عندما يتحول الكرم إلى بذخ وتبذير
عايد القزلان التميمي
1437/04/11 - 2016/01/21 06:15AM
عندما يتحول الكرم إلى بذخ وتبذير
الحمدُ لله الذي جَعَل المالَ عماد الحياة ، وأعانَ به الإنسان على دينه ودنياه ، وحذرنا من التبذيرِ والتقصيرِ ، وصرفِ المال في غير ما يحبهُ ويرضاه ، ونهى عبدهُ عن الطغيان إنْ هو أغناه ، فلهُ الحمد على ما أعطاه ، وله الشكر على ما أولاه ، ونسأله المزيد من فضله ونعوذ به من الكفر والفاقة وسوء الحال .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يُعز من يشاء ، ويُذل من يشاء ، القائل { وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } ، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله الأمين ، والقائل: (( إن الله يَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ, وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ, وَإِضَاعَةِ الْمَالَ)) . اللهم فصل وسلم على نبينا محمد المبعوث بالهدى والحكمة ، وعلى آله وأصحابه الأئمة ، وعلى التابعين لهم بإحسان في العقائد والأقوال والأفعال .
أما بعد فيا عباد الله :
في الأيام القليلة الماضية كان هناك تداول مكثف في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لبعض المظاهر المتعلقة في المفاخرة بالكرم والضيافة ، وهذه الحالات التي تم تداولها لا يمكن تعميمها على المجتمع المسلم، ولا تُعبّر إلا عمن قام بها، وحقيقةُ الأمر أن هذه الحالات كان فيها مبالغة كبيرة، وقد يعتقد من قام بها أنها من أُصول الكرم وحُسن الضيافة والرغبة في إكرام الضيف بشكل متميز ومختلف، وهم لا يدركون أنهم قد وقعوا في مخالفة دينية واجتماعية وسلوكية، وهذه التصرفات ليست من مظاهر الكرم بل هي نوع من أنواع التبذير والبذخ المذموم، وقد تحدث حول هذا الموضوع كثير من أهل العلم والدعاة الفضلاء، وأوضحوا ما يترتب على هذه التصرفات التي لا يقبلها الدين والعقل.
ومن تلك المظاهر كما وردت في وسائل التواصل الاجتماعي غسل أيادي الضيوف بأغلى أنواع دهن العود و ما يقوم به البعض من ذبح العديد من الذبائح ولا يجلس على الذبيحة عند تقديمها إلا شخص واحد، وهذا من وجهة نظري قمة البذخ، والتبذير حتى وإن كانت جُزْءا من العادات فهي من العادات التي لم يُنزل الله بها من سلطان، وغيرها من المظاهر السيئة التي فيها مبالغة، وحب الظهور، ومن العادات التي ينبذها المجتمع ولا يقرها ولا يوافق عليها، وليس هناك أهداف نبيلة يحققها مثل ذلك الاستعراض، فقد تفتح هذه السلوكيات أبوابا للمنافسة غير المقبولة، وقد يتبناها من لا يستطيع تنفيذها من ناحية مادية، وفي بعض المناسبات الاجتماعية يتم تشغيل بعض الشيلات الغنائية التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام بشكل كبير بعد الانتهاء من الغداء أو العشاء، ويقوم الحضور بالرقص عليها من دون مناسبة تذكر، والمتوقع بعد الانتهاء من الأكل أن يُحْمد الله الذي أنعم علينا بهذه النعم بدلا من الاستماع للشيلات الغنائية والرقص.
عباد الله في تلك المظاهر إسراف وتبذير فقد نهانا ربنا عن ذلك فقال (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) وقال سبحانه ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) وقال (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)
وعن عمرو بن عوف -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (..أَبْشِرُوا وأَمِّلُوا ما يَسرُّكُمْ، فواللَّه ما الفقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلكنّي أَخْشى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُم كما بُسطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا. فَتَهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ) متفق عليه
عباد الله : إن التبذير من العادات السيئة التي ابتلي بها كثير من الناس في جميع أمور حياتهم حتى أصبح نوعاً من التفاخر والتقليد الأعمى وجميعها مظاهر كذابة مبالغ فيها نراها في كثير من المناسبات سواء أكانت حفلات زواج أو عند التخرج من الجامعة وغيرها من المناسبات. إنها مشاهد يطغى عليها مظاهر الإسراف والبذخ والتفاخر بِلا وازع ديني أو خُلقي يحد من ذلك، ومنه التنافس والتحدي على أفضل وأفخم وليمة متعددة الأصناف من الأطعمة .
عباد الله : إن هذه العادات المَمْقوتة التي اعتاد عليها كثير من الناس إنها لم تأت إلاّ بسبب التفاخر والتباهي بين بعضهم البعض، فالله قد نهى عن الإسراف في قوله تعالى (( وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) أما بعد فيا عباد الله :
في الأيام القليلة الماضية كان هناك تداول مكثف في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة لبعض المظاهر المتعلقة في المفاخرة بالكرم والضيافة ، وهذه الحالات التي تم تداولها لا يمكن تعميمها على المجتمع المسلم، ولا تُعبّر إلا عمن قام بها، وحقيقةُ الأمر أن هذه الحالات كان فيها مبالغة كبيرة، وقد يعتقد من قام بها أنها من أُصول الكرم وحُسن الضيافة والرغبة في إكرام الضيف بشكل متميز ومختلف، وهم لا يدركون أنهم قد وقعوا في مخالفة دينية واجتماعية وسلوكية، وهذه التصرفات ليست من مظاهر الكرم بل هي نوع من أنواع التبذير والبذخ المذموم، وقد تحدث حول هذا الموضوع كثير من أهل العلم والدعاة الفضلاء، وأوضحوا ما يترتب على هذه التصرفات التي لا يقبلها الدين والعقل.
ومن تلك المظاهر كما وردت في وسائل التواصل الاجتماعي غسل أيادي الضيوف بأغلى أنواع دهن العود و ما يقوم به البعض من ذبح العديد من الذبائح ولا يجلس على الذبيحة عند تقديمها إلا شخص واحد، وهذا من وجهة نظري قمة البذخ، والتبذير حتى وإن كانت جُزْءا من العادات فهي من العادات التي لم يُنزل الله بها من سلطان، وغيرها من المظاهر السيئة التي فيها مبالغة، وحب الظهور، ومن العادات التي ينبذها المجتمع ولا يقرها ولا يوافق عليها، وليس هناك أهداف نبيلة يحققها مثل ذلك الاستعراض، فقد تفتح هذه السلوكيات أبوابا للمنافسة غير المقبولة، وقد يتبناها من لا يستطيع تنفيذها من ناحية مادية، وفي بعض المناسبات الاجتماعية يتم تشغيل بعض الشيلات الغنائية التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام بشكل كبير بعد الانتهاء من الغداء أو العشاء، ويقوم الحضور بالرقص عليها من دون مناسبة تذكر، والمتوقع بعد الانتهاء من الأكل أن يُحْمد الله الذي أنعم علينا بهذه النعم بدلا من الاستماع للشيلات الغنائية والرقص.
عباد الله في تلك المظاهر إسراف وتبذير فقد نهانا ربنا عن ذلك فقال (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) وقال سبحانه ((وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)) وقال (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)
وعن عمرو بن عوف -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (..أَبْشِرُوا وأَمِّلُوا ما يَسرُّكُمْ، فواللَّه ما الفقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلكنّي أَخْشى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُم كما بُسطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا. فَتَهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ) متفق عليه
عباد الله : إن التبذير من العادات السيئة التي ابتلي بها كثير من الناس في جميع أمور حياتهم حتى أصبح نوعاً من التفاخر والتقليد الأعمى وجميعها مظاهر كذابة مبالغ فيها نراها في كثير من المناسبات سواء أكانت حفلات زواج أو عند التخرج من الجامعة وغيرها من المناسبات. إنها مشاهد يطغى عليها مظاهر الإسراف والبذخ والتفاخر بِلا وازع ديني أو خُلقي يحد من ذلك، ومنه التنافس والتحدي على أفضل وأفخم وليمة متعددة الأصناف من الأطعمة .
أيها المسلمون: إن معصية الله تعالى والمجاهرة بذلك كفر بالنعم، وإن الكفر بالنعم سبب للعذاب والعقاب ،قال الله عز وجل: ولئن كفرتم إن عذابي لشديد.
وقال سبحانه: وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آَيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}
عباد الله علينا أن نعتبر بما يدور حولنا من جميع الجهات جنوبا، وشمالا، وشرقا، وغربا، فهناك أناس يموتون من الجوع نتيجة للحصار المفروض عليهم من حكوماتهم المستبدة، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية التي تقدمها الجهات الخيرية لهم، وهناك مجتمعات أخرى يموت أفرادها جوعا لعدم توافر الغذاء والدواء لهم، وصور عينات من هؤلاء الضحايا تعرضها وسائل الإعلام المختلفة، ولا تؤثر فينا، بل نستمر في البذخ والتبذير الذي نعتقد أنه يُعبّر عن الكرم، وما هو بكرم.فاتقوا الله تعالى أيها المؤمنون واحذروا من عذابه وبأسه أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ * أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ * . سورة الأعراف من آية 97-100 .
بارك الله لي ولكم .....
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين على فضله وإحسانه، كفانا وأوانا وأطعمنا وسقانا، فله الحمد والشكر على نعمه التي لا تحصى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا أيها المسلمون:
يقول الله - تعالى - مُذكِّرًا بنعمه العظيمة الجليلة : ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ وبيَّن تعالى أنَّ نِعَمَه كثيرةٌ كبيرة، ووَفِيرة غزيرة فيقول سبحانه ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ ويقول - تعالى -: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾
ويقول سبحانه -: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ وشكر النعمة يكون بالقلب واللسان والجوارح، وبعدم صرفها فيما لا يرضي الله تعالى. ومن الشكر لله ألا تتقوى بنعمه على معاصيه .
ومن شكر النعمة الامتثال لما أمر الله به وترك ما نهاكم الله عنه سواء في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
أيُّها المسلمون:
اشكُرُوا نِعَمَ الله عليكم، فشُكرُها أمنٌ من زَوالِها، وسببٌ لازدِيَادِها ونمائِها، ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ .
ويقول سبحانه -: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾ وشكر النعمة يكون بالقلب واللسان والجوارح، وبعدم صرفها فيما لا يرضي الله تعالى. ومن الشكر لله ألا تتقوى بنعمه على معاصيه .
ومن شكر النعمة الامتثال لما أمر الله به وترك ما نهاكم الله عنه سواء في كتابه أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
أيُّها المسلمون:
اشكُرُوا نِعَمَ الله عليكم، فشُكرُها أمنٌ من زَوالِها، وسببٌ لازدِيَادِها ونمائِها، ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾ .
المرفقات
955.pdf
956.doc
خطبة عندما يتحول الكرم إلى بذخ وتبذير.docx
خطبة عندما يتحول الكرم إلى بذخ وتبذير.docx
محمد بن مساعد السعد
شكر الله لكم أبا علي ونفع بك
تعديل التعليق