عشرون مقترحا عمليا في تربية الأسرة ..خالد بن علي الجريش

الفريق العلمي
1441/10/10 - 2020/06/02 21:40PM

إن التربية الأسرية السليمة هي حزام الأمان من الانحراف والزيغ بعد توفيق الله -تبارك وتعالى-؛ فالأبناء والبنات الذين تلقوا تلك التربية حال صغرهم ثم نشأوا عليها لا شك أنه سيكون لديهم رصيد كبير وحصن لهم بإذن الله -تعالى-من أيادي الأعادي، ونظرا لأهمية تلك التربية ولتعدد الأفكار فيها وكثرة الرؤى التربوية، فإني أطرح عشرين مقترحا تربويا يمكن الاستفادة منها خلال تربيتكم سددكم الله أعانكم وزادكم هدى وتقى.

المقترح الأول: عقد درس تربوي علمي يوميا أو أسبوعيا حسب المناسبة مع الأسرة أو من يتيسر منهم، ويكون منوعا فيكون في السيرة وأخرى في الفقه وثالثة في الآداب والسلوك وأخرى في المناقب والفضائل وهكذا، فسيتعلم أهل البيت من خلال تلك الجلسات كثيرا من المسائل ويتم تصحيح كثير من السلوكيات، مع ما يصحب ذلك من الطمأنينة والسكينة التي يجدها أهل هذا البيت، كيف لا وقد حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده، وقد أثبتت تجارب كثير من التربويين وغيرهم لهذا، فوجدوا خيرا عظيما فاركب معهم وسر مسارهم فتجد ما وجدوا.

 

المقترح الثاني: تحديد حديث أو ذكر يُحفظ في كل أسبوع مما يتكرر مع المسلم في يومه وليلته فيُسمعه أهل البيت ويراجعونه ويعملون به طيلة الأسبوع وستكون النتيجة لسنة كاملة قرابة خمسين ذكرا وحديثا، ولا شك أن هذا رصيد كبير وتكون الأسرة تتقلب في أحوالها كلها مع الأذكار.

 

المقترح الثالث: الحرص على الاستماع لإذاعة القرآن الكريم ومحاولة تمديد شبكة لتلك الإذاعة المباركة في البيت وخصوصا مكان وجود الأسرة بكثرة كغرفة الجلوس ومكان الطهي ونحوهما، فإن الذين جربوا هذا استفادوا كثيرا من تلك البرامج وكان لها الأثر الفعال على سلوكياتهم جميعا.

 

المقترح الرابع: تشجيع أهل البيت بعضهم لبعض في صيام النوافل، كالاثنين والخميس وست من شوال وعرفة وغيرها، فيشد بعضهم بعضا على هذه الطاعة العظيمة، وقد يصحب برنامج الصوم بعد الإفطار برنامج منوع ثري.

 

المقترح الخامس: تحرير عدد من الأعمال الفاضلة الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تمر مع المسلم في يومه وليلته وإعدادها في ورقة وتزويد كل فرد من أهل البيت بنسخة منها للتذكير بها والمحافظة على تنفيذها بالطريقة التي يرونها.

 

المقترح السادس: تدريب أهل البيت على الصدقة وإحياء قيمة الجود والبذل ولو بالقليل، وذلك عن طريق وضع صندوق في مكان بارز في البيت يضع فيه أهل البيت ما تجود به نفوسهم من القليل والكثير ثم يُفرغ بشكل دوري ويُعطى للفقراء والمحتاجين والجهات الخيرية.

 

المقترح السابع: تعويدهم على تحمل المسئوليات بأنواعها، ويكون هذا بالتدريج بحيث يتدربون من خلال البيت والأسرة على حسن الإدارة وذلك كالمصروفات المعيشية وشرائها واستقبال الضيوف والخدمة المنزلية وقضاء بعض حاجيات الوالدين ونحو ذلك، بحيث يشعر أنه قدم عملا في أسرته فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيته كما تقول عائشة -رضي الله عنها- يكون في مهنة أهله يخصف نعله ويحلب شاته ويرقع ثوبه فإذا حضرت الصلاة خرج، أما أن يكون الأولاد مخدومين من كل وجه ولا يتقلدون مسؤوليات تدربهم على العمل فهذا له مخرجاته السلبية لاحقا.

 

المقترح الثامن: ملء فراغهم بما يفيدهم دينا ودنيا ببيع أو شراء أو تسجيلهم في بعض البرامج التربوية النافعة أو اصطحابهم إلى مجالس الخير ليتعلموا منها مما يملأ أوقاتهم بما ينمي قدراتهم.

 

المقترح التاسع: الحرص على زيارة مدارسهم من بنين وبنات للتعرف على مستوياتهم وسلوكياتهم ورعايتهم وتنمية قدراتهم، فعلى الوالدين الكريمين المباركين عدم إغفال هذه الفقرة، فالتربويون في المدارس يشكون شُح زيارة الآباء لمدارس أبنائهم وتشتكي التربويات شُح زيارة الأمهات لمدارس بناتهم، فإن هذه الزيارات لها مخرجاتها التربوية المهمة على الأولاد.

 

المقترح العاشر: الهدايا مطايا المحبة وبريد المودة وسبيل للتأثر فحاول أن تُرسل هدية إلى أحد أفراد أسرتك مشفوعة بتوجيه تربوي فسيكون لها الأثر البالغ عليه فالقلوب مجبولة على حب من أحسن إليها.

 

المقترح الحادي عشر: قد يسافر الأب سفرا طويلا نسبيا فعليه بالاتصال والتواصل وعدم الانقطاع عن التربية، فإن لم يفعل فقد يخسر شيئا مما بناه سابقا وهذه خسارة، فهذا التواصل يشعرهم باهتمامه بهم.

 

المقترح الثاني عشر: حثهم على حضور المناسبات العائلية للأقارب لتكون وسيلة لصلة الرحم وعدم الانقطاع وبيان الأجور المترتبة على ذلك.

 

المقترح الثالث عشر: عندما يهم أحد الأبناء بالسفر فعلى الأب الكريم أن يهديه بطاقة فيها عدد من الوصايا التربوية والتوجيهات النبيلة مثل احفظ الله يحفظك، اتق الله أينما كنت، ونحو ذلك، مشفوعة بهدية، فسيكون لهذه البطاقة الأثر الإيجابي الفعال خلال سفر هذا الابن.

المقترح الرابع عشر: القدوة العملية في بر الوالدين فليجعل الأب والأم أولادهما يرونهم وهم يخدمون آبائهم وأمهاتهم ويحسنون إليهم حتى يقتبس الأولاد ذلك عمليا وهذا غاية في الأهمية لأن الدروس العملية أبلغ في التأثير.

 

المقترح الخامس عشر: اجعل ثقافة الشكر براقة في الأسرة وحاضرة على كل صنيع إيجابي حتى ولو كان قليلا وصغيرا فإن ثقافة الشكر تشكو جفافا وشحا عند بعض الناس، وهي كلمات لطيفة لا تكلف شيئا لكن أثرها كبير، فتجد أحدنا قد يُحسن العتاب على الخطأ لكنه قد يغفل عن الشكر عند الإحسان.

 

المقترح السادس عشر: تسجيل الأبناء في حلقات تحفيظ القرآن وتسجيل البنات في الدور النسائية مما ينعكس إيجابا عليهم جميعا، استثمارا لأوقاتهم وملء فراغهم وشحذ لأفكارهم، ولا يمنع هذا من تسجيل الآباء والأمهات كذلك في حلقات الكبار فإن تلك الحلقات التحق بها الكبار فحفظوا واستفادوا فهي ليست حكرا على الأبناء الشباب، فيوجد في حلقات الكبار من الرجال والنساء أبناء الثمانين والتسعين وهذا كله من العمل الصالح وطلب العلم، فليستعن بالله -تعالى-الجميع على طلب ذلك الخير والمسارعة إليه والمسابقة فيه.

 

المقترح السابع عشر: تحريك أذهان أفراد الأسرة ببعض الأسئلة والمسابقات الدورية بشكل أسبوعي مثل: سؤال الأسبوع أو من الفائز أو من الفارس مما يثري عندهم الاطلاع والبحث عن الجواب، ويكون التكريم فوريا أو فصليا، وقد يكسب الأولاد من خلال ذلك معلومات جمة خصوصا إذا كان السؤال يسبقه مقدمة تربوية تكون هي الهدف من عرض السؤال، مثل أن يُكتب مقطع محذرا عن الغيبة ثم يذكر السؤال بعد تلك المقدمة فسيحيي الوالدان من خلال ذلك كثيرا من القيم الإيجابية.

 

المقترح الثامن عشر: الرجال والأبناء يحضرون خطب الجمعة وأما النساء في البيوت فلا تسمعها فلماذا لا ينقل الآباء والأبناء ما سمعوه إلى أهليهم ليستفيد الجميع وقد يورث هذا شيئا من المناقشة الإيجابية.

 

المقترح التاسع عشر: ترغيب الأبناء والبنات بالدعاء لأنفسهم ووالديهم والمسلمين، فقد يسعد أحد هؤلاء بدعوة رفعت فجميل أن يكون هذا سجية لأبنائنا وبناتنا.

 

المقترح العشرون: عندما ترى سلوكا لا ترتضيه من أحد أفراد أسرتك، فاكتب رسالة خاصة مقرونة بالتقدير والإرشاد وفيها العتاب الخفيف وستفاجأ بالاستجابة الإيجابية الكبيرة، خصوصا إذا صاحبها هدية فجرب ذلك وستجد ما ذكرته لك.

 

هذه عشرون مقترحا حرية بأن تكون أمورا عملية في بيوتنا وفي أسرنا ليصلح حالهم جميعا وليتوافقوا ولا يختلفوا.

 

وفقنا الله -تعالى-جميعا لمرضاته وأصلحنا وأصلح لنا وأصلح بنا.

 

المشاهدات 556 | التعليقات 0