عرفة وعيد وجمعة

عبدالرزاق المضياني
1441/12/02 - 2020/07/23 23:11PM
عَرَفَةُ وعيدٌ وجمعةٌ 3/12/1441هـ
الخطبة الأولى:                                                                                                          أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ يا مُؤمِنُونَ؛ فَإِنَّنا مُقْبِلُونَ عَلى أَيَّامٍ تَأَكَّدتْ فِيهَا التَّقْوَى، وَفِي زَمَنٍ اشْتَدَّتِ فِيهِ الْفِتَنُ والبَلوى، وَلَا غِنى لَنا عَنِ اللَّـهِ تَعَالَى وَحِفْظِهِ وَتَثْبِيتِهِ طَرفَةَ عينٍ.                                                                                                                  عبادَ اللهِ: لَئِنْ مَضَى الحُجَّاجُ بِالأَجْرِ وَالغَنِيمَةِ فَفَضْلُ الله وَاسِعٌ, فَقد شَرَعَ لَنَا رَبُّنا صيامَ يومِ عَرَفَةَ! وجَعَلَهُ مُكفِّراً لِذُنُوبِ سَنَتَينِ كَامِلَتَينِ! كَمَا قَالَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». فَيَومُ عرفةَ يومُ إكمالِ الدِّينِ وإتمامُ النِّعمةِ فما أعظَمَهُ من يومٍ أَقْسَمَ اللهُ فيهِ فَقَالَ: وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ،قَالَ : (الشَّاهِدُ يَومُ الجُمُعَةِ، وَاليَومُ المَشهُودُ يَومُ عَرَفَةَ)، حَسَّنَهُ الأَلبَانِيُّ. وما أَجَلَّهُ من يومٍ يُباهي اللهُ فيهِ ويَستَجِيبُ فيهِ! فَخَيرُ الدُّعاءِ, دُعاءُ يومِ عَرَفَةَ وَخَيرُ مَا قَالَهُ نَبِيُّنا مُحَمَّدٌ والنَّبيُّونَ قبلَه لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ المُلكُ ولهُ الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قَديرٌ, فَعَظِّموا يومَ عَرفةَ وصومُوه, وحثُّوا أولادَكم وَأَهلِيكُمْ, خاصَّةً أنَّهُ يَجتَمِعُ لَنَا فَضلانِ يومُ عَرَفَةَ وَيَومُ الخَمِيسِ!      عبادَ اللهِ: مَا رُئِيَ إِبلِيسُ في يَومٍ أَحقَرَ مِنْهُ وَلا أَغيَظَ مِنهُ فِي يَومِ عَرَفَةَ؛ لِمَا يَرَى مِن تَنَزُّلِ الرَّحماتِ! فَعَنْ عَائِشَةَ رضي اللهُ عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ:(مَا مِن يَومٍ أَكثَرُ مِن أَن يُعتِقَ اللهُ فِيهِ عَبدًا مِنَ النَّارِ مِن يَومِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدنُو ثم يُبَاهِي بهم الملائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاءِ).قال ابنُ رجبٍ رحمهُ اللهُ: العتقُ من النَّارِ عامٌّ لِجميعِ المسلمينَ بحمدِ اللهِ تعالى.                                                                                  فَيا مؤمنُ, بَادِرْ بِالتَّوبَةِ, وَعَظِّمْ يَومَ عَرَفَةَ, وَصُومُوهُ لِلهِ تَعَالى وَحثُّوا أَولادَكمْ: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ .وَادْعُوا اللهَ وَأَنْتُم مُوقِنُونَ بِالإجَابَةِ، فَسُبحانَكَ رَبَّنا ما أَعظَمَكَ وَأَحْلَمَكَ وَأكْرَمَكَ, أقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَاسْتَغْفِرُ اللهَ, فَاسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَحِيمُ.
 الخطبة الثانية:                                                                                                    أمَّا بعدُ:فاتَّقوا اللهَ يا مُؤمنونَ واشكروهُ على نِعَمِهِ وفَضلِهِ,فقد تفضَّل علينا بالتَّقرُّبِ إليهِ بِذبْحِ الأَضَاحِي فَقَالَ تَعالى:(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).فَذَبْحُهَا مِن أَعْظَمِ شَعَائِرِ الدِّينِ, وأَحبِّها إلى اللهِ تَعَالَى ولَمَّا سُئِلَ رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:عن الأَضَاحِي قَالَ:«سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ».                                                                            فطِيبُوا بِالأُضْحِيَةِ نَفْسَاً واستَسمِنُوها وأَخْلِصُوا بِهَا للهِ:«فإنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلاَّ طَيِّباً».وَاحْضُرُوا العِيدَ فَحُضُورُهُ عِبَادَةٌ, ولا تفرطوا في صلاة الجمعة ففي صلاتها لمن صلى العيد خير وزيادة،خصوصًا مع قرب المساجد في زمَننِا هذا، وتوفُّر وسائل المواصَلات،غير أن هناك فسْحة لأصحاب الأعذار والمَشاغِل ممَّن يَذبَحون الأضاحي، أو ممَّن يُريدون زيارة أقاربهم خارج البلد أن يَترُكوا الجمُعة ويُصلوا الظهر شريطة أن يكونوا قد صلوا العيد مع المسلمين.                                               أيامكم هذه أيامٌ مُباركاتٌ،تجتمع فيها أمهات العبادات،من التَّهليلاتِ،والتَّسبيحاتِ،والتَّكبيراتِ،والتَّحميداتِ،استغفارٌ، وأذكارٌ،صيامٌ،وصِلةُ أرحامٍ،وصفحاتٌ من القرآنِ،وزيارةُ إخوانٍ،أعاننا الله وإياكم على الطاعة والإحسان،ثم صلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه،،،
المشاهدات 1037 | التعليقات 0