عاشوراء بين السنة والدماء

سطام بن محمد النجمي
1436/01/06 - 2014/10/30 13:39PM
[font="]عاشوراء بين السنة والدماء[/font]
[font="] [/font]
[font="]الحمد لله، جرَت بالأقدار أقلامُه ، و مضَت في الخلائق أحكامُه ، أحمده سبحانه وأشكره شكرًا يزيد به فضلُ ربّي و إِنعامه ، و أشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ حقٍّ و يقين يزول بها عن القلبِ غِشاوته و ظلامُه ، و أشهد أنّ سيّدَنا و نبينا محمّدًا عبد الله و رسوله ببعثته و رسالته كمل الدِّين و أرتفعت أعلامه ، صلى الله و سلَّم و بارك عليه و على آله و أصحابِه صلواتٍ و سلامًا و برَكات دائِمَاتٍ ما دام الدّهرُ ليالِيه و أيّامُه ، و التابعين و من تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين[/font][font="] ثم أما بعد: [/font][font="]فيا أيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن فإن من عاش على تقوى الله والخوف منه في هذه الدنيا أمنه الله في يوم الخوف يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم عباد الله:-[/font][font="] لقد قصَّ الله لنا فصولاً كثيرة من الصراع بين المؤمنين و الكافرين ، و من هذه القصص العظيمة قصة موسى عليه الصلاة و السلام مع فرعون مصر في عهده ، و التي تكرر ذكرها في القرآن فيما يقارب ثلاثين موضعًا ،و هي أكثر القَصص القرآني تكرارًا و ذلك لمشابهتها لما كان يعانيه الرسول من صناديد قريش و فراعنة هذه الأمة و لما فيها من التسلية له و للمؤمنين حينما يشتد عليهم أذى الكفار و المنافقين ، و لما اشتملت عليه من العظات البالغة و الدروس و الحكم الباهرة[/font][font="] و الحجج و الآيات القاطعة إخوة الإيمان و تبدأ قصة موسى مع فرعون منذ أن كان موسى حملاً في بطن أمه ، فقد قيل لفرعون : إن مولودًا من بني إسرائيل سيولد ، و سيكون على يديه هلاكك و زوال ملكك و إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة و السلام ، و قد نزح إسرائيل و أولاده من الشام إلى مصر في عهد يوسف بن يعقوب عليهما السلام ، و كان عددهم آنذاك ثمانين شخصًا ، ثم لم يزل عددهم ينمو و نسلهم يتكاثر حتى بلغوا في عهد فرعون الطاغية ستمائة ألف إنسان و عندما أخُبِر فرعون أن زوال ملكه سيكون على يد غلام من بني إسرائيل ، أصدر أوامره بقتل أبنائهم و استحياء نسائهم ، حذرًا من وجود هذا الغلام ، و لن يغني حذر من قدر ، وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ و أحترز فرعون كل الأحتراز أن لا يوجد هذا الغلام ، حتى جعل رجالاً و قابلات يدورون على النساء الحوامل ، و يعلمون ميقات وضعهن ، فلا تلد امرأة ذكرًا إلا ذبحه من ساعته[/font][font="] [/font][font="]
[/font][font="]و كان هارون عليه السلام قد ولد قبل بدء هذه المحنة ، فأنجاه الله من كيد فرعون ،[/font][font="] و أما موسى عليه السلام فإنه لما حملت به أمه حرصت على إخفاء حملها خوفًا عليه من القتل ، و كان خوفها عليه يزداد مع مرور الأيام و قرب و قت المخاض ، و لما وضعته ذكرًا ضاقت به ذرعًا ، و ضاقت عليها الأرض بما رحبت ، و ركبها من الهمّ و الخوف ما لا يعلمه إلا الله ، و كان خوفها عليه أضعاف فرحها بقدومه ، و لكن الله جل و علا ألهمها بما يثبّت به فؤادها ، وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ[/font][font="] /font][/b][b][color=black][font="]القصص:7[/font][/color][/b][b][font=" [/font][font="]فاستجابت أم موسى لهذا الإلهام ، و صنعت لأبنها صندوقًا و ألقته في نهر النيل حيث كانت دارها مجاورة له ، ألقته في النهر و كأنما ألقت معه عقلها و قلبها ،فأصبح صدرها خاليًا من الطّمأنينة[/font]
[font="]وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِلَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ و يمضي الموج بالوليد الضعيف داخل الصندوق ، يحفه الله بعنايته ، و يكلؤه بحفظه و رعايته ، حتى بلغ قصر فرعون ، فألتقطه آل فرعون ، و لما فتحوا التابوت وجدوا فيه ذلك الغلام الضعيف ،[/font][font="] و لكن رب الأرباب و مالك القلوب و الألباب يلقي في قلب آسية زوجة فرعون فيضًا من الرحمة و الرأفة و الحنان على هذا الطفل الرضيع ،وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ قد أنالها الله ما رجت منه من النفع و الخير , فهداها الله بسببه ، و جعلها من أهل جواره و جنته ، و لكن هذا الطفل المحفوف بعناية الله يفاجئهم بأنه لا يقبل ثدي امرأة ليرضع ، فحاروا في أمره ، و اجتهدوا في تغذيته بكل ممكن و هو لا يزيدهم إلا عنتًا و حيرة و رفضًا و استعصاء ،و بينما هم كذلك فإذا بأخته تقبل عليهم ، و كانت أمها قد أمرتها بأن تتابع أخاها و هو في الصندوق ، و أن تقفوا أثره ، لتعلم مستقره و تستطلع خبره وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لا يشعرون وحرمنا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ القصص:11، 12، ففرحوا بذلك فرحًا شديدًا ، و ذهبوا معها إلى منزلهم ، فلما رأته أمه ما كادت تصدق عينيها ، فأخذته و ضمته إلى صدرها و ألقمته ثدييها فأخذ يرضع بنَهَم شديد ، و هم في غاية الدهشة و السرور هكذا يأبى الله عز و جل إلا أن يحمل آل فرعون هذا الوليد إلى أمه التي خافت عليه منهم ، ثم يعطوها مع ذلك أجرة إرضاعها له ، و يتعهدوا وليدها بالتربية و الرعاية ، فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ [/font][font="]
[/font][font="]وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ[/font][font="] [/font][font="]القصص:13[/font][font="]].[/font][font="]
[/font][font="]و ما زالت الأيام تمضي و الأعوام تترى ، و كبر موسى و بلغ أشده ،و آتاه الله حكمًا و علمًا ، فصار يأمر و ينهى ، و يقول فيسمع ، و يشفع فيشفع ، و لا غرو فهو أبن فرعون بالتبني ، و هو ربيبه و واحد من أهل بيته ،قال الله تعالى[/font][font="]{ [/font][font="]وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ واستوي آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا َكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ القصص:و بعد حين وقع في محنة عظيمة ، حيث قتل رجلاً من قوم فرعون ما كان يريد قتله ،[/font][font="] [/font][font="]
[/font][font="]و تخوف من الطلب ، ففر هاربًا إلى أرض مدين ، و لبث فيهم عشر سنين ،[/font][font="] تزوج في أثنائها ، ثم عاد إلى أرض مصر مع أهله ، [/font][font="]
[/font][font="]و في الطريق إليها أكرمه الله برسالته ، و أوحى إليه بوحيه ، [/font][font="]
[/font][font="]و كلمه من غير واسطة و لا ترجمان ،و أرسله إلى فرعون بالآيات القاطعات و السلطان المبين ،[/font][font="] و لكن فرعون عاند و كابر ، [/font][font="]
[/font][font="]فَكَذَّبَ وَعَصَى[/font][font="] * [/font][font="]ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى[/font][font="] * [/font][font="]فَحَشَرَ فَنَادَى [/font][font="]*[/font][font="]
[/font][font="]فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى[/font][font="] [/font][font="]
[/font][font="]و أدعى أن ما جاء به موسى سحر ، و أن عنده من السحر ما يبطله ، [/font][font="]
[/font][font="]و جمع السحرة من جميع أنحاء مملكته ، فألقوا ما عندهم من السحر ،[/font][font="] [/font][font="]
{ [/font][font="]فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ [/font][font="]
[/font][font="]إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ[/font][font="] } [/font][font="]
/b][/font][b][color=black][font="]يونس:81[/font][/color][/b][b][font=" [/font][font="]،[/font][font="] [/font][font="]
{ [/font][font="]فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ[/font][font="] } [/font][font="]
/b][/font][b][color=black][font="]الشعراء:4[/font][/color][/b][b][font=" [/font][font="]،[/font][font="] [/font][font="]
{ [/font][font="]فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ[/font][font="] * [/font][font="]
[/font][font="]فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ[/font][font="][/font]
[font="]* [/font][font="]وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ[/font][font="] *[/font]
[font="] [/font][font="]قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ[/font][font="] *[/font]
[font="]رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ[/font][font="] } [/font][font="]
/b][/font][b][color=black][font="]الأعراف:118-122[/font][/color][/b][b][font=" [/font][font="]، [/font][font="]
[/font][font="]و لما انقطعت حجة فرعون و خاب كيده ، و أنكشف باطله و زيفه [/font][font="]
[/font][font="]لجأ إلى القوة و البطش و التعذيب و التنكيل و الملاحقة و التشريد [/font][font="]
[/font][font="]و إرهاب الناس بالنار و الحديد . إنه منطق الطغيان العاتي ، [/font][font="]
[/font][font="]كلما أعوزته الحجة و خذله البرهان و خاف أن يظهر الحق و يتمكن أهله و رواده ثم أرسل الله عز و جل على فرعون و قومه آيات عجيبة و عقوبات متنوعة ، من الطوفان و الجراد و القُمَل و الضفادع و الدم ،[/font][font="] [/font][font="]{ [/font][font="]وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ[/font][font="] } [/font][font="]
/b][/font][b][color=black][font="]المدثر:31[/font][/color][/b][b][font=" [/font][font="]، [/font][font="]
[/font][font="]و لكنها ـ و العياذ بالله ـ لم تزدهم إلا عنادًا و إستكبارًا و ظلمًا و عدوانًا ، [/font][font="]
[/font][font="]يقول الله تعالى [/font][font="]:[/font][font="]
{ [/font][font="]فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ[/font][font="] [/font][font="]
[/font][font="]آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ[/font][font="] } [/font][font="]
/b][/font][b][color=black][font="]الأعراف:133[/font][/color][/b][b][font=" [/font][font="]، [/font][font="]
[/font][font="]و لما تمادى فرعون في طغيانه و إيذائه لموسى و من معه أوحى الله إلى موسى أن يخرج بالمسلمين من أرض مصر ليلاً ، فخرجوا قاصدين بلاد الشام ، فلما علم فرعون بخروجهم جمع جيشه و جند جنوده من شتى أنحاء مملكته[/font][font="] [/font][font="]
[/font][font="]ليلحقهم و يمحقهم في زعمه ،[/font][font="] [/font][font="]* [/font][font="]إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ[/font][font="] * [/font][font="]
[/font][font="]شعراء:53-56[/font][font="]] .[/font][font="]
[/font][font="]فخرج فرعون و جنوده في أثرهم ، حتى أدركهم عند البحر الأحمر ،[/font][font="] لَمُدْرَكُون[/font][font="] [/font][font="]فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ إِنَّا [/font][font="]} [/font][font="]
/b][/font][b][color=black][font="]الشعراء:61[/font][/color][/b][b][font=" [/font][font="]، [/font][font="]
[/font][font="]فالبحر أمامهم ، و العدو خلفهم ، [/font][font="]فتبسم موسى كما تبسم محمد في الغار فقال (كلا إن معي ربي سيهدين)[/font][font="] فقال موسى بسم الله، وضرب البحر بعصاه، فانفجر البحر، وانفلق[/font][font="]ـ بإذن الله ـ أثني عشر طريقًا يابسًا ، و صار هذا الماء السيال[/font]
[font="]و تلك الأمواج العاتيات كأطواد الجبال الراسيات ، فأنحدروا فيه مسرعين مستبشرين [/font][font="] [/font][font="]وأتى فرعون يريد أن يجرب آخر جولة له في عالم الضياع والطغيان فقال الله للبحر اجتمع فاجتمع فدخل الطين في فمه فلما أصبح في وقت ضائع أطلق آخر الصرخات بعد الردى والفوات قائلا آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) فقال له فقال له الله ( آلآن) فهلك أكبر طاغية عرفته البشرية أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه كان غفارا .[/font]
[font="] [/font]
[font="]الخطبة الثانية
[/font]
[font="]الحمد لله ذي العزة والكبرياء والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وبعد :- لقد وكان يوم هلاك فرعون يوما مشهودا ونصرا للمؤمنين مجيدا[/font][font="] فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ورأى اليهود يصومونه قال ما هذا الصوم ، قالوا يا رسول الله هذا يوم مبارك نجى الله فيه موسى من فرعون فهم يصومونه شكرا لله على هذا الفضل العظيم ، فقال صلى الله عليه وسلم أنا أولى بموسى منهم فصامه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه وقال لئن بقيت إلى العام المقبل [/font][font="]لأصومهن[/font][font="] التاسع مع العاشر ، وفي رواية خالفوا اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده ، فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يستدير العام [/font][font="]والحدث أن الرسول عليه الصلاة والسلام يشارك أخاه موسى في فرحة الفلاح والانتصار، ويشارك زميله في هذا اليوم الأغر، يوم عاشوراء، ولذلك تضامن معه، وتكاتف هو وإياه فالدعوة واحدة هي دعوة التوحيد والعزة لله وللمؤمنين ولو كره الكافرون[/font]
[font="]فصوموا أيها المسلمون اليوم العاشر وصوموا معه التاسع اتباعا[/font][font="] لرسول الله[/font][font="] صلى الله عليه وسلم [/font][font="]وصيامه[/font][font="] على ثلاث مراتب[/font][font="]:[/font]
[font="]الأولى:- صيام عاشوراء ويوما قبله ويوما بعده ،أي التاسع والعاشر والحادي عشر وهي أكمل المراتب والثانية :- صوم اليوم العاشر ويوم وواحدا معه إما التاسع أو الحادي عشر والثالثة : صوم عاشوراء منفردا[/font][font="] عباد الله وعلى المقابل هناك فئة جعلت من نفسها بوقا للشيطان استمرت الضلال فحولت عاشوراء من يوم يوم عز ونصر وإباء إلى يوم حزن ونياحة ودماء وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذا الصدد( فصارت طائفة جاهلة ظالمة إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة ، وتظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب والتعزي بعزاء الجاهلية وإنشاد قصائد الحزن ، ورواية الأخبار التي فيها كذب كثير، والصدق فيها ليس فيه إلا تجديد الحزن والتعصب وإثارة الشحناء والحرب، وإلقاء الفتن بين أهل الإسلام والتوسل بذلك إلى سب السابقين الأولين ، وشر هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام. اهـ كلامه رحمه الله تعالى أيها الاخوة :و إن الإنسان ليستغرب حال أولئك القوم ..وترد إلى ذهنه عدة اسئلة لماذا البكاء على الحسين فقط .. لماذا لا يبكون على رسول الله إذا كانوا لابد ان يبكون ، وان كان البكاء لا يجوز ولكن على طريقتهم بل لماذا لا يبكون على رضي الله عنه وقد قتل غدرا وظلما[/font][font="] ..
[/font]
[font="]وهل الحسين افضل من علي ؟؟ مع أن عليا قتل مظلوما ، والحسين كان مخطئا بخروجه على إمام المسلمين..ثم هل الحسين رضي الله عنه أول وآخر من قتل ظلما ؟؟ هناك آلاف العلماء والمصلحين بل هناك عشرات الأنبياء قتلوا ظلما وعدوانا فلماذا هذا الرجل بعينة ؟؟ لابد أن هناك سرا يخفونه وراء إظهار حزنهم المزعوم[/font][font="] ..
[/font]
[font="]والسر والله أعلم هو استغلال مقتل الحسين رضي الله عنه لتفرقة الأمة ، وترسيخ الحقد في النفوس على من قتل الحسين ، ثم على الدولة آنذاك ثم على الصحابة.. حيث يظهر في هذه المناسبة سب الدولة الأموية وعلى رأسها أمير المؤمنين معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنه وأرضاه وينتقل اللعن والسب والسخرية إلى سائر الصحابة والتابعينولاشك ان الطعن في الدولة الأموية طعن في الإسلام .. ففي هذه الدولة المباركة على ما فيها من أخطاء..ففيعهدها فتحت الهند والسند وبلاد الصين ، وفتحت القسطنطينية ،وفتحت بلاد الأندلس وانتشر بسببها الإسلام في أرجاء المعمورة .. وفي هذه الدولة العظيمة كان فيها الصحابة الكرام والتابعين الإجلاء ، وانتشر في عهدها الجهاد والعلم بشكل لم يسبق له مثيل وهذا لاشك يغيظ أعداء الإسلام ويكسر شوكتهم ، فجعلوا مقتل الحسين مناسبة للطعن في هذه الدولة وبالتالي الطعن فيما تمثله من دين قويم فحسبنا الله ونعم الوكيل[/font][font="]
[/font]
[font="]أيها الأخوة في اللهو الغريب في أمر أولئك القوم ، انهم هم الذين قتلوا الحسين رضي الله عنه[/font][font="] .. [/font][font="]فالتاريخ يشهد حتى كتبهم أنهم هم الذين قتلوه رضي الله عنه ،و القصد من هذا التنبيه هو عدم الاغترار بهم ولا ببدعتهم ، ولابقنواتهم القذرة ، التي هي من أبواق الشيطان التي فتحت شرها في الفضاء الذي لا يخفى على أولي الألباب أسال الله أن يجمع كلمة المسلمين ، على السنة والكتاب , وان يوحد صفوفهم ، وان يسدد رمي المجاهدين ، وان ينصرهم على أعدائهم أجمعين [/font][font="]اللهم بلغنا صيام هذا اليوم الفضيل وأكرمنا بالأجر الجزيل ,, اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين[/font][font="][/font]
[font="]اللهم وفق إمامنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى وخذ بناصيته إلى البر والتقوى اللهم أبلسه ثوب العافية والشفاء يا سميع الدعاء ، اللهم أره الحق حقا وارزقه اتباعه وأره الباطل باطلا وارزقهم اجتنابه يا ر ب العالمين عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ، إن الله يعلم ما تصنعون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ..[/font][font="][/font]
المشاهدات 2283 | التعليقات 2

جزاك الله خيرا


وإياك أخي الفاضل ونسأل أن يمن علينا بصيام عاشوراء وأن يحقق لنا النصر على أهل الضلال والبدع والشقاء