عداوة الملأ للمشروع الإسلامي ~ بمناسبة أحداث مصر وغيرها + رابط صوتي
ناصر العلي الغامدي
تعلمون أحبتي أن المناوئين لجميع دعوات الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام في كل عصر ومصر وزمان ومكان
هم
[mark=#ffffff][mark=#66ffff]الملأ[/mark][/mark]
والمنافقون أول من يضع أيديهم بأيدي الملأ
وهدفهم واحد:
[mark=#ccff99]إحباط وإسقاط[/mark]
إحباط دعوةالإسلام
وإسقاط المشروع الإسلامي
وما يجري الآن في أرض الكنانة، أرض مصر العزيزة
هو امتداد لحرب الملأ ضد الشرعية والشريعة
هذه الخطبة محاولة لكشف أحابيل وألاعيب الملأ
وتثبيت للمؤمنين الصادقين
المشاهدات 5119 | التعليقات 8
فقد خطبت بها الجمعة الفائتة
ولكنها تصلح لهذه الجمعة وغيرها
لأن ظاهرة [mark=#ffff33]الملأ[/mark] سنة كونية دائبة
والله تعالى أعلم
المرفقات
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/9/2/عداوة%20الملأ%20للمشروع%20الإسلامي.pdf
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/9/2/عداوة%20الملأ%20للمشروع%20الإسلامي.pdf
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/9/2/عداوة%20الملأ%20للمشروع%20الإسلامي.doc
https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/9/2/عداوة%20الملأ%20للمشروع%20الإسلامي.doc
إخواني
لم أستطع تحميل الخطبة صوتيا
سأحاول لاحقا بإذن الله
وشكرا
خطبت بهذه الخطبة الجمعة الفائتة
ولكنها تصلح لهذه الجمعة وغيرها
لأن ظاهرة (((الملأ))) سنة كونية دائبة.
وفي الخطبة الصوتية التالية
خروج عن النص بحذف أو إضافة
يتطلبها الموقف الخطابي الارتجالي.
حاولت إرفاق الخطبة بالصوت
من خلال هذا المنتدى
فلم أفلح.
ثم جرَّبتُ عن طريق مواقع لرفع الملفات الصوتية
فجربوا هذه الروابط : (والله أعلم)
http://www.a3a5.com/do.php?id=89680
http://www.4shared.com/get/piLE6bLV/___.html
http://www.m5zn.com/d/?7f5864c68ef20a4
ستكون خطبة غداً بإذن المولى عز وجل..
وبارك فيك ونفع بك
وسدَّدك وأعانك
[mark=#ffff66]ملاحظة:[/mark]
هناك وصلات كلامية توضيحية
ذكرتها في الخطبة الصويتة ولم أذكرها في الخطبة النصية
فنصيحتي الرجوع إليها
[MEDIA]http://www.a3a5.com/do.php?id=89680[/MEDIA]
الملأ ومعاداة المشروع الإسلامي (خطبة مقترحة) 23-محرم-1434هـ 6-ديسمبر-2012
عدد الزوار: 875كتبه/ سعيد محمود
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
الغرض من الخطبة:
التعريض بموقف النخبة العلمانية في محاربتهم المشروع الإسلامي(1).
المقدمة:
- خلق الله الخلق لإقامة دينه في أرضه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ . إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات:56-58).
ـ أرسل الرسل لتحقيق ذلك في الناس: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) (النحل:36).
ـ الملأ يتولون كبر المقاومة الأثيمة لدعوة الرسل الكرام: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ . وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) (سبأ:34-35).
عداوة الملأ للمشروع الإسلامي:
من هم الملأ؟
- هم أشراف القوم وقادتهم ورؤساؤهم وساداتهم وأصحاب المال والترف.
ـ يقودون حملات الكذب والافتراء والتضليل منذ قديم الزمان: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ . قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الأعراف:59-60)، وقالوا لنبيهم هود -عليه السلام- كما أخبر الله -تعالى-: (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) (الأعراف:66).
ـ وكذلك كان موقف الملأ من قريش: (وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ . أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ . وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ . مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلا اخْتِلاقٌ) (ص:4-7).
كذلك عندما خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف واجتمع بنفر منهم "وهم يومئذ سادة ثقيف وأشرافها" ردوه أقبح رد ولم يكتفوا بذلك وإنما "أغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به حتى اجتمع عليه الناس".
أسباب عداوة الملأ للمشروع الإسلامي:
أولاً: الكِبْر:
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ) (رواه مسلم)، فالكبر خلق ذميم يمنع الاعتراف بالفضل لأولي الفضل، ويمنع المتكبر من الرؤية الصحيحة لقدْر نفسه فيراها فوق أقدار الناس فيستنكف أن يكون معهم أو تابعًا لأحد منهم، وقد يقترن الحسد مع الكبر فيزيد من آثاره سوءًا وصدودًا عن الحق وجحدًا له، ومحاربة لأهله وعداوة لهم.
- كبرهم جعلهم يقلبون الحقائق ويأنفون عن الحق بحجة أن الأراذل اتبعوه: (فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ) (هود:27).
ـ مطالبتهم بطرد حمَلة الدعوة الإسلامية من مجالس الصدارة استنكافًا من مشاركتهم: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) (الكهف:28).
ـ اعتقادهم أنهم أحق بالتوجيه والإرشاد: (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ . أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (الزخرف:31-32).
ثانيًا: حب الرياسة والجاه:
الملأ يحبون الرياسة والجاه والتسلط على رقاب العباد؛ ولذلك فهم يعارضون كل دعوة تسلبهم مكانتهم بين الناس وتجعلهم تابعين كبقية الناس، وهم يتصورون أن قبولهم المشروع الإسلامي يسلبهم جاههم وسلطانهم؛ ولذلك يقاومونه ويعادونه، ويأتون بالأباطيل لتبرير عداوتهم.
ومن ذلك:
ـ اتهامهم حملة الدعوة الإسلامية أنهم يريدون علوًا ورياسة وتعاظمًا: (فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنْزَلَ مَلائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الَْوَّلِينَ) (المؤمنون:24).
وقال -تعالى- عن فرعون وملئه: (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ) (يونس:78).
وقال -تعالى- عن الملأ من قريش: (وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ) جاء في تفسير القرطبي -رحمه الله-: "أي يريد محمد بما يقول الانقياد له؛ ليعلو علينا ونكون له أتباعًا فيتحكم فينا بما يريد فاحذروا أن تطيعوه".
ثالثًا: الجهالة:
الملأ غارقون في الجهالة ولا يشعرون بجهالتهم، فهم يصفون المشروع الإسلامي بالرجعية والتخلف، ويرمون حامليه بالسفاهة وخفة العقل زاعمين أنهم لا يفهمون ولا يعلمون، وأنهم في سبيل هذا سيحاربونهم.
ـ التمسك بما عاشوا عليه ولو كان باطلاً: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزخرف:23)، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ) (البقرة:170).
ـ انتكاس الفهم والمعرفة: (وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) (الأعراف:127)(2).
الملأ وخداع الجماهير:
- الجمهور أسرع من غيرهم إلى الاستجابة: (فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ) (هود:27)، وقال هرقل لأبي سفيان يوم اجتمع به في الشام: "وَسَأَلْتُكَ: أَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ، فَزَعَمْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ" (رواه البخاري).
ـ احتمال تأثر الجمهور بمكائد الملأ: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) (الزخرف:54)، وكما أخبر الله عنهم: (فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) (هود:97).
أسباب تأثر الجمهور بالملأ:
أولاً: الخوف:
ـ الملأ بيده القوة والنفوذ والمال يستطيع أن يرهب الجمهور: (فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) (يونس:83)(3).
ثانيًا: الإغراء بالمال وحطام الدنيا:
ـ الملأ يلوحون به إلى الجمهور إن تابعوهم على باطلهم ورضوا بقيادتهم لهم: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الزخرف:51)، (قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلا خَسَارًا) (نوح:21)(4).
ثالثًا: الشبهات:
ـ زعمهم حماية عقيدة الناس ومصالحهم ودفع الفساد عنهم: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ) (غافر:26)، ومثل هذا كان يقول الملأ من قريش من أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يريد إفساد عقيدتهم وتسفيه آلهتهم؛ ولهذا فهم يقاومونه.
العاقبة لمن... ؟
ـ سنة الله البقاء والعاقبة لأهل الحق وزوال أهل الباطل: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) (الرعد:17)، (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ . مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) (آل عمران:196-197)، (إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس:81).
ـ عاقبة من أطاع الملأ: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ . قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ . وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (سبأ:31-33).
ـ عاقبة أهل الإيمان وحملة الدين: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) (القصص:5-6)، (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) (النور:55).
فاللهم من أراد للإسلام خيرًا فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أراد للإسلام والمسلمين سوءًا فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ومن أبرز ذلك في هذه الأيام: محاولاتهم خداع الجماهير من خلال ما يملكونه من سلطان ونفوذ وأموال وإعلام لرفض الدستور الجديد الذي هو مدخل لتطبيق أحكام الشريعة.
(2) كان وزير الثقافة في الحكم البائد لا يعرف عدد أركان الإسلام، قال معترضًا على الحجاب يومًا: "هو الحجاب من أركان الإسلام الأربعة!".
(3) كان أحد المرشحين للرئاسة من الملأ يزعم أنه يملك إعادة الأمن في 24 ساعة.
(4) كان أحد المرشحين للرئاسة من الملأ يزعم أنه يملك إصلاح الاقتصاد بمجرد فوزه.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
وهذا هو الرابط :
http://www.salafvoice.com/article.php?a=6510
ناصر العلي الغامدي
[mark=#FF99FF]
[/mark]
أيها الإخوة المسلمون: إنَّ الله تعالى خلق الله الخلق لإقامة دينه في أرضه: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.
إنَّ الله أرسل الرسل لتحقيق العبادة والحاكمية لله، والكفر بالطواغيت والجاهلية التي تحكم بغير ما أنزل الله: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾.
[mark=#66FFFF]ولكنْ: [/mark]
أبتْ سنة الله في هذه الحياة إلا أن يقع الصراع بين الحق والباطل، والإسلام والكفر، والدين والعلمانية، والرسل والملأ. إنّ الملأ في كل زمانٍ ومكانٍ هم من يتولَّى كبر المقاومة الأثيمة لدعوة الرسل الكرام، وأتباع الرسل العظام، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ. وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾.
أيها الإخوة المسلمون:
من هم الملأُ أعداءُ الرسل وأعداءُ المشروع الإسلامي؟
قال المفسرون: الملأ هم أشراف القوم وقادتُهم ورؤساؤهم وساداتهم وأصحاب المال والترف والجاه.
هم أعداء كل دعوة إصلاحٍ وخيرٍ، هم فلول الأنظمة الجاهلية المستبدَّة في كل عصْر.
الملأ يقودون حملاتِ الكذب والافتراء والتضليل منذ قديم الزمان: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾، وكذلك كان موقف ملأ قريش من خاتم النبيينr: ﴿وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ. أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ. وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ﴾. وعندما خرج رسول اللهr إلى الطائف واجتمع بنفرٍ من سادةِ ثقيفٍ وأشرافِها رَدَّوْه بأقبح ردٍّ، وأغروا سفهاءهم وعبيدهم وصبيانهم يسبونه ويصيحون به ويرشقونه بالحجارة. وهكذا يفعل الملأ في كلِّ زمانٍ بتحريك وتحريش الشارع، وتجييش الغوغاء ضد الشريعة والشرعية.
أيها الإخوة المسلمون:
ما أسباب عداوة الملأ للمشروع الإسلامي؟
أسبابٌ عِدَّةٌ، منها:
الكِبْر. قالr: «الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ» رواه مسلم، فالكبر خلقٌ ذميمٌ يمنع الاعتراف بالفضل لأهله، ومن الرؤية الصحيحة لقدْر نفسه، فيراها فوق أقدار الناس. إنَّ الملأ يتكبَّرون، ويقلبون الحقائق، ويأنفون عن الحق بحجة أنَّ الأراذل اتبعوه وما يفهموش في السياسة: ﴿فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ﴾.
إنَّ الملأ يطالبون بطرد المشايخ وحمَلةِ الدعوة، ويستنكفون من مشاركاتهم في الحياة العامة والسياسية: قال تعالى لنبيِّه محمدٍr﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾.
أيها الإخوة المسلمون:
ومن أسباب عداوة الملأ للمشروع الإسلامي:
حب الرياسة والجاه.
إنَّ الملأ حُسَّادٌ طُلَّاب زعامة ورياسة، ويظنُّون أنهم أحقُّ بالقيادة والرِّياسة: ﴿وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ . أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.
الملأ يسعون إلى الرياسة والاستعلاءَ والتسلُّطَ على رقاب العباد؛ ولذلك يعارضون كل دعوة تسلبهم مكانتهم، ويرفضون المشروع الإسلامي؛ لأنه يسلبهم جاهَهم وسلطانَهم. ويأتون بالأباطيل لتبرير عداوتهم. فمن ذلك: اتهامُهم حملة الدعوة الإسلامية أنهم يريدون علوًا ورياسة وتعاظمًا: ﴿فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ﴾. وقال ملأُ فرعون عن موسى وهارونu:﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ﴾.
أيها الإخوة المسلمون:
ومن أسباب عداوة الملأ للمشروع الإسلامي:
الجهالة، والإنسانُ عدوٌّ لما يجهل.
إن الملأ أصيبوا بانتكاسة في الفطرة والفهم والمعرفة، قال تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾ حتى إنَّ وزير ثقافة في حكمٍ بائدٍ لا يعرف عدد أركان الإسلام، قال ذاتَ مرَّةٍ معترضًا على الحجاب: "هو الحجاب من أركان الإسلام الأربعة"!.
إنَّ الملأ غارقون في الجهالة ولا يشعرون بجهالتهم، فهم يصفون المشروع الإسلامي بالرجعية والتخلف والظلاميَّة، ويرمون حامليه بالسفاهة وخفة العقل زاعمين أنَّ الإسلاميين أغبياءُ لا يفهمون ولا يعلمون، اسمعوا ما قاله الملأ لنبي الله هودu ﴿قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ. قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ﴾ سبحان الله العظيم! هكذا ينطلق الملأ يتهمون نبيَّهم بالسفاهة وبالكذب جزافًا بغير تحرج ولا حياء، فيقول: لا لستُ سفيهًا ولا دكتاتوريًّا ولا غبيًّا، ولكنِّي صاحبُ رسالةٍ ومشروعٍ إسلاميٍّ، وهدفي المصلحةُ العامَّة واستقرارُ البلد. يقول لهم ذلك في مودة الناصح وفي صدق الأمين.
بارك الله لي ولكم
[mark=#FFFF66]
لماذا يتأثر الجمهور بالملأ؟.
وسائل الملأ في الضغط على الناس كثيرة، فمنها:
الخوف والتخويف والإرهاب والإرعاب. إنَّ الملأ حينما يمتلكون القوة والنفوذ ويستقوون بأعداء الداخل والخارج إنهم يرهبون الناس: ﴿فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾،كما زعم أحد هؤلاء الملأ أنَّه يملك إعادة الأمن والاستقرار خلال أربعٍ وعشرين ساعةً، طبعًا بالبطش والجبروت وإعلان الطوارئ.
ومن وسائل الملأ الماكرة:
فتنةُ الجماهير وإغراؤُهم بالمال وحطامِ الدنيا:
إنَّ الملأ يلوِّحون بالمال إلى الجمهور إن تابعوهم على باطلهم ورضوا بقيادتهم ونفَّذوا خططهم: ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾، وقال سبحانه: ﴿قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلا خَسَارًا﴾.
ومن وسائلهم الخسيسة:
إثارةُ الشبهات والفتنِ والقلاقل وإعلانُ الحرب النفسية والإعلامية ضد المشروع الإسلامي، واتهام بالفساد والعمالة:﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ﴾، ومثل هذا كان يقول الملأ من قريش من أن الرسول r يريد إفساد عقيدتهم وتسفيه آلهتهم؛ ولهذا فهم يقاومونه. إنَّ الملأ يسعون إلى تضليل الجماهير وخداعهم من خلال ما يملكونه من سلطان ونفوذ وأموال وإعلام لرفض المشروع الإسلامي.
ومن وسائلهم الدنيئة :
التآمر على الصالحين، والتخطيط لقتلهم وتصفيتهم جسديًّا، قال تعالى: ﴿ وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ﴾
أيها الإخوة المسلمون:
[mark=#CCFF66]والعاقبة لمن؟ لمن العاقبة؟[/mark]
إنَّ سنة الله في الكونأنَّ البقاء والعاقبة لأهل الحق وزوال أهل الباطل. قال تعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾، وقال I:وقال U: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾.
تأمَّلوا في العاقبتن:
عاقبة من أطاع الملأ: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ. قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ. وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
وعاقبة أهل الإيمان وحملة الدين: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ . وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾.هذا وعْدُ الله والله لا يُخلف الميعاد. المهم هو نحن أتباعَ الرسل أن نعبد الله ونحكِّم شرع الله، ولا نشركَ به، ونكفر بالطواغيت وبالحكم العلماني والليبرالي والجاهلي، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واخذل الطغاة أعداء الملة والدين.
فاللهم من أراد للإسلام خيرًا فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أراد للإسلام والمسلمين سوءًا فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ، سِلْمًا لِأَوْلِيَائِكَ، حَرْبًا على أَعْدَائِكَ، نُحِبُّ بِحُبِّكَ من أحبَّك، وَنُعَادِي بِعَدَاوَتِكَ مَنْ عاداك
اللهم آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، وولِّ على المسلمين خيارهم، ولا تولِّ عليهم شرارهم.
اللهم احفظ بلادَ الحرمين وبلادَ مصرَ العزيزةِ وبلادَ المسلمين أجمعين من كيد الكائدين وحسد الحاسدين وفسادِ المفسدين يا رب العالمين.
تعديل التعليق