عبر من أعظم المصائب " وفاة النبي صلى الله عليه وسلم "

منديل الفقيه
1435/05/15 - 2014/03/16 11:33AM
عبر من أعظم المصائب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
الخطبة الأولى
أما بعد تحدثت في الجمعة الماضية عن الحدث العظيم والخطب الجلل والمصيبة العظمى التي حلت بالمسلمين في أوائل السنة الحادية عشر من الهجرة النبوية ذلكم الحدث هو مرض النبي صلى الله عليه وسلم ثم وفاته صلى الله عليه وسلم وحديثي اليوم عن عبر من وفاته وعظي مصابه صلى الله عليه وسلم فأقول :
العبرة الأولى : هي أن المصيبة بموته صلى الله عليه وسلم من أعظم المصائب التي يمكن أن تمر بالمسلم فإذا أصيب المسلم وعظم عليه مصابه فليذكر مصيبته بفقد حبيبه ومصطفاه ليهون عليه مصابه ويصغر مهما كان عظيماً عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن سَابِطٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِذَا أُصِيبَ أَحَدُكُمْ بِمُصِيبَةٍ، فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي، فَإِنَّهَا أَعْظَمُ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُ" الطبراني وصححه الألباني.
العبرة الثانية : إن الله تعالى كتب الموت على كل مخلوق ولم يستثني من ذلك أحد لا نبياً ولا رسولاً ولا ملكاً مقرباً فهو القائل :( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) إذا فالموت مكتوب على جميع الخلق وكل فرد من الخلق له أجل محدد فإذا جاء الأجل لم يتأخر عنه ساعة ولم يتقدم فلربما مات صغيراً وقد يموت كهلاً وقد يبلغ من الكبر عتياً ويُرَدُّ إلى أرذل العمر ولكنه بعد ذلك كله سيموت ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقد قال الله تعالى لنبيه ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) ولقد مات صلى الله عليه وسلم وعمره ثلاث وستون سنة , وأمة محمد صلى الله عليه وسلم أكثر وفياتها ما بين الستين والسبعين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً" الترمذي وصححه الألباني. لذا أقول من بلغ الستين من عمره فقد قامت عليه الحجة من الله وليس له عذر بأن يقول لو مد في أجلي لفعلت كل أمر وتركت كل نهي ففي مرور الستين عليه فرصة كافية لأن يتذكر ويعتبر فقد نعى الله على أولئك الذين ضيعوا أعمارهم وأهدروا أوقاتهم فيما يغضب الله وذكرهم بطول أعمارهم التي كانت كافية لهم كي يتذكروا ويذكروا ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) في البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً " أي أزال عذره ومصيره لا محالة إلى الموت وليس الموت نهاية المطاف بل هو نقل من دار إلى دار ومن حياة إلى حياة نقله من دار العمل إلى دار الجزاء على العمل في يوم عظيم مهول توفى فيه النفوس بما كسبت وهم لا يظلمون
{غداً توفى النفوس ما كسبت ** ويحصد الزارعون ما زرعوا ** إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم **وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا } ولو كان أحد أحق بالخلد والبقاء في الدنيا لخلد رسولنا خليل الرحمن وأفضل الخلق أجمعين الذي خيره ربه بين الدنيا ممتعاً بزهرتها وبين لقاء الله فاختار لقاء ربه
ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها ** لكان رسول الله حياً مخلداً
فالدنيا لا تدوم لأحد ولا تدوم على حال .
دار إذا ما أضحكت يوماً ** أبكت غداً تباً لها من دار **
ولذا رفضها النبي صلى الله عليه وسلم ورفض البقاء فيها واختار أن يكون في الرفيق الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ونحن نسأل الله أن يلحقنا بأولئك الأخيار إنه سميع مجيب .
العبرة الثالثة : أن الموت موقف صعب وأن السكرات شديدة فأكرم الخلق على الله عانى من شدة سكرات الموت وقال :" إن للموت لسكرات اللهم هون عليَّ سكرات الموت " فكيف بمن هو دونه حتى قالت عائشة رضي الله عنها:" ... شدة على الموت على احد بعد الذي رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول :" عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه فلما نزل به الموت ذكره ابنه بقوله وقال يا أبت صف لي الموت فقال يا بني الموت أجل من أن يوصف ولكني سأصف لك أجد كأن جبال رضوى على عنقي وكأن في جوفي الشوك وأجدني كأن نفسي يخرج من إبرة " فعلى المسلم العاقل أن يعمل لمثل تلك الساعة حتى يخفف عنه من سكرات ذلك اليوم الرهيب الذي لا يتصوره أحد ومع شدة تلك السكرات إلا أن الله تعالى يخففها على المؤمن حتى أن روحه لتخرج تسيل كما تسيل القطرة في السقاء وتنزع كما تنزع الشعرة من العجين وقد تشدد السكرات على بعض المؤمنين لكرامة يردها الله لهم لعل منها أن يبلغ الإنسان منزلة عالية لا يبلغها بعمله وإنما يبلغها بذلك البلاء عند الموت فقد جاء في حديث حسنه الألباني « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلاَهُ اللَّهُ فِى جَسَدِهِ أَوْ فِى مَالِهِ أَوْ فِى وَلَدِهِ ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِى سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى » أبو داود .
أيها المسلمون : الموت حقيقة متيقنة فهل فكرنا فيه وهل استعددنا له فهو حاصل لا
محالة وليس المهم أن نعرف متى نموت ولا أين نموت ولكن المهم أن نعرف كيف نموت
المهم نعرف كيف يكون حالنا عند الموت هل سيقول أحدنا لا أفلح من ندم مرحباً بالموت جاء على فاقه غداً نلقى الأحبة محمداً صحبه أم أننا ساعتها لن يترائى لنا إلا سجل أعمالنا السيئة وآثامنا المتكاثرة ونقول حينها رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت وأنى لنا ذلك والله المستعان .
العبرة الرابعة : أن اليهود قتلة الأنبياء وأهل الغدر والخيانة فهم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة ولا يعرفون لنبي قدسية ولا حرمة ولذا تجرأوا على رسولنا فقدموا له طعاماً مسموماً ليموت من آثار ذلك السم فهو الذي قال :" ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان انقطاع ... " فرسولنا يا مسلمون مات بأيدي اليهود القذرة لينال رسول الله من الشهادة أعلاها وأرفعها التي كان صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يتمناها ويودها فهو القائل « وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّى أَغْزُو فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ »البخاري ومسلم . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد مات الرسول بأيدي اليهود لتبقى عداوتنا لهم ما بقينا على ظهر الأرض وقد ذهب جمع من العلماء منهم ابن مسعود رضي الله عنه إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم مات شهيداً مع ما أكرمه الله به من النبوة والرسالة . فافهموها يا مسلمون اليهود قتلة مجرمون وليسوا حمائم سلام كما يزعم المتهودون وأذناب اليهود إذ لا يمكن لليد التي امتدت لأنبياء الله بالقتل أن تمتد يوماً لتكون يد مودة ومحبة وسلام أو أنَّ مفاوضات السلام يمكن أن تنفع الفلسطينين بشيء أبداً وقد قال عنهم خالقهم والعليم بدواخل نفوسهم (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ ) ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ) فلعنة الله على اليهود قتلة الأنبياء ونسأل الله جل في علاه أن يقر عيوننا بدمارهم والقضاء عليهم وإبادة خضرائهم من الأرض ولا شك أن ذلك حاصل ومؤكد ولكن لمن يستحقه وهم من جمعوا وصف الإسلام والعبودية الحقة لله تعالى فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِىٌّ خَلْفِى فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ».
العبرة الخامسة : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على أمته من أن تقع في الغلو الذي وقعت فيه الأمم السابقة فضلت عن سبيل الله تعالى ولذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى الذين كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد وهو بذلك يحذر أمته من الوقوع في فعل مثل فعلهم حتى لا تستحق اللعنة كما استحقها أولئك لقد كان يقول صلى الله عليه وسلم :" لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا " ويقول :" أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ إِنِّى أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ » البخاري ومسلم. وكان يقول:" اللهمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ اشْتَدَّ غَضَبُ الله عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ ". لقد خشي النبي صلوات الله وسلامه عليه أن يتخذوا قبره مسجداً كما فعل اليهود والنصارى مع قبور أنبيائهم لذا فقد حذر من ذلك الفعل الشنيع أعظم تحذير ولعن فاعله بل أمر أن لا يدفن مع أصحابه ليبرز قبره بل أمر أن يدفن في حيث قبض فدفن في حجرة عائشة رضي الله عنها , ولقد كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الغلو في مناسبات كثيرة فكان مما يقول :ط إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو " وكان يقول :" هلك .... ثلاثاً " وكان من آخرها في سكرات الموت فلم يشغله ما هو فيه من كرب الموت وشدته عن التذكير بهذا الأمر العظيم حرصا منه صلى الله عليه وسلم أن تبقى أمته موحدة لربها بعيدة عن الشرك وأسبابه الموصلة إليه وسدَّا منه لكل ذريعة يمكن أن تؤدي إلى الوقوع في الشرك بل لقد بكى صلى الله عليه وسلم على أمته خوفاً عليها من عذاب الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- تَلاَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِى إِبْرَاهِيمَ ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنِّى) الآيَةَ . وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ « اللَّهُمَّ أُمَّتِى أُمَّتِى ». وَبَكَى فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ - فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمَا قَالَ. وَهُوَ أَعْلَمُ. فَقَالَ اللَّهُ يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِى أُمَّتِكَ وَلاَ نَسُوءُكَ " مسلم.
هذا أيها المسلمون حرص الرسول الذي وصفه به ربه فقال عنه : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)

الخطبة الثانية

العبرة السادسة : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة التي هي الركن الثاني والمعراج الروحي للأمة والصلة بين العبد وربه وحرصه على أن تحافظ أمته عليها ولهذا ترك فراشه مع شدة مرضه وكشف الستر ليرى أصحابه وهم يحافظون على الصلاة خلف إمامهم فسره ذلك وتبسم فرحاً بذلك المنظر المهيب ليس هذا منه فحسب بل نجده صلى الله عليه وسلم يوصي أمته بالمحافظة على الصلاة مع شدة معاناته من السكرات حتى ما كاد يفيض بها لسانه فيقول :" الصلاة الصلاة " وكل ذلك يدل على أهمية الصلاة وأهمية المحافظة عليها والتي هي صفة من أبرز صفات أهل الإيمان كما قال تعالى :( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ) فمن حافظ عليها كانت له نوراً ونجاة وبرهاناً يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نور ولا نجاة ولا برهان يوم القيامة, ولا حظ في الإسلام لمن لا حظ له في الصلاة ومن تركها فقد كفر وهي التي بين الرجل والكفر والشرك والصلاة فهل يهتم بها المسلمون كما اهتم بها رسول الله صلى الله لعيه وسلم ويولوها من الرعاية وما تستحق من الرعاية والمحافظة كما أولاها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه لم شغل عنها في إحدى غزواته قال شغلونا عن صلاة العصر ملأ الله عليهم بيوتهم ناراً ففي المحافظة عليها سعادة الدنيا والآخرة فقد جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم :" خمس صلوات كتبهن الله في اليوم والليلة من حافظ عليها كان له على الله عهداً أن يدخله الجنة " والله يقول قبل ذلك :( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .
العبرة السابعة والأخيرة : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على السواك حتى وهو يعاني سكرات الموت حتى إنه لما رآه في يد عبد الرحمن جعل ينظر إليه كالمريد له حتى فطنت عائشة ثم أخذته وأعطته فحري بناء ونحن في أوفر الصحة والعافية أن نحافظ على هذه السنة العظيمة التي هي مطهرة للفم مرضاة للرب صلوا وسلموا على رسول الله .
المشاهدات 5243 | التعليقات 5

خطبة رائعة
نفع الله بك وبعلمك شيخنا الفاضل ..


سعود المغيص;20982 wrote:
خطبة رائعة
نفع الله بك وبعلمك شيخنا الفاضل ..

آمين وإياك شيخنا المبارك


جزاك الله خيرا


شبيب القحطاني;21051 wrote:
جزاك الله خيرا


آمين وإياك وسعدت بمرورك فأهلا وسهلا


يرفع رفع الله قدر كل من مر وأفاد واستفاد