((عاشوراء وزوال الطاغيه))

algehani algehani
1441/01/04 - 2019/09/03 00:43AM
((عاشوراء وزوال الطاغيه))
الخطبة الأولى
الحمدُ لله المتوحِّد في الجلال بكمالِ الجمالِ تعظيمًا وتكبيرًا، المتفرِّد بتصريف الأحوال على التّفصيل والإجمال تقديرًا وتدبيرًا، المتعالي بعظمتِه ومجدِه الذي نزّل الفرقان على عبدِه ليكونَ للعالمين نذيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهَد أنّ محمّدًا عبده ورسوله وخليلُه وخِيرته من خلقه، بلّغ الرسالةَ وأدى الأمانة ونصح الأمّة وجاهدَ في الله حقَّ جهاده حتّى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين وعلى صحابتِه والتّابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمّا بعد: فأوَّلُ ما يوصَى به وأَولى تقوَى الله في السرّ والنجوى، والتَّقوَى خَيرُ لِباسٍ، فهِي لمن التَزَمَها حبلٌ رفيع وسِياج مَنيع ونجاةٌ وفَوزٌ في الدنيا والأخرَى،
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ  الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ  لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
(عباد الله) في زَمنِ الابتِلاءات والمحنِ وحِينَ تكثُرُ علَى الأمّةِ الفتنُ ويَتدَاعَى الأكلةُ على القَصعَةِ ويتَسرَّبُ اليأسُ إلى بَعضِ النّفوس تحلُو قراءةُ التّاريخ وتجلُو سُنَنُ الله في الكونِ عَبر قصصِ الأوَّلين وعِبَر السّالفين
قصص يتقرِّرُ فيها أنَّ هناك قوّةً واحدةً في الوجود هي قوّة الله ,وأن له الخلقُ والأمر، وأنّ هناك قِيمةً واحدةً مطلقة، هي قِيمةُ الإيمان، فمَن كانَت قوّةُ الله معَه فلا خوفَ عليه ولَو كان مجرّدًا من كلّ مظاهرِ القوّة، ومن كانت قوَّة الله عليه فلا أَمنَ له ولا طمأنينةَ ولو سَانَدَته جميعُ القوى.
ومن هذه القصص (عباد الله)
قصة فِرعونَ وجنودِه وطغيانهم على بني إسرائيل، وكَيف كانَ يَستعبِدهم ويتتبَّع أطفَالَهم لِيَذبَحَهم ذَبحَ الشِّياه. في تلك الظروفِ القاسيَة وُلد موسى عليه السلام، ولِد والخطر محدِقٌ به والموتُ يتلفَّت عليه، وها هي ذي أمّه حائِرةٌ به خائفة عليه، تنتظر أن يصِلَ نبؤُه للجلاّدين، عاجزةً عن حمايته، لا يمكِن أن تلقِّنَه حيلةً، ولا أن تخفِيَ صوتَه الفطريّ أن ينمَّ عليه، وهنا يلقِي الله في روعِها الإيمانَ والأمانَ،
(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ)
إنها الرعاية الإلهية التي تجعل النارَ بردًا وسلامًا وتجعَل البحرَ ملجَأ ومنامًا.
وهكذا كان إيمانُ تلكَ الأمّ وكان يقينُها، فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ  ولكنَّ إرادةَ الله تتحدّى فرعونَ بطريقةٍ مَكشوفة، إنهم يتتبَّعون المواليدَ ويرسلون الجواسيسَ ويكلِّفون الجلاّدين لقتلِ جميعِ الأطفالِ خشيةَ أن يكونَ موسى أحدَهم. لكن ها هو ذا الطفلُ الرضيعُ يأتي بنفسِه مجرَّدًا من كلِّ حيلةٍ أو قوّة، يقتَحِم على الطاغيةِ حِصنَه، ويستقرّ في قلبِ قصرِه، ليكونَ لهم عدوًّا وحزنا، إنه الطفل الذي سيكون على يديهِ هلاكُهم،
وعطَّف الله عليه قلبَ امرأةِ فرعون، فأحبّته وآوته، وهكذا حماه الله بألطف سَبَب، بالحبِّ لا بالجندِ والسِّلاح، وهذا من لُطف اللهِ، ولا يقاوِم لطفَ الله شيءٌ، ولا تُلام أمُّ الرضيعِ إن خافَت عليه واضطَربت، ولكن ربَط الله على قلبها وثبَّتها لتكونَ من المؤمنين المصدِّقين بوعدِ الله الصابِرين على بلائِه السَّائرين على هُداه.
ومَنع الله موسَى من قَبول المراضِع أو استِساغةِ اللبن، وبعدَ أن كان فِرعونُ يبحَث عنه ليقتلَه صارَ يلهَث لحياته؛ يلتمِس مُرضِعًا يقبَلها الصَّغير، خوفًا عليه مِنَ الذّبول أو الموتِ، فتَدُلُّهم أختُه على أمِّه، فيلتَقِم ثديَها ويقبَل لبَنَها، ويعود الطفلُ الغائِب إلى أمِّه، ويتحقَّق وعدُ الله، يعودُ الطفل يحمِيه فرعونُ، وترعاه امرأته، وتسعَد به أمّه، بل وتأخذ على رضاعِه الهدايا والعطايا، (فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)
وإذا العنايةُ لاحظَتك عُيونها... نَم فالحوادِث كلّهنّ أمان
ولما بلَغ موسى أشُدَّه واستَوى آتَاه الله حُكمًا وعِلما، واصطفاه وأخلَصَه، وجعَل في قلبه نورًا، وهيَّأه للرّسالةِ, وقد رأى طغيانَ فرعونَ ومَلئِه، ورأى كيف يُسام قومُه الخسفَ والظلم.
وحين أراد الله تعالى أن يجعلَ لموسى سبَبًا للخروج من مصر دخَل المدينةَ على حين غفلةٍ من أهلِها فوجدَ فيها رجلين يقتِتلان، أحدهما من بني إسرائِيل والآخرُ قِبطيّ، فاستغَاث الإسرائيليّ بموسى، فوكز القبطيَّ فمات من ساعتِه .
وحين شَاعَ خَبرُ هذه الحادثةِ وأحسّ الملأُ من قوم فرعونَ ببوادِر التمرُّد على الظّلم تآمروا على قتلِ موسى عليه السّلام؛ حتى لا يسرِيَ مَوقفُه بين أفرادِ الشّعب المستعبَد، لكنَّ الله تعالى نجَّاه، فخرَجَ مِن المدينة يدعو ربَّه: ( رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)
ويلتَجِئ لخالقِه: (عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ)
إنها المطاردةُ الثانية للقَتل، لكنَّ الله تعالى يريد إنفاذَ أمرِه وإمضاءَ قدَره مهما تمالأَ الأعداء، فيمضي موسى عليه السلام ويتزوَّج ويعمَل في كنَف شيخٍ صالح في سيرةٍ ومسيرةٍ مليئة بالدّروس والعبر.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ .
بَارك الله لي ولكم في القرآنِ والسّنَّة، ونفعنا بما فيهما من الآياتِ والحِكمَة، أقولُ قولي هذا، وأستغفر الله تعالى لي ولكم
فإستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
 
 
 
 
 
الخطبة الثانية
الحمد لله ذي القوَّةِ القادرَة والحِكمةِ الباهِرَة، لا ينفُذ إلا أمرُه، ولا يمضِي إلا قدَرُه،
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ  فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)
وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريكَ له، وأشهَد أن محمّدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله: وحين شرّف الله تعالى موسى عليه السلام بالرِّسالة وأكرمه بالنبوَّة بعثه إلى فرعونَ وقومهِ يدعوهم إلى الله وحدَه، فقابلوا رسالتَه بالتكذيبِ، واتهموه بالسّحرِ وقَصدِ الإفساد، بل قال فرعون:
(إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ)
ومع ظهور الآياتِ والبراهين إلا أن المتكبرين محرومون، وهذه سنّة الله في كلِّ وقت، فإنّك ترى المتكبِّرين هم أبعدُ النّاس عن الهداية والإيمان، كما قال تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا) .
عند ذلك خرج موسى عليه السلام بقومه مهاجرين بدينهم تارِكين ديارَهم، يبحثون عن مكانٍ آخَر يعبدون الله فيه، ولكنَّ فرعون ـ ككلِّ الطغاة ـ لم يترك هذا الشعبَ المقهور ليحيا كما يُريد، فأخذ يطاردُهم حتى البحر , دافعه في ذلك التسلُّط والطغيانُ والعلوّ في الأرض بالفساد.
فلمّا وقفَ البحرُ أمامَ موسى وبني إسرائيل , ورأوا فرعونَ وقومَه وراءَهم، (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)
في تلك اللَّحظات الحرِجَة لم يتزعزع إيمانُ موسى بربّه، بل صاحَ صيحةَ مؤمن وصاحَ صيحةَ موقن: (كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) وهكذا حين يكمُل الإيمان تنزل نصرةُ الرحمن، فأمر الله البحرَ فانفَلق طُرُقًا يابِسةً، (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى)  فعبروا بحِفظ الله، فأتبعهم فرعونُ بجنوده، وأمر الله البحرَ فانطَبق على فرعون وجنوده، وأغرقَه ومن معه في عاقبةٍ مُهينة للكبر والطغيان
وهَذَا الْحَدَثُ الْعَظِيمُ (عباد الله) كان فِي اليومِ العَاشِرِ مِنْ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ ،فهُوَ يومٌ لَهُ فَضَيلَةٌ عَظِيمَةٌ،صَامَهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، شُكْرًا للهِ عَزَّ وَجَلَّ على نَصْرِهِ؛ فَفِي الصَّحِيحَينِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا،أَنَّ رَسُولَ اللهِ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ،أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ،وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»،
وحث،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على صِيَامِهِ،وبَيَّنَ فَضْلِهُ، فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ»،
وقَدْ عَزَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَلَى أَلَّا يَصُومَهُ مُفْرَدًا؛ بَلْ يَضُمُ إِلَيهِ يَومًا آخَرَ ،مُخَالَفَةً لِأَهْلِ الكِتَابِ فِي صِيَامِهِ؛ فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُمَا ، قَالَ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ»،
قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ،صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وفي حديث آخر قَالَ: صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا»
فَمَنْ صَامَهُ كَفَّرَ اللهُ عَنْهُ خَطَايَا سَنَةٍ كَامِلَةٍ، ومَنْ صَامَ مَعَهُ يَومًا قَبْلَهُ،أَو بَعْدَهُ؛نَالَ مَعَ أَجْرِ التَّكْفِيرِ أَجْرَ المُخَالَفَةِ
هذا وصلوا رحمكم الله على خير خلقه فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحابته وسلِّم تسليما كثيرًا.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم واخذُل الكفرةَ والمُلحِدين وجميع أعداء الدين.
اللهم اغفِر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
عبادَ الله: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
فاذكُرُوا الله العظيمَ الجليلَ يذكُركُم، واشكُرُوه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.
المشاهدات 975 | التعليقات 0