عشرٌ مباركات ( العشر الأواخر ) مشكولة
صالح عبد الرحمن
خطبة عن العشر الأواخر من رمضان
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الذي مَنَّ على مَنْ شاءَ من عبادِه بمكارمِ الأخلاقِ، وهداهم لما فيه فلاحَهم وسعادتَهم في الدنيا ويومَ التلاقِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الملكُ العظيمُ الخلاّقُ، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه أكرمَ الناسِ في الأعمالِ والأخلاقِ، صلى اللهُ عليه وعلى آلهِ وأصحابِه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وسلمَ تسليماً كثيراً، أما بعد:
أَيُّها المُسْلِمُون: تَمْضِي الأَيَامُ سِرَاعاً، وتَتَرَحَّلُ اللَّيالِيْ تِباعاً.. والمَرْءُ تَتَقَاذَفُهُ أَوْقاتُ العُمُرِ حَتَى تَنْتَهِيْ بِهِ ِإِلى مُنْتَهاه. وما مَضَى مِنْ العُمُرِ لَنْ يَعُودَ، وما انْقَضَى مِنْ السِنِيْنِ لَنْ يَرْجِع.. وكُلُّ عَمَلٍ عَمِلَهُ الإِنْسانُ فِيما مَضَى.. فَهُوَ مُثْبَتٌ في صَحَائِفِهِ ومَحْفُوظٌ {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}
وَمَا مُنِحَ عَبْدٌ مِنْحَةً.. أَكْرَمَ مِنْ أَنْ يُنْسأَ لَهُ في أَجَلِهِ ويُعَانُ فيهِ على حُسْنِ العَمَل. يَتَزَوَّدُ فِيهِ مِنَ الصَّالحَاتِ، ويَسْتَكْثِرُ فيهِ مِن الخَيْرات. وما قِيْمَةُ الحَياةِ إِنْ لَمْ تَكُنْ وِعاءً يُمْلأُ بالحَسَنَات؟!
وأَعْظَمُ النَّاسِ تَوْفِيْقاً.. مَنْ اسْتَثْمَرَ هذهِ الحَياةِ بالصَّالحاتِ. وحَفِظَ نَفْسَهُ مِنْ الوُلُوغِ في المُنْكَرات. يُجَدِّدُ التَوْبَةَ في كُلِّ حِيْن، ويتَوَسَلُ إِلى اللهِ يَسْأَلُهُ الثَّبات.
حَياةُ الإِنْسانِ كُلُّها فْرْصَةٌ لِعِمارَةِ الآخِرَة.. وأَوْقَاتُ المُضاعَفَةِ فِيْها تُسْتَثارُ الهِمَمُ وتُشْحَذُ العَزَمات. والمُسْلِمُ اليَومَ.. يَنْعَمُ في شَهْرٍ هُوَ مِنْ أَعْظَمِ الشُّهُورِ بَرَكَةً.. فِيْهِ المُضاعَفَةُ، وفِيهِ المَغْفِرَةُ، وفِيهِ العِتْقُ، وفِيهِ تُرْفَعُ للمُخْلِصِ الدَرَجات.
مَضَى مِنْ الشَّهْرِ الثُلُثانِ.. وبَقِيَ مِنْهُ الثُلُثُ الأَثْمَن. بَقِيتَ العَشْرُ الأَواخِرُ المُبارَكات. عَشْرٌ.. لَها في حَياةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شَأَنٌ. ولَها في حَياةِ المُهْتَدِيْنَ بِهَدْيِهِ أَعْظَمَ شأَن.
لَيالِ العَشْرِ الأَواخِرِ مِنْ رَمَضان.. لا تُطْفأُ فِيْها مَصَابِيحُ المُتَعَبِّدِيْن. ولا تَفْتُرُ فيها عَزائِمُ المُجْتَهِدِيْن، قَالَتْ عَائِشَةُ أَمُّ المُؤْمِنِيْنَ رَضْيَ اللهُ عنْها: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ) رواه مسلم وقَالَتْ رَضْيَ اللهُ عنْها : (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَر) رواه البخاري ومسلم
لَيالِ العَشْرِ فِيْها لَيْلَةُ القَدْرِ. لَيْلَةٌ لَها في السَّماءِ شأَنٌ {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} ولَها في الأَرْضِ شأَنٌ. وفيها ابْتَدأَ اللهُ إِنْزالَ القُرآن {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} أَنْزَلَ اللهُ القُرآن في لَيْلَةِ القَدْرِ.. لِقَدْرِها ومَكَانَتِها وعَظِيْمِ شَأَنِها {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ} لَيْلَةُ القَدْر.. {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} يُقَدِّرُ اللهُ فِيْهَا مَا يَكُوْنُ في ذَلِكَ العَامِ مِنَ الآجالِ والأَرْزَاقِ وسَائِر المقَادِيْرِ الصَّادِرَةِ بِحْكْمَتِه.. مِمَّا سَبَقَ عَلْمُهُ وتَقدِيْرُهُ وكِتابَتُه لَهُا في اللَّوحِ المَحْفوظ.
لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةٌ عَظِيْمَةٌ.. قَالَ فيها رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم : (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه البخاري ومسلم
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} عِبادَةٌ فِيْ لَيْلَةِ القَدْرِ.. خَيٍرٌ مِن العِبادَةِ في أَلفِ شَهْر. قَالَ السَّعْدِيُّ رحمه الله: (وَهَذَا مِمَّا تَتَحَيَّرُ فِيْهِ الأَلْبَابُ، وَتَنْدَهِشُ لَهُ العُقُوْلُ، حَيْثُ مَنَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى هَذِهِ الأُمَةِ الضَّعِيْفَةِ..، بِلَيْلَةٍ.. يَكُوْنُ العَمَلُ فِيْهَا يُقَابِلُ وَيَزِيْدُ عَلَى أَلْفِ شَهْر. ـــ أَيْ ما يُوازِي ـــ عُمُرَ رَجُلٍ مُعَمَّرِ عُمُرًا طَوِيْلًا، نَيِّفًا وَثَمَانِيْنَ سَنَة)ا.هـ
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} وأَيْمُ اللهِ ما عُلِمَ ثَوابٌ لِعَمَلٍ أَكْرَمُ مِنْ هَذَا الثَوابِ، ولا عُلِمَ وَعْدٌ لِجَزاءٍ أَصْدَقُ مِنْ وَعدِ الله {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} وإِنَّ لَيْلَةً هَذَا قَدْرُها وَهَذَا فَضْلُها. لَحَرِيَّةٌ أَنْ يُبْذَلَ لإِدْراكِها كُلُّ سَبب، وأَنْ يُسْتَلَذَ في طَلَبِها كُلُّ نَصَبْ، وأَنْ يَجْتَهِدَ المُسْلِمُ فيها بِحُسْنِ العِبادَة. فَمَنْ اجْتَهَدَ في العَملِ في لَيالِ العَشْرِ أَدْرَكَ لَيْلَةَ القَدْر. عَنْ أَبي هُرِيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه أَنَّ رِسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (تَحرَّوا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ) رواه البخاري ومسلم
ولا يَسْتَوون.. فَالمُدْرِكُونَ لِلَيْلَةِ القَدْرِ يَتَفاوَتُونَ في الدّرَجاتِ، ولِكُلِّ عَامِلٍ ثَوابُ ما عَمِل {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ}
كُلُّ لَحْظَةٍ مِن لَحَظاتِ لَيْلَةِ القَدْرِ لَها ثَمَن.. وأَكْيَسُ النَّاسِ مَنْ اسْتَثْمَرَ كُلَّ لَحْظَةٍ مِنْ لَحَظاتِها بعَمَلِ الصَّالحات. قَالَتْ عائِشَةُ رَضْيَ اللهُ عنْها : (كَانَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ) رواه البخاري
يَعْتَكِفُ المُعْتَكِفُ في العَشْرِ الأَواخِرِ.. يَتَحَرَّى لَيْلَةَ القَدْرِ.. يَلْزَمُ مَسْجِداً يُقْبِلُ فِيهِ عَلى اللهِ بِقَلْبِهِ وجَوارِحِه. يَنْقَطِعُ فيهِ عَنْ مشَاغِلِ الدُّنيا، ويَتَفَرَّغُ فيه لِعَمَلِ الآخِرَة.
واعْتِكافُ العَشْرِ الأَواخِرِ.. مِن آكَدِ السُّنَنِ. فَمَنْ ضَعُفَ عَن العَمَلِ بِهذهِ السُّنَةِ.. فَلْيَحْفَظْ لَيالِ العَشْرِ، فَإِنَّها أَنْفَسُ الأَوْقات {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} بارك الله لي ولكم بالقرآنِ العظيم..
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمين، وأَشْهَدُ أَن لا إله إلا اللهُ ولي الصالحين، وأَشْهَدُ أَنَّ محمداً رسول رب العالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليماً أما بعد: فاتقوا الله عباد الله لعلكم ترحمون
أيها المسلمون: سَيَظَلُ المَرْءُ هَائِماً، غافِلاً، مَتكاسِلاً. ما لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ اللهِ عَونٌ وتَوفِيق. ومَنْ اسْتَعانَ باللهِ أَعانَه. ومَنْ سأَلَ اللهَ أَعْطاه. يَسْأَلُ المُسْلِمُ رَبَّهُ أَنْ يُعِيْنَهُ عَلى حُسْنِ العَمَلْ.. وأَحْسَنُ السُّؤَالِ ما أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ مُعَاذاً حِينَ قَال لَه: (يَا مُعَاذُ، واللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ، أُوصِيكَ يَا مُعاذُ، لاَ تَدَعنَّ في دُبُرِ كُلِّ صلاةٍ تَقُولُ: اللَّهُم أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ، وحُسنِ عِبَادتِك) رَواهُ أُبو داود وإِعانَةُ اللهِ لِلْعَبْدِ على حُسْنِ العِبادَةِ في أَوقَاتِ المُضاعَفَةِ.. مِنْ أَكْرَمِ المِنَنِ وأَجْزَلِ الهِبات.
وأَفْضَلُ الأَعْمَالِ في هَذِهِ اللَّيالي المُبارَكَة.. مَا كَانَ يَعْمَلُهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ فيها. لُزُومُ المَساجِدِ والإِكثارُ مِنَ الصَلاةِ وقِراءَةِ القُرآنِ والذِّكْرِ والدُّعاء.
* والدُّعاءُ.. مِنْ أَخَصِّ مَعانِيْ العِبادَة. {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} {إِنَّ رَبِّيْ لَسَمِيْعُ الدُّعاء}
واللهُ لا يَرُدُّ سَائِلاً سَأَلَه {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} فَمْنْ كانَ للهِ أَصْدَقَ اسْتِجابَة.. كَانَ دُعَاؤُهُ أَقْرَبَ لِلقَبُول {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
ولَيالِ العَشْرِ مُبارَكاتٌ.. والثُّلُثُ الأَخِيْرِ مِن اللَّيْلِ وَقْتُ تُجابُ في الدَعَوات، عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إِلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟) متفق عليه
ونُزُولُ اللهِ إِلى السَّماءِ الدُّنيا.. هُوَ نُزُولٌ يَلِيْقُ بِجَلالِهِ وعَظَمَتِهِ. فَلا يُشَبَّهُ بِنُزُولِ المَخْلُوقِيْن. فاللهُ تَبارَكَ وتَعالَى كَما وَصَفَ نَفْسَه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وهُو السَّمِيْعُ العَلِيْم}
* يَدعو المسلمُ بِما أَحبَّ مِنْ خَيْرَي الدُّنيا والآخرَة.. يَدْعُو لِنَفسِهِ ولِوالِدَيهِ ولأَهْلِهِ ولذُرِيَّتِهِ ولِلْمٍسْلِمِيْن. يَدْعُو لِإِخوانِهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ. ودَعْوَةُ المُسْلِمِ لأَخِيْهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتجابٌة. عَنْ أَبِي الدَّرْداءِ رَضْيَ الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: (دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعَا لأَخِيهِ بخَيْرٍ، قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ وَلَكَ بمِثْلٍ) رواه مسلم
اللهم في أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..