عِيدُ الْأَضْحَى الْمُبَارَك ١٤٤٢/١٢/١٠ه
فهد فالح الشاكر
1442/12/09 - 2021/07/19 14:20PM
خطبة عيد الأضحى المبارك ١٠/١٢/١٤٤٢هـ
جمع وترتيب / فهد بن فالح الشاكر
خطيب جامع الشاكر بمدينة تربة - حائل
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُتَفَرِّدِ بِالْعِزَّةِ وَالْكِبْرِيَاءِ، الْمُسْتَحِقِّ لِلْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ، لَهُ الشُّكْرُ عَلَى وَافِرِ النِّعَمِ وَجَزِيلِ الْعَطَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يُدَبِّرُ الْأَمْرَ كَيْفَ يَشَاءُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَسَيِّدُ الْحُنَفَاءِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الشُّرَفَاءِ، وَصَحَابَتِهِ الْأَتْقِيَاءِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا مَا دَامَتِ الْأَرْضُ وَالسَّمَاءُ.
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
اللَّهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا كَبَّرَ المكبرون وَكُلَّمَا هَلَّل المهللون وَكُلَّمَا سَبَّح الْمُسَبِّحُون .اللَّهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا ضَحَّى لِلَّه مضحي وَنَحَر .
عــــبــــاد الله
يَومُكُمْ هذا يَومٌ عَظيمٌ مُبارَكٌ، رَفعَ اللهُ قدرَهُ، وأعلى ذِكرَهُ، وسمَّاهُ يَومَ الحجِّ الأكبر, يَوْمَ الْعَجِّ وَالثَّجِّ, يَوْمَ النَّحْرِ والذِّكر، أَفضَلُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ وَأَعظَمُهَا، فاعرِفوا قدْرَ هذا اليومِ وعَظمَتِهُ، واستشعِروا بَركتِه وروعتِه ، وتعرَضوا لنفحاتِ رَبِكُم ورحمتِه
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أيها المسلمون والمسلمات
نَحْن لَمْ نُخْلَقْ عَبَثًا وَلَن نَتْرَكْ سُدًىً بَل خَلَقْنَا لِغَايَةٍ عَظِيمَةٍ هِيَ عِبَادَةٌ اللَّهِ وَإِقَامَةُ دِينِهِ فِي أَنْفُسِنَا وَأَهْلِينَا
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أيها المسلم
عليكَ بتوحيدِ ربِّكَ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، وراقبْه في الخَلواتِ فهو الذي أنعمَ عليكَ ورزقَك ،،،،،،،،،،،،،،،،،
كلُّ نعمةٍ أنتَ فيها فمنْ فضلِه أعطاكَ، وكلُّ نِقمةٍ صُرفتْ عنكَ فبعدلِه حماكَ، خلقكَ لعبادتِه وهو العزيزُ الحكيمُ، وكتبَ على نفسِه الرَّحمةِ وهو القويُّ العليمُ، ويتجاوزُ عن عبادِه وهو الغفورُ الرَّحيمُ، توكَّلْ عليه، والجأ إليه، واعتصمْ به، واستعذ به، واحفرْ في قلبِك: "إن كانَ اللهُ معكَ فلا يضرُّكَ أحدٌ،وإن لم يكن الله معك، فلا ينفعُكَ أحدٌ
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أيها المسلمون والمسلمات
إِنَّ مِمَّا يُقِضُّ الْمَضْجَعَ وَيُدْمِي الْقَلْبَ وَيَحْزَنُ لَهُ الْفُؤَادُ مَا يَقَعُ فِيهِ بَعْضُ أَبْنَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ تَرْكِ صَلَاةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، مَعَ مَا جَاءَتْ بِهِ النُّصُوصُ الْكَثِيرَةُ مِنْ تَعْظِيمِ أَمْرِهَا وَالاهْتِمَامِ بِشَأْنِهَا.
فاللهَ اللهَ بالصَّلاةِ، فإنها عمودُ الدِّينِ، وشِعارُ المسلمينَ، ووصيةُ خاتمِ المرسلينَ، مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلا بُرْهَانٌ وَلا نَجَاةٌ، وَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، وَاعْلَمْ أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكَ الصَّلاةُ، وهي أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ.
واعلم أنكَ كلما انخفضتَ في سجودِكَ للهِ تعالى، كلما ارتفعتْ عندَ اللهِ تعالى وعندَ خلقِه، ومن تواضعَ للهِ رفعَه.
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أخي المسلم وأختي المسلمة
اعلمْ أن أخلاقَك هي عنوانُكَ، وأنَّه مَا مِنْ شَيْءٍ فِي اَلْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ اَلْخُلُقِ، وإنَّ العبدَ ليبلغُ بحسنِ خلُقِه درجةَ الصائمِ القائمِ، كُنْ بَرَّاً وَصولاً وَقوراً صَبوراً شَكوراً رَاضِيَّاً حَكيماً رَفيقاً عَفيفاً شَفيقاً، ولا تكنْ لعَّاناً ولا سبَّاباً ولا نَماماً ولا مُغتاباً ولا عَجولاً ولا حَقوداً ولا بَخيلاً ولا حَسوداً، وإِذَا حَسُنَتْ أَخْلَاقُ الْإِنْسَانِ كَثُرَ مُصَافُوهُ، وَقَلَّ مُعَادُوهُ، فَتَسَهَّلَتْ عَلَيْهِ الْأُمُورُ الصِّعَابُ، وَلَانَتْ لَهُ الْقُلُوبُ الْغِضَابُ.
وعندَها تنالُ المقامَ الكريمَ في جنَّاتِ النَّعيمِ، قالَ عليه الصّلاةُ والسَّلامُ: (أَلا أُخبرُكُم بأَحبِّكُم إِليَّ، وأقْرَبِكُم منِّي مجْلِساً يومَ القيامةِ: أحاسِنُكم أَخْلاقاً)، فنعم المجلسِ مجلسُكَ يومئذٍ .
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أيها الشاب
صاحبَ الأخيارَ، فإنهم كَحَامِلُ الْمِسْكِ، إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طَيِّبَةً، فَالْمَرْءُ عَلى دِينِ خَلِيلِه، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخالِلُ، اصحبْ من إذا كنتَ معه زانَكَ، وإذا غِبتَ عنه صانَكَ، وإذا كانَ يومُ القيامةِ، فهو الخليلُ الحميمُ الشَّفيعُ كما قالَ تعالى: (الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ)
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
اجْعَلُوا –عباد الله – أَيَّامَ الْعِيدِ فَرَحًا لَا تَرَحًا، أيَّامَ اتِّفَاقٍ لَا اخْتِلاَفٍ، أيَّامَ سَعَادَةٍ لَا شَقَاءٍ، أيَّامَ حُبٍّ وصَفَاءٍ، لَا بَغْضَاءَ وَلَا شَحْنَاءَ، تَسَامَحُوا وَتَصَافَحُوا، تَوَادُّوا وَتَحَابُّوا، تَعَاوَنُوا عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى، صِلُوا الْأَرْحَامَ، وَارْحَمُوا الْأَيْتَامَ، تَخَلَّقُوا بِأخْلاقِ الْإِسْلامِ.
اجْعَلُوا عِيدَكُمْ عِيْدَ مَحَبَّةٍ وَوِئَامٍ، وَصِلَةٍ لِلْأَرَحَامِ وَبُعْدٍ عَنِ الآثَامِ، فَتَزَاوَرُا وَلْيُهَنِّئْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَانْشُرُوا الْخَيْرَ، وَمَنْ كَانَ قَطَعَ رَحِمَهُ أَوْ هَجَرَ أَخَاهُ فَلْيَكُنِ اليَوْمُ بِدَايَةً لِزَوَالِ الهَجْرِ وَمَحْوِ القَطِيعَةِ، فَإِنَّ النُّفُوسَ فِي العِيْدِ مُقْبِلَةٌ وَالقُلُوبُ قَرِيبَةٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضَيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا“(رَوَاهُ مُسْلِم).
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أَقُول ماسمعتم وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فاستغفره أَنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية
الحمدلله وكفى وصلاة وسلاماً على الذي اصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد :
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أيها الآباءُ والأمهات
أَبْنَائُكم فلذات أكبادكم احرصواعليهم ربوهم التَّرْبِيَة الْحَسَنَةنشؤهم عَلَى مُرَاقَبَةِ اللَّهِ فِي السِّرِّ والعلن وَاعْلَمُوا أَنَّ
هَذِه الأَجْهِزَة الذَّكِيَّة والألعاب الإِلِكْتِرُونِيَّة وبرامج التواصل الاجتماعية سِلَاح ذُو حَدَّيْن ؛ إنْ أَحْسَنُوا اسْتِعْمَالِهَا عَادَت عَلَيْهِمبِالْنفع، وَحَقَّقُوا بِهَا الْعَوَائِد الْمُبَارَكَة فِي ديننهم وقيمهم وَأَخْلَاقِهِموَتَرْبِيَتَهُم ، وَإِنْ كَانَتْ الْأُخْرَى فلاتسأل عَنْ أَنْوَاعِ الْمَفَاسِدِ ،وَالضَّيَاع فِي الدِّينِ وَالْخُلُقُ ، وَالْإِضْرَار الْجِسْمِيَّة والنفسيةوالاجْتِماعِيَّة .
لِذَا فَإِنَّ الْوَاجِبَ عَلَى الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ تَرْشِيدُ هَذِهِ البرامج والأجهزة الذكية والْأَلْعَابِ مِنْ جِهَتَيْنِ رَئِيسَتَيْنِ:
أَوَّلُهُمَا: الْعِنَايَةُ بِاخْتِيَارِهَا، وَعَدَمُ السَّمَاحِ بِمَا فِيهِ أَضْرَارٌ ظَاهِرَةٌعَلَى دِينِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ وَحَيَاتِهِمْ، وَمُرَاقَبَتُهُمْ أَثْنَاءَ اللَّعِبِ بِهَا.
وَثَانِيهَا: تَقْلِيلُ أَوْقَاتِ مُكْثِهِمْ عَلَيْهَا، وَإِشْغَالُهُمْ بِغَيْرِهَا عَنْهَا، وَإِيجَادُبَدَائِلَ أَنْفَعَ لَهُمْ، وَالْبَدَائِلُ النَّافِعَةُ مِنْ رِيَاضِيَّةٍ وَثَقَافِيَّةٍ وَعِلْمِيَّةٍوَتَرْفِيهِيَّةٍ كَثِيرَةٌ، وَلَكِنَّهَا تَحْتَاجُ إِلَى بَذْلِ وَقْتٍ وَجُهْدٍ وَمَالٍ، كَمَا تَحْتَاجُإِلَى مُشَارَكَةٍ مِنَ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ، وَأَوْلَادُهُمْ يَسْتَحِقُّونَ ذَلِكَ؛ لِحِفْظِهِمْمِنْ كَوَارِثَ مُتَوَقَّعَةٍ، وَلَا يَنْفَعُ حِينَهَا نَدَمٌ عَلَى تَفْرِيطٍ مَضَى.
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
يَا نِسَاءَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما مُدِحَتِ المَرأةُ بِمِثْلِ الحَيَاءَ، وَلَا لِبَاسَ أَجْمَلَ عَلَيهَا مِنْ لِبَاسِ الحَيَاءِ؛ فالحياءُ يُجمِّلُ كُلَّ شَيءٍ. هَذِهِ بِنْتُ صَاحِبِ مَدْينَ لَمَّا أَتَتْ مُوسَى -عَلَيهِ السَّلَامُ- قَالَ اللهُ عَنْهَا: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) بَلْ إِنَّ الحَيَاءَ مَمْدَحَةٌ حَتَّى لِلْرِّجَالِ. فَهَا هُوَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يُثْنِي عَلَى عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِقَوْلِهِ: “أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ المَلَائِكَةُ؟”.
وَاسْمَعِيْ لِهَذَا الحَدِيثِ العَظِيمِ الذِي يُبَيِّنُ فِيهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- مَكَانَةَ خُلُقِ الحَيَاءِ فِي الِإسْلَامِ؛ رَوَى اِبْنُ مَاجَه وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ اِبْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “إِنَّ لِكلِّ دِينٍ خُلُقًا، وخُلُقُ الإسلامِ الحَياءُ“.
فَاللهَ اللهَ فِي الحَيَاءِ؛ فَهُوَ وَاللهِ زِيْنَةُ المَرْأَةِ وَجَمَالُهَا، وَيَرْدَعُ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ القَبَائِحِ وَالمَعَائِبِ؛ أَخْرَجَ البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبوَّةِ الأُوْلَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ“.
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
عِبَادَ اللَّهِ: ضَحُّوا تَقَبَّلَ اللَّهُ ضَحَايَاكُمْ، وَكُلُوا مِنْهَا، وَتَصَدَّقُوا، وَتَهَادَوْا، وَأَحْيُوا سُنَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الِاهْتِمَامَ بِالْأُضْحِيَّةِ، وَالْحِرْصَ عَلَى تَطْبِيقِ السُّنَّةِ فِيهَا لَهُوَ مِنْ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللَّهِ، وَهُوَ عَمَلٌ صَالِحٌ مُوصِلٌ لِلتَّقْوَى، (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أَيَّهَا الْإِخْوَةُ:
أَظْهَرُوا الْفَرَح وَالسُّرُور فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيم وَكَبّرُوا اللَّه واشكروه وتقيدوا بالاحترازات والتعليمات الصِّحِّيَّة لِلْحَدِّ مِنِ انْتِشَارِ الْوَبَاء حَمَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ وَالْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ مَنْ الشُّرُورِ وَالْآفَات وَالْأَمْرَاض
اللهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالمُسلمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكينَ
اللهُمَّ آمِنَّا فِي أوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أئِمَتَنَا وَوُلاةَ أمُورِنَا ، وانْصُرْ جُنْدَنَا ، وَاحْفَظْ حُجَّاجَ بَيْتِكَ الحَرَامَ ، وَأَصْلِحْ أَحْوَالَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ،
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين برحمتك يا ارحم الراحمين
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَحْفَظَنَا بِحِفْظِكَ، وَأَنْ تَكْلَأَنَا بِرِعَايَتِكَ، وَأَنْ تَدْفَعَ عَنَّا الغَلَاء َوَالوَبَاءَ وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَّلَازِلَ وَالمِحَنَ وَسُوءَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
اللهُمَّ اجْعَلْ عِيدَنَا عيدَ أمنٍ في الأوطانٍ وصِحَّةٍ فِي الأبْدَانِ وحِفْظٍ للأهلِ والولدانِ
اللهم صلِّ وسلم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعينَ،
سبحانَ ربِّكَ ربِّ العزةِ عما يصفونَ، وسلامٌ على المرسلينَ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ،
جمع وترتيب / فهد بن فالح الشاكر
خطيب جامع الشاكر بمدينة تربة - حائل
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمُتَفَرِّدِ بِالْعِزَّةِ وَالْكِبْرِيَاءِ، الْمُسْتَحِقِّ لِلْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ، لَهُ الشُّكْرُ عَلَى وَافِرِ النِّعَمِ وَجَزِيلِ الْعَطَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يُدَبِّرُ الْأَمْرَ كَيْفَ يَشَاءُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَسَيِّدُ الْحُنَفَاءِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الشُّرَفَاءِ، وَصَحَابَتِهِ الْأَتْقِيَاءِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا مَا دَامَتِ الْأَرْضُ وَالسَّمَاءُ.
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
اللَّهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا كَبَّرَ المكبرون وَكُلَّمَا هَلَّل المهللون وَكُلَّمَا سَبَّح الْمُسَبِّحُون .اللَّهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا ضَحَّى لِلَّه مضحي وَنَحَر .
عــــبــــاد الله
يَومُكُمْ هذا يَومٌ عَظيمٌ مُبارَكٌ، رَفعَ اللهُ قدرَهُ، وأعلى ذِكرَهُ، وسمَّاهُ يَومَ الحجِّ الأكبر, يَوْمَ الْعَجِّ وَالثَّجِّ, يَوْمَ النَّحْرِ والذِّكر، أَفضَلُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ وَأَعظَمُهَا، فاعرِفوا قدْرَ هذا اليومِ وعَظمَتِهُ، واستشعِروا بَركتِه وروعتِه ، وتعرَضوا لنفحاتِ رَبِكُم ورحمتِه
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أيها المسلمون والمسلمات
نَحْن لَمْ نُخْلَقْ عَبَثًا وَلَن نَتْرَكْ سُدًىً بَل خَلَقْنَا لِغَايَةٍ عَظِيمَةٍ هِيَ عِبَادَةٌ اللَّهِ وَإِقَامَةُ دِينِهِ فِي أَنْفُسِنَا وَأَهْلِينَا
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أيها المسلم
عليكَ بتوحيدِ ربِّكَ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، وراقبْه في الخَلواتِ فهو الذي أنعمَ عليكَ ورزقَك ،،،،،،،،،،،،،،،،،
كلُّ نعمةٍ أنتَ فيها فمنْ فضلِه أعطاكَ، وكلُّ نِقمةٍ صُرفتْ عنكَ فبعدلِه حماكَ، خلقكَ لعبادتِه وهو العزيزُ الحكيمُ، وكتبَ على نفسِه الرَّحمةِ وهو القويُّ العليمُ، ويتجاوزُ عن عبادِه وهو الغفورُ الرَّحيمُ، توكَّلْ عليه، والجأ إليه، واعتصمْ به، واستعذ به، واحفرْ في قلبِك: "إن كانَ اللهُ معكَ فلا يضرُّكَ أحدٌ،وإن لم يكن الله معك، فلا ينفعُكَ أحدٌ
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أيها المسلمون والمسلمات
إِنَّ مِمَّا يُقِضُّ الْمَضْجَعَ وَيُدْمِي الْقَلْبَ وَيَحْزَنُ لَهُ الْفُؤَادُ مَا يَقَعُ فِيهِ بَعْضُ أَبْنَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ تَرْكِ صَلَاةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، مَعَ مَا جَاءَتْ بِهِ النُّصُوصُ الْكَثِيرَةُ مِنْ تَعْظِيمِ أَمْرِهَا وَالاهْتِمَامِ بِشَأْنِهَا.
فاللهَ اللهَ بالصَّلاةِ، فإنها عمودُ الدِّينِ، وشِعارُ المسلمينَ، ووصيةُ خاتمِ المرسلينَ، مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، كَانَتْ لَهُ نُورًا وَبُرْهَانًا وَنَجَاةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلا بُرْهَانٌ وَلا نَجَاةٌ، وَيَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، وَاعْلَمْ أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكَ الصَّلاةُ، وهي أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ.
واعلم أنكَ كلما انخفضتَ في سجودِكَ للهِ تعالى، كلما ارتفعتْ عندَ اللهِ تعالى وعندَ خلقِه، ومن تواضعَ للهِ رفعَه.
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أخي المسلم وأختي المسلمة
اعلمْ أن أخلاقَك هي عنوانُكَ، وأنَّه مَا مِنْ شَيْءٍ فِي اَلْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ اَلْخُلُقِ، وإنَّ العبدَ ليبلغُ بحسنِ خلُقِه درجةَ الصائمِ القائمِ، كُنْ بَرَّاً وَصولاً وَقوراً صَبوراً شَكوراً رَاضِيَّاً حَكيماً رَفيقاً عَفيفاً شَفيقاً، ولا تكنْ لعَّاناً ولا سبَّاباً ولا نَماماً ولا مُغتاباً ولا عَجولاً ولا حَقوداً ولا بَخيلاً ولا حَسوداً، وإِذَا حَسُنَتْ أَخْلَاقُ الْإِنْسَانِ كَثُرَ مُصَافُوهُ، وَقَلَّ مُعَادُوهُ، فَتَسَهَّلَتْ عَلَيْهِ الْأُمُورُ الصِّعَابُ، وَلَانَتْ لَهُ الْقُلُوبُ الْغِضَابُ.
وعندَها تنالُ المقامَ الكريمَ في جنَّاتِ النَّعيمِ، قالَ عليه الصّلاةُ والسَّلامُ: (أَلا أُخبرُكُم بأَحبِّكُم إِليَّ، وأقْرَبِكُم منِّي مجْلِساً يومَ القيامةِ: أحاسِنُكم أَخْلاقاً)، فنعم المجلسِ مجلسُكَ يومئذٍ .
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أيها الشاب
صاحبَ الأخيارَ، فإنهم كَحَامِلُ الْمِسْكِ، إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ، وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طَيِّبَةً، فَالْمَرْءُ عَلى دِينِ خَلِيلِه، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخالِلُ، اصحبْ من إذا كنتَ معه زانَكَ، وإذا غِبتَ عنه صانَكَ، وإذا كانَ يومُ القيامةِ، فهو الخليلُ الحميمُ الشَّفيعُ كما قالَ تعالى: (الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ)
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
اجْعَلُوا –عباد الله – أَيَّامَ الْعِيدِ فَرَحًا لَا تَرَحًا، أيَّامَ اتِّفَاقٍ لَا اخْتِلاَفٍ، أيَّامَ سَعَادَةٍ لَا شَقَاءٍ، أيَّامَ حُبٍّ وصَفَاءٍ، لَا بَغْضَاءَ وَلَا شَحْنَاءَ، تَسَامَحُوا وَتَصَافَحُوا، تَوَادُّوا وَتَحَابُّوا، تَعَاوَنُوا عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى، صِلُوا الْأَرْحَامَ، وَارْحَمُوا الْأَيْتَامَ، تَخَلَّقُوا بِأخْلاقِ الْإِسْلامِ.
اجْعَلُوا عِيدَكُمْ عِيْدَ مَحَبَّةٍ وَوِئَامٍ، وَصِلَةٍ لِلْأَرَحَامِ وَبُعْدٍ عَنِ الآثَامِ، فَتَزَاوَرُا وَلْيُهَنِّئْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، وَانْشُرُوا الْخَيْرَ، وَمَنْ كَانَ قَطَعَ رَحِمَهُ أَوْ هَجَرَ أَخَاهُ فَلْيَكُنِ اليَوْمُ بِدَايَةً لِزَوَالِ الهَجْرِ وَمَحْوِ القَطِيعَةِ، فَإِنَّ النُّفُوسَ فِي العِيْدِ مُقْبِلَةٌ وَالقُلُوبُ قَرِيبَةٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضَيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا“(رَوَاهُ مُسْلِم).
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أَقُول ماسمعتم وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ فاستغفره أَنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية
الحمدلله وكفى وصلاة وسلاماً على الذي اصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد :
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أيها الآباءُ والأمهات
أَبْنَائُكم فلذات أكبادكم احرصواعليهم ربوهم التَّرْبِيَة الْحَسَنَةنشؤهم عَلَى مُرَاقَبَةِ اللَّهِ فِي السِّرِّ والعلن وَاعْلَمُوا أَنَّ
هَذِه الأَجْهِزَة الذَّكِيَّة والألعاب الإِلِكْتِرُونِيَّة وبرامج التواصل الاجتماعية سِلَاح ذُو حَدَّيْن ؛ إنْ أَحْسَنُوا اسْتِعْمَالِهَا عَادَت عَلَيْهِمبِالْنفع، وَحَقَّقُوا بِهَا الْعَوَائِد الْمُبَارَكَة فِي ديننهم وقيمهم وَأَخْلَاقِهِموَتَرْبِيَتَهُم ، وَإِنْ كَانَتْ الْأُخْرَى فلاتسأل عَنْ أَنْوَاعِ الْمَفَاسِدِ ،وَالضَّيَاع فِي الدِّينِ وَالْخُلُقُ ، وَالْإِضْرَار الْجِسْمِيَّة والنفسيةوالاجْتِماعِيَّة .
لِذَا فَإِنَّ الْوَاجِبَ عَلَى الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ تَرْشِيدُ هَذِهِ البرامج والأجهزة الذكية والْأَلْعَابِ مِنْ جِهَتَيْنِ رَئِيسَتَيْنِ:
أَوَّلُهُمَا: الْعِنَايَةُ بِاخْتِيَارِهَا، وَعَدَمُ السَّمَاحِ بِمَا فِيهِ أَضْرَارٌ ظَاهِرَةٌعَلَى دِينِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ وَحَيَاتِهِمْ، وَمُرَاقَبَتُهُمْ أَثْنَاءَ اللَّعِبِ بِهَا.
وَثَانِيهَا: تَقْلِيلُ أَوْقَاتِ مُكْثِهِمْ عَلَيْهَا، وَإِشْغَالُهُمْ بِغَيْرِهَا عَنْهَا، وَإِيجَادُبَدَائِلَ أَنْفَعَ لَهُمْ، وَالْبَدَائِلُ النَّافِعَةُ مِنْ رِيَاضِيَّةٍ وَثَقَافِيَّةٍ وَعِلْمِيَّةٍوَتَرْفِيهِيَّةٍ كَثِيرَةٌ، وَلَكِنَّهَا تَحْتَاجُ إِلَى بَذْلِ وَقْتٍ وَجُهْدٍ وَمَالٍ، كَمَا تَحْتَاجُإِلَى مُشَارَكَةٍ مِنَ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ، وَأَوْلَادُهُمْ يَسْتَحِقُّونَ ذَلِكَ؛ لِحِفْظِهِمْمِنْ كَوَارِثَ مُتَوَقَّعَةٍ، وَلَا يَنْفَعُ حِينَهَا نَدَمٌ عَلَى تَفْرِيطٍ مَضَى.
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
يَا نِسَاءَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ما مُدِحَتِ المَرأةُ بِمِثْلِ الحَيَاءَ، وَلَا لِبَاسَ أَجْمَلَ عَلَيهَا مِنْ لِبَاسِ الحَيَاءِ؛ فالحياءُ يُجمِّلُ كُلَّ شَيءٍ. هَذِهِ بِنْتُ صَاحِبِ مَدْينَ لَمَّا أَتَتْ مُوسَى -عَلَيهِ السَّلَامُ- قَالَ اللهُ عَنْهَا: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) بَلْ إِنَّ الحَيَاءَ مَمْدَحَةٌ حَتَّى لِلْرِّجَالِ. فَهَا هُوَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يُثْنِي عَلَى عُثْمَانَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- بِقَوْلِهِ: “أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ المَلَائِكَةُ؟”.
وَاسْمَعِيْ لِهَذَا الحَدِيثِ العَظِيمِ الذِي يُبَيِّنُ فِيهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- مَكَانَةَ خُلُقِ الحَيَاءِ فِي الِإسْلَامِ؛ رَوَى اِبْنُ مَاجَه وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ اِبْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “إِنَّ لِكلِّ دِينٍ خُلُقًا، وخُلُقُ الإسلامِ الحَياءُ“.
فَاللهَ اللهَ فِي الحَيَاءِ؛ فَهُوَ وَاللهِ زِيْنَةُ المَرْأَةِ وَجَمَالُهَا، وَيَرْدَعُ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ القَبَائِحِ وَالمَعَائِبِ؛ أَخْرَجَ البُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: “إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبوَّةِ الأُوْلَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ“.
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
عِبَادَ اللَّهِ: ضَحُّوا تَقَبَّلَ اللَّهُ ضَحَايَاكُمْ، وَكُلُوا مِنْهَا، وَتَصَدَّقُوا، وَتَهَادَوْا، وَأَحْيُوا سُنَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الِاهْتِمَامَ بِالْأُضْحِيَّةِ، وَالْحِرْصَ عَلَى تَطْبِيقِ السُّنَّةِ فِيهَا لَهُوَ مِنْ تَعْظِيمِ شَعَائِرِ اللَّهِ، وَهُوَ عَمَلٌ صَالِحٌ مُوصِلٌ لِلتَّقْوَى، (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}
اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ , لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ , اللهُ أكْبَرُ , اللهُ أكْبَرُ وَلِلَّه الْحَمْدَ .
أَيَّهَا الْإِخْوَةُ:
أَظْهَرُوا الْفَرَح وَالسُّرُور فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيم وَكَبّرُوا اللَّه واشكروه وتقيدوا بالاحترازات والتعليمات الصِّحِّيَّة لِلْحَدِّ مِنِ انْتِشَارِ الْوَبَاء حَمَانَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ وَالْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ مَنْ الشُّرُورِ وَالْآفَات وَالْأَمْرَاض
اللهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالمُسلمِينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكينَ
اللهُمَّ آمِنَّا فِي أوطَانِنَا وَأَصْلِحْ أئِمَتَنَا وَوُلاةَ أمُورِنَا ، وانْصُرْ جُنْدَنَا ، وَاحْفَظْ حُجَّاجَ بَيْتِكَ الحَرَامَ ، وَأَصْلِحْ أَحْوَالَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ ،
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين وارحم موتانا وموتى المسلمين برحمتك يا ارحم الراحمين
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَحْفَظَنَا بِحِفْظِكَ، وَأَنْ تَكْلَأَنَا بِرِعَايَتِكَ، وَأَنْ تَدْفَعَ عَنَّا الغَلَاء َوَالوَبَاءَ وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَّلَازِلَ وَالمِحَنَ وَسُوءَ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
اللهُمَّ اجْعَلْ عِيدَنَا عيدَ أمنٍ في الأوطانٍ وصِحَّةٍ فِي الأبْدَانِ وحِفْظٍ للأهلِ والولدانِ
اللهم صلِّ وسلم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ أجمعينَ،
سبحانَ ربِّكَ ربِّ العزةِ عما يصفونَ، وسلامٌ على المرسلينَ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ،