علمتنا مدرسة رمضان

إبراهيم بن صالح العجلان
1437/10/02 - 2016/07/07 18:37PM
علمتنا مدرسة رمضان 2/ 10 / 1437 هـ
إخوة الإيمان:
وَمَضَتْ أَيَّامٌ مَشْهُودَةٌ، وَمَوْسِمٌ زاخر بالخيرات والعطيات، فَازَ فِيهَا أَقْوَامٌ مَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ، وَحَازَ فِيهَا رِجَالٌ رِضَا عَلَّامِ الْغُيُوبِ ، مَضَتْ تِلْكَ الْأَيَّامُ بِخَيْرِهَا، وَخَيْرَاتِهَا، وَبِرِّهَا، وَمَنَافِعِهَا، وَأَغْلَقَتْ مَعَهَا مَدْرَسَةُ رَمَضَانَ أَبْوَابَهَا وقد اكْتَسَى أهلُها مِنْ حُلَلِ الطَّاعاتِ مَا زَادَ إيْمانهَم، ووقوَّى صِلتَهم بربَّهِمْ.

خَرَجَ أَهْلُ الصِّيامِ مِنْ مَوْسِمٍ جَلِيْلٍ، وَقَدْ عَجَّتْ أَلْسِنَتُهُمْ بِالتَّكبيرِ وَالتَّهْلِيْلِ، وَزَخَّتْ أَعْيُنُهُمْ مِنَ عِبَادَةِ الرَّبِّ الجليلِ، وَأَنِسَتْ أَرْوَاحُهُمْ بِالطَّاعَاتِ والتَّبْتِيْلِ.
وَإِذَا تَقَضَّتْ الأَيَّامُ المعدودات، فَلَعَلَّ مِنَ الْخَيْرِ لَنَا أَنْ نَسْتَذْكِرَ شَيْئًا مِمَّا قَدْ تَعَلَّمْنَاهُ فيها مِنْ فَوَائِدَ، وَمَا جَنَيْنَاهُ خِلَالَها مِنْ عَوَائِدَ، فثلاثونَ يَوماً كافيةٌ لِتربيةِ النَّفْسِ وَتَرْوِيْضِها على مَعالي الأُمُورِ، وَبِنَاءِ القِيَم الحمِيْدَةِ.
ـ لَقَدْ عَلَّمَتْنَا مَدْرسةُ رَمَضانَ قِيْمَةَالْوَقْتِ، واسْتِثْمَارَ الدَّقَائِقِ، فَالصَّائِمُ يُسَابِقُ الأَيَّامَ المعدُوْدَاتِ بِنَفَائِسِ الطَّاعَّاتِ، لَا يَخْرُجُ مِنْ طَاعَةٍ إلَّا إِلى طَاعةٍ، فَمَا يَنْقَضِي يَوْمُهُ إلَّا وَقَدْ خَتَمَهُ بِأَعْمَالٍ صَالحاتِ مَبْرُوْرَاتٍ، مِنْ صَدَقَةٍ وإِحْسَانٍ، وَصَلاةٍ وُقُرْآن، وَهَكَذَا هُوَ فِي كُلِّ يَومٍ يَحْبِسُ نفسَهُ عَنِ الملْهِيات، لأنَّه يَسْتَيْقِنُ أّنَّها أيامٌ. فما أَجْمَلَ أَنْ نَتَرَوَّضَ عَلى قِيْمَةِ اسْتِغْلالِ الوَقْت إما دِيْنِيّاً، فالنَّفْسُ إنْ لمْ تَشْغَلْهَا بالطَّاعَةِ شَغَلَتْكَ بِضِدِّهَا، أو دُنْيَويّاً فِيْمَا يَعُودُ عَلى المرْءِ مِنْ نَفْعٍ وأَمْرٍ طَيِّبٍ، ومن المأثور من دُرَرِ الفَارُوْق رض الله عنه:إِنِّي أَكْرَهُ الرَّجُلَ أنْ أَرَاهُ يَمْشِي سَبَهْلَلاً، لَا في أَمْرِ آخِرَةٍ، وَلَا أَمْرِ دُنْيَا.
ـ وعلَّمَتْنَا مَدْرَسَةُ رَمَضَانَ مَبْدأَ المرَاقَبَةِ للهِ، ثَلَاثُونَ يَوماً هِي دُرُوسٌ صَامِتَةٌ، حَبَسَ الصَائمُ فيها نفسَهُ عن الملذاتِ، وَلَو أُعطِيَ الصائمُ ما أُعطيَ على أنْ يَحْسُوَ شَرْبَةً، أوْ يَلْعَقَ أَكْلَةً لما قَبِلَ... لماذا ؟ لأنَّ يَقِينُهُ يخاطِبُهُ بأنَّ اللهَ يَرَى، وَهَكذا كلَّما تَرَقَّى العبدُ في درجاتِ المراقبةِ أَثْمَرَ ذلك إِقْبالاً على الخير ونشاطاً، وبُعْدَاً عن المحرماتِ خوفاً من الله وحياءً.
ـ وعلَّمَتنا دروةُ رمضانَ قوَّةَ الإرادةِ، فالصائمُ ثلاثونَ مرةً هَزَمَ نفسَهُ الأمَّارة، وَصَبَرَ وتَصَبَّر أمامَ صَدَمَاتِ المغْرَياتِ؛ لأنه يخشى فسادَ صومِهِ، وذهابَ أَجْرِهِ، وهكذا كأنَّما تخاطِبُنا مدرسةُ الصيامِ: أنَّ العبدَ إذا فَكَّرَ أَرَادَ، وإِذا أَرَادَ نفَّذ، والإِرَادَةُ والعَزِيْمَةُ إذا قَوِيَتْ وَتَجَذَّرَتْ سَهُلَ بَعْدَها استدفاعُ الهوى والخطايا والتواني، وحلَّقت النفسً في مدارج الهِمَمِ والمعالي.
ـ وعلَّمتنا مدرسةُ الصيام، استشعارَ النِّعَمِ الصغار والعظام، والنِّعمُ إذا تكرَّرَ ورودُها قلَّ الشعورُ بها، فالصائمُ عاش حالاً اسْتَشْعَرَ معها قيمةَ النِّعَمِ، ففي نهاره عاشَ حالَ الجوعِ والمسغبة، وذاقَ طَعْمَ الفَقْدِ تعبداً واختياراً، فأحسَّ بمَنْ ذاقَ العَدَمَ عجزاً واضطراراً، ومن شكر النعم مدُّ يد العون للمحتاجين.
ـ وعلَّمنا شهر الخيرات تزكيةَ النفوسِ في صورتِها الباطنةِ والظاهرة، الباطنة بغرس التقوى (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، والظاهرةِ بترويضِ النفس على المكارمِ من الصبرِ والجودِ والحِلْمِ والإِيْثار، والكلُّ يرى أثرَ الصَّومِ في هدوءِ النَّفْسِ، وطُمَأْنِيْنةِ القَلْبِ، فَيَبْتَعِدُ العبدُ بَعْدَها عن الطَّيْشِ والسَّفَاهةِ، والغَضَبِ والجَهَالةِ، وَتِلْك لَعَمْرُ اللهِ هيَ السَّعادةُ والفلاحُ (قد أفلح من زكَّاها وقد خاب من دساها).
ـ وعَلَّمَتْنَا مَدْرَسَةُ رمضان حُسْنَ التَّأَسِّي والاتباع، فَكَانَتْ تِلْكَ الْأَيَّامُ الْخَالِيَاتُ مَوْسِمًا يَزْدَادُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ ارْتِبَاطًا بِهَدْيِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تَرَى الْصائم يَتَحَرَّى وَيَسْأَلُ، وَيَتَتَبَّعُ وَلَا يَحِيدُ؛ حَتَّى يَكُونَ صومه كُلُّهُ وَفْقَ الْهَدْيِ النَّبَوِيِّ الْكَرِيمِ، توضعُ للصائمِ سُفْرَتُه مَلْئَ بِأَطايبِ الطَّعام، فلا تمتدُّ يدُه إلا للرُّطبِ تأسياً واستجابة مع سُنةٍ وليس بواجب، وهكذا أصبحَ الصائمُ عبداً مُسْتسلماً يحركه الوحي والنص النبوي، دون اعتراض بفهم جديد، ولا أنَّ في المسألة قولان.
فَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَجْعَلَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ هَذَا الِاقْتِفَاءَ، وَذَاكَ الِاتِّبَاعَ مَنْهَجَهُ فِي حَيَاتِهِ كُلِّهَا؛ فِي عِبَادَتِهِ وَمُعَامَلَتِهِ، فِي مَظْهَرِهِ وَمَخْبَرِهِ، فِي حَضَرِهِ وَسَفَرِهِ، وَنَوْمِهِ وَيَقَظَتِهِ، وَسِلْمِهِ وَحَرْبِهِ، فِي أَحْوَالِهِ كُلِّهَا يَكُونُ قَرِيبًا مِنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ مُتَعَلِّقًا بِهَا.

ـ وَعَلَّمَتْنَا مَدْرَسَةُ الْصيام أَنَّ اسْتِشْعَارَ ثَوَابِ الْعَمَلِ هُوَ أَعْظَمُ مُحَرِّكٍ نَحْوَ الْعَمَلِ؛ فما جَفَّتِ الأكبادِ، وما تَمَنَّعَت النفوسُ من الطعامِ حتى ولو طاب، إِلَّا رَغْبَةً فِيمَا عِنْدَ رَبِّهِ مِنْ ثَوَابٍ.
لَقَدِ اسْتَحْضَرَ أهلُ الْصائم (أَنَّ من قام رمضان رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) فَشَمَّرَ وتَصَبَّر، وتحمل وتصابر، بِنُفُسٍ مُطْمَئِنَّةٍ، وَقُلُبٍ رَاضِيَةٍ.
إِنَّ اسْتِشْعَارَ ثَوَابِ الْعَمَلِ يُعْلِي الْهِمَّةَ، وَيَطْرُدُ الْكَسَلَ، وَيُرَبِّي فِي الْمُسْلِمِ الْحِرْصَ عَلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ، وَالْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهَا، وَالْتِزَامَهَا طِيلَةَ الْحَيَاةِ.
أَمَا وَاللهِ لَنْ يَتَخَلَّفَ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَنِ اسْتَشْعَرَ فِي قَلْبِهِ حَقًّا قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوُعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ) ، وَقَوْلَهُ: ( إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الْقَمَرَ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَلَّا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ).
ـ وَعَلَّمَتْنَا مَدْرَسَةُ الصيام أَنَّ الِاجْتِمَاعَ عَلَى الطَّاعَةِ مِنْ أَعْظَمِ مَا يُعِينُ عَلَى الْخَيْرِ، في رمضان تزدحم المساجد بأهلها فترى نُفُوسًا خَاشِعَةً، وَأَعْيُنًا دَامِعَةً، وَابْتِهَالَاتٍ صَادِقَةً، هَذَا يَتْلُو، وَآخَرُ يَدْعُو، وَثَالِثٌ يُصَلِّي، وَرَابِعٌ يشرف على الإفطار ويوزع الماء ويَتَصَدَّقُ؛ فَتَدْفَعُهُ هَذِهِ الْمَنَاظِرُ أَنْ يَتَأَسَّى بِهِمْ وَيُشَاكِلَهُمْ.
وَالْإِنْسَانُ فِي دُنْيَاهُ مَفْطُورٌ عَلَى التَّأْثِيرِ بِمَنْ حَوْلَهُ، وَمَنْ يُصَاحِبُ، وَقَدِيمًا قِيلَ: "الطَّبَائِعُ سَرَّاقَةٌ"، وَأَصْدَقُ مِنْهُ قَوْلُ مَنْ لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى: (الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ؛ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ).
ليكن هذا الموسم مَحَطَّةً لك لِأَنْ تُعِيدَ النَّظَرَ فِي صُحْبَتِكَ وَرِفَاقِكَ، هَا أَنْتَ قَدْ ذُقْتَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، وَلَذَّةَ الاستجابة والِاسْتِقَامَةِ، فَابْحَثْ عَنْ أَهْلِهَا لِتَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا.
تَذَكَّرْ -بُورِكَتْ أَيَّامُكَ- أَنَّ أَوَاصِرَ الْعَلَاقَاتِ وَالْأُخُوَّةِ هُنَا سَتَبْقَى بَاقِيَةً أَمَامَكَ هُنَاكَ، إِنْ كَانَتْ لِخَيْرٍ وَفِي خَيْرٍ فَنِهَايَتُهَا مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ ذَلِكَ فَنِهَايَتُهَا عَضٌّ عَلَى الْأَيَادِي وَزَفَرَاتٌ وَحَسَرَاتٌ {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اجْتَبَى، أَمَّا بَعْدُ، فَيَا إِخْوَةَ الْإِيمَانِ:
مواسِمُ رَوْحانيةٌ، تُشْرِقُ ثُمَّ تَغْرُبْ، فَيُجَدِّدُ العبدُ فيها العهدَ مع ربِّه وَيَقْرُبْ، فَحَرِيٌّ بِنَا أن نحافظَ على هذه المكاسب، وتكونَ من أساسِ اهتماماتِنا وأعلى المطالب.
إِنَّ مِنْ عَلَامَاتِ صَلَاحِ الْأَعْمَالِ وَقَبُولِهَا أَنْ يَكُونَ لَهَا أَثَرٌ عَلَى الْعَبْدِ بَعْدَ الْعَمَلِ، تَرَى ذَلِكَ فِي سَمْتِهِ، وَقَوْلِهِ، وَخُلُقِهِ، وَمُعَامَلَتِهِ، وَبَصَرِهِ، وَسَمْعِهِ، لَا أَنْ تَكُونَ تِلْكَ الْأَعْمَالُ مُجَرَّدَ طُقُوسٍ اعْتِيَادِيَّةٍ لَا أَثَرَ لَهَا فِي وَاقِعِ صَاحِبِهَا.
فَمَا قِيمَةُ الصَّلَاةِ -يَا عِبَادَ اللهِ- إِذَا لَمْ تَنْهَ صَاحِبَهَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرَاتِ ، مَا قِيمَةُ الصَّوْمِ إِذَا لَمْ يَكُفَّ صَاحِبُهُ عَنِ الزُّورِ وَفُحْشِ الْقَوْلِ، وَمَا قِيمَةُ الصَّدَقَةِ إِذَا اتَّبَعَهَا صَاحِبُهَا بِمَنٍّ أَوْ أَذًى، وَمَا قِيمَةُ الْحَجِّ أَيْضًا إِذَا لَمْ تُوَقَّرِ الشَّعَائِرُ وَتُعَظَّمُ الْحُرُمَاتُ.
رَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ أن رَجُلاً قال: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: (هِيَ فِي النَّارِ)، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا، وَأَنَّهَا تَصَّدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: (هِيَ فِي الْجَنَّةِ).
فَمَا أَجْمَلَ -عِبَادَ اللهِ- أَنْ نُتَرْجِمَ عَمَلَنَا الصَّالِحَ فِي الْحَيَاةِ إِلَى كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ وَابْتِسَامَةٍ، وَصِلَةٍ وَبِرٍّ وَإِحْسَانٍ، بِذَلِكُمْ نَرَى أَثَرَ طَاعَاتِنَا وَاقِعًا مَحْسُوسًا، وَشَاهِدًا مَلْمُوسًا،
وَنَكُونُ بِذَلِكَ مِنْ عِبَادِ اللهِ الْمُتَّقِينَ الصَّادِقِينَ الْعَامِلِينَ.
صلوا بعد ذلك على خير المرسلين...
المرفقات

علمتنا مدرسة رمضان.docx

علمتنا مدرسة رمضان.docx

المشاهدات 2815 | التعليقات 2

بارك الله فيما كتبت ونفع بهذه الخطبة ،،


أحسن الله إليك وبارك فيك ولك