عَمِلْنَا مَعَكُمُ الجَمائلَ والفَعائلَ ( الجمعة 1442/2/8هـ )

يوسف العوض
1442/02/05 - 2020/09/22 06:38AM
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ لِلَّهِ (الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ) وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْمُبِينُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمداً رَسُولُ اللَّهِ إمَامُ الْأَنْبِيَاء ، وَسَيِّدُ الْمُصْلِحِين ؛ اللَّهُمّ صلِّ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ . .
أيُّها المُسلمون : قالَ اللهُ تَعالى: (هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) لَقَدْ كَانَ بَيْنَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْن يَهُودِ بَنِي قُرَيْظَةَ عَهداً واتفاقاً عَلَى أَنَّ يَنْصُرُوهُ ضِدَّ كُلِّ غَازٍ يُرِيدُ أَنْ يَغْزُوَ الْمَدِينَةَ فَلَمَّا جَاءَتِ الْأَحْزَابُ بقضِها وقَضِيضِها فِي مَعْرَكَةِ الْأَحْزَابِ قال -جل شأنه-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) ومَا كَانَ مِنْ أَفاعِي الدَّسِّ وَالْغَدرِ وَالْخِيَانَةِ إلَّا أَنْ يَخُونُوا الْعَهْدَ ويُخالفوا الِاتِّفَاقَ فبَدلاً مِنْ أَنَّ يَنصُروا الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَب الِاتِّفَاقِ قَامُوا بِنُصْرِةِ الْأَحْزَابِ وشاركوهم فِي الْحَرْبِ ضِدّ الْمُسْلِمِين وَقَاتَل اللَّهُ الْيَهُودَ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ فَالْيَهُود هُمُ الْيَهُودُ ، فَلَا يُصَدَّقُ أنَّ مِنْهُمْ متطرفين ومعتدلين ، فَكُلُّهُم أخْبَاثٌ أَنْجَاسٌ .
 
أيُّها المُسلمون : لَقَد خَانَت بَنُو قُرَيْظَةَ الْعَهْدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما خَانت بنُوقِينُقَاع وبَنُو نَضِيرِ أيضاً ، ففِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ خَانَت الْعَهْدَ ، وَبَعْد الْغَزْوَةِ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَرَّرَ أَنَّ يَذْهَبَ ، ويُحاصرَ بَنِي قُرَيْظَةَ ، وَبِالْفِعْل حَاصَر بَنِي قُرَيْظَةَ خَمْسَةَ عَشَرَ لَيْلَةً ومُتصلةً حَتَّى أَصَابَهُم الْيَأسُ وَالْفَزَعُ ، فَطَلَبَت بَنُو قُرَيْظَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرْسِلَ إلَيْهِمْ رَجُلا لِلتَّفَاوُضِ مَعَه ، وَاخْتَارُوا أَبَا لُبَابَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُنْذِرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ  فقدْ اختاروا هذا الرَّجُلَ ؟ لأنه كان حَليفاً لهم في الجاهليةِ،فأبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ زَيْدٍ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مَالِكٍ بْنِ عَوْفٍ الْأَنْصَارِيّ ، صَحَابِي جَليلٌ مِنْ أصحابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ  الْعَقَبَةَ الْأَخِيرَةَ وَبَدرَ الكُبرى وَكَانَتْ مَعَهُ رَايَةُ قومِهِ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ في فَتْحِ مَكَّةَ وَكَانَ النَّبِيُّ قَد خَلَّفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ بَعْدَ وَاقِعَةِ بَدْرٍ ، وتَزَوَّجَ زَيْدٌ بْنُ الْخَطَّابِ مِنْ ابْنَتِهِ لُبَابَةَ ، تُوُفِّي أَيَّامَ خِلَافةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليِّ بنِ أبِي طَالبٍ رَضِي اللهُ عَنْهُ.
 
فأَبو لُبَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، حَالُهُ كَحَالِ الْمُتَّقِينَ دَائماً ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) وَهَذَا مَا حَدَثَ لـأبي لُبَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَيَقُول عَنْ نَفْسِهِ : ( لَمّا أَرْسَلَتْ بَنُو قُرَيْظَةَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَهُ أَنْ يُرْسِلَنِي إلَيْهِمْ حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ الْحِصَارُ ، دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَال : اذْهَبْ إلَى حُلَفَائِك ، فَإِنّهُمْ أَرْسَلُوا إلَيْك مِنْ بَيْنِ الْأَوْسِ ) -وَقَدْ كَانُوا حُلَفَاء لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ- ( قَال : فَدَخَلَتْ عَلَيْهِمْ ، وَقَدْ اشْتَدّ عَلَيْهِمْ الْحِصَارُ فهشوا إلَيّ ، ورحَّبوا بِي ، وَقَالُوا : يَا أَبَا لُبَابَةَ ! نَحْنُ مَوَالِيك دُونَ النَّاسِ كُلِّهِمْ ، فَقَامَ كَعْبٌ بْنُ أَسَدِ وَقَال : قَدْ عَرفْتَ مَا صَنَعْنَا فِي أَمْرِكَ ، وَأَمْرِ قَوْمِكَ يَوْمَ الْحَدَائِقِ وَيَوْمَ بُعَاثٍ ، وَكُلَّ حَرْبٍ كُنْتُمْ فِيهَا -يذكِّره بِأَيَّامِ الجاهليةِ - وَعَمِلْنَا مَعَكُم الجَمائلَ والفَعائلَ ، وَقَدْ اشْتَدَّ عَلَيْنَا الْحِصَارُ وَهَلَكْنَا ، وَمُحَمّدٌ يَأْبَى أَنْ يُفَارِقَ حِصْنَنَا حَتّى نَنـزِلَ عَلَى حُكْمِهِ ، فَلَوْ زَالَ عَنّا للَحِقناَ بِأَرْضِ الشّامِ أَوْ خَيْبَرَ وَلَمْ نُكْثِرْ عَلَيْهِ جَمعاً أبداً ، فَمَا تَرَى ؟ قَال : نَعَمْ فَانْزِلُوا )  لِأَنَّهُ صَحَابِيٌّ مُؤْمِنٌ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُشِيرَ عَلَيْهِمْ بِغَيْرِ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُخَالِفَ حُكْمَ اللَّهِ وَحُكْمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟! أَوْ يَطْلُبَ مِنْهُمْ غَيْرَ مَا طَلبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ! لَكِنْ فِي آخِرِ لَحْظَةٍ أَخَذَتْه وَقْعَةٌ -وهو الضَّعْفُ الْبَشَرِيُّ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ حَتَّى الصَّحَابَةُ الأجلَّاءُ ( فَقَال : انْزِلُوا عَلَى حُكْمِهِ ، ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ هَكَذَا ) أَي : حُكْمُه فِيكُم الذَّبْحُ .
وَهُنَا عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي الذَّنْبِ ، وَبَدَأ يُؤَنِّبُ نَفْسَهُ عَلَى مَا فَعَلَهُ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ ، فَيَقُول رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (فَنَدِمَت وَاسْتَرْجَعَت ، فَقَالَ كَعْبٌ : مَالَك يَا أَبَا لُبَابَةَ ؟ فَقُلْت : خنتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فنـزلت وَإِنّ لِحْيَتِي لَمُبْتَلّةٌ بِالدُّمُوعِ مِن لحظتِها ، وَالنَّاسُ يَنْتَظِرُونَ رُجُوعِي إلَيْهِمْ ، حَتّى أَخَذْت مِنْ وَرَاءِ الْحِصْنِ طريقاً آخَرَ) فَمَا اسْتَطَاعَ أَنْ يُوَاجِه النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( ثُمَّ عَادَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَأَخَذ رباطاً مِنْ الشَّعْرِ الْقَوِيِّ وَرَبْطَ ذِرَاعَيْه وَنَفْسَه فِي سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ وَأَحْكَمَه قَال : وَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَابِي وَمَا صَنَعْتُ ، فَقَال : دَعُوهُ حَتَّى يُحدثَ اللَّهُ فِيهِ مَا يَشَاءُ )  لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي رَبطَ نَفْسَه ، أَي  لَوْ كَانَ جَاءَنِي لاستغفرتُ لَه ، فَأَمَّا إِذْ لَمْ يَأْتِنِي وَذَهَبَ فَدَعُوه فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي جَنَى عَلَى نَفْسِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي شَأْنِهِ : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً) وَهَذِه قيلت فِيمَنْ هُوَ أَعْظَمُ جُرماً وذَنباً مِنْ أَبِي لُبَابَةَ وَهُم الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ أَعْرَضُوا عَنْ حُكْمِ اللَّهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَارْتَبَطَ أَبُو لُبَابَةَ سبعاً فِي حَرٍّ شَدِيدٍ لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ ، وَقَال : لَا أَزَالُ هَكَذَا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا أَوْ يَتُوبَ اللَّهُ عليّ ، للحديثِ بقيةٌ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ، وَلَا عُدْوَانَ إلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ محمداً رَسُولُ اللَّهِ ، الرَّحْمَةُ المهداة ، وَالنِّعْمَةُ المُسداةُ ، وَالسِّرَاجُ الْمُنِيرُ ، اللَّهُمَّ صلِّ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ .
أيُّها المُسلمون : لَمْ يَزَلْ أبَو لُبَابةَ مَربُوطاً في سَاريةِ المَسجدِ حَتَّى لَا يَكَادُ يَسْمَعُ صوتاً مِنْ الْجَهْدِ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إلَيْهِ بِكُرْةً وعشياً ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَنُودِي : إنَّ اللَّهَ قَدْ تَابَ عَلَيْهِ ، وَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَيْهِ لِيُطْلَقَ عَنْهُ رِبَاطُهُ ، فَأَبَى أَنْ يُطْلِقَهُ عَنْهُ أَحَدٌ غَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وسَاريةُ التَّوْبَةِ فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ بِالْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ هِيَ نَفْسُ الساريةِ الَّتِي رَبَط أَبُو لُبَابَةَ نَفْسُهُ إلَيْها -.
قَالَ الزُّهْرِيُّ : وَحَدَّثَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَت : ( رأيت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحِلُّ رِبَاطَه ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَرْفَعُ صَوْتَهُ يُكَلّمُهُ وَيُخْبِرُهُ بِتَوْبَتِهِ ، وَمَا يَدْرِي كثيراً مِمَّا يَقُولُ لَهُ مِنْ الْجَهْدِ وَالضّعْفِ وَقَدْ كَانَ الرِّبَاطُ حَزَّ فِي ذِرَاعِهِ ، وَكَانَ مِنْ شَعْرِ ، وَكَانَ يُدَاوِيهِ بَعْدَ ذَلِكَ دهراً لتلوثه ) .
فانظروا فَهَذَا الذَّنْبُ وَالْخَطَأُ اقْتَرَنَ بِهِ مِنْ الْخَوْفِ وَالْحَيَاءِ وَالْمَهَابَةِ وَالتَّعْظِيمِ ، مَا جَعَلَ صَاحِبَه يَفْعَلُ ذَلِكَ الْفِعْلَ ، فَكَانَت التَّوْبَةُ مِنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ ، وَكَانَ ذَلِكَ خيراً لَهُ فِيمَا نَرْجُو لَهُ عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، مِمَّا لَوْ لَمْ يَفْعَلْ شيئاً مِنْ ذَلِكَ وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم ، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ). 
المشاهدات 1302 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا