَّمَسُّكِ بِهِ (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )

واعلموا أنَّ الإسلامَ لم يطلبْ منكم أَمرًا يَشُقُّ عليكم ولا أَمرًا تَفُوتُ به مصالحُكم؛ بل هو بنفسِه مصالحُ وخيراتٌ، وأَنوارٌ وبركاتٌ، فتمسَّكوا به وأَنتم للهِ مخلصين، ولرسولِه متَّبِعين.

عباد الله: تَجَمَّلُوا فِي الْعِيدِ وَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الطُّهْرِ والنَّقَاءِ، وَزَيِّنُوا قُلُوبَكُمْ بِالتَّقْوَى؛ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، وَأَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ الأَهْلِ وَالْجِيرَانِ، وَالأَصْحَابِ وَالإِخْوَانِ وَابْذُلُوا الْمَعْرُوفَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ: أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ: تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ].  تَوَاصَوْا بِالْـحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ، وَمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ. أَقِيموا الصَّلاةَ بفعلِها في أَوقاتِها مع الجماعةِ، فإِنَّ التَّخَلُّفَ عن الجماعةِ من علاماتِ النِّفاقِ، أَدُّوا الصَّلاةَ بطُمَأْنِينةٍ، وَأَكْثِرُوا مِنَ النَّوَافِلِ وَالطَّاعَاتِ، وَتَجَنَّـبُوا المُنْكَرَاتِ .    أَيَّتُهَا الْـمَرْأَةُ الْـمُسْلِمَةُ: اتَّقِي اللـهَ تَعَالَى فِي نَفْسِكِ، وَفِي حِجَابِكِ وَعَفَافِكِ، وَلاَ تَكُونِي فِتْنَةً لِغَيْرِكِ؛ وكُونِي -أَيَّتُهَا الْكَرِيمَةُ- كَمَا كَانَتْ أُمَّهَاتُ الْـمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللـهُ عَنْهُنَّ، وَكَمَا كَانَتْ خِيَارُ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ: طُهْراً وَعَفَافاً وَاسْتِقَامَةً عَلَى الدِّينِ، وَطَلَباً لِمَرْضَاةِ اللـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ )                       ثم صلوا ...

 

المرفقات

1687699059_عيد الأضحى لعام 1444 هــ.pdf

1687699061_عيد الأضحى لعام 1444 هــ.docx

المشاهدات 1409 | التعليقات 0