عرفة والجمعة 9-12-1443هـ

عوض آل دبيس
1443/12/06 - 2022/07/05 02:35AM
الخطبة الأولى
الحمد لله مُبدِع البدائع، وشارِعِ الشرائِع، أحمدُه وقد أسبَغَ علينا الخير الجزيل، وأسبلَ علينا السترَ الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةَ عبدٍ آمنَ بربِّه، ورجا العفوَ والغُفرانَ لذنبه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه وحِزبه، صلاةً وسلامًا دائمَيْن مُمتدَّين إلى يوم الدين.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ وَعَظِّمُوهُ.. اتَّقُوهُ فَإِنَّهُ خَالِقُكُمْ، وَأَطِيعُوهُ فَإِنَّهُ رَازِقُكُمْ، وَعَظِّمُوهُ فَإِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ، لَا حَوْلَ لِلْعِبَادِ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِهِ، وَلَا مَفَرَّ لَهُمْ مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} أَيُّهَا النَّاسُ: الْيَوْمُ يَوْمُ عَرَفَةَ، فَمَا يَوْمُ عَرَفَةَ؟ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فَمَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ؟ اجْتَمَعَ عِيدُ عَرَفَةَ بِعِيدِ الْجُمُعَةِ، وَالْتَقَتْ وَقْفَةُ أَهْلِ الْمَنَاسِكِ بِشَعَائِرِ أَهْلِ الْأَمْصَارِ.
لَا يَوْمَ كَالْيَوْمِ، ولَا عَشِيَّةَ كَعَشِيَّتِهِ، فِي الِاجْتِمَاعِ لِتَعْظِيمِ اللهِ تَعَالَى وَذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَعِبَادَتِهِ؛ فَأَهْلُ الْمَوْسِمِ وُقُوفٌ الْآنَ بِعَرَفَةَ فِي جُمُوعٍ عَظِيمَةٍ مَهِيبَةٍ؛ شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ للهِ تَعَالَى، يَقْضُونَ عَشِيَّةَ الْيَوْمِ فِي دُعَاءٍ وَتَضَرُّعٍ وَبُكَاءٍ، يَسْأَلُونَ رَبَّهُمْ حَاجَاتِهِمْ، وَيُقِرُّونَ لَهُ بِذُنُوبِهِمْ
يَا لَهُ مِنْ يَوْمٍ فِي نُفُوسِهِمْ لَا يَعْدِلُهُ يَوْمٌ! يَا لَهَا مِنْ عَشِيَّةٍ لَا تُمَاثِلُهَا عَشِيَّةٌ! فَاللَّهُمَّ اقْبَلْ مِنَ الْحُجَّاجِ حَجَّهُمْ، وَاسْتَجِبْ دُعَاءَهُمْ، وَأَعْطِهِمْ مَسَائِلَهُمْ، وَلَا تَحْرِمْنَا مِمَّا أَعْطَيْتَهُمْ؛ فَإِنَّكَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ، الْجَوَّادُ الْكَرِيمُ.
وَأَمَّا أَهْلُ الْأَمْصَارِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَجْتَمِعُونَ فِي مَسَاجِدِهِمْ لِأَدَاءِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ، قَدْ صَامُوا هَذَا الْيَوْمِ طَلَبًا لِمَثُوبَتِهِ، وَفِي عَشِيَّةِ هَذَا الْيَوْمِ يَخْلُو كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، يَدْعُوهُ وَيَسْأَلُهُ وَيَسْتَغْفِرُهُ حَتَّى يَحِلَّ إِفْطَارُهُ، قَدِ اجْتَمَعَتْ فِيهِمْ أَسْبَابُ إِجَابَةِ الدُّعَاءِ؛ فَآخِرُ سَاعَةٍ مِنَ الْجُمُعَةِ وَقْتُ إِجَابَةٍ، وَدَعْوَةُ الصَّائِمِ مَرْجُوَّةٌ؛
فَيَا للهِ الْعَظِيمِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، كَمْ مِنْ دَعَوَاتٍ سَتُرْفَعُ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ صَعِيدِ عَرَفَةَ  وَكَمْ مِنْ دَعَوَاتٍ سَتُرْفَعُ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ مِنْ مَسَاجِدِ الْمُسْلِمِينَ وَدُورِهِمْ عَشِيَّةَ هَذَا الْيَوْمِ فِي مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا!

الْيَوْمُ يَوْمُ الْعِتْقِ مِنَ النَّارِ، يقول  عليه الصلاة والسلام «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟» فَسَلُوا اللهَ
تَعَالَى أَنْ يُعْتِقَكُمْ وَوَالِدِيكُمْ وَمَنْ تُحِبُّونَ مِنَ النَّارِ
 
الْيَوْمُ يَوْمُ ذُلِّ الشَّيْطَانِ وَإِصْغَارِهِ، حِينَ يَرَى رَحَمَاتِ اللهِ تَعَالَى تَتَنَزَّلُ عَلَى عِبَادِهِ، وَحِينَ يَرَى عِبَادًا فَتَنَهُمْ وَأَغْوَاهُمْ سِنِينَ عَدَدًا يَغْفِرُ اللهُ تَعَالَى لَهُمْ فِي تِلْكَ الْعَشِيَّةِ، فَيَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ: انْصَرِفُوا
مَغْفُورًا لَكُمْ.
يومكم هذا يَوْمُ جُمُعَةٍ ويَوْمُ عَرَفَةَ، فَكَانَ يَوْمُ الْوَقْفَةِ هَذَا مُوَافِقًا لِوَقْفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ فَإِنَّهُ وَقَفَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِعَرَفَةَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ.  إِنَّهُ يَوْمٌ عَظِيمٌ عِنْدَ أَهْلِ الْإِسْلَامِ؛ لِأَنَّهُ يَوْمُ كَمَالِ الدِّينِ، وَتَمَامِ النِّعْمَةِ، وَفِيهِ تَنَزَّلَتِ الْآيَةُ بِذَلِكَ،{اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}
  اجْتَمَعَ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَفْضَلُ أَيَّامِ الْأُسْبُوعِ مَعَ يَوْمٍ هُوَ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِ الْعَامِ، فَاجْتَمَعَ الْفَضْلُ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ.وَكَفَى بِذَلِكَ شَرَفًا وَفَضْلًا لِهَذَا الْيَوْمِ الْعَظِيمِ
إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمٌ يَدْنُو فِيهِ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَشِيَّةَ يَوْمِ عَرَفَةَ مِنْ أَهْلِ الْمَوْقِفِ، ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ... وَتَحْصُلُ مَعَ دُنُوِّهِ مِنْهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سَاعَةُ الْإِجَابَةِ الَّتِي لَا يَرُدُّ فِيهَا سَائِلًا يَسْأَلُ خَيْرًا، فَيَقْرُبُونَ مِنْهُ بِدُعَائِهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، وَيَقْرُبُ مِنْهُمْ تَعَالَى بالْإِجَابَةِ الْمُحَقَّقَةِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وبقُرْبُهُ الْخَاصُّ مِنْ أَهْلِ عَرَفَةَ، وَمُبَاهَاتُهُ بِهِمْ مَلَائِكَتَهُ. فَتَسْتَشْعِرُ قُلُوبُ أَهْلِ الْإِيمَانِ هَذِهِ الْأُمُورَ فَتَزْدَادُ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِهَا، وَفَرَحًا وَسُرُورًا وَابْتِهَاجًا، وَرَجَاءً لِفَضْلِ رَبِّهَا وَكَرَمِهِ.
فِي صَعِيدِ عَرَفَةَ يَدْعُو أُنَاسٌ لِآخَرِينَ فَيَسْتَوْجِبُونَ الْمَغْفِرَةَ بِدُعَاءِ إِخْوَانِهِمْ لَهُمْ، وَكَذَلِكَ فِي سَاعَةِ الْجُمُعَةِ، فَكَيْفَ إِذَا وَقَعَتْ سَاعَةُ الْجُمُعَةِ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ؟! وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ عَرَفَةَ: «أَفِيضُوا عِبَادِي مَغْفُورًا لَكُمْ وَلِمَنْ شَفَعْتُمْ لَهُ» رَوَاهُ الْبَزَّارُ
 
عباد الله : من السُّنة في هذه الأيام التكبير مطلقًا ومقيدًا، والمقيد هو الذي يكون أدبار الفرائض، ويبدأ التكبير المقيد لغير الحاج من فجر يوم عرفة، وللحاج من ظهر يوم النحر، ويمتد في حقهما التكبير مطلقًا ومقيدًا إلى آخر أيام التشريق
 
أيها المسلمون: وإن من شعائر ديننا صلاة عيد الأضحى، فاحرصوا على أدائها وحاذروا تفويتها ومروا أولادكم وأهليكم بها فقد كان النبي ﷺ يأمر الناس بالخروج إليها
 
والأضحية يا مسلمون شعيرة عظيمة وإن من خير ما يُتقرب إلى الله في يوم الأضحى إهراق الدم فطيبوا بها نفسا وتخيروا أنفسها وتحروا وقتها ، (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ  التَّقْوَىٰ مِنكُمْ
 
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ
 
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لا خيرَ إلا منه، ولا فضلَ إلا من لدُنه، ولا اعتمادَ إلا عليه، ولا ملجأَ ولا منجا منه إلا إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سميعٌ لراجِيه، قريبٌ ممن يُناجِيه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسوله ونبيُّه، وصفيُه ونجِيُّه، ووليُّه ورضِيُّه، وأمينُه على وحيِه، وخِيرتُه من خلقِه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا
 
أما بعد  فاختموا ـ رحمكم الله ـ بقية أيامكم النيرات بالمسارعة إلى الخيرات، واغتنامِ الفضائل والقربات ، فنحن اليوم في آخر جمعة في هذه العشر المباركة ، فمن كان قد أحسنَ فعليه بالتمام، ومن فرّط فعليه أن يعجل بالتغيير فيما بقي من هذه الأيام .. فما بقي منها خير مما أدبر، فقد بقي منها يوم عرفة ويوم النحر
 
فَأَرُوا اللهَ تَعَالَى مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا، وَأَلِحُّوا عَلَيْهِ بِالتَّضَرُّعِ والدعاء (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
 
 
وَلْنُكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ فِي عَشِيَّةِ هَذَا الْيَوْمِ الْمُبَارَكِ لِأَنْفُسِنَا وَوَالِدِينَا وَأَهْلِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَأَحْبَابِنَا، وَلِعُمُومِ الْمُسْلِمِينَ؛ فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ الدُّعَاءِ حَيْثُ سَاعَةُ الِاسْتِجَابَةِ فِي الْجُمُعَةِ الَّتِي وَافَقَتْ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَحَيْث إِنَّ الصَّائِمَ مَرْجُوُّ الدَّعْوَةِ 
 
                         
وقفنا ببابك يا ذا الملك     *** وزرنا رحابك والملك لك
                         
  وجئناك نطوي قفار السهاد *** وما خاب يا رب من أملك

اللهم فأجزل العطية، واغفر الخطيئة، وأصلح النية، وأحينا الحياة الرضية. اللهم أصلح القلوب، واغفر الذنوب، واستر العيوب

يا كريماً! الكرماء بخلاء عند جودك. يا قوياً! الأقوياء مهازيم في قيودك.يا قاهراً! النواصي في قبضات جنودك. اللهم فارحم الفجيعة، وصل القطيعة، واغفر الذنوب الفضيعة، واحمنا بالأستار المنيعة، وأدخلنا الرحمة الوسيعة ، اللهم خذ الكفار والمنافقين، واسحق الفجار والمارقين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً،ولا تغادر منهم أحداً ، اللهم من أرادنا وبلادنا وعلمائنا وولاتنا وديننا وأخلاقنا وثوابتنا بسوء فأبطل بأسه، ونكس رأسه، واجعل النار لباسه، وشرد بالخوف نعاسه
 
اللهم يا من أنجى من النار الخليل، وأيد اليتيم بجبريل، ودمر أبرهة والفيل، ومزق الغزاة بطير أبابيل، نسألك أن تكف كف المعتدي، وأنت تلوي ساعد الردي، وأن تمنع الأخيار من كل يد

اللهم إن ألسنتنا سبحت في علاك، ورؤوسنا ما سجدت لسواك، يا من ترانا ولا نراك، لا نعبد إلا إياك، نسألك أشرف المنازل في القصور، وسكنى الجنة بالحبور، ومصاحبة النعيم والحور، والنظرة والسرور

اللهم أصلح بالنا، وحسّن حالنا، وقوِّ حبالنا، وأكرم مآلنا. اللهم يا من على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، يا مرسل المعصوم فلا ينطق عن الهوى، وما ضل وما غوى، اللهم فأهدنا إذا دجت الظلمات، وأنقذنا إذا احلولكت الشبهات، وأكرمنا في أرفع الدرجات، وأجزل لنا الأعطيات

اللهم يا من لا تعجزه الحاجات، ولا تضطرب لديه الأصوات، ولا تختلف عليه اللهجات، ولا تنقص جوده الهبات، اللهم نفحة من نفحاتك، ورحمة من رحماتك، ونوراً من قبساتك، اللهم فاشف العلة، وسد الخلة، وانصر الملة، وارحم الذلة
 
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة
 
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً ** فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
 
إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ ** فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
 
أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً ** فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
 
ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا ** وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ
 
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
 
اللهم صل وسلم على نبينا محمد 
المشاهدات 425 | التعليقات 0