على خطيب الجمعة حمل رخصة الخطابة وإبرازها كل جمعة
أبو عبد الرحمن
1432/06/04 - 2011/05/07 08:25AM
على خطيب الجمعة مستقبلا أن يحصل على رخصة حمل الخطبة ليقدمها لعون السلطة أسبوعيا
محمد شركي
بعدما أنهيت خطبة هذه الجمعة بمسجد الإمام القرفي ( وجدة - المغرب ) وهي الخطبة العاشرة بعد اعتزالي الخطبة بمسجد عمر بن الخطاب ، ومسجد القرفي هو رابع مسجد أخطب فيه بعد مسجد الإمام مسلم ، ومسجد الوحدة اتصل بي عون السلطة الذي كان قد استفسرعن اسمي وهويتي بعد أول خطبة لي بهذا المسجد ، فعاد ليطلب مني اليوم أن أعطيه نسخة التزكية . ولما طلبت منه أن يتصل بالجهة المسؤولة عن الشأن الديني لتسلمه ما يريد أنكرعلي طريقة جوابي بطريقة وقحة ومستفزة لا ترعى لخطيب الجمعة حرمة وقال بالحرف الواحد : “ ما هذه العقلية ؟ وكـأن الجواب الذي أجبته به كان جواب معتوه أو مصاب بخلل عقلي . وإذا ما شكك عون سلطة في الكفاءة العقلية لخطيب جمعة فهذا يعني الطعن في أهليته وفي الجمهور الذي يسمع خطبه. فإذا كان الخطيب بلا عقل فإنه لا شك يخطب في جمهور بلا عقل ، وأن هذا الجمهور لم يكن فيه إلا عاقلا واحدا هو عون السلطة والباقي مجرد بهائم ، علما بأن المستوى التعليمي لأعوان السلطة كما هو معروف لا يقل عن درجة الدكتوراه ولله الحمد ، لهذا يبدوا لهم أن المواطنين بما فيهم الخطباء أناس مشكوك في أهليتهم العقلية لأن العقلاء في البلاد هم رجال السلطة فقط وأعوانهم الذين يحملون هم سلامة الوطن وحدهم ، وهم وحدهم الذين تحتوي فصيلة دمهم على الوطنية الحقة ، وباقي الناس كلهم أعداء الوطن وبلا وطنية وبلا حس وطني ، ويجب رصدهم وحراستهم والشك فيهم ، وهذا لعمري هو الجهل المركب الذي يجعل أصحابه لا يشعرون بأنهم الجهلاء. فبيوت الله عز وجل التي يتلى فيها القرآن وهو أصح كلام ، ولا يصح معه كلام بشر إلا كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يوصف المكلف بذكر الجمعة فيها بقلة العقل وهي السفه ، وإنما السفه هو أن يوجه رجال السلطة أعوانا في حاجة إلى محو الأمية لتحرير تقارير عن خطب قد لا يعرفون لها كوعا من بوع هم أنفسهم بله أعوانهم الأميون وأشباه الأميين .
ولم أر داعيا لاعتراض عون السلطة سبيلي هذه الجمعة من أجل التجني علي إلا أن يكون غير طبيعي أصابه داء التسلط وهو في حاجة إلى مصحة لمعالجة داء التسلط ، أو يكون ضحية رجل سلطة لا يجد مكانا أنسب لممارسة سلطته سوى بيت الله عز وجل ، ولا شخصا يؤذيه غير خطيب الجمعة ، والحالة أن عددا من الخطباء تم تسريحهم مؤخرا ومنهم دعاة كبارعن طريق تهم ملفقة لا تستقيم أمام عقل ولا أمام نقل ، وإنما هي مجرد تنفيس من أصحاب مركبات التسلط لعقدهم وهم الذين يعتقدون في أنفسهم وطنية أكثر من غيرهم ، ويتربصون بالخطباء للنيل منهم لأنهم يوجهون الناس إلى سواء السبيل ، وذلك ما قد لا يرضي بعض رجال السلطة الذين قد لا يربطهم ببيوت الله عز وجل رابط إلا الحضور في بعض المناسبات الدينية ولأمر ما يقول المثل الشعبي المغربي عندنا: " صلاة القواد الجمعة والأعياد " ولا زلت أذكر قائدا سابقا أرسل لي يوما عونه لتعبئة بطاقة معلومات وكان من ضمن الأسئلة سؤال عن سلوك الخطيب ، فقلت للعون من سيجيب عن هذا السؤال ، فقال : نحن بضمير جمع تقديره التضخم ومرض التسلط إشارة إلى نفسه وإلى من كلفه ، فقلت : هب أنكم تشربون الخمر ، وترتشون لا قدر الله ، وأنا أذم الخمر والرشوة كما ذمهما الله عز و جل في القرآن الكريم وفي سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فوق المنبر ماذا سيكون سلوكي في نظركم ؟ ، فبهت عون السلطة ولم يجد ما يجيبني به .
وعاد إلي بعد ذلك بأسبوع وقد جرحت تسلط من أرسله إلي باستدعاء مفاده أنه يتحتم علي أن أحضر إلى مكتب رجل السلطة الذي لم أره قط في الصف الأول ليشهد على الأقل الدعاء الأسبوعي لأمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين ، وكانت صيغة الاستدعاء المطلوب منكم الحضور لأمر يهمكم ، فكان جوابي عبر مقال على هذا الموقع إن الخطيب لا يعنيه من أمر رجل السلطة شيء ، ومن أراد حاجته ركب إليها المراكب ، ومن آلمته ضرسه بحث عن مسكن لها . وأخيرا أقول إن استفزاز عون السلطة لي هذه الجمعة عنده مبرر واحد ووحيد ، وهو طمع السلطات في الخطباء وقد وجدوا الفرصة سانحة في هذا الظرف الذي يمر به الوطن للتربص بكل خطيب لا يروقهم ، ولا يخطب على وقع نغمهم. وعلى الخطيب من الآن فصاعدا أن يقتني رخصة حمل الخطبة ليقدمها لعون السلطة كل جمعة ،على غرار رخصة حمل السلاح التي يحملها القناص ويقدمها لحارس الغابة كلما خرج للصيد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
محمد شركي
المصدر