عاتبوا الكلباني ... واحفظوا ماء وجهه ( شعر )

عبدالله البصري
1431/07/28 - 2010/07/10 20:28PM
عَاتِبُوهُ حُقَّ في اللهِ العِتَاب *** وَاسأَلُوا المُولى لَهُ حُسنَ المَتَاب

وَارفُقُوا بِالشَّيخِ وَارعَوا سِنَّهُ *** وَاقصِدُوا نُصحًا وَلِينُوا في الخِطَاب

عُمرُهُ وَلىَّ وَهَذِي شَمسُهُ *** جَمرَةٌ كَادَت تَوَارَى بِالحِجَاب

فَاحفَظُوا لِلشَّيخِ في مِحرَابِهِ *** مَاءَ وَجهٍ شَبَّ في ذِكرٍ وَشَاب

إِنْ مَرَرتُم مَرَّةً مَسجِدَهُ *** فَاسمَعُوا تَرتِيلَهُ آيَ الكِتَاب

وَاذكُرُوا اللهَ كَثِيرًا وَاركَعُوا *** وَاسجُدُوا وَادعُوا وَزِيدُوا في اقتِرَاب

وَانصَحُوا لِلشَّيخِ وَارجُوا عَودَهُ *** لِحِيَاضِ الحَقِّ وَالقَولِ الصَّوَاب

فَإِذَا لم يَستَجِبْ فَامضُوا وَلا *** تَمنَحُوهُ غَيرَ صَفحٍ وَاجتِنَاب

ثُمَّ لا تَأسَوا عَلَى أَمرٍ مَضَى *** وَاطرَحُوا قَولاً تَهَاوَى كَالهَبَاب

وَاسأَلُوا اللهَ ثَبَاتًا وَاطلُبُوا *** مِنهُ تَوفِيقًا إِلى حُسنِ المَآب

وَاندُبُوا عِلمًا تَوَلَّى أَهلُهُ *** فَانزَوَى يَبكِي عَلَى الرَّبعِ الخَرَاب

يَشتَكِي للهِ ممَّن طَاوَلُوا *** بِحَصَى البَطحَاءِ قَامَاتِ الهِضَاب

وُسِّدَ الأَمرُ لِمَن لَيسُوا لَهُ *** بِذَوِي أَهلِيَّةٍ يَا لَلمُصَاب

في زَمَانٍ لِلبَرَاذِينِ بِهِ *** دَولَةٌ وَالذُّلُّ تَلقَاهُ العِرَاب

لَيسَ يُدرَى هَا هُنَا أَفئِدَةٌ *** في صُدُورِ النَّاسِ أَم صُمٌّ صِلاب

اِنبَرَت تُفتِي البَرَايَا هَمَجٌ *** أَتقَنَت في بَهرَجٍ مَدَّ الرِّقَاب

صَاحَ مَفتُونٌ وَطَارَت شُبهَةٌ *** وَبَدَا جُرحٌ وَوَافَاهُ ذُبَاب

وَجَرَى بِالخُبثِ فِيهِم ثَعلَبٌ *** سَاقَهُ ذِئبٌ وَحَادِيهِ الغُرَاب

وَتَرَى البَازِيَّ وَالشَّاهِينَ في *** هَوشَةٍ وَاستَعذَبَ الصَّيدَ الكِلاب

وَتَمُوتُ الأُسْدُ مِن غَيظٍ لِمَا *** قَد تَرَى مَن ضَعفِ رَأيٍ وَاغتِرَاب

يَا لَدِينِ اللهِ أَمسَى هُزْأَةً *** خَاضَ في بُستَانِهِ شَرُّ الدَّوَاب

بَينَ مَفتُونٍ وَخَبٍّ فَاسِقٍ *** يُخلَطُ الإِبرِيزُ قَصدًا بِالتُّرَاب

وَتَرَى الكَاتِبَ أَمسَى مُفتِيًا *** نَاثِرًا أَقوَالَهُ في كُلِّ بَاب

وَقَلِيلُ الفَهمِ يَجرِي لاهِثًا *** فَاتِحًا فَاهُ لِرَقرَاقِ السَّرَاب

تَكثُرُ الأَقوالُ وَالأَلبَابُ مِن *** سُوءِ حَظٍّ لِلمَهَاوِي في انجِذَاب

لم تَزَلْ غَارِقَةً في لَهوِهَا *** تَستَلِذُّ اللَّيلَ في نَقرِ الإِهَاب

فَاعجَبي يَا أُمَّتي أَو فَاضحَكِي *** أَو فَعُودِي لِعَوِيلٍ وَانتِحَاب

غَيرَ أَنْ لا تَيْأَسِي وَارتَقِبِي *** غُرَّةَ النَّصرِ وَلَو طَالَ ارتِقَاب


عبدالله البصري ـ رجب 1431
المشاهدات 6411 | التعليقات 10

ما شاء الله تبارك الله .
رائعة من روائع الملتقيات.
قصيدة تنطف مروءة وأدباً .
أسأل الله أن يجزيك عليها خيراً.


من الأدب حقيقة مناقشة الأقوال مع حفظ حقوق الرجال ...

وطلبة العلم أو القراء أو الدعاة أو الواعظون أو الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر الذين أخطؤوا يجب حفظ سابقتهم في الدعوة والخير وألا يعان شياطين الإنس والجن عليهم .


ونحن في عالمنا نعيش أزمة تطرف حقا ... إما مدحنا الشخص بفتوى أفتاها ورفعناه بها مكانا عليا ... أو أهبطناه بأخرى أسفل سافلين ولم نرع حرمة أخوته وسابقته

ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد ... كلا طرفي قصد الأمور ذميم

إن من الخير أن ندعو لإخواننا بالهداية والرجوع إلى الحق ولا يمنعنا هذا من الرد عليهم وتفنيد ما أخطؤوا فيه على أن يكون ذلك بطريقة علمية رصينة مؤدبة وأسلوب مهذب ... فإن الأعداء من الكفار والمنافقين والرافضة ومن على شاكلتهم يفرحون بمثل هذه المهاترات التي تقع بين أهل السنة ويعملون على نشر الردود غير العلمية والدعاية لها ليخيلوا للآخرين أن هذا هو حال أهل السنة وأنهم متناقضون أو متشاحنون أو ما أشبه ذلك

فليتنا نحذر من هذه المزالق ونتقي حيل المحتالين ...


في هذه الأبيات ظهر إنصاف وتربية لنقد القول لا الأشخاص مع التوسط وعدم إعطاء أي أمر أكثر من حقه وحجمه ...

وما أجمل :

فَاحفَظُوا لِلشَّيخِ في مِحرَابِهِ *** مَاءَ وَجهٍ شَبَّ في ذِكرٍ وَشَاب


وما أعمق :

وَتَرَى البَازِيَّ وَالشَّاهِينَ في *** هَوشَةٍ وَاستَعذَبَ الصَّيدَ الكِلاب

وما أشد إيلامًا :

يَا لَدِينِ اللهِ أَمسَى هُزْأَةً *** خَاضَ في بُستَانِهِ شَرُّ الدَّوَاب

وما أعجب :

وَتَرَى الكَاتِبَ أَمسَى مُفتِيًا *** نَاثِرًا أَقوَالَهُ في كُلِّ بَاب

وما أحسن :

غَيرَ أَنْ لا تَيْأَسِي وَارتَقِبِي *** غُرَّةَ النَّصرِ وَلَو طَالَ ارتِقَاب


هل يقع الخلاف في الدعوة إلى الفضائل؟ الجواب: لا, فلماذا يضيق أحدهم إذا ردّ العلماء عليه , هب أنّهم قد دعوك إلى فضيلة ترك سماع الغناء, وفضيلة اتقاء فتنة النّساء, وفضيلة عدم الرّضاع أصلا, إنّما الرّضاعة من المجاعة.
فشكر الله للبصري ذكر فضائل الكلباني فوالله إنّي مشفق على الكلباني فمن مدح المادحين وإعجابهم به _ ولم يكن يعجبني فلم أمدحه وأرجو عدم ذمّه _ إلى ذمّ الذامين, (ما على الرّسول إلا البلاغ), (ولا تسأل عما كانوا يعملون), فالطرح بموضوعيّة تنزّلا معه أجدى وأنفع.
اللهم الطف بعبدك الكلباني, اللهم تولّه برعايتك, اللهم أره الحقّ حقا, اللهم اهده لما اختلف فيه, اللهم صلّ على محمّد وآله وصحبه.



شكر الله لكل من مَرَّ وعلَّق ، وعفا عني إن كنت جانبتُ الصواب ، أو أتيت ما أُذم عليه ، والحق أني كتبت هذه الأبيات منذ قرأت الأبيات المنسوبة إلى الشيخ سعود الشريم ، وكنت منذ ذلك الحين في شد وجذب مع نفسي ، هل أنشرها أم أدفنها ؟
أَمَّا وقد نشرتها فأرجو أن تكون لي لا عليَّ .
وأنا لم أرد بها مدحًا ولا قدحًا بقدر ما أردت توضيح منهج ينبغي أن نكون عليه جميعًا مع من يخطئ الصواب ويحيد عن الجادة .
ولا أظن أحدًا منا إلا وقد دخل موقع الشيخ الكلباني ورأى ما يحدث ثمة من أمور تتراوح بين الطرفين مدحًا وذمًّا ، وكان الحق ـ والعلم عند الله ـ أن يُتناول ما جاء به من قول ويُناقش مناقشة علمية مبنية على أصول متفق عليها ، بعيدًا عن شخصه ، وهذا ما حدث ولله الحمد من مجموعة كبيرة من العلماء وطلبة العلم ، فقد تناولوا هذا القول الشاذ الذي جاء به ، وفندوه بالأدلة الدامغة والحجج القاطعة ، ولم يسيئوا في حق أحد لا من المتقدمين ولا من المتأخرين ، بيد أن ثمة مجموعة ـ وأظنهم من صغار السن قطعًا ـ تناولوا أمورًا خارجة عن السياق وبعيدة عن طلب الحق ، ووصموا الشيخ بأمور لا عار عليه فيها ؛ لأنها ليست من صنعه هو ، بل هي من خلق ربه واختياره ، وقد يدخلون بتناولهم إياها إلى نقص في عقائدهم هم ، فيقعون فيما لم يقع الشيخ في عشر معشاره ، وما كان ينبغي أن يصل بهؤلاء الإخوة الغضب ولا أن تدفعهم الغيرة على الدين إلى تجاوز ما هو من الدين ، والوقوع في جاهليات إن لم تزد الأمر سوءًا وتعقيدًا فإنها لن تحل مشكلة قد تعقدت ، ولن تلين قلبًا نافرًا .

ورحم الله الشيخ العلامة الإمام ابن باز ، فقد كانت له ردود على كثير ممن تجاوزوا وأخطؤوا على اختلاف طبقاتهم ومشاربهم ، ومع هذا يجد من يقرأ في ردوده أدب العالم ولغة المريد للحق .

وأمر أردت الإشارة إليه ، وقد ضمنته الأبيات ألا وهو ألا يأمن أحد منا على نفسه الفتنة ، فإن الحيَّ لا تُؤمن عليه الفتنةُ ما دامت روحه بين جنبيه ، ومن ثم فإن مثل هذه الزلات التي رأيناها في هذه السنوات المتأخرة من بعض إخواننا ، والتغيرات أو التحولات الجذرية التي نلمسها لدى آخرين ممن كانوا يتفجرون حماسة واندفاعًا ، ثم صاروا يسخرون بما كانوا هم قادته يومًا ما ، أقول : إن مثل هذه الأمور تلزم العبد التواضع لله واحتقار نفسه واستصغار ذاته ، واللجأ إلى مولاه وخالقه إلى أن يثبته على الحق ويلزمه الصراط المستقيم ، وألا يرى لنفسه يومًا من الأيام فضلاً أن صار طالب علم أو داعية أو حسُن صوته أو جمُل إلقاؤه أو غير ذلك ، بل يجب أن يتطامن لربه ويشكره على ما أنعم به عليه ، ويسأله المزيد من فضله وأن يكون ديدنه " رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحًا ترضاه ... "

لقد ظهر اهتمامٌ في الآونة الأخيرة بالأعمال الظاهرة وغُفِلَ عن أعمال القلوب ، مع أن الأخيرة أهم وأولى أن يعتنى بها وتصلح ؛ لأن بها صلاح الأولى .
وإنه ـ والعلم عند الله ـ ما زل من زل ولا سقط من سقط إلا بتركه إصلاح قلبه والعناية بموضع نظر ربه ، ولا شك أن للقلوب آفات يجب الحذر منها ، من كبر وعجب ورؤية نفس ومحبة تصدر ... إلخ .
والسعيد من أصلح قلبه وعلم أنه لا مناص له من توفيق ربه وإعانته إياه بقوة منه ثم تثبيته إياه وتصبيره .
قال بعض العارفين : وكل عمل وإن قَلَّ لا بدَّ فيه من ثلاثة معانٍ قد استأثر الله ـ تعالى ـ بتوليها :
أوَّلها : التوفيق ، وهو الاتفاق أن يجمع بينك وبين الشيء .
ثم القوّة ، وهو اسم لثبات الحركة التي هي أوّل العقل .
ثم الصبر ، وهو تمام الفعل الذي به يتم ؛ فقد رد الله ـ عزَّ وجلَّ ـ هذه الأصول التي يظهر عنها كل عمل إليه ، فقال ـ سبحانه ـ : " وَمَا تَوْفِيقِي إلاَّ بالله " وقال : " مَا شاءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إلاَّ باللهِ " وقال ـ عزّ وجلّ ـ : " وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إلاّ بِالله "


اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم .


أبيات نفيسة، وفي معانيها عميقة,,وإن كنت مشيدا بالردود ، فأجمل بردّ أخينا مرور الكرام
ولي عودة بحول الله


حياك ربي يا شيخ علي القرعاني ...

ننتظر عودتك لتكتمل الفوائد حول هذا الموضوع المهم حقيقة ...

ولا أدري هل تدخل شدة بعض الذين يردون بغضب على أمثال الشيخ الكلباني في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( قتلوه قتلهم الله ))

قال السندي في حاشيته على ابن ماجه :( قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّه )
دُعَاء عَلَيْهِمْ وَفِيهِ أَنَّ صَاحِب الْخَطَأ الْوَاضِح غَيْر مَعْذُور .
وقال التبريزي في ( مرعاة المفاتيح ) : (قتلوه) أسند القتل إليهم لأنهم تسببوا له بتكليفهم له باستعمال الماء مع وجود الجرح في رأسه ليكون أدل على الإنكار عليهم . (قتلهم الله) أي : لعنهم ، إنما قاله زجرا وتهديدا . وفيه أن صاحب الخطأ الواضح غير معذور ، لأنه عابهم بالفتوى بغير علم ، وألحق بهم الوعيد بأن دعا عليهم ، وجعلهم في الإثم قتلة له .



حياك ربي يا شيخ علي القرعاني ...
ننتظر عودتك لتكتمل الفوائد حول هذا الموضوع المهم حقيقة ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة حينما كتبت عبارة( ولي عودة) لم يخطر على بالي أن هناك من يرصدني فيحاسبني على العبارة, ولكن أخي الشيخ: **مرور الكرام** لَقَطْنِي (عاميّة).
على كل حال كنت عزمت على كتابة بعض النقاط تفاعلاّ مع أبيات الشيخ عبد الله البصري في الدفاع عن الشيخ الكلباني،والرفق به، مع التماس العذر له، ولكن بعد فتوى الشيخ : صالح الفوزان بأن الرجل مجاهر بالمعصية، توقّفت, ومعلوم أن المجاهربالمعصية لا يتناسب مع حاله التماس الأعذار, ولا الرفق به والسكوت عنه مع ظهور المنكر منع علانية - بعد نُصْحِحِه؛ لكي لا يتمادى.. ومن التمادي - في نظري - فتواه بجواز زواج المسفار:
في فتوى جديدة: الكلباني يبيح زواج المسفار للمتزوجين
[IMG]http://www.sabq.org/sabq/misc/get?op=GET_NEWS_IMAGE&name=news1723579.jpg&width=256&height=176[/IMG]

سبق: جدد الشيخ عادل الكلباني خلال الأيام القليلة الماضية فتاواه المثيرة للجدل، بعدما أعلن عبر موقعه الإلكتروني الرسمي إباحة زواج المسفار "الزواج بنية الطلاق"، فيما وصف الكسب من المتاجرة في الأغاني بـ "الكسب الخبيث"!.
إباحة الكلباني لزواج المسفار، التي من المتوقع أن تثير الجدل لخلاف أهل العلم حولها، جاءت في رده على طالب مبتعث ترافقه زوجته في إحدى الدول الغربية، حيث وجه الطالب استفساراً للشيخ عادل الكلباني، قال فيه: "أنا طالب مبتعث إلى أحد بلاد الغرب وأعاني إغراءات الطالبات في الجامعة، وما يلبسن من ملابس عارية، سؤالي يا شيخ: ما حكم ما يسمى بزواج المسفار؟ وهل هو نفس زواج المتعة؟ علماً بأن زوجتي مرافقة معي ولكنها تعاني من برود جنسي شديد، حيث يمر الشهر والشهران ولا أجامعها، بحجة أنها ليس لديها رغبة".
الشيخ عادل الكلباني أفتى بجواز ذلك، قائلاً: "المسميات الجديدة في الزواج لا تهمنا، يهمنا فقط شروط الزواج وأركانه، فإذا تزوجت بولي وشاهدين وإيجاب وقبول، صح الزواج إذا انتفت موانعه، والمسفار يقصدون به الزواج بنية الطلاق، وهذا جائز في حال الخوف على النفس من الوقوع في الزنا. من دون تحديد وقت للطلاق ودون إظهار النية فيه.

وهذه طالعة جديدة

وفي فتوى أخرى أجاب الكلباني سائلة حول لبس عباءة الكتف في اجابة قائلاً: "المطلوب من المرأة أن تكون محتشمة مستترة، غير متبرجة ولا سافرة، فإذا تحقق هذا بالعباءة على الكتف أو فوق الرأس فلا يهم".
وخذ هذا التخبّط

هذا، وقد حرم الشيخ عادل الكلباني الكسب من محلات بيع الأغاني، ولكنه في إجابته ألمح مجدداً إلى إباحة الاستماع للأغاني، وقال في إجابته على أحد الزوار: "قد أباح النبي صلى الله عليه وسلم الحجامة، وأخبر عن خبث كسب الحجام، ولهذا فإن التجارة في الأغاني كسبها خبيث".

يذكر أن موقع الشيخ عادل الكلباني خصص قسماً فيه للفتاوى، حيث يرسل الزوار استفساراتهم ويجيب عليها الشيخ، وقد شهد الموقع خلال الفترة الماضية سيلاً من الأسئلة الساخرة عقب فتوى إباحة الأغاني، إضافة إلى تعرضه للاختراق أكثر من مرة.
ونحن في انتظار المزيد من تلك ..



أنا لا أدافع عن الكلباني ولا عن غيره ممن يخطئ الجادة ، وأستغفر الله أن أكون ظهيرًا لمن خالف الحق وتجاهل أحاديث الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو جعلها عضين .
إنني أدعو نفسي وإخواني إلى أن نرفق بأنفسنا من بعض التجاوزات التي لا تمت للنصح بأية صلة ، ولولا أني لا أحب أن أُدخِلَ في هذا المنتدى ما هو أكبر منه وأرفع وأشرف ، لنقلت شيئًا مما رُدَّ به على الكلباني وقيل فيه ، حتى يتبين مقصدي ، ولكن كما قيل : الحر تكفيه الإشارة .
ولا يخفى أن الرد عل المخطئ وبيان خطئه وكشف عوار أقواله لا ينافي الرفق به ؛ لا مجاملة له ولا تأييدًا له على خطئه ، وإنما لعله يعود للحق ، وهو مقصدنا جميعًا ولا شك ، وقد قال الله ـ تعالى ـ لموسى وهارون : " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى " وهذا ما ينبغي أن نكون عليه دائمًا ولا سيما في بداية الرد على المخالف أو نصح المخطئ ، وأما إذا أصر وجاهر بعد ذلك فلكل مقام مقال ، وقد دعا موسى بعد ذلك على فرعون وقومه قائلاً : " ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم "
وأنا كما ذكرت كتبت هذه الأبيات في أول ظهور الفتوى تزامنًا مع قصيدة الشيخ سعود الشريم .

اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا ، واجعلنا ممن يعملون بالكتاب والسنة على هدى من ربهم ، إنك جواد كريم .


لا شك أن القسوة في الرد تشجع على الإصرار وتصعِّب التراجع على النفس، وهناك منهج نبوي يغفل عنه كثير من الناس، خصوصاً في نجد، وطلبة العلم تجدهم يجاهدون أنفسهم في مخالفة الطبيعة السائدة.

[font="]وفي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً شرب الخمر، فقال رجل: (لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا عوناً للشيطان على أخيكم، ما علمته إلا أنه يحب الله ورسوله )[/font]


الإسلام يرفض الحقد حتى مع الأعداء

د. عبد الحليم عويس



* سواء كان الحقد في سبيل أغراض خاصة واضحة ... أو كان في سبيل أغراض خاصة تتلفع برداء الرغبة في خدمة الإسلام ..


* ليكن خصوم الإسلام حقدة .. فهذا قد يكون طبيعياً بالنسبة لمبادئهم وطبيعة رسالتهم التي انتهى دورها، أو التي صنعها بعض الأشخاص الحقدة ...


* ولكن المنحرفون عن الإسلام الذائبون في حضارات أخرى حاقدة .. فهذا ينسجم مع الوعاء الدنس الذي وضعوا أنفسهم فيه .. ومع طبيعتهم الخائنة الفاسدة المنافقة ...


- أما أن يكون المسلم حاقداً فهذا أمر ترفضه طبيعة الإسلام ..


- وأما أن يكون هذا المسلم حاقداً ويظن أن ذلك لمصلحة الإسلام فهذا أشدّ وأنكى ... فالإسلام طبيب الإنسانية والمسلمون أطباء الحضارات !!


- وأما أن يكون هذا المسلم حاقداً على أخيه المسلم لمجرد خلاف في الرأي أو الفقه؛ وبالتالي يتواطؤ هذا الأخ المحسوب على الإسلام ضد أخيه المسلم، ويذهب إلى تكفيره أو تفسيقه، أو يؤلب السلطة عليه، أو يصدر ضده كتب التجريح والتشهير، وليس النقد العلمي الكريم النزيه ... أما أن يكون هذا المسلم كذلك فتلك هي الآفة المدمرة التي لم يبرأ منها تاريخنا، والتي نوجه هذا البحث لرصدها وكشفها ...


ليس حقداً ... وإنما بحثاً عن طريق الحب ...


- وليس إضافة لصفحة حقد جديدة ضدّ أحد ... بل شقاً لمجرى قديم جديد هو المنسجم مع طبيعة رسالتنا وحضارتنا .. وهو الأبقى والأخلد والأقدر على نشر الإسلام وخدمة حقائقه الكريمة .


- وليس دخولاً في صراع مع أحد ... فقد تعبنا من المصارعين -في غير مجال- أكثر مما أتعبنا خصوم الإسلام الواضحون ...


- ويعلم الله أننا ما انطوينا على حق لأحد، ولا غششنا مسلماً قط، ولا أحببنا الدخول في معركة تنافساً على أمر من أمور الدنيا؛ مدججين بأسلحة إسلامية من أجل أهداف غير إسلامية..


- وما كرهنا دولة، ولا قوماً، ولا جماعة، ولا حزباً، ولا جنسية بالجملة .. وإننا لنعوذ بالله من هذا الحقد العمومي الذي يلتهم الحسنات كما تلتهم النار الحطب، ونعوذ بالله


- ونستعيذه لإخواننا من أن يبعثروا كلمات بهذه الصفات العمومية التي ربما يهوي بها المسلم في النار سبعين خريفاً ... لأنها من سخط الله ... ولأنها تأخذ المظلوم بجريرة الظالم، وتضع العنصري الحاقد مع السمح الكريم الطاهر في مستوى واحد وشتان بينهما ..!!


فإلى طريق الحبّ في الله ... ندعو المسلمين ...


ولن يكون الحقد وملحقاته من آفات الغيبة والنميمة والطمع والجشع وتضخيم العثرات وشحن القلوب بالحسد، والصراع من أجل فروع وجزئيات، والتعصب لمذهب أو لقوم أو لوطن، والتنافس الرخيص من أجل المناصب والأموال والعلو في الأرض .. لن يكون هذا الطريق المتخم بالأشواك طريق إلى الله ... ولن تكون هذه الرسائل في سبيل الله .. بل هي في سبيل الهوى والشيطان ... وهي احتراق داخلي دون إضاءة خارجية .. وعلينا أن نواجهها أكثر مما نواجه الغزو الفكري والتحديات الخارجية .. لأن رحمة الله لن تهبط على قلوب بهذه الكثافة في الظلام والسواد، ولن يحمل دعوة الأنبياء من يعيشون بقلوب شياطين، فما كانت جريمة إبليس الأولى إلاّ الحقد حين اعترض على أمر الله بالسجود لآدم، وقال: (لَمْ أَكُن لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَأٍ مَّسْنُونٍ)، (أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ).


وإلى أي شيء ندعو الناس ونحن أحوج الناس إلى الحب والرحمة ..؟ وإلى أي شيء ندعوهم ونحن أحوج منهم إلى التواضع والزهد والعمل العفّ الكريم؟


إن الذي خبث لن يخرج إلا نكداً ... وإن آلاف الكلمات الصارخة لا تقف أمام لمسة حب حقيقية أو موقف إيثار لما عند الله ... أو لمحة تواضع ... أو نخوة دفاع عن عرض أخ مسلم، أو التماس عذر لمن سقط -لطبيعته البشرية- من إخوانك المسلمين ... فكلنا مخطئون .. مواقف وأخلاقيات لا كلمات وصرخات: (واصبر وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ).


المصدر: المصريون