عزة المسلمين
صالح العويد
1433/02/02 - 2011/12/27 16:53PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله أن تكونوابأتم صحة وعافية
هذه خطبة عن عزة المسلم أنقلهالكم
في زمن طغى فيه تقليدأعداءالدين وفقدان الهوية
أسأل الله أن ينفع بهاالجميع وممكن يضاف إليها
الإحتفال برأس السنة وفق الله الجميع
أسأل الله أن تكونوابأتم صحة وعافية
هذه خطبة عن عزة المسلم أنقلهالكم
في زمن طغى فيه تقليدأعداءالدين وفقدان الهوية
أسأل الله أن ينفع بهاالجميع وممكن يضاف إليها
الإحتفال برأس السنة وفق الله الجميع
صالح العويد
أوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل: ((وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ)) اتقوا يومًا الوقوف فيه طويل والحساب فيه ثقيل.،
حديثي لك أنت أخي المسلم يا من تتبوأ أعلى مقام وتتوشح أسمى وسام، إنه الانتماء إلى دين الإسلام .
لا يهم أن تكون فلان بن فلان فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم ولا يعنيني أن تكون من الأصل الفلاني أو البلد الفلاني فقد خذلت أبا لهب أصالته وبلال عبد جاوز السحب.
أي تكريم لك أخي المسلم ودينناأكمل دين اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينافهوالدين الذي يرضاه من عباده ولايرضى ديناسواه ومن يبتغ غيرالإسلام دينافلن يقبل منه ديننايعلوولايعلى عليه يقول عليه الصلاة والسلام ((ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام وذُلاً يذل الله به الكفر) وأي تكريم لك أيها المسلم أعظم من أن أنزل الله لك كتاباً يخاطبك فيه ويناديك، ((لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ))تكفل الله بحفظه لاكغيره من الكتب إِنَّا نَحْنُ نَزَّلنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد
وأي تكريم أجل من أن يرسل الله أعظم خلقه وأكرمهم عليه يزكيك ويهديك إلى صراط مستقيم، ((لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ))
وأي تكريم بأن اختصك الله واصطفاك من بين ملايين البشربأن جعلك تسجدله دون من سواه
إليك أنت أيها المسلم يا من قدرك عند الله عظيم ومكانتك بين الأمم سامية، ( نحن الأولون والآخرون يوم القيامة )
لقد كرمك الله وأعلى شأنك يوم أن جعلك من خير أمة أخرجت للناس لقد كرمك الله يوم أن جعلك شهيداً على الناس يوم القيامة، ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)) لقد كرمك الله يوم أن عظم حرمتك وصان دمك، ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) (النساء:93) .
ولزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم، ولحرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة كم أنت عظيم أيها المسلم، وكم أنت عزيز لو عرفت قدرك واتصلت ممن يعز ويذل ويخفض ويرفع.
كم أنت عظيم أيها المسلم، وكم أنت عزيز لو عرفت قدرك واتصلت بمن يعز ويذل ويخفض ويرفع.
أنتم أيها المسلون الأعلون على كل الأمم . أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، فلماذا الوهن والضعف وتقديم التنازلات والظهور أمام العالم بمظهر المنهزم المتخاذل .
ما بال هذه الأمة قد نكست أعلامها، وهزل جسمها، وأفلت الزمام من يدها، هل انقطعت الصلة بينها وبين سلفها وماضيها المشرق، أم أنها هجرت أسباب العزة وعوامل النصر. أجل حينما انحرفت الأمة عن طريق ربها وتحكيم شرعه في حياتها أصبحت أذل وأضعف أمة،لقدظهرت طوائفاعتزوا بغير الله، وافتخروا بالولاء للشرق والغرب، وهجروا كتاب الله المنقذ، وسنة النبي الهادي، فضرب الله عليهم الذل والهوان، فكان أن صاروا كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم: (( يوشك أن تتداعي عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله، قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن: قال: حب الدنيا وكراهية الموت)) . يوم أن كانت الأمة تفخر بدينها، وتعتز بإيمانها، وتربط نفسها بقوة الله التي لا تغلب.
ويوم أن كانت الأمة ترفع راية الإسلام وتحكم القرآن، وتعلي راية الجهاد، يومها كانت للمسلمين مواقف في العزة، كانت نبراساً لمن ينشد العز والقوة.
كتب النبي كتابًا إلى كسرى ملك فارس، واختار لحمل هذا الكتاب عبد الله بنَ حذافة السهمي ، فجهَّز عبد الله بنُ حذافة راحلته، وودَّع صاحبته وولده، ومضى إلى غايته ترفعه النجاد، وتحطه الوهاد، وحيدًا فريدًا، ليس معه إلا الله، حتى بلغ ديار فارس، فاستأذن بالدخول على ملكها، وأخطرَ الحاشية بالرسالة التي يحملها له، عند ذلك أمر كسرى بإيوانه فزُيِّن، ودعَا عظماء فارس لحضور مجلسه فحضروا، ثم أذِنَ لعبد الله بن حذافة بالدخول عليه.
دخل عبد الله بن حذافة على سيد فارس، مشتملاً شملته الرقيقة، مرتديًا عباءته الصفيقة، عليه بساطة الأعراب، لكنه كان عاليَ الهمَّة، مشدود القامة، بين جوانحه عزَّةُ الإسلام، وفي فؤاده كبرياءُ الإيمان، له هيبة المؤمن، ومَن هاب اللهَ هابه كلُّ شيء.
فما إن رآه كسرى مقبلاً حتى أومأ إلى أحدِ رجاله أن يأخذ الكتاب من يده، فقال عبد الله بن حذافة: لا، إنما أمرني رسول الله أن أدفعه إليك يدًا بيد، وأنا لا أخالف أمر رسول الله، فقال كسرى لرجاله: دعوه يدنو مني، فدنا من كسرى حتى ناوله الكتاب بيده، ثم دعا كسرى كاتبًا عربيًا مِن أهل الحيرة، وأمَرَه أن يفضَّ الكتاب بين يديه، وأن يقرأه عليه، فإذا فيه: ((بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، الله أكبر إنهاالعزة التي لاتعرف الهوان سلام الله على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، وأدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لينذر من كان حيًا ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك)). فما إن سمع كسرى هذه الرسالة حتى اشتعلت نار الغضب في صدره، فاحمر وجهه، وانتفخت أوداجه، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام بدأ بنفسه، وبدأه بقوله: ((من محمدٍ رسول الله إلى كسرى))، غضب هذا الرجل المغرور المتكبر، وجعل يمزِّقها دون أن يعلم أي شر يجره على نفسه، مزقها وهو يصيح: أيكتبُ لي بهذا وهو عبدي؟! ثم أمر بعبد الله بن حذافة أن يُخرَج من مجلسه، فأُخرج. فلما بلغ النبيَّ ذلك الخبرُ قال: ((اللهم مزِّق ملكه)).فمزق الله ملكه ويوم خرج الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجرا من مكة إلى المدينة.. لحق به سراقة بن مالك.. طامعا في إعادة الرسول إلى كفار مكة.. لينال سراقة الجائزة.. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على سراقة فساخت يدا فرسه في الرمل. فقال سراقة : إني أراكما قد دعوتما علي، فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب. فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسراقة : كيف بك إذا لبست سواري كسرى وتاجه..وكسرى في ذلك الوقت إمبراطور أعظم دولة على وجه الأرض.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم.. لا يملك إلا إيمانه ..وثقته في الله.. الذي شهد له أن دين الإسلام.. سيكون هو الأعلى.. وهو المهيمن ..لأنه الدين الحق..فقال جل جلاله .. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ.. لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ.. وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا..وما هي إلا خمسة عشر عاما.. حتى أسلمت دولة فارس..وذهب نفوذ كسرى..وحملت قوافل جند الإسلام.. كنوزه إلى المدينة المنورة ..ليقف أمامها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.. فيرى من بينها أساور كسرى.وتاجه.فينادي أين سراقة بن مالك ..ويلبسه سواري كسرى وتاجه و هو يقول.. هذا موعود رسول الله لك يا سراقة..قد جعله ربي حقا.. فأية أمة..تصعد خلال خمسة عشر عاما.. من قبائل متناحرة..من فلول بين كثبان الرمال..إلى أمة تقود أهل الأرض..تملأ الدنيا بناء وتعميرا ورخاء, إنهاالعزة للهولرسوله وللمؤمنين
وكتب الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب الثلاث آلاف جندي والمدينة الصغيرة صاحب العزة إلى هرقل قيصر الروم الزعيم الأعظم للإمبراطورية الرومانية ، وجيوشها تقدر بالملايين وتاريخها في الأرض أكثر من ألف سنة، كتب إليه: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَسْلِمْ تَسْلَمْ"."يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ ثم كتب آية من آيات رب العالمين I: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].إنها العزة التي لاتعرف الذل والهوان وأراد هرقل أن يتطلع إلى الأمروأخذه مأخذالجدية وقصته مع أبي سفيان رضي الله عنه قبل أن يسلم معروفة إلى أن اعترف هرقل بعزة نبيناصلى الله عليه وسلم وقال هذه الكلمات فإن كان ما تقوله حق أي يماقاله أبوسفيان فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلمُ أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلصُ إليه لتجشَّمْتُ لقاءَهُ، ولو كنت عنده لغسلتُ عن قَدَمِهِ الله أكبرفلله العزة ولرسوله وللمؤمنين
وخرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعه أبو عبيدة ، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له فنـزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة، يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك فقال عمر: أوه لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالاً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله. هكذاتكون العزة ياقوم
واستمع أخي المسلم إلى موقف العزة أرسل سعد بن أبي وقاص ربعي بن عامر رضي الله عنهما إلى رستم بناءً على طلبه فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق والزرابي والحرير وأظهروا اليواقيت واللآلئ الثمينة العظيمة ، وعليه تاجه وقد جلس على سرير من ذهب ودخل ربعي بثياب صفيقة وأقبل وعليه سلاحه . مخرقاً به السجاد والبسط فقالوا له : ضع سلاحك فقال : إني آتيكم وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت ،فقال رستم : ائذنوا له فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق ، فقالوا له : ما جاء بكم ؟
فقال : الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه ، فمن قبل منا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه ، وتركناه وأرضه يليها دوننا ، ومن أبى ذلك ، قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله .قال : وما موعود الله ؟قال : الجنة لمن مات على قتال من أبى ، والظفر لمن بقي . فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا؟
قال: نعم!كم أحب إليكم؟ يوما أو يومين؟قال: لا بل حتى نكاتب أهل رأينا رؤساء قومنا.
فقال: ما سن لنا رسول الله أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث، فانظر في أمرك وأمرهم، واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل.
فقال: أسيدهم أنت؟
قال: لا، ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم.
فخلص رستم برؤساء أهل فارس فقال : ماترون ؟ هل رأيتم كلامًا قط أو ضح ولا أعز من كلام هذا الرجل ؟
فقالوا : معاذ الله لك أن تميل إلى شيء من هذا ، وتدع دينك لهذا الكلب ، أما ترى إلى ثيابه ؟
فقال : ويحكم ! لا تنظروا إلى الثياب ، ولكن انظروا إلى الرأي والكلام والسيرة .
وبعدأن اجتمعواوقررواوتكبروايقول له: رستم ومعه وزراؤه وأصحابه وهو يضحك: جئتم تفتحون الدنيا بهذا الفرس المعقور والرمح المسلم والثوب الممزق؟ وقال لربعي لا تخرج من قصري أو إيواني حتى تحمل تراباً على رأسك، فحمل ربعي بن عامر تراباً وقال لأصحابه هذه بشرى أن يملكنا الله أرضهم.
وبعدأن بدأالقتال أرسل ملك الفرس (( يزدجرد )) يستنجد بملك الصين ، ووصف له المسلمين ،
فأجابه ملك الصين : إنه يمكنني أن أبعث جيشًا أوله في منابت الزيتون أي الشام وآخره في الصين ، ولكن إن كان هؤلاء القوم كما تقول : فإنه لايقوم لهم أهل الأرض ، فأرى لك أن تصالحهم ، وتعيش في ظلهم ، وظل عدلهم ولكن هيهات هيهات فدخل سعد بن أبي وقاص تلك الأرض. وانتصر ودخل إيوان الضلالة وحطم وكر الوثنية الفارسية وهو يقول: ما ورد في القرآن: "كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوماً آخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين"الله أكبرإنهاالعزة فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين
في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز..بلغ إلى علمه أن رجلا من المسلمين وقع أسره من طرف الروم.. وحمل الرجل إلى الإمبراطور الذي أمره بترك الإسلام.. فرفض الرجل.. فأدخله السجن.. لما بلغ الخبر إلى الخليفة الزاهد.. كان جالسا فوقف..ونادى في جلسائه.. أحضروا إلي كاتبي و حامل البريد...و لما حضرا .. قال لكاتبه أكتب: من أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز..إلى ملك الروم..وبعد..لقد بلغني ما فعلت بأسيرك فلان .. وإني أقسم بالله العظيم.. إن لم ترسله من فورك .. لأبعثن إليك من الجند..ما يكون أولهم عندك و آخرهم عندي.. وبلغت الرسالة إلى إمبراطور الروم.. فأمر في الحال بإحضار الأسير ..فأعطاه من المال و الهدايا .. وأرسله في مجموعة من حرسه الخاص..إلى الحدود آمنا.. هكذا كان حال الأمة..لما تمسكت بدينها..المسلم عزيز دين الإسلام يا مسلمون دين العزة، ولذا فقد حرم الإسلام على المسلم أن يهون أو يستذل أو يستضعف، ورمى في قلبه القلق والتبرم بكل وضع يخدش كرامته ويجرح مكانته. فإذا طلب المسلمون العزة ..فإن طريقها بينه الله في قوله تبارك وتعالى..مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا..العزة في طاعة الله..العزة في العمل بما شرع الله..العزة باجتناب ما حرم الله..العزة في العمل بسنة رسول الله.. العزة في كتاب الله..وفي كتاب الله يقول الله جل وعلا.. وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ ..إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ..إن رسختم الإيمان في قلوبكم.. إن طبقتم شرع الله في حياتكم.. تكونون أنتم أهل العزة .. وأنتم القدوة ..و أنتم الأسوة.. وأنتم القوة..كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ.. اللهم ارزقنا ولايتك، ولا تحرمنا رعايتك، واجعلنا لديك من المقربين.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم فاستغفروه ثم توبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم
تعديل التعليق