علمتنا سورة الكهف
إبراهيم بن سلطان العريفان
1436/05/08 - 2015/02/27 08:33AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... لما اشتدت الأزمة بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار قريش، وبدأ ينتشر هذا الدين في داخل مكة بالحكمة التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته والسبل للتخلص من هذه الضغوط الرهيبة.
بعثت قريش النضر بن الحارث، وعُقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة فقالوا لهم: سلوهم عن محمد، وصِفُوا لهم صفته، وأخبروهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى قدما المدينة، فسألوا أحبار يهودَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفوا لهم أمره وبعض قوله، وقالا إنكم أهل التوراة ، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا، قال: فقالت لهم أحبار يهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهنّ، فإن أخبركم بهنّ فهو نبيّ مرسل، وإن لم يفعل فالرجل متقوّل، فَرَأوا فيه رأيكم: سلوه عن فِتية ذهبوا في الدهر الأوَّل، ما كان من أمرهم فإنه قد كان لهم حديث عجيب. وسلوه عن رجل طوّاف، بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم بذلك، فإنه نبيّ فاتَّبعوه، وإن هو لم يخبركم، فهو رجل متقوّل، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم. فأقبل النضْر وعقبة حتى قَدِما مكة على قريش، فقالا يا معشر قريش: قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد ، قد أمرنا أحبار يهودَ أن نسأله، عن أمور، فأخبروهم بها، فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد أخبرنا، فسألوه عما أمروهم به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أُخْبِرُكُمْ غَدًا بِمَا سألْتُمْ عَنْهُ ) ولم يستثن فانصرفوا عنه، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، لا يُحدِث الله إليه في ذلك وحيا، ولا يأتيه جبرائيل عليه السلام، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وَعَدَنا محمد غدا، واليوم خمس عشرة قد أصبحنا فيها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه ، وحتى أحزنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مُكْثُ الوحي عنه، وشقّ عليه ما يتكلم به أهل مكة ، ثم جاءه جبرائيل عليه السلام ، من الله عزّ وجلّ، بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفِتية والرجل الطوّاف، وقول الله عزّ وجلّ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا ) فبلغننا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح السورة فقال( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ) يعني محمدا في تحقيق ما سألوا عنه من نبوّته( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا ) : أي معتدلا لا اختلاف فيه.
عباد الله ... نريد اليوم أن نقف مع هذه السورة العظيمة من كتاب الله. سورة الكهف التي ذكر الله فيها أصول الفتن وبيّن فيها مصادر الشر والمحن ثم وضع للمسلم طريق النجاة من هذه الفتن ورسم له المخرج من هذه المحن. سورة الكهف التي سن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها وتأملها وتدبرها في كل جمعة إنها سورة الكهف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَن قرأَ سورةَ الكَهفِ في يومِ الجمعةِ ؛ أضاءَ لهُ منَ النُّورِ ما بينَ الجُمعتَينِ ).
إن المحور العام أو المعنى الإجمالي الذي تدور حوله السورة هو الفتنة وكيفية النجاة منها. فقد ذكر الله سبحانه في هذه السورة رؤؤس الفتن وأصولها فذكر أولاً أعظم الفتن وأشدها وهي الفتنة في الدين وضرب مثلاً لهذه الفتنة بقصة أصحاب الكهف، ثم ثنى بفتنة المال وضرب مثلاً لهذه الفتنة بقصة صاحب الجنتين ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ ) ثم ثلث بفتنة العلم والمعرفة وضرب لها مثلاً بقصة موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام، ثم ذكر فتنة الجاه والسلطان وضرب على ذلك مثلاً بذي القرنين ثم أشار الله جل جلاله إلى المحرك الأساسي لهذه الفتن كلها إبليس لعنه الله ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ).
وفي آخر الزمان تظهر الفتنة العظيمة وهي من علامات الساعة الكبرى، خروج الدجال الذي أخبر عنه المصطفى عليه الصلاة والسلام وحذرنا منه ، وبين لنا طريق النجاة منه. لأن الدجال يجمع بين هذه الفتن الأربع حيث يفتن الناس في دينهم ومعه من الأموال بل معه جنتان يفتن بهما الخلق، ولديه من العلم والجدل ما يصد به الناس عن الدين الحق، ومعه من الرئاسة والمنصب شيئا كبيراً .. فالأرض كلها تخضع له عدا مكة والمدينة ،مما يجعل فتنته من أعظم الفتن، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حفظ العشر الآيات الأولى من سورة الكهف عصم بإذن الله من هذه الفتنة القادمة فتنة المسيح الدجال.
فعليكم – يا عباد الله – الحرص على قراءة هذه السورة المباركة – وكل سور القرآن مبارك – يقول البراء بن عازب رضي الله عنه : كان رجلٌ يقرأ سورةَ الكهفِ، وإلى جانبه حصانٌ مربوطٌ بشطَنَينِ، فتغشُّته سحابةٌ، فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسُه ينفرُ، فلما أصبح أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فذكر ذلك له، فقال( تلك السكينةُ تنزَّلت بالقرآنِ ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ....
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
معاشر المؤمنين ... في هذه السورة العظيمة فوائد عظيمة .. وعلى المسلم أ، يجعل القرآن بأكمله نبراس له في حياته ..
علمتنا سورة الكهف : أن على المسلم أن يأوي إلى سورة الكهف تلاوةً وتدبراً وعملاً لينجو من أعظم الفتن فتنة الدجال وفتنة الدين والمال والعلم
علمتنا سورة الكهف : (فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا ) لا تأكل إلا طيباً ولا تُطعِم إلا طيباً، فالله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً..
علمتنا سورة الكهف : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) الصديق الصالح من إذا صاحبته تعلقتَ بالآخرة.
علمتنا سورة الكهف : أنه لا سبيل إلى نيل الهداية إلا من الله فهو الهادي المرشد لمصالح الدارين سبحانه ( مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ).
علمتنا سورة الكهف : أن الرب الذي أمات أصحاب الكهف ثلاث مائة عام وازدادوا تسعا ثم أحياهم بعد ذلك قادر على أن يحيي أمتنا مهما طال سباتها.
علمتنا سورة الكهف : من الأدب مع الله تعالى أن لا يقول العبد سأفعل كذا مستقبلاً إلا قال بعدها إن شاء الله:( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللهُ )
علمتنا سورة الكهف : (وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا). أنه أعظم علاج للنسيان هو الإكثار من ذكر الله. فذكر الله والدعاء علاج للنفس والنسيان"
علمتنا سورة الكهف : أن عذاب الدنيا مهما بلغ، فإنه لا يقارن بعذاب الآخرة (قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا) نعوذ بالله من النار..
علمتنا سورة الكهف ( احفظ الله يحفظك ) ( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ) قال ابن عباس لو لم يُقَـلّبوا لأكلتهم الأرض."
فمن حفظ أوامر الله حفظه الله، ومن حفظه الله ،سخر له كل شيء السماء والأرض والبشر والجمادات والحيوانات.
علمتنا سورة الكهف : ( وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا) قال أهل العلم يستفاد من هذه الآية : مشروعية كتمان بعض الأعمال وعدم إظهارها.
علمتنا سورة الكهف " فانطلقا " " فانطلقا " " فانطلقا " أن النجاح والفلاح في الدارين يحتاج إلى انطلاق ..."
علمتنا سورة الكهف أن الدنيا( كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا) فما أقصرها حياة.! ومـا أهونها حياة.!
علمتنا سورة الكهف : التحذير في أقوالنا! فرب كلمة تخرجها ترجح بكفة سيئاتك ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)
علمتنا سورة الكهف أن لا أتعلق إلا بالله فلا ناصر إلا إياه (وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا)
علمتنا سورة الكهف أنه مهما بلغَتْ قوة قلبك وجسدك، فأنت ضعيف في نفسك قوي بإخوانك.. (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا)
علمتنا سورة الكهف أن صلاح الأب فيه حفظ لأبنائه بعد مماته، كما قال تعالى ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان والعقيدة ... لما اشتدت الأزمة بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار قريش، وبدأ ينتشر هذا الدين في داخل مكة بالحكمة التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته والسبل للتخلص من هذه الضغوط الرهيبة.
بعثت قريش النضر بن الحارث، وعُقبة بن أبي معيط إلى أحبار يهود بالمدينة فقالوا لهم: سلوهم عن محمد، وصِفُوا لهم صفته، وأخبروهم بقوله، فإنهم أهل الكتاب الأول، وعندهم علم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى قدما المدينة، فسألوا أحبار يهودَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصفوا لهم أمره وبعض قوله، وقالا إنكم أهل التوراة ، وقد جئناكم لتخبرونا عن صاحبنا هذا، قال: فقالت لهم أحبار يهود: سلوه عن ثلاث نأمركم بهنّ، فإن أخبركم بهنّ فهو نبيّ مرسل، وإن لم يفعل فالرجل متقوّل، فَرَأوا فيه رأيكم: سلوه عن فِتية ذهبوا في الدهر الأوَّل، ما كان من أمرهم فإنه قد كان لهم حديث عجيب. وسلوه عن رجل طوّاف، بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه؟ وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم بذلك، فإنه نبيّ فاتَّبعوه، وإن هو لم يخبركم، فهو رجل متقوّل، فاصنعوا في أمره ما بدا لكم. فأقبل النضْر وعقبة حتى قَدِما مكة على قريش، فقالا يا معشر قريش: قد جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد ، قد أمرنا أحبار يهودَ أن نسأله، عن أمور، فأخبروهم بها، فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا محمد أخبرنا، فسألوه عما أمروهم به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أُخْبِرُكُمْ غَدًا بِمَا سألْتُمْ عَنْهُ ) ولم يستثن فانصرفوا عنه، فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، لا يُحدِث الله إليه في ذلك وحيا، ولا يأتيه جبرائيل عليه السلام، حتى أرجف أهل مكة وقالوا: وَعَدَنا محمد غدا، واليوم خمس عشرة قد أصبحنا فيها لا يخبرنا بشيء مما سألناه عنه ، وحتى أحزنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم مُكْثُ الوحي عنه، وشقّ عليه ما يتكلم به أهل مكة ، ثم جاءه جبرائيل عليه السلام ، من الله عزّ وجلّ، بسورة أصحاب الكهف، فيها معاتبته إياه على حزنه عليهم وخبر ما سألوه عنه من أمر الفِتية والرجل الطوّاف، وقول الله عزّ وجلّ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا ) فبلغننا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح السورة فقال( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ) يعني محمدا في تحقيق ما سألوا عنه من نبوّته( وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا قَيِّمًا ) : أي معتدلا لا اختلاف فيه.
عباد الله ... نريد اليوم أن نقف مع هذه السورة العظيمة من كتاب الله. سورة الكهف التي ذكر الله فيها أصول الفتن وبيّن فيها مصادر الشر والمحن ثم وضع للمسلم طريق النجاة من هذه الفتن ورسم له المخرج من هذه المحن. سورة الكهف التي سن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها وتأملها وتدبرها في كل جمعة إنها سورة الكهف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مَن قرأَ سورةَ الكَهفِ في يومِ الجمعةِ ؛ أضاءَ لهُ منَ النُّورِ ما بينَ الجُمعتَينِ ).
إن المحور العام أو المعنى الإجمالي الذي تدور حوله السورة هو الفتنة وكيفية النجاة منها. فقد ذكر الله سبحانه في هذه السورة رؤؤس الفتن وأصولها فذكر أولاً أعظم الفتن وأشدها وهي الفتنة في الدين وضرب مثلاً لهذه الفتنة بقصة أصحاب الكهف، ثم ثنى بفتنة المال وضرب مثلاً لهذه الفتنة بقصة صاحب الجنتين ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ ) ثم ثلث بفتنة العلم والمعرفة وضرب لها مثلاً بقصة موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام، ثم ذكر فتنة الجاه والسلطان وضرب على ذلك مثلاً بذي القرنين ثم أشار الله جل جلاله إلى المحرك الأساسي لهذه الفتن كلها إبليس لعنه الله ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ).
وفي آخر الزمان تظهر الفتنة العظيمة وهي من علامات الساعة الكبرى، خروج الدجال الذي أخبر عنه المصطفى عليه الصلاة والسلام وحذرنا منه ، وبين لنا طريق النجاة منه. لأن الدجال يجمع بين هذه الفتن الأربع حيث يفتن الناس في دينهم ومعه من الأموال بل معه جنتان يفتن بهما الخلق، ولديه من العلم والجدل ما يصد به الناس عن الدين الحق، ومعه من الرئاسة والمنصب شيئا كبيراً .. فالأرض كلها تخضع له عدا مكة والمدينة ،مما يجعل فتنته من أعظم الفتن، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من حفظ العشر الآيات الأولى من سورة الكهف عصم بإذن الله من هذه الفتنة القادمة فتنة المسيح الدجال.
فعليكم – يا عباد الله – الحرص على قراءة هذه السورة المباركة – وكل سور القرآن مبارك – يقول البراء بن عازب رضي الله عنه : كان رجلٌ يقرأ سورةَ الكهفِ، وإلى جانبه حصانٌ مربوطٌ بشطَنَينِ، فتغشُّته سحابةٌ، فجعلت تدنو وتدنو، وجعل فرسُه ينفرُ، فلما أصبح أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فذكر ذلك له، فقال( تلك السكينةُ تنزَّلت بالقرآنِ ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ....
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
معاشر المؤمنين ... في هذه السورة العظيمة فوائد عظيمة .. وعلى المسلم أ، يجعل القرآن بأكمله نبراس له في حياته ..
علمتنا سورة الكهف : أن على المسلم أن يأوي إلى سورة الكهف تلاوةً وتدبراً وعملاً لينجو من أعظم الفتن فتنة الدجال وفتنة الدين والمال والعلم
علمتنا سورة الكهف : (فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا ) لا تأكل إلا طيباً ولا تُطعِم إلا طيباً، فالله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً..
علمتنا سورة الكهف : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) الصديق الصالح من إذا صاحبته تعلقتَ بالآخرة.
علمتنا سورة الكهف : أنه لا سبيل إلى نيل الهداية إلا من الله فهو الهادي المرشد لمصالح الدارين سبحانه ( مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ).
علمتنا سورة الكهف : أن الرب الذي أمات أصحاب الكهف ثلاث مائة عام وازدادوا تسعا ثم أحياهم بعد ذلك قادر على أن يحيي أمتنا مهما طال سباتها.
علمتنا سورة الكهف : من الأدب مع الله تعالى أن لا يقول العبد سأفعل كذا مستقبلاً إلا قال بعدها إن شاء الله:( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللهُ )
علمتنا سورة الكهف : (وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا). أنه أعظم علاج للنسيان هو الإكثار من ذكر الله. فذكر الله والدعاء علاج للنفس والنسيان"
علمتنا سورة الكهف : أن عذاب الدنيا مهما بلغ، فإنه لا يقارن بعذاب الآخرة (قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا) نعوذ بالله من النار..
علمتنا سورة الكهف ( احفظ الله يحفظك ) ( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ) قال ابن عباس لو لم يُقَـلّبوا لأكلتهم الأرض."
فمن حفظ أوامر الله حفظه الله، ومن حفظه الله ،سخر له كل شيء السماء والأرض والبشر والجمادات والحيوانات.
علمتنا سورة الكهف : ( وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا) قال أهل العلم يستفاد من هذه الآية : مشروعية كتمان بعض الأعمال وعدم إظهارها.
علمتنا سورة الكهف " فانطلقا " " فانطلقا " " فانطلقا " أن النجاح والفلاح في الدارين يحتاج إلى انطلاق ..."
علمتنا سورة الكهف أن الدنيا( كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا) فما أقصرها حياة.! ومـا أهونها حياة.!
علمتنا سورة الكهف : التحذير في أقوالنا! فرب كلمة تخرجها ترجح بكفة سيئاتك ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)
علمتنا سورة الكهف أن لا أتعلق إلا بالله فلا ناصر إلا إياه (وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا)
علمتنا سورة الكهف أنه مهما بلغَتْ قوة قلبك وجسدك، فأنت ضعيف في نفسك قوي بإخوانك.. (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا)
علمتنا سورة الكهف أن صلاح الأب فيه حفظ لأبنائه بعد مماته، كما قال تعالى ( وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)
المشاهدات 4021 | التعليقات 2
ما جاء في سورة الكهف وفضلها وفضل قراءتها وفضل عصمتها من الدجال.
العلماء:
(ابن باز-الألباني-ابن عثيمين-العباد).
https://www.youtube.com/watch?v=7PHNusaDe0U&feature=youtu.be
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق