على خطى بورما ..أنغولا تحارب الإسلام // د. عامر الهوشان |
احمد ابوبكر
1435/01/26 - 2013/11/29 02:51AM
رغم أن المظاهر بين البلدين مختلفة , حيث وصلت الأولى إلى أدنى درجات الانحطاط الإنساني في معاملة مسلمي الروهنجيا , وإلى أقسى درجات الوحشية في القتل والإجرام , بينما لا تزال الثانية في حدود الاضطهاد والظلم , من خلال هدم بعض المساجد والتضييق على المسلمين هناك , إلا أن الغاية والنتيجة المرجوة واحدة , ألا وهي حظر الإسلام ومنعه من الانتشار .
فقد أعلنت وزيرة الثقافة بأنغولا روزا كروز دسيلفا منع ممارسة شعائر الإسلام في بلادها , وتعهدت بتكثيف الجهود لمحاربة ما أسمته "الإسلام المتطرف" الذي ينتشر في القارة الإفريقية , ولم يكن هذا هو التصريح الوحيد , فقد صرح رئيس أنغولا من قبل (دوس سانتوس) " بأنه حان الوقت لوضع حد للتأثير الإسلامي على بلادنا" بحسب ما نقلته صحف محلية أنغولية , كما شرعت الحكومة في إغلاق بعض المساجد وهدم البعض الآخر .
ورغم نفي السلطات الأنغولية لخبر حظر الإسلام في بلادها واضطهاد المسلمين , إلا أن الوقائع تدل على عكس ذلك , فقد أكد شهود عيان أن الحكومة هدمت مسجدين وأغلقت سبعة خلال الأشهر القليلة الماضية، وهناك تهديد بهدم المساجد الباقية التي يبلغ عددها نحو عشرين مسجدا، وذلك بذريعة أن المساجد بُنيت دون رخصة .
ولدراسة أسباب مثل هذا القرار يمكن التركيز على سببين رئيسيين :
1- لقد ضاقت أنغولا ذرعا بازدياد عدد المسلمين فيها بسرعة رهيبة , فبعد أن كانوا حوالي 20 ألفا حسب تقديرات الحكومة الأنغولية , فإن البعض يقدرهم اليوم بحوالي مليون مسلم من أصل 19 مليونا عدد سكان أنغولا , وهو الرقم الذي أخاف السلطات الحكومية هناك , ناهيك عن العداء الكاثولوكي للمسلمين , والذين يشكلون غالبية الشعب هناك .
وللعلم فإن اضطهاد المسلمين بأنغولا ليس بجديد , وإغلاق وهدم المساجد أيضا ليس بحديث , فقد كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن عمليات تضييق و تمييز يتعرض لها مسلمو أنغولا وعلى رأسها إغلاق مساجدهم والربط بينهم وبين الإرهاب في معظم وسائل الاعلام , وفي بيان للمفوضية فقد تم إغلاق أربعة جوامع في العاصمة لواندا من قبل الشرطة في عام 2006 .
2- لا يمكن إغفال السبب السياسي والاقتصادي , فرئيس أنغولا على علاقة جيدة بإسرائيل , والمصالح الاقتصادية اليهودية والأمريكية في أنغولا - وإفريقيا عامة - ليست خافية على أحد .
والذريعة لمثل هكذا إجراءات بحق المسلمين جاهزة , فحتى لو لم يكن هناك أي إرهاب أو عنف أو اعتداء , فإن استيراده من خارج الحدود أمر لا بأس به , وهو الأمر الذي فعلته أنغولا , باستيرادها ما يحدث في مالي من عنف , أو ما حدث في نيروبي مؤخرا لتبرير إجراءاتها العنصرية , و لا تخفى أسباب العنف الغربية غير المعلنة في كلا الحادثتين .
يبدو أن المسلمين في العالم قد حكم عليهم أعداؤهم بأن لا يصرخوا من الوجع الذي يشعرون به جراء التنكيل بهم , وألأ يتأوهوا من الجرح النازف المؤلم الذي في جسدهم نتيجة سهام عدوهم , فضلا عن أن يدافعوا عن أنفسهم إن أراد بهم أحد سوء أو أذى يصل إلى حد القتل بأبشع الصور وأشنع الألوان .
فالمسلم المعتدل المقبول في نظر العالم اليوم هو الذي يتلقى الاضطهاد والتنكيل والتمييز العنصري دون أن يتألم , بل ويُعتدى عليه وعلى دينه وعرضه دون أن يدافع عن نفسه ودينه وعرضه , فإذا ما صرخ في وجه الظلم والاضطهاد , أو طالب بحقه في الحرية والعدالة والعيش بكرامة , أوحاول الدفاع عن نفسه ودينه كما يفعل سائر البشر , تحول مباشرة إلى إرهابي ومخرب يجب أن يحارب , وتداعى العالم بأسره عليه لاستكماله عناصر الجريمة العظمى التي لا تغتفر : مسلم + يدافع عن نفسه ودينه .
بهذه العقلية المريضة والخبيثة والشيطانية صنعت الصليبية والصهيونية الإرهاب في جميع أنحاء العالم , ثم حاربته ودعت الجميع لحربه , فهي تشعل الحرب في أي مكان في العالم متى شاءت , باسم مكافحة الإرهاب الذي تصنعه بيديها هناك , فهل كان هناك طالبان لولا الوحشية الشيوعية الروسية بحق المسلمين , وهل كان هناك قاعدة لولا الاضطهاد الأمريكي لمسلمي العالم , وهل كان هناك وهل كان هناك ....
وبغض النظر عن الموقف من أفعال القاعدة وغيرها من الجماعات الإسلامية , فإنها كانت على أي حال ردة فعل على الظلم والقهر , فلولا الممارسات العنصرية والإجرامية بحق المسلمين , لما ظهرت أمثال هذه الحركات التي يجعلها الغرب سببا مباشرا لمزيد من الاضطهاد بحق المسلمين في كل مكان .
ومع موجة التنديد والاستنكار على هذا القرار من المنظمات والمؤسسات الإسلامية الدولية , كمنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف , إلا أن دور الدول الإسلامية لم يظهر بشكل واضح وفاعل , وهو الأمر الذي يجعل معاناة المسلمين في العالم تستمر , لأن الدول لا تلقي بالا بلغة التنديد والاستنكار , بقدر ما تحسب ألف حساب للغة القوة والمنافع والمصالح .
فقد أعلنت وزيرة الثقافة بأنغولا روزا كروز دسيلفا منع ممارسة شعائر الإسلام في بلادها , وتعهدت بتكثيف الجهود لمحاربة ما أسمته "الإسلام المتطرف" الذي ينتشر في القارة الإفريقية , ولم يكن هذا هو التصريح الوحيد , فقد صرح رئيس أنغولا من قبل (دوس سانتوس) " بأنه حان الوقت لوضع حد للتأثير الإسلامي على بلادنا" بحسب ما نقلته صحف محلية أنغولية , كما شرعت الحكومة في إغلاق بعض المساجد وهدم البعض الآخر .
ورغم نفي السلطات الأنغولية لخبر حظر الإسلام في بلادها واضطهاد المسلمين , إلا أن الوقائع تدل على عكس ذلك , فقد أكد شهود عيان أن الحكومة هدمت مسجدين وأغلقت سبعة خلال الأشهر القليلة الماضية، وهناك تهديد بهدم المساجد الباقية التي يبلغ عددها نحو عشرين مسجدا، وذلك بذريعة أن المساجد بُنيت دون رخصة .
ولدراسة أسباب مثل هذا القرار يمكن التركيز على سببين رئيسيين :
1- لقد ضاقت أنغولا ذرعا بازدياد عدد المسلمين فيها بسرعة رهيبة , فبعد أن كانوا حوالي 20 ألفا حسب تقديرات الحكومة الأنغولية , فإن البعض يقدرهم اليوم بحوالي مليون مسلم من أصل 19 مليونا عدد سكان أنغولا , وهو الرقم الذي أخاف السلطات الحكومية هناك , ناهيك عن العداء الكاثولوكي للمسلمين , والذين يشكلون غالبية الشعب هناك .
وللعلم فإن اضطهاد المسلمين بأنغولا ليس بجديد , وإغلاق وهدم المساجد أيضا ليس بحديث , فقد كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن عمليات تضييق و تمييز يتعرض لها مسلمو أنغولا وعلى رأسها إغلاق مساجدهم والربط بينهم وبين الإرهاب في معظم وسائل الاعلام , وفي بيان للمفوضية فقد تم إغلاق أربعة جوامع في العاصمة لواندا من قبل الشرطة في عام 2006 .
2- لا يمكن إغفال السبب السياسي والاقتصادي , فرئيس أنغولا على علاقة جيدة بإسرائيل , والمصالح الاقتصادية اليهودية والأمريكية في أنغولا - وإفريقيا عامة - ليست خافية على أحد .
والذريعة لمثل هكذا إجراءات بحق المسلمين جاهزة , فحتى لو لم يكن هناك أي إرهاب أو عنف أو اعتداء , فإن استيراده من خارج الحدود أمر لا بأس به , وهو الأمر الذي فعلته أنغولا , باستيرادها ما يحدث في مالي من عنف , أو ما حدث في نيروبي مؤخرا لتبرير إجراءاتها العنصرية , و لا تخفى أسباب العنف الغربية غير المعلنة في كلا الحادثتين .
يبدو أن المسلمين في العالم قد حكم عليهم أعداؤهم بأن لا يصرخوا من الوجع الذي يشعرون به جراء التنكيل بهم , وألأ يتأوهوا من الجرح النازف المؤلم الذي في جسدهم نتيجة سهام عدوهم , فضلا عن أن يدافعوا عن أنفسهم إن أراد بهم أحد سوء أو أذى يصل إلى حد القتل بأبشع الصور وأشنع الألوان .
فالمسلم المعتدل المقبول في نظر العالم اليوم هو الذي يتلقى الاضطهاد والتنكيل والتمييز العنصري دون أن يتألم , بل ويُعتدى عليه وعلى دينه وعرضه دون أن يدافع عن نفسه ودينه وعرضه , فإذا ما صرخ في وجه الظلم والاضطهاد , أو طالب بحقه في الحرية والعدالة والعيش بكرامة , أوحاول الدفاع عن نفسه ودينه كما يفعل سائر البشر , تحول مباشرة إلى إرهابي ومخرب يجب أن يحارب , وتداعى العالم بأسره عليه لاستكماله عناصر الجريمة العظمى التي لا تغتفر : مسلم + يدافع عن نفسه ودينه .
بهذه العقلية المريضة والخبيثة والشيطانية صنعت الصليبية والصهيونية الإرهاب في جميع أنحاء العالم , ثم حاربته ودعت الجميع لحربه , فهي تشعل الحرب في أي مكان في العالم متى شاءت , باسم مكافحة الإرهاب الذي تصنعه بيديها هناك , فهل كان هناك طالبان لولا الوحشية الشيوعية الروسية بحق المسلمين , وهل كان هناك قاعدة لولا الاضطهاد الأمريكي لمسلمي العالم , وهل كان هناك وهل كان هناك ....
وبغض النظر عن الموقف من أفعال القاعدة وغيرها من الجماعات الإسلامية , فإنها كانت على أي حال ردة فعل على الظلم والقهر , فلولا الممارسات العنصرية والإجرامية بحق المسلمين , لما ظهرت أمثال هذه الحركات التي يجعلها الغرب سببا مباشرا لمزيد من الاضطهاد بحق المسلمين في كل مكان .
ومع موجة التنديد والاستنكار على هذا القرار من المنظمات والمؤسسات الإسلامية الدولية , كمنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف , إلا أن دور الدول الإسلامية لم يظهر بشكل واضح وفاعل , وهو الأمر الذي يجعل معاناة المسلمين في العالم تستمر , لأن الدول لا تلقي بالا بلغة التنديد والاستنكار , بقدر ما تحسب ألف حساب للغة القوة والمنافع والمصالح .