عام مضى وعام أتى@

عبدالله منوخ العازمي
1439/01/01 - 2017/09/21 19:08PM

خطبة الأولى

خطبة الأولى

أما بعد:

الحمد لله الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب والحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا , وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له  له الملك وله الحمد  ومنه المبتدأ وإليه المنتهى والمآب وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل من تعبد لله وأناب وسلم تسليما

( يا أيه الذين آمنوا أتقوا الله حق تقاته.................................

أيها الناس: هاقد استقبلنا - عاما جديدا إسلاميا هجريا ابتداء عقد سنواته من أجل مناسبة في الإسلام ألا وهي هجرة النبي  

التي ابتدأ بها تكوين الأمة الإسلامية في بلد إسلامي مستقل يحكمه المسلمون ولم يكن التاريخ السنوي معمولا به في أول الإسلام حتى كانت خلافة عمر بن الخطاب  

 

ففي السنة الثالثة أو الرابعة من خلافته 

كتب إليه أبو موسى الأشعري 

 إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ. فجمع عمر الصحابة رضي الله عنهم فاستشارهم فيقال إن بعضهم قال: أرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكها كلما هلك ملك أرخوا بولاية من بعده

فكره الصاحبة ذلك فقال بعضهم: أرخوا بتاريخ الروم فكرهوا ذلك أيضا

فقال بعضهم: أرخوا من مولد النبي   

 

وقال آخرون: من مبعثه وقال آخرون: من مهاجره فقال عمر الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها فأرخوا من الهجرة واتفقوا على ذلك ثم تشاوروا من أي شهر يكون ابتداء السنة فقال بعضهم: من رمضان الذي قدم فيه النبي  

 

المدينة مهاجرا واختار عمر وعثمان علي أن يكون من المحرم لأنه شهر حرام يلي شهر ذي الحجة الذي يؤدي المسلمون فيه حجهم الذي به تمام أركان دينهم والذي كانت فيه بيعة الأنصار للنبي  

 

والعزيمة على الهجرة فكان ابتداء السنة الإسلامية الهجرية من الشهر المحرم الحرام.

 

أيها المسلمون إننا اليوم نستقبل عاما جديدا إسلاميا هجريا شهوره الشهور الهلالية التي هي عند الله تعالى في كتابه كما قال تعالى:   إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم 

 

الشهور التي جعلها الله تعالى مواقيت للعالم كلهم قال الله عز وجل:   يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس  مواقيت للناس كلهم بدون تخصيص لا فرق بين عرب وعجم ذلك لأنها علامات محسوسة ظاهرة لكل أحد يعرف بها دخول الشهر وخروجه فمتى رؤي الهلال من أول الليل دخل الشهر الجديد وخرج الشهر السابق.

أيها المسلمون هاقد استقبلنا عاما جديدا إسلاميا هجريا ليس من السنة أن نحدث عيدا لدخوله أو نعتاد التهاني ببلوغه فليس الغبطة بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد منها في طاعة مولاه

 فكثرة السنين خير لمن أمضاها في طاعة ربه، شر لمن أمضاها في معصية الله والتمرد على طاعته

 

وشر الناس من طال عمره وساء عمله، إن علينا أن نستقبل أيامنا وشهورنا وأعوامنا بطاعة ربنا ومحاسبة أنفسنا وإصلاح ما فسد من أعمالنا ومراقبة من ولانا الله تعالى عليه من الأهل من زوجات وأولاد بنين وبنات وأقارب.

فاتقوا الله عباد الله وقوموا بما أنتم به معنيون وعنه يوم القيامة مسؤولون:   قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة   

قوموا بذلك على الوجه الأتم الأكمل أو على الأقل بالواجب واعلموا أن أعضاءكم ستكون عليكم بمنزلة الخصوم يوم القيامة يوم يختم على الأفواه وتكلم الأيدي والأرجل بما كسب الإنسان قال الله تعالى:   حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون  وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون  وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين  .

عباد الله إن كل عام يجد يعد المرء نفسه بالعزيمة الصادقة والجد ولكن تمضي عليه الأيام وتنطوي الساعات وحاله لم تتغير إلى أصلح فيبوء بالخيبة والخسران ثم لا يفلح ولا ينجح

 

فاغتنموا الأوقات عباد الله بطاعة الله وكونوا كل عام أصلح من العام الذي قبله فإن كل عام يمر بكم يقربكم من القبور عاما

ويبعدكم عن القصور عاما يقربكم من الانفراد بأعمالكم ويبعدكم من التمتع بأهليكم وأولادكم وأموالكم.

عباد الله والله ما قامت الدنيا إلا بقيام الدين ولا نال العز والكرامة والرفعة إلا من خضع لرب العالمين ولا دام الأمن والطمأنينة والرخاء إلا باتباع منهج المرسلين ولئن استمرت زهرة الدنيا مع المعاصي والانحراف إن ذلك لاستدراج يعقبه الإهلاك والإتلاف فاعتصموا بطاعة الله عن عقوبتكم:   وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون 

أقول قولي هذا وأستغفرالله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات الاحياء منه والاموات فاستغره انه هو الغفور الرحيم.....

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله

النبي الأمين فصلوات ربي عليه ماتعاقب الليل والنهار وعدد ما ذكره المؤمنون الاخيار وسلم تسليمن كثيرا الى يوم الدين

اما بعد :عباد الله : أتقوا الله تعالى وتبصروا في هذه الأيام والليالي فإنها مراحل تقطعونها الى الدار الأخرة حتى تنتهوا إلى أخر سفركم ,

وكل يوم يمر بكم فإنه يبعدكم من الدنيا ويقربكم من الآخرة فطوبى لعبد اغتنم فرصها بما يقرب إلى مولاه ,

طوبى لعبد اتعظ . بما فيها من تقلبات , طوبى لعبد استدل بتقلباتها على ما لله فيها من الحكم البالغة والأسرار :

(يقلب الله اليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار) .

 

أيه الناس :إنكم لإ] هذه الأيام تودعون عاماً ماضياً شهيداً ,

وتستقبلون عاماً مقبلاً جديداً فماذا أودعتم في العام الماضي

وماذا تستقبلون به العام الجديد, فليحاسب العاقل نفسه ولينضر في امره فإن كان قد فرط في شيء من  الواجبات

فليتب الى الله وليتدارك مافات وإن كان ظالم لنفسه في فعل المعاصي والمحرمات فليقلع عنها قبل حلول الأجل والفوات

وان كان ممن من الله عليه بلاستقامة فليحمد الله على ذلك وليسأله الثبات عليها الى الممات .

 

عباد الله : هنالك مسألة في مناسبة العام الهجري

 

الا وهي التهنأة بمناسبة العام الهجري الجديد

قال أبن عثيمين رحمه الله عن هذه المسألة

إن هنأك أحد فرد عليه , ولا تبتدئ أحد بذالك, هذا هو الصواب في هذه المسألة ,

لو قال لك انسان مثلاً :  نهنئك بالعام الجديد قل : هنأك الله بخير وجعله عام خير وبركة .

 لا كن لا تبتدئ الناس أنت .

هذا وصلوا وسلموا على نبكم محمد ......

 

 

 

المشاهدات 1162 | التعليقات 0