عجبت لك يا رمضان ! ! خطبة قصيرة مناسبة لأحوال الناس في رمضان
مريزيق بن فليح السواط
1433/09/01 - 2012/07/20 00:12AM
إن الحمد اللة...
أيها الصائمون:
إن من نعم الله عليكم أن مدّ في أعماركم حتى أدركتم شهر الصيام، وأنْسَأَ في أجالكم حتى بلغتم أيامه ولياليه العظام "خير الناس من طال عمره وحسن عمله" إنها والله منحة عظيمة، ومنة كريمة، أدركنا فضلها، ونلنا شرفها، حين أتت وقد وارى التراب جثمان بعض أحبتنا، وغيب الموت كثير من أبناء أمتنا، وأقعد المرض والعجز فئة منا، فيالله ما أعظمها من غنيمة، وما أجلها من فرصة، وما أثمنها من هدية "وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".
عباد الله:
لقد أظلكم شهر عظيم، وموسم كريم، تضاعف فيه الدرجات، وتقال فيه العثرات، شهر الاستعلاء على ضرورات الجسد كلها، واحتمال ضغطها وثقلها، إيثاراً لما عند الله، ورغبة في الأجر
العظيم، والفوز المقيم، فرض الله صيامه لحكمة عظيمة، وغاية نبيلة، هي وصية الله وكلمته، قال تعالى: "يأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" إنها
التقوى وصية الله للأولين والأخرين "ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله" وهي كذلك وصيته لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم "يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين" وهي وصيته للمؤمنين "يأايها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن ألا وأنتم مسلمون" بل وصيته للناس أجمعين "يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم" أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بها على الدوام، وفي كل زمان ومكان "اتق الله حيثما كنت" تقوى الله نور في القلوب والجوانح، تظهر أثارها على الأعضاء الجوارح، هي سبب الفلاح والنجاح، ومنبع الصلاح والإصلاح، "فاتقوا الله ياولي الألباب لعلكم تفلحون" تقوى الله حصن حصين في الأزمات، وذخيرة عند الشدائد
والملمات، تثبت الأقدام في المزالق، وتربط القلوب في الفتن والقلاقل، أعظم كنز يتملكه الإنسان، وأعظم زاد يرد به يوم المعاد قال تعالى: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى".
لقد راج سوقها، وحل زمانها، وتحقق إدراكها في هذا الشهر العظيم، فهل يتفطن أهل الإسلام لها؟؟ وهل تملأ القلوب بها؟؟ وتسير الجوارح على مقتضاها؟؟ أم يبقى رصيد التقوى في
شهر التقوى جامد لا يتحرك!! ثابت لا يتقدم!! فتذهب الفرصه هدراً،وتمر الأيام المباركة سدى.
أيها الصائمون:
صوم رمضان لم يشرع عبثاً، ولم يفرض سفهاً، وليست القضية ترك الطعام والشراب والشهوة سبهللا، بل القضية أكبر من ذلك!! فرمضان مدرسة الأجيال، وموطن الأفعال والأقوال، رمضان ميدان المسارعة إلى المكرمات، واستباق الخيرات، رمضان فرصة بالغة للتزود من الأعمال الصالحة، عبادات وطاعات، وصوم وصلاة، ونفحات وهبات، يفرح المؤمن ببلوغه، ويُسر بحضوره.
أيها الصائمون:
في حياة الإنسان تأتي فرص كثيرة -والفرص لا تعود إلا نادراً- فعلى العاقل أن يغتنمها ويجعلها أجراً وذخراً، وليجعل من حرص الصحابة والسلف الصالح نموذجاً يُحتذى، ومثالاً يقتدى، فلم يكونوا رضي الله عنهم ورحمهم، ليتركوا الفرصة تمر دون إغتنامها، لأنهم يعلمون علم اليقين أنهم في ميدان سباق إلى الجنة، فهذا أبو بكر يبادر إلى فعل الخير، ولا يضيع الفرصة، وقد تمر بنا يومياً ولا نبال بها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم اليوم صائماً؟" فقال أبو بكر: أنا. فقال: "من تبع منكم اليوم جنازة؟" فقال أبو بكر: أنا. فقال: "فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟" فقال أبو بكر: أنا. فقال: "فمن عاد منكم اليوم مريضا؟" فقال أبو بكر: أنا. فقال عليه الصلاة والسلام: "ما جتمعن في امرئ الا دخل الجنه". وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفاً يوم أحد فقال: "من يأخذ مني هذا" فبسط القوم أيديهم كل إنسان منهم يقول أنا. فقال "فمن يأخذ بحقه" قال أنس: فأحجم القوم فقال أبو دجانة أنا أخذه بحقه يا رسول الله فما حقه؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "تضرب به حتى ينثني" فأخذ السيف وفلق به هام المشركين. فلم يدع الفرصة تفوت بل بادر إليها، وفاز بها. وهذا الزبير بن العوام نال مرتبة حواري الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما بادر إلى تنفيذ ما طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واغتنم الفرصة، قال جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: "من يأتينا بخبر القوم؟" فقال الزبير: أنا ثلاثاً مرات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حوارياً وإن حواري الزبير".
بل كانوا يتأسفون لفوات فرصة عمل الخير كما نتأسف لفوات الفرص الدنيوية، قال ابن مسعود رضي الله عنه:ما ندمت على شئ ندمي على يوم نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي. وأنس بن
النضْر، فاتته غزوة بدر، فكبُر عليه ذلك!!! فكان يتأسف عليها!! يقول: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه!! أما والله لئن أراني الله مشهداً مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليْرَيَّنَّ الله ماأصنع!! فلما كانت غزوة أحد قاتل قتلاً شديداً، حتى قتل شهيداً، ووجد بجسده أكثر من ثمانين ضربة بسيف، وطعنة برمح، ورمية بسهم، حتى ما عرفه الا أخته ببنانه.
فحري بالمسلم أن يحرص على شهر رمضان، ويغتنم الفرصة وينافس في مجالات التنافس الشريف وذلك بالمسارعه إلى التوبة والاستغفار في هذا الشهر العظيم ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، ويكثر من العمل الصالح صلاة وذكرا وانفاقا، ويؤدي الصيام بجميع أحكامه وأدابه، وسننه ومستحباته، وعليه أن يخصص وقتا لتلاوة كتاب الله والإكثار منه، ويتفقد قرابته، ويصل أرحامه، ويحسن إلى جيرانه، وليحرص على قيام الليل وصلاة التراويح "من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" وليبادر إلى تفطير الصوام "من فطر صائما فله مثل أجره" وليكثر من الدعاء فإن للصائم دعوة لا ترد، والعمرة في رمضان تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليمسك لسانه عن سيء الكلام ويحفظ جوارحه عن الأثام، "من لم يدع قول الزور، والعملَ به والجهل فليس لله حاجةٌ أن يدع طعامه وشرابه".
الحمد لله على إحسانه.....
الصيام كفارة للخطايا، مذهب للسيئات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".
الصيام سر عظيم، وامتثال للعبودية، وإذعان لأمر الله، وتسليم لشرعه، وترك شهوة الطعام والشراب والجماع ابتغاء مرضاته "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: ألا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي".
الصيام عبادة ليس بعادة، فريضة وأمانة تسأل عنها، وتحاسب على التقصير فيها، كم هو والله مؤسف ما يرى من مظاهر سيئة، ومنغصات مشينة، تعارف الناس عليها، فأفقدت رمضان عظمته وجماله، وروعته وبهائه.
عجبت لك يا رمضان وقد اتخذوك شهرا للتراخي والكسل!! والتخفف من الجد في العمل!! مع أن تاريخ الإسلام شاهد على أنك شهر الجد والإجتهاد، وشهر البطولات والأمجاد، بكل ألوانها وطرقها وأشكالها، فبطولة الصراع في الميدان بين الكفر والإيمان، وبطولة اليقين والاحسان في التعالي على الشهوات، والترفع عن خسيس الملذات.
عجبت لك يا رمضان وقد اعتادوا فيك التوسع في الملذات!! فأصبحت لكثير منهم موسما للسهر والسمر، والجلوس على المقاهي، وترقب للفوازير والمسلسلات، والضرب في الأسواق، والإكثار من الطعام والشراب، والنوم طيلة النهار!!
عجبت لك يا رمضان في هذا الزمن الذي لم يعد فيك شيء من سمات رمضان!! وكم عجبت حين سمعت النصارى يهنئوننا بقدومك!! ويدعون الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا!!!
عجبت للياليك يا رمضان والتي بات يحييها المطربون والمطربات!! والراقصون والراقصات!! تبثها القنوات، وتتسابق إليها المحطات!! فجعلوا منك موسم طرب وسهر، تعرض فيه الأفلام
الرخيصة، والدعايات المضللة!!
عجبت لك يا رمضان!! وكيف لا أعجب وقد نجح الإعلام العربي فجعلك أشبه بمهرجان للأغنية الصاخبة!! والأفلام والمسلسلات الماجنة!! والهزل والتهريج!! وإشاعة الفاحشة!! وتشويه المُثل المخلصة الصادقة، من الصحابة ورجال الأمة الخالدة!!
يا رمضان أنت موسم العبادة والإنابة، وشهر الإستغفار والطاعة، ومحل محاسبة النفس على تقصيرها وتفريطها، والترفع عن شهواتها، والسمو بها في ميدان البذل والعطاء، والذكر والدعاء، والتضحية والفداء، كما كنت على مدى التاريخ موسما للجهاد، وفتح الأمصار، ودك الأسوار، والذود عن حياض المسلمين، ورد الأذى عن المستضعفين.
أيها الصائمون:
إن من نعم الله عليكم أن مدّ في أعماركم حتى أدركتم شهر الصيام، وأنْسَأَ في أجالكم حتى بلغتم أيامه ولياليه العظام "خير الناس من طال عمره وحسن عمله" إنها والله منحة عظيمة، ومنة كريمة، أدركنا فضلها، ونلنا شرفها، حين أتت وقد وارى التراب جثمان بعض أحبتنا، وغيب الموت كثير من أبناء أمتنا، وأقعد المرض والعجز فئة منا، فيالله ما أعظمها من غنيمة، وما أجلها من فرصة، وما أثمنها من هدية "وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".
عباد الله:
لقد أظلكم شهر عظيم، وموسم كريم، تضاعف فيه الدرجات، وتقال فيه العثرات، شهر الاستعلاء على ضرورات الجسد كلها، واحتمال ضغطها وثقلها، إيثاراً لما عند الله، ورغبة في الأجر
العظيم، والفوز المقيم، فرض الله صيامه لحكمة عظيمة، وغاية نبيلة، هي وصية الله وكلمته، قال تعالى: "يأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" إنها
التقوى وصية الله للأولين والأخرين "ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله" وهي كذلك وصيته لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم "يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين" وهي وصيته للمؤمنين "يأايها الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن ألا وأنتم مسلمون" بل وصيته للناس أجمعين "يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم" أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بها على الدوام، وفي كل زمان ومكان "اتق الله حيثما كنت" تقوى الله نور في القلوب والجوانح، تظهر أثارها على الأعضاء الجوارح، هي سبب الفلاح والنجاح، ومنبع الصلاح والإصلاح، "فاتقوا الله ياولي الألباب لعلكم تفلحون" تقوى الله حصن حصين في الأزمات، وذخيرة عند الشدائد
والملمات، تثبت الأقدام في المزالق، وتربط القلوب في الفتن والقلاقل، أعظم كنز يتملكه الإنسان، وأعظم زاد يرد به يوم المعاد قال تعالى: "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى".
لقد راج سوقها، وحل زمانها، وتحقق إدراكها في هذا الشهر العظيم، فهل يتفطن أهل الإسلام لها؟؟ وهل تملأ القلوب بها؟؟ وتسير الجوارح على مقتضاها؟؟ أم يبقى رصيد التقوى في
شهر التقوى جامد لا يتحرك!! ثابت لا يتقدم!! فتذهب الفرصه هدراً،وتمر الأيام المباركة سدى.
أيها الصائمون:
صوم رمضان لم يشرع عبثاً، ولم يفرض سفهاً، وليست القضية ترك الطعام والشراب والشهوة سبهللا، بل القضية أكبر من ذلك!! فرمضان مدرسة الأجيال، وموطن الأفعال والأقوال، رمضان ميدان المسارعة إلى المكرمات، واستباق الخيرات، رمضان فرصة بالغة للتزود من الأعمال الصالحة، عبادات وطاعات، وصوم وصلاة، ونفحات وهبات، يفرح المؤمن ببلوغه، ويُسر بحضوره.
أيها الصائمون:
في حياة الإنسان تأتي فرص كثيرة -والفرص لا تعود إلا نادراً- فعلى العاقل أن يغتنمها ويجعلها أجراً وذخراً، وليجعل من حرص الصحابة والسلف الصالح نموذجاً يُحتذى، ومثالاً يقتدى، فلم يكونوا رضي الله عنهم ورحمهم، ليتركوا الفرصة تمر دون إغتنامها، لأنهم يعلمون علم اليقين أنهم في ميدان سباق إلى الجنة، فهذا أبو بكر يبادر إلى فعل الخير، ولا يضيع الفرصة، وقد تمر بنا يومياً ولا نبال بها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم اليوم صائماً؟" فقال أبو بكر: أنا. فقال: "من تبع منكم اليوم جنازة؟" فقال أبو بكر: أنا. فقال: "فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟" فقال أبو بكر: أنا. فقال: "فمن عاد منكم اليوم مريضا؟" فقال أبو بكر: أنا. فقال عليه الصلاة والسلام: "ما جتمعن في امرئ الا دخل الجنه". وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ سيفاً يوم أحد فقال: "من يأخذ مني هذا" فبسط القوم أيديهم كل إنسان منهم يقول أنا. فقال "فمن يأخذ بحقه" قال أنس: فأحجم القوم فقال أبو دجانة أنا أخذه بحقه يا رسول الله فما حقه؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "تضرب به حتى ينثني" فأخذ السيف وفلق به هام المشركين. فلم يدع الفرصة تفوت بل بادر إليها، وفاز بها. وهذا الزبير بن العوام نال مرتبة حواري الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما بادر إلى تنفيذ ما طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واغتنم الفرصة، قال جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب: "من يأتينا بخبر القوم؟" فقال الزبير: أنا ثلاثاً مرات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لكل نبي حوارياً وإن حواري الزبير".
بل كانوا يتأسفون لفوات فرصة عمل الخير كما نتأسف لفوات الفرص الدنيوية، قال ابن مسعود رضي الله عنه:ما ندمت على شئ ندمي على يوم نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي. وأنس بن
النضْر، فاتته غزوة بدر، فكبُر عليه ذلك!!! فكان يتأسف عليها!! يقول: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه!! أما والله لئن أراني الله مشهداً مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليْرَيَّنَّ الله ماأصنع!! فلما كانت غزوة أحد قاتل قتلاً شديداً، حتى قتل شهيداً، ووجد بجسده أكثر من ثمانين ضربة بسيف، وطعنة برمح، ورمية بسهم، حتى ما عرفه الا أخته ببنانه.
فحري بالمسلم أن يحرص على شهر رمضان، ويغتنم الفرصة وينافس في مجالات التنافس الشريف وذلك بالمسارعه إلى التوبة والاستغفار في هذا الشهر العظيم ليلاً ونهاراً، سراً وجهاراً، ويكثر من العمل الصالح صلاة وذكرا وانفاقا، ويؤدي الصيام بجميع أحكامه وأدابه، وسننه ومستحباته، وعليه أن يخصص وقتا لتلاوة كتاب الله والإكثار منه، ويتفقد قرابته، ويصل أرحامه، ويحسن إلى جيرانه، وليحرص على قيام الليل وصلاة التراويح "من صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" وليبادر إلى تفطير الصوام "من فطر صائما فله مثل أجره" وليكثر من الدعاء فإن للصائم دعوة لا ترد، والعمرة في رمضان تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليمسك لسانه عن سيء الكلام ويحفظ جوارحه عن الأثام، "من لم يدع قول الزور، والعملَ به والجهل فليس لله حاجةٌ أن يدع طعامه وشرابه".
الحمد لله على إحسانه.....
الصيام كفارة للخطايا، مذهب للسيئات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".
الصيام سر عظيم، وامتثال للعبودية، وإذعان لأمر الله، وتسليم لشرعه، وترك شهوة الطعام والشراب والجماع ابتغاء مرضاته "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: ألا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي".
الصيام عبادة ليس بعادة، فريضة وأمانة تسأل عنها، وتحاسب على التقصير فيها، كم هو والله مؤسف ما يرى من مظاهر سيئة، ومنغصات مشينة، تعارف الناس عليها، فأفقدت رمضان عظمته وجماله، وروعته وبهائه.
عجبت لك يا رمضان وقد اتخذوك شهرا للتراخي والكسل!! والتخفف من الجد في العمل!! مع أن تاريخ الإسلام شاهد على أنك شهر الجد والإجتهاد، وشهر البطولات والأمجاد، بكل ألوانها وطرقها وأشكالها، فبطولة الصراع في الميدان بين الكفر والإيمان، وبطولة اليقين والاحسان في التعالي على الشهوات، والترفع عن خسيس الملذات.
عجبت لك يا رمضان وقد اعتادوا فيك التوسع في الملذات!! فأصبحت لكثير منهم موسما للسهر والسمر، والجلوس على المقاهي، وترقب للفوازير والمسلسلات، والضرب في الأسواق، والإكثار من الطعام والشراب، والنوم طيلة النهار!!
عجبت لك يا رمضان في هذا الزمن الذي لم يعد فيك شيء من سمات رمضان!! وكم عجبت حين سمعت النصارى يهنئوننا بقدومك!! ويدعون الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا!!!
عجبت للياليك يا رمضان والتي بات يحييها المطربون والمطربات!! والراقصون والراقصات!! تبثها القنوات، وتتسابق إليها المحطات!! فجعلوا منك موسم طرب وسهر، تعرض فيه الأفلام
الرخيصة، والدعايات المضللة!!
عجبت لك يا رمضان!! وكيف لا أعجب وقد نجح الإعلام العربي فجعلك أشبه بمهرجان للأغنية الصاخبة!! والأفلام والمسلسلات الماجنة!! والهزل والتهريج!! وإشاعة الفاحشة!! وتشويه المُثل المخلصة الصادقة، من الصحابة ورجال الأمة الخالدة!!
يا رمضان أنت موسم العبادة والإنابة، وشهر الإستغفار والطاعة، ومحل محاسبة النفس على تقصيرها وتفريطها، والترفع عن شهواتها، والسمو بها في ميدان البذل والعطاء، والذكر والدعاء، والتضحية والفداء، كما كنت على مدى التاريخ موسما للجهاد، وفتح الأمصار، ودك الأسوار، والذود عن حياض المسلمين، ورد الأذى عن المستضعفين.
المرفقات
عجبت لك يا رمضان ! !.doc
عجبت لك يا رمضان ! !.doc
المشاهدات 17412 | التعليقات 2
بارك الله فيك -خطبة جميلة جدا
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق