عظمة يوم الجمعة ومكانته.

 


خطبة عظمة يوم الجمعة

 


الحمد لله الذي جعلنا من خير أمّةٍ أُخرجت للناس، منّ علينا بمنن لا تُعدّ ولا تُحصى.

هدانا لخير الأديان، وبصّرنا بأحسن الطرق، وأهدى السُبل، وشرع لنا أكمل الشرائع والأحكام.

أحمده -سبحانه- وهو للحمدِ أهلٌ، وأشكره رغبةً في المزيد من الفضل.

وأصلي وأُسلم على سيد الثقلين، وإمام المتقين، أزكى النّاس طُهْرًا، وأرفعهم ذكرًا، وأعلاهم منزلةً وفضلًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

أمّا بعدُ/

فأوصيكم ونفسي -أيّها المؤمنون- بتقوى الله تعالى في السرِّ والعلن، فما فاز المتقون بمثل استصحاب التقوى في حياتهم.

 


عباد الله/

لقد خصّ اللهُ هذه الأمّة بمزايا، واصطفاها بعطايا لم يجعلها لغيرهم.

وهذه المزايا ليست متعلّقة بدنيا زائلة، أو عطايا ذاهبة، وإنّما هبات شرعية تقرّبهم إلى ربهم، ويمتدّ أثرها عليهم حتى يبلغو أعالي منازل الجِنان.

وحديثُنا اليوم عن فضلٍ تعلّق بدلالتهم على خير الأيّام عنده، وأفضل الأزمنة في شرعه، وهو يوم الجمعة المُبارَك.

هذا اليومُ العظيم الذي اجتمعت فيه فضائل لم تجتمع في غيره.

تأمّل معي -أيّها المؤمنُ- هذا الحديثَ لترى فضل الله فيه على هذه الأمّةِ، روى مسلمٌ في صحيحه عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ" رواه

قال النووي رحمه الله: (قَالَ الْقَاضِي: الظَّاهِر أَنَّهُ فُرِضَ عَلَيْهِمْ تَعْظِيم يَوْم الْجُمُعَة بِغَيْرِ تَعْيِين وَوُكِلَ إِلَى اِجْتِهَادهمْ، لِإِقَامَةِ شَرَائِعهمْ فِيهِ، فَاخْتَلَفَ اِجْتِهَادهمْ فِي تَعْيِينه وَلَمْ يَهْدِهِمْ اللَّه لَهُ، وَفَرَضَهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّة مُبَيَّنًا، وَلَمْ يَكِلهُ إِلَى اِجْتِهَادهمْ فَفَازُوا بِتَفْضِيلِهِ) انتهى كلامه رحمه الله.

والمعنى -يا رعاكم الله- أنّ الله قد اصطفى من أيّام الأسبوع يومًا هو أفضلها عنده، وجعل وقوع العبادةُ فيه أكثر ثوابًا من وقوعها في غيره، وجزاءُ الحسنة فيه يُضاعف عن غيره من الأيّام، وفيه من العبادات ما ليس في غيره، وأضلّ عنه الأممَ السابقة، وهدى له هذه الأمّةَ، ففازوا بما خصّهم به، ونالوا من الكرامات مالم ينله غيرُهم.

إنّ الجهل بهذه المنزلة لهذا اليوم يفوّت على صاحبه العناية به، والتفريط به بعد المعرفة دليلٌ على الكسل البيّن الذي تحتاج معه النفوس إلى المبادرة لإدراك هذه الفضائل وإصلاح الحال.

فدونك -يا عبد الله- هذه الفضائل وتلك المنزلة ليوم الجمعة لعلها تُحي في النفوسِ تعظيمه، وتوقد في الفؤاد إجلاله، فعن أوس بن أوس وقيل أوس بن أبي أوس -رضي الله عنه-: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ.."رواه أبو داود

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا" رواه مسلم

وعَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ يَوْمَ الجُمُعةِ سيِّدُ الأيّام، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ، فِيهِ خَمْسُ خِلالٍ: خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلا سَمَاءٍ وَلا أَرْضٍ وَلا رِيَاحٍ وَلا جِبَالٍ وَلا بَحْرٍ إِلا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ" رواه ابن ماجه، وحسَّنه الشيخ الألباني في “صحيح الجامع”.

وهو يوم المزيد، فقد روى الطبراني في "الأوسط" عن أنس بن مالك -رضي اللهُ عنه-قال: "عُرضتِ الجُمعةُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، جاءهُ جبريلُ في كفِّهِ كالمرآةِ البيضاءِ في وسطِها كالنُّكتةِ السَّوداءِ فقالَ ما هذا يا جبريلُ؟ قالَ هذهِ الجمعةُ يعرضُها عليكَ ربُّكَ لتكونَ لكَ عيدًا ولقومِكَ من بعدِكَ، ولكم فيها خيرٌ، تكونُ أنتَ الأوَّلَ ويكونُ اليهودُ والنَّصارى من بعدِكَ، وفيها ساعةٌ لا يدعو أحدٌ ربَّهُ فيها بخيرٍ هوَ لهُ قسمٌ إلَّا أعطاهُ أو يتعوَّذُ من شرٍّ إلَّا دفعَ عنهُ ما هوَ أعظمُ منهُ ونحنُ ندعوهُ في الآخرةِ يومَ المزيدِ" ورواه البزّار -أيضًا- ورجاله ثقاتٌ، صحّحه الألباني في "صحيح الترغيب"

فانظروا يا عباد الله لمكانة هذا اليوم ولفضله ومنزلته، فهو أفضلُ الأيّام عند الله، وهو خيرُ يوم طلعت عليه الشمس، وهو سيدُ الأيّام، وهو يومُ المزيد لِما يحصل فيه المزيد من الخيرات لأهل الجنّة.

وإنّ تكرار هذا اليوم -يا عباد الله- كلّ أسبوع لهو رحمة من الله عظيمة على مثلها يُحرص، ولأجله يجتهد المؤمنُ في اغتنامه لإدراك ما جاء فيه من فضل.

ولذا كان لهذا اليوم شأنٌ عظيمٌ عند الصالحين، فهو ليس عندهم يومٌ كسائر الأيّام، ولا ساعاته كبقية ساعات الأسبوع، ولا ينظرون إليه نظرةً عابرة، بل كان التعظيمُ له هديهم، وزيادة التعبّد فيه سمتهم، ولهم معه في العبادات شأنٌ آخر.

فكانوا يغتنمونه بالتقرّب إلى ربهم بأنواع الطاعات، فمنهم من يُبكّر أوّل النهار لإدراك فضيلة التبكير، ومنهم من يُكثر فيه من الصلاة من حين دخوله المسجد إلى صعود الخطيب، وهذه من السُنن التي هجرها الكثير؛ فالصلاةُ من حين دخول المسجد حتى يصعد الخطيب جاء في الحثّ عليها حديث صحيح، يقول  رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى" رواه البخاري.

ومنهم من يستغل ساعاته بتلاوة القرآن حتى أنّه ربما تقدّم لصلاة الجمعة من بعد صلاة الفجر، فلا يصعد الخطيب إلى المنبرِ إلا وقد ختم القرآن، ونُقل هذا عن جمع من طلاب مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم الكِبار رحمهم اللهُ جميعًا.

ومِنْ أحوالِ المجتهدين يوم الجمعة ما يفعله كثيرٌ من الأخيار من تفريغ عصر يوم الجمعة للجلوس في المسجد اغتنامًا لهذا الوقت المبارك، بكثرة الصلاة على النبي ﷺ، وعدم تفويت آخر ساعة من الجمعة لمناجاة الله، ورفع الدعوات للربِّ الكريم.

إنّ هذه الصور لاجتهاد المجتهدين، وعبادات العابدين ترجمةً صادقةً لتعظيمهم لهذا اليوم، ورغبةً منهم في اغتنام فضله.

وذلك لأنّ يوم الجمعة له أثرُ في إصلاح بقية أيّام الأسبوع، يقول ابنُ القيم -رحمه الله-: (من صلح له يوم الجمعة، صلح له بقية إسبوعه)

نعم -يا عباد الله- إنّ للطاعة أثرها، والحسنةُ تُنادي أختها، والطاعة تحفظ صاحبَها، فأصلح جمعتك يصلُح لك أسبوعك، واصدق مع الله يوفقك للمزيد من فضله.

ومن الفضل العظيم ليوم الجمعة ما جاء في حديث أوس ابن أبي أوس أو أوس ابن أوس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ثمَّ بَكَّرَ وابتَكرَ ومشى ولم يرْكب ودنا منَ الإمامِ فاستمعَ ولم يلغُ كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها" رواه أبو داود.

فانظر كيف جعل النّبيُ ﷺ أجر كلُّ خطوة في السير إلى الجمعة بأجر صيام سنة وقيامه، مقبولةً عنده -إن شاء الله تعالى-.

وهذا فضل ليس له مثيل، حتى قال بعضُ أهلِ العلم لم يأتِ في فضائل الأعمال مثل هذا الفضل، وهو كذلك.

فلو مشي القادمُ إلى الجُمعةِ مئة خطوة كان له أجر مئة عامٍ صيامها كلها وقيامها، ولو مشي مئتا خطوة كان له أجر مئتا عامٍ صيامها كلها وقيامها، وهكذا لو مشي ألف خطوة فله أجر ألف عام صيامها كلها وقيامها، فأيّ فضل مثل هذا الفضل، وأي ثواب أكثر من هذا الثواب، وهذا إنُما يحصل عليه الموفق كل جمعة، فما أكثر فضائل هذا اليوم العظيم.

إنّ المعرفة بهذا الثواب تجعل المؤمن حريصًا عليه كلّ جمعة، وإن عجز فعله ولو في بعض الجُمع، فيأتي ماشيًا مبكرًا رغبةً في هذا الفضل، وقد ذكر بعضُ أهل العلم أنّ التبكير يحصل بالدخول قبل دخول الخطيب.

في يوم الجمعة -أيّها المؤمنون- هذه الصلاة التي يُؤدِّيها المسلمون كل جمعة، وهي صلاةُ عظيمةٌ قد تميّزت عن بقية الصلوات، فقد أمر اللهُ بالاجتماع لها، والسعي لها، وترْك كلِّ شيء لحضورها، وسماع خطبتها، وأدائها في المسجد، وجعل لها الفضل العظيم، يقول رسول الله"الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ" رواه مسلم.

فهي من مُكفّرات الذنوب والخطايا، والتكفير حاصلٌ كلّ جُمعةٍ، وهذا من فضل الله على العباد.

في صلاة الجمعة تشريف للمصلين بكتابة أسماءهم في سجلات الملائكة لتكون شاهدةً لهم بين يدي الله في يوم الحساب، يقول النبي ﷺ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ المَسْجِدِ المَلاَئِكَةُ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ، وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ" رواه البخاري.

فاللهَ الله في اغتنام هذه الفضائل، واللهَ الله في مجاهدة النفس لإدراك نفائس هذا اليوم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

 


الخطبة الثانية.

الحمد لله الموفق للمتقين، المعين للصادقين، والصلاة والسلام على إمام العابدين المجتهدين، وبعد/

فممّا جاء الحثُّ عليه يوم الجمعة التقدّم إلى صلاتها، والفوز بقرابين الأجر التي جعلها الله لمن أتى هذه الصلاةَ العظيمة، يقول عليه الصلاة والسلام: "مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ" رواه البخاري.

وهذا الحديثُ -أيّها المؤمنون- فيه تحفيزٌ للتقدّم لصلاة الجمعة، ففرق بيّن، وتفاوت ظاهر بين من يُقرّب لربه كل جمعة بدنة عظيمة، -والبدنةُ هي البعير الضخم-، وبين من يقدّم بيضة صغيرة -وفي كلٍ خير- ولكن ما حالُ من يأتي كلَّ جمعة بعد دخول الخطيب، ولم يفزّ بشيء من هذه القرابين.

إنّ هذا لهو الحرمان الكبير.

في يوم الجمعة -يا عباد الله- يُستحب الإكثار من الصلاة والسلام على النبي الكريم، وصلاةُ المصلي عليه نفْعها له، فمن صلّى على نبيه صلاةً واحدةً صلّى الله عليه وأثنى عليه في الملأ الأعلى بها عشر مرات، ومن زاد فيها زيد له بالفضل،  وفاز بخيراتها وآثارها، يقول النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ مِن أفضَلِ أيَّامِكم يومَ الجُمُعةِ؛ فأكثِروا عليَّ مِن الصَّلاةِ فيه؛ فإنَّ صَلاتَكم معروضةٌ عليَّ. قال: فقالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيف تُعرَضُ صلاتُنا عليك وقد أَرَمْتَ؟! -قال: يقولونَ: بَلِيتَ- قال: إنَّ الله تبارك وتعالى حَرَّم على الأرضِ أجسادَ الأنبياءِ صلَّى اللهُ عليهم" رواه أبو داود.

وتأمّل لفظ الحديث (فأكثِروا عليَّ مِن الصَّلاةِ فيه) فلا يكن حظّك من الصلاة والسلام عند ذكر الخطيب لها فقط، بل صلِّ عليه كثيرًا، وفرّغ وقتًا للصلاة والسلام عليه لتنال بركات الصلاة والسلام عليه.

وبعد، فيا عباد الله/

إنّ هذا اليومَ عظيمٌ، والموفق من عظّمه وأجلّه، وتعظيمه من تعظيم شعائر الله والتي هي من تقوى، والمؤمن يُعظمّ ما عظّم الله، ويُجلُّ ما أجلّ، واللهُ رفع من شأن يوم الجمعة، فحريٌ بيوم هو أفضل الأيام عند الله أن يُعتنى به، وجديرٌ بصلاة هي سبب لمغفرة الذنوب أن تؤدّى على أحسن حال وأكمله.

صلّوا على خير من عطّم ربه، وقام بما فعل أوجبه اللهُ عليه، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقال: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰۤىِٕكَتَهُۥ یُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِیِّۚ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَیۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمًا﴾

اللهم أعزّ الإسلام…..

المشاهدات 485 | التعليقات 0