عشرون معجزة + لقاح الجرعتين ( حسب التعميم الوزاري)

راشد بن عبد الرحمن البداح
1442/12/26 - 2021/08/05 13:49PM

الحمدُ للهِ مبدعِ الكائناتِ. أشهدُ أن لا إلهَ إلا هوَ وحدَه لا شريكَ له، مجزلِ الهِباتِ. وأشهدُ أن نبيَنا محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه أفضلُ البرياتِ، صلى اللهُ وسلم عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ أُولي الفضلِ والمكرماتِ، أما بعدُ:

فما أعظمَ وأجملَ الحديثَ عن ذلكَ النورِ المُبينِ الَّذِي أَخْرَجَ ربُنا بِهِ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} إنَّهُ رسولُنا e الذي (سَمَّاهُ اللَّهُ سِرَاجًا مُنِيرًا، وَسَمَّى الشَّمْسَ سِرَاجًا وَهَّاجًا، وَالسِّرَاجُ الْمُنِيرُ أَكْمَلُ مِنَ السِّرَاجِ الْوَهَّاجِ، فَإِنَّ الْوَهَّاجَ لَهُ حَرَارَةٌ تُؤْذِي، وَالْمُنِيرَ يُهْتَدَى بِنُورِهِ مِنْ غَيْرِ أَذًى بِوَهَجِهِ)([1]).

فصلواتُ اللهِ وسلامُه عليه ما هَطَلَتِ الغمائمُ بتَهْتَانِ المطرِ، وما هَدَلَتِ الحمائمُ على أفنانِ الشجرِ.

ولقد أيدَه اللهُ –تعالى- بالآياتِ المعجزاتِ الكثيراتِ التي قد فاقَ عددُها الألفَ معجزةٍ ([2]). فإليكمُ الآن شيئًا من معجزاتهِ وآياتهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:

1.       وأَولهُا وأُولاها الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ: الَّذِي تحدَى اللهُ بِهِ أساطينَ البلاغةِ وألسُنَ الفصاحةِ جيلاً بعدَ جيلٍ على أَن يَأْتُوا بِعشرِ سورٍ مثلهِ مفترَياتٍ، أو حتى بِسُورَةٍ من مثلهِ:

جاءَ النبيونَ بالآياتِ فانصرمتْ .. وجئتَنا بحكيمٍ غيرِ منصرمِ

آياتهُ كلما طالَ المَدى جُـــدُدٌ .. يَزينُهنَ جَلالُ العِتقِ والقِدَمِ

وإن معجزاتِ الأنبياءِ -عليهمُ الصلاةُ والسلامُ- كلُها مبهرةٌ مؤثرةٌ، لكنَّ معجزاتِ نبيِنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- أشدُ إبهارًا وأقوى تأثيرًا: (فإن كان إبراهيمُ كَسرَ الأصنامَ، فقد أشارَ نبيُّنا يومَ الفتحِ بقضيبٍ إلى ثلاثمائةٍ وستينَ صنماً فتكسَّرنَ. وإن كان هودٌ نُصِرَ على قومهِ بالدَّبورِ فقد نُصِرَ نبيُنا بالصَّبَا، فمزَّقتِ الأحزابَ. وإن كانَ الحجَرُ انفجرَ لموسى فقد نبعَ الماءُ من بينِ أصابعِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وهذا أَعْجَبُ؛ لأن الماءَ يخرجُ عادةً  من الحجارةِ، لا من بينِ اللحمِ والدمِ. وحنينُ جذعِ النخلِ إلى نبيِنا أعجبُ من حالاتِ عصا موسى، وتسبيحُ الحصا في كفِّ نبيِنا أعجبُ من تسبيحِ الجبالِ مع داودَ. وإن كانَ الحديدُ لُيِّن لداودَ فقد لانَ الصخرُ وتكلمَ وسلمَ على نبيِنا صلى الله عليه وسلم)([3]). حيثُ قالَ: «إِنِّى لأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ» ([4]).

أحبهُ الشجرُ والحجرُ. فكيفَ لا نُحِبُ ولا نَحِنُّ لمن هو أحبُ إلينا من آبائِنا وأمهاتِنا، بل ومن أنفسِنا؟!

9.           وانشقَ الْقَمَرُ لمن هو أجملُ من القمرِ e فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ بين جبلِ حراءِ.

10.         وَرمى يَوْمَ حنينٍ في وُجُوهِ الكُفَّارِ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ، وقَالَ: «شَاهَتِ الْوُجُوهُ»، فَمَا مِنْهُمْ إِنْسَانٌ إِلَّا مَلَأَ عَيْنَيْهِ تُرَابًا بِتِلْكَ الْقَبْضَةِ، فَهَزَمَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ([5]).

11.   وفِي الْهِجْرَةِ ساختْ قَوَائِمُ فرسِ سراقَةَ بنِ مَالكٍ فِي الأَرْضِ.

12.   وردَّ عينَ قَتَادَةَ بنِ النُّعْمَانِ بعدَ أَن سَالَتْ على خَدّهِ فَكَانَتْ أحسنَ عَيْنَيْهِ

13. وانكسرَ سيفُ عكاشةَ يَوْمَ بدرٍ، فَأعْطَاهُ جذْلاً من حطبٍ، فانقَلَبَ فِي يَده سَيْفًا.

14.  وذَهَبَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- للخلاءِ، فَأَخَذَ بِغُصْنِ شَجَرَتَينِ قائِلاً: «انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللهِ» فَانْقَادَتَا، ثم قال: «الْتَئِمَا عَلَيَّ بِإِذْنِ اللهِ» فَالْتَأَمَتَا([6]).

15.  وشَكَى بَعِيرٌ إِلَيْهِ كَثْرَةَ الْعَمَلِ وَقلةَ الْعلفِ، فانتصرَ لمظلمةِ البعيرِ.

16. وَوردَ فِي غَزْوَة تَبُوكٍ على مَاءٍ لَا يرْوى وَاحِدًا، وَالْقَوْمُ عِطاشٌ ففارَ المَاءُ، وارتوَوا، وَكَانُوا ثَلَاثِينَ ألفا.

17. وأنذرَ بِمَوْت النَّجَاشِيّ، فصلَوْا عَلَيْه صلاةَ الغائبِ،ِ ثم وردَ الْخَبَرُ بِمَوْتِهِ بعد أيامٍ.

18.     وَأخْبر بِأَنَّهُ يَقْتلَ أُميَّةَ بنَ خلفٍ، فخَدشَه يَوْم أحدٍ خَدشاً لطيفاً فَكَانَتْ منيتُه([7]).

فاللهم أدخِلنا في شفاعتهِ، وأمِتْنا على مِلَّته.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانَا وَآوَانَا، وَسَقَانَا وَأَرْوَانَا، وصلى اللهُ وسلم على مَن للحقِ أرانا، وبالحكمةِ ربانا. أما بعد:

فقد كانَ خيرُ المتوكلينَ e يصيبهُ المرضُ، ويَتداوَى بمثلِ العسلِ والحبةِ السوداءِ. فيُستفادُ منه أنَّ فعلَ الأسبابِ لا ينافيْ كمالَ التوكلِ على مسبِّبِ الأسبابِ.

وإنَ من التوقِّي من كورونا وتبعاتِها أخذَ لِقاحِها بالجُرعتين؛ لما فيه منْ حفظِ النفسِ البشريةِ، وتحقيقِ المقاصدِ الشرعيةِ، وتنفيذِ الأوامرِ النظاميةِ الحازمةِ الراحمةِ الراميةِ للوقايةِ وحفظِ الصحةِ، لا سيما صحةَ فلذاتِ الأكبادِ، وقد قرَّبتْ مدارسُهم فتحَ أبوابِها، وعلى المعلمينَ ومنسوبي التعليمَ المبادرةُ باستكمالِ الجرعتينِ، لسلامتِهم وسلامةِ من يخالطونَ، ومن الحرصِ المشكورِ من وزارِةِ الصحةِ أن فتحُوا لطلابِ المتوسطِ والثانوي أخذَ الجرعاتِ بلا حُجوزاتٍ.

فلنحزِم مع أولادِنا لتَلَقي الجرعةِ الأولى قبلَ يومِ الاثنينِ القادمِ، ليتمكنوا من الثانيةِ قبل بدءِ الدراسةِ.

·        نسألُ اللهَ أنْ يَدفعَ عنا البلاءَ والداءَ والوباءَ، وأنْ يُمتِّعَنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحيانا، وأنْ يجعلَه الوارثَ منا.

·        اللهم إنا نعوذُ بك مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ.

·        اللهم احفظْ دينَنا وبلادَنا وبلادَ المسلمينَ.

·        اللهم احفظْ أمنَنا وتعليمَنا وصحتَنا وحدودَنا.واحفَظْ ثرواتِنا وثمراتِنا،واقتصادَنا وعتادَنا.

·        اللهم وفَّقْ وليَّ أمرِنا ووليَّ عهدِه لما تحبُّ وترضَى، وارزقهمْ بِطانةَ الصلاحِ والفلاحِ. واجزهم خيرًا على ما يبذلون لمصلحة الإسلام، ولخدمة المسلمين.

·        اللهم صلِّ وسلِّمْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ. وأقمِ الصلاةَ إنَّ الصلاةَ تَنهَى عنِ الفحشاءِ والمنكرِ، ولَذِكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعونَ.

 

 

 

 

 



([1])الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (3/ 372)
([2]) انظر الجواب الصحيح (6/ 377)
([3])الوفا بتعريف فضائل المصطفى لابن الجوزي (1/ 268)
([4])صحيح مسلم (6078)
([5])صحيح مسلم (1777)
([6])صحيح مسلم (3012)
([7]) باختصار من الوافي بالوفيات (1/ 82) وعنه: الطبقات السنية في تراجم الحنفية (ص: 21)

المرفقات

1628171318_عشرون معجزة لقاح الجرعتين.docx

1628171334_عشرون معجزة لقاح الجرعتين.pdf

المشاهدات 2205 | التعليقات 0