عبادة المدح
إبراهيم بن صالح العجلان
إخوة الإيمان:
النفس البشرية بطبيعتها ميَّالةٌ إلى ثناء مَن أحسن إليها، ومدْح من تفضَّل عليها، فلا يُنكرُ فضْلَ من له الفضل، إلا مَن عَشْعَشَ النُّكرانُ والجحود بين جنبيه، فإذا كانت هذه الجِبلَّة موجودةً عند البشر تُجاهَ البشر، فكيف يكون المدح والثناء لمَن أسدى للإنسان كلَّ النِّعم؟!
كيف يكون ثناء الإنسان لرب الإنسان، الذي خلقه من العدم، وشفاه من السقم، ورزقه من النعم؟! {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34].
فتعالَوا - إخوةَ الإيمان - إلى عبادة عظيمة، إنَّها عبادة المدح، نعم المدح للــه الخالِق الرحيم، الرزَّاق الكريم، ذلك المدح الذي لا تزلُّف فيه ولا تملُّق، ولا نفاق فيه ولا تصنع.
تلك العبادة التي تَزيد العبدَ من ربِّه قربًا وحبًّا ، فما أجملَ الثناء لمن يستحق حقًّا وصدقًا للإطراء! وما أحسنَ التمجيد، إذا كان في حق رب العبيد!
ثبت في صحيح البخاري، من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا أحدَ أغْيرُ من الله؛ فلذلك حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبُّ إليه المِدحة من الله؛ فلذلك مَدَحَ نفسه)).
وفي الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا أحد أحب إليه المدحة من الله؛ ومن أجل ذلك وعد الله الجنة)).
معاشر المسلمين:
إنَّ فعل ما يحبه الله ويرضاه من أجلِّ وأعظم العبادات الموصلة لرضا رب البريَّات، والمبلغة لجنة عرضها الأرض والسموات ، فهو - سبحانه - يحبُّ مَن يثني عليه ويحمده بما هو أهله ، ولذا أثْنى على نفسه في مواضعَ كثيرةٍ من كتابه، ورغَّبنا أن نتقرَّب إليه بالمدح والتحميد، والثناء والتمجيد.
مهما عجَّتِ الألسن وكلَّت، فلن تحصي ثناء على ربِّها - جل جلاله وتقدست أسماؤه - فهو - سبحانه - فوق ما يصفه الواصفون، وأعْلى مما ينعته العارفون، قد قال ذلك أعلمُ الخلق وأخشاهم وأتقاهم لله - صلَّى الله عليه وسلم - فقد كان يردِّد في سجوده: ((لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيتَ على نفسك)).
هذه العبادة - عبادة المدح - عرَفها أعرفُ الخلق لرب الخلق، فكان - عليه الصلاة والسلام - كثيرَ الثناء لربه، لهَّاجًا بالحمْد له، حتى لكأنَّ أحواله كلها مع هذه العبادة المحبوبة المرغوبة.
كان إذا قام من اللَّيْل يتهجد، استفتح صلاته بقوله: (( اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهنَّ)).
كان يفتتح خُطبه ومواعظه بالحمد والثناء.
كان ثناؤه لربِّه معه في شدَّته ورخائه، في سفره وحضره، في طعامه ولباسه، في عبادته وفراغه منها.
لم يكن ثناؤه لربِّه لصيقَه وشِعاره ودِثاره في دنياه فحسب؛ بل حتى في أخراه، يكون له مع هذه العبادة شأنٌ - وأيُّ شأن - ، في ذلك المقام المهول، والكرب الطويل، يفزع الخَلْق إلى أكرم الخلق - صلَّى الله عليه وسلَّم - لطلب الشفاعة عند الله للفصْل بين العباد، فينطلق - عليه الصلاة والسلام - فيقع ساجدًا تحت عرش ربِّه، فيفتح الله عليه من المحامد وحسن الثناء، ما لم يفتحْه لأحدٍ قبله، ثم يقول الله بعد ذلك: يا محمد، ارفع رأسك، وقلْ يُسمع، وسَلْ تعطه، واشفع تشفَّع، فيحمده حينها أهلُ الموقف كلُّهم على هذه الوساطة عند ربِّ العالمين.
إخوة الإيمان:
إن سألتم عن فضل عبادة الثناء على الله - تعالى - فيكفيها فضلاً وشرفًا أن الله - تعالى - يذكر من أثنى عليه ومدحه؛ قال - سبحانه -: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152].
وقال - تعالى - في الحديث القدسي: ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإنْ ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرتُه في ملأ خيرٍ منه)).
ـ ومن فضائل عباده الثناء: أنها سبب من أسباب إجابة الدُّعاء ؛ سمع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلاً يدعو في الصلاة، ولم يذكُر اللهَ - عزَّ وجلَّ - ولم يُصلِّ على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((عَجِل هذا))، ثم دعاه فقال له ولغيره: ((إذا صلى أحدُكم، فلْيبدأ بتحميد ربه، والثناء عليه، ثم ليصلِّ على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم ليدعُ بما شاء))؛ رواه الإمام أحمد.
وفي لفظ عند الطبراني، وصحَّحه الألباني: ((فإنه أجدر أن ينجح)).
ـ ومن فضائل عباده الثناء لله – تعالى، والفضائلُ كثيرة -: أنها سبب لرفع العمل ، ها هو رجل مِن صحابة رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأتي لصلاته مسرعًا، وقد حَفَزَه النَّفَس، فقال بعد أن كبَّر: الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا، فلما قضى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - صلاته قال: ((أيُّكم المتكلم بالكلمات؟))، فأرَمَّ القوم - أي: سكتوا - فقال: ((أيكم المتكلِّم بها؟ فإنه لم يقل بأسًا))، فقال الرجل: جئت وقد حفزني النَّفَس فقلتُها، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لقد رأيت اثني عشرَ ملَكًا يبتدرونها أيهم يرفعها))؛ خرجه مسلم في صحيحة.
إخوة الإيمان:
وحين نتدبَّر الذِّكر الحكيم، الذي هو شفاء ورحمة وهدى وخشية، نجد الثناءَ العاطر، والمدحَ الجليل من الله - تعالى - لذاته وأسمائه وصفاته، فهل مدحٌ أعْلى وأشرف وأجلّ من قول الحق - تبارك وتعالى -: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 22 - 24]؟
وهل ثناء وتنزيهٌ يسمو ويعلو على وصْف الحق - تبارك وتعالى - عن نفسه بقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]؟
يأتي نفر من كفار قريش إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيقولون له: انسب لنا ربَّك، فيأتي الجواب من الله - تعالى - في غاية المدح والبيان والاختصار: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْوَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4].
ثم قلِّبْ نظرك - أخي المبارك - بين دفتَي كتابِ ربك، تجدِ الثناء السامق، الذي ليس فوقَه ثناء لأفعال الله وتقديرات الله، ترَ الحيَّ القيوم العظيم قد أخبر عن نفسه أنه خلَقَ الإنسان وقوَّمه، وبدأ الكون ونظَّمه، وصور النبات وجمَّله، وأوجد الحيوان وسخَّره، أنشأ السماء وبناها: {رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا *وَأَغْطَشَ لَيْلَهَاوَأَخْرَجَ ضُحَاهَا *وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَاوَمَرْعَاهَا *وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} ا [النازعات: 28 - 32].
أعطى ومنع، رفع ووضع، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، أضحك وأبكى، أمات وأحيا، أسْعد وأشْقى، بديع السموات والأرض، مد الظل ولو شاء لجعله ساكنًا، ما خاب من دعاه، ما تعنَّى من رجاه، كل ما يجري في الكون فبنِعمه ومن نعمه؛ {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53].
يُنعِم فيُعصَى، يتفضَّل فيُنسى، يسبغ فما تُرفَع إليه الشكوى، لا تُدركه الأفهام، ولا تَبلُغُه الأوهام، ولا يُشبه الأنام، حيٌّ لا يموت، قيوم لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، حجابُه النور، لو كَشَفَه لأحرقتْ سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصرُه من خلقه.
يعلم السرَّ والنجوى؛ {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} [الرعد: 10].
يعلم ما في الأرحام، وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت، {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِيلاَإِلَهَ إِلاَّ هُوَوَسِعَكُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا}، يعلم ما كان وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف سيكون.
وَهْوَ الَّذِي يَرَى دَبِيبَ الذَّرِّ = فِي الظُّلُمَاتِ فَوْقَ صُمِّ الصَّخْرِ
وَسَامِعٌ لِلجَهْرِ وَالإِخْفَاتِ = بِسَمْعِهِ الوَاسِعِ لِلأَصْوَاتِ
عمَّ بِرُّه، واتَّصل خيرُه، وكمُل عطاؤه، وتمَّت نوافله، وعمَّت فواضله، وعزَّ سلطانه، وبَرَّ قَسَمُه، وجلَّ ثناؤه، وعظُم جاهه، وتقدَّست أسماؤه، فلا إله غيره.
في السماء مُلْكُه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر عظمته، وفي الجبال قوَّته، وفي الكون والخَلْق قدرته، وفي الشرائع حِكمته، وفي الجنة رحمته، وفي النار سطوته.
فَيَا عَجَبًا كَيْفَ يُعْصَى الإِلَـ = ـهُ أَمْ كَيْفَ يَجْحَدُهُ الجَاحِدُ
وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ = تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدُ
سبحانك من إلهٍ رب عظيم، رؤوف جواد كريم، ألْسِنتُنا سبَّحت في علاك، ورؤوسنا ما سجدتْ لأحد سواك، أنت ترانا ولا نراك، ولا نعبد إلا إيَّاك!
يَا مَنْ يَرَى مَدَّ البَعُوضِ جَنَاحَهَا = فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ البَهِيمِ الأَلْيَلِ
وَيَرَى نِيَاطَ عُرُوقِهَا فِي نَحْرِهَا = وَالمُخَّ فِي تِلْكَ العِظَامِ النُّحَّلِ
وَيَرَى وَيَسْمَعُ حِسَّ مَا هُوَ دُونَهَا = فِي قَاعِ بَحْرٍ مُظْلِمٍ مُتَهَوِّلِ
امْنُنْ عَلَيَّ بِتَوْبَةٍ تَمْحُو بِهَا = مَا كَانَ مِنَّا فِي الزَّمَانِ الأَوَّلِ
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، إنَّه كان غفَّارًا.
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الأمر في الآخرة والأولى، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله الرسول المجتبى، والنبي المرتضى، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحْبه ومن اهتدى، أما بعد:
فيا أيُّها الإنسان، ما غرَّك بربِّك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك، في أيِّ صورة ما شاء ركبك.
يا أيها الإنسان، هذا هو ربُّك - جل جلاله، وتقدست أسماؤه - صاحب الجود والفضل والإحسان، والستر والإنعام، حقُّه أن يُطاع فلا يعصَى، ويُشكَر فلا يكفَر، حقه أن يُعظَّم مقامه، فلا يُجعَل أهونَ الناظرين .
فيا مَن أذنب وعصَى، وأخطأ وعتا، وكلنا ذلك الذي ألَمَّ، أقبلْ على ربِّك فلعل وعسى.
مَنِ الَّذِي مَا سَاءَ قَطّ = وَمَنْ لَهُ الحُسْنَى فَقَطْ
من الذي ما سقط؟ وأين هو الذي ما غلط؟ إن قصرتَ وغفلت، وأخطأت وتجاوزت، فاذكر مقامَ ربك الذي يراك؛ لتندمَ بعدها على خطاياك، فالندم توبة، والله - تعالى - لا يَتعاظمُه ذنبٌ أن يغفرَه، يا ابن آدم، لو بلغتْ ذنوبك عَنان السماء، ثم استغفرتني لغفرتُ لك ولا أبالي.
قتل سفَّاح مائةَ نفس، ثم تاب، فتاب ربُّه عليه، وسقتْ عاهر كلبًا شربة ماء، فتاب الله عليها، تذكَّر يا عبدَ الله أنَّك تتعامل مع رب رحيم، عفوٍّ كريم، أساء إليه عَبَدةُ الصليب فقالوا: إن الله ثالث ثلاثة، فدعاهم وناداهم: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 74].
فيا من عَدَى ثم اعتدى ثم اقترف، ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترف، أبشِرْ بقول الله في آياته: {إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38]،
فاستعن بالله - أُخي - ولا تَعجِز ولا تسوِّف.
جاهِد النفس والهوى، وتوجَّه إلى ربك بقلب صادق، إن يثبتك على الحق والهداية، وأن يُعينك على عمل الصالحات، كن مستعدًّا للموت وما بعد الموت، أصلِح ما بينك وبين الله، يُصلح الله ما بينك وبيْن الناس.
اللهم وفقنا للصالحات، وجنِّبنا المنكرات، وبلغنا رضوانك والجنات.
عباد الله، صلوا بعد ذلك على الهادي البشير، السراج المنير، كما أمركم ربكم العلي القدير: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
المشاهدات 3089 | التعليقات 2
حياك ربي أخي الفاضل ( مرور الكرام ) ,,, وزادنا الله وإياك علماً وعملاً
وأشكرك على ملاحظاتك ، وأسعد كثيراً بتقويم الأحبة ، فلن يتطور الإنسان ويتقدم إلا بتوجيه إخوانه ....
ـ أخي المبارك ...... أنا لم أقصد أن العبد يحب الثناء عليه مقابل إحسانه ، وإنما قصدت بالمقدمة أن كل إنسان بفطرته السوية مجبول على ثناء من أحسن إليه في الدنيا ،، فالثناء على المولى سبحانه متأكد وأولى , فالله سبحانة مستحق للثناء كله لكمال أفضاله وكريم آلائه .
وهذا المدح يحبه الله ولذا امرنا ان نمدحه .
وأنا أسميتها عبادة المدح للحديث ( لا أحد أحب إليه المدحة من الله ) فأردت الاقتراب من لفظ النص لا غير , مع أن فعل كل ما يحبه الله عبادة في حد ذاتها ، ولا مشاحة في العنوان , والعبرة بالمضمون ،
أكرر أخي الكريم عبورك ومرورك ,, ولا تحرمنا من ملاحظاتك ..
مرور الكرام
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم وسدد قلمك وزادك فصاحة وبيانا ...
لم أستحب المقدمة التي بدأتم بها وفقكم الله حيث أشرتم إلى محبة الإنسان للمدح ثم خلصتم منها لمحبة الرب تبارك وتعالى لذلك ... فلا أدري ما نوع هذا القياس ؟؟
إني والعلم عند الله أراه قياسا مع الفارق فمحبة العبد للمدح من نقصه ... وأما محبة الخالق للمدح فهي كمال ولا شك ولا ريب ... فأين هذه من هذه ؟؟؟
والأمر الآخر تسمية الخطبة (عبادة المدح) !!!
والذين اشتغلوا بالمدائح سواء في الذات الإلهية أو في النبي صلى الله عليه وسلم هم الصوفية ...
والذي أرى أن الأصوب هو (عبادة الحمد) وليس المدح ... نعم النبي صلى الله عليه وسلم ذكر محبة الله للمدح لكنه حث على الحمد ، والذي ورد في القرآن والسنة من الأدعية والأذكار في مثل هذا المقام وردت بلفظ الحمد ...
وقد يقول قائل : وما الفرق بين الحمد والمدح ... فأحيله على تفسير سورة الفاتحة في تفسير ابن جرير الطبري ...
تعديل التعليق