ظلم الحقوق، وحق الوالدين

عبدالعزيز بن محمد
1446/06/10 - 2024/12/12 10:49AM

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
 

أَيُّها المُسْلِمُون: أَجْسادٌ تَتَشابَهُ وعُقُولٌ تَخْتَلِف، وطَبائِعُ تَتَنافَرُ وأَخْرَى تأَتَلِف، وأَكْرَمُ النَّاسِ مَنْ بِتَقْوَى اللهِ زَكَى، وأَزْكَى العِبادِ مَنْ بِأَمْرِ اللهِ قَام. وأَخْسَرُ النَّاسِ مَنْ عَنِ الهِدايَةِ ضَلّ، وأَشْقَاهُم مَنْ عَلى الظُلْمِ أَقام.  والحُقُوقُ أَمَامَ اللهِ تُوَفَّى. ويَومُ القِيَامَةِ يَومُ الحِساب.  حُقُوقُ العِبادِ لا تُغْفَل، ومَظَالِمُهُم لا تُهْمَل، وأَفْعالُهُم لا تُنْسَى، وأَعْمَالُهُم لا تَغِيْب. تُعْرَضُ المَظَالِمُ أَمامَ اللهِ، ويَقِفُ الخُصُومُ بَيْنَ يَدَيْه، فَلَنْ تَضِيْعَ مَظْلَمَةٌ ولَنْ يُفْلِحَ ظَالِم، ولَنْ يُهْمَلَ حَقٌّ ولَنْ يَخِيْبَ مَظْلُوم.  

مَقَامُ القِيامَةِ مَقَامُ عَدْلٍ، ورَبُّ العِبادِ سَرِيْعُ الحِسَابِ. مَقَامُ القِيامَةِ مَقَامُ حُكْمٍ تُسْتَرَدُّ فيهِ المَظَالِمُ، وتُؤَدَّى فِيهِ الحُقُوقُ. وتُوَفَّى فِيْهِ النُّفُوسُ مَا كَسَبَت. فَلَنْ تَضِيْعَ مَظْلَمَةٌ وإِنْ تَقَادَمَ عَهْدُها، ولَنْ تَضِيْعَ مَظْلَمَةٌ وإِنْ تَجَبَّرَ جَانِيْها.

حُقُوقُ العِبادِ لا يَجْتَرِئُ عَلِيْها إِلا فَاجِرٌ، ولا يَسْتَبِيْحُها إِلا ظَلُوم، في حجَّةِ الوَداعِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوالَكُمْ وأَعْراضَكُمْ علَيْكُم حَرامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا) متفق عليه

ومَنْ ظَلَمَ العِبادَ قُصِمْ، ولَنْ تَضِيْعَ مَظْلَمَةٌ سَيَحْكُمُ فِيْها رَبُّ العَالَمِيْن.

مَظَالِمُ أَظْلَمَتْ بِسَبَبِها حَياةُ المَظْلُومِيْنَ في الدُّنْيا، ولَسَوْفَ تُظْلِمُ بِسَبَبِها حَياةُ الظَالِمِيْنَ يَومَ القِيَامَةِ. جَزاءً وِفَاقَاً {وَلَعذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه مسلم

رَحَلَ مَظْلُومٌ عَنِ الحَياةِ بِمَظْلَمَتِه، ورَحَلَ ظَالِمٌ عَنْ الحَياةِ بِجِنايَتِه. وعِنْدَ اللهِ تَجْتَمِعُ الخُصُوم {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}

 حُقُوقُ العِبادِ مَحْفُوظَةٌ، وعِقَابُ الظَالِمِ مَشْهُود، وعَلى قَدْرِ المَظَالِمِ يَعْظُمُ عِقَابُها {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}

لَنْ تَضِيْعَ مَظْلَمَةٌ وإِنْ صَغُرَتْ، ولَنْ تُهْمَلَ جِنايَةٌ وإِنْ احْتُقِرَت، بَهائِمُ سَيُقادُ لِبَعْضِها مِنْ بَعْضٍ وهِيَ خَارِجَةٌ عَنْ التَّكْلِيْفِ، فَكَيْفَ لَا يُقْتَصُّ مِنَ العُقَلاءِ فِيْما بَيْنَهُم، حِيْنَ يَجْتَرِئُ القَوِيُّ فِيْهِم على الضَّعِيْف؟!  عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لَتُؤَدَّنَّ الحقوقُ إِلى أَهْلِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ للشَّاةِ الجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ القَرْناءِ) رواه مسلم  أَلا إِنَّ يَومَ القِيامَةِ يَومٌ تَهْنَأُ فِيهِ أَنْفُسُ المَظْلومِيْن، وتَقَرُّ فيهِ عُيُونُ المَقْهُورِيْن، وهُوَ يَومٌ تَتَضاعَفُ فِيْهِ حَسَرَاتُ الظالِمِيْنِ {فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} {..وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ* وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ} وَلَولا إِيْمانُ المَظْلومِ بِيَومِ الحِسابِ، ويَقِيْنُهُ بالمَوْقِفِ العَدْلِ مَعَ ظالِمِهِ أَمامَ رَبِّ الأَرْبابِ، لَتَقَطَّعَ قَلْبُهُ مِنَ الحَسَرَاتِ. فالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْن {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}

* هِيَ الحُقُوقُ، حَقٌّ عَلى اللهِ أَنْ يَحْفَظَها، حَقٌّ عَلى اللهِ أَنْ يُمْضِيَ عَدْلَهُ فِيْ عِبادِه. حَقٌّ عَلى اللهِ أَنْ يَنْصُرَ مَظْلُوماً، حَقٌّ عَلى اللهِ أَنْ يُذِلَّ ظَالِماً.

الحُقُوقُ التي أَوْجَبَها الله عَلى العِبادِ ما جَحَدَها إِلا ظالِمٌ. وأَعْظَمُ الحُقُوقِ، حَقُّ اللهِ على العَبِيْدِ، عَنْ مُعَاذٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا.. » متفق عليه {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}  وأَعْظَمُ الظُلْمِ إِشْراكُ العَبْدِ بِرَبِه {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} وحُقُوقُ العِبادِ أَعْظَمُها حَقُّ الوالِدَيْنِ، حَقٌّ قَرَنَهُ اللهُ بِحَقِّه {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} حَقُّ الوالِدَيْنِ مِنْ أَعْظَمِ الحُقُوقِ، بِرُّهُما وَفاءٌ وإِحْسانٌ، وجَفاؤُهُما ظُلْمٌ وعُقُوق. قَالَ يا رَسُولَ الله: مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: (أُمُّكَ) قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ) قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ) قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (ثُمَّ أَبُوكَ) متفق عليه

ظَالِمٌ مَنْ جَحَدَ حَقَّ والدَيْهِ، ظَالِمٌ مَنْ لَمْ يَحْفَظَ لَهُما قَدْرَهُما. لَمْ يَخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ، ولَمْ يَقُلْ: (رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِيْ صَغِيْراً)

ومَراتِبُ البِرِّ دَرجَاتٌ، ومَراتِبُ العُقُوقِ دَرَكات. دَرَجاتٌ إِلى العُلا تَسْمُو، ودَرَكاتٌ إِلى السُّفُولِ تَنْحَطُّ. فَاحْفَظ لِنَفْسِكَ مَنْزِلاً تَسُو بِه، فالبِرُّ يَعْلُو، والعُقُوقُ يُعِيْقُ.  العُقُوقُ ظُلْمٌ، وأَيْ جَرِيْرَةٍ أَعْظَمُ مِنْ جَرِيْرَةِ مَنْ عَقَّ والِدَيْهِ.

وظُلْمُ القَرابَةِ قَسْوَةٌ وشَقَاوَةٌ، وقَطِيْعَةٌ قُطِعَتْ بِها الأَرْزَاقُ. حَقُّ القَرابَةِ وَصْلُها، حَقُّ القَرابَةِ إِحْسانٌ وإِنْ جَهِلُوا، وحَقُّهُم بِرُّهُم بالقَولِ والعَمَلِ.  قَالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إليهِم وَيُسِيؤُونَ إلَيَّ، وَأَحْلُمُ عنْهمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ وَلَا يَزَالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ علَى ذلكَ) رواه مسلم {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ}

حُقُوقُ العِبادِ فِيْما بَيْنَهُم، لا يَبْخَسُها إِلا ظَالِمٌ، ولا يجْحَدُها إِلا شَقِيّ. حُقُوقٌ كَثِيْرَةٌ، والوَيْلُ لِمَنْ ظَلَم. حَقٌ للجَارِ وحَقٌّ للأَجِيْر، حَقٌّ للزَّوْجِ وحَقٌّ للزَّوْجَة، حَقٌّ للأَهْلِ وحَقٌّ للوَلَد. حَقٌّ للقَرِيْبِ وحَقٌّ للبَعِيْد، حَقٌّ للرَّاعِيْ وحَقٌّ للرَّعِيَّة.

وكُلُّ صَاحِبِ حَقٍّ، سَيَسأَلُ وَفاءَ حَقِّهِ يَومَ القِيامَةِ، فأَدُوا للعِبادِ حُقُوقَهُم، ولا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُم، فَإِنَّ السَّعِيْدَ مَنْ وافَى القِيامَةَ نَقِياً، {وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا} بارك الله لي ولكم..

 

الخطبة الثانية


الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمين، وأَشْهَدُ أَن لا إله إلا اللهُ ولي الصالحين، وأَشْهَدُ أَنَّ محمداً رسول رب العالمين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليماً  أما بعد:  فاتقوا الله عباد الله لعلكم ترحمون

أيها المسلمون: مُحاسَبَةُ المرءِ لِنَفْسِهِ في الدُّنْيا وتَزْكِيَتُهُ لَها، سَلامَةٌ لَهُ يَومَ القِيامَة. واسْتِخْفَافُ المَرْءِ بِحُقُوقِ العِبادِ وجُرأَتُهُ عَلِيْها، نَدامَةٌ يَومَ الحِسابِ {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}

وَفاءُ الحُقُوقِ في الدُّنْيا وإِنْ عَسُرَتْ، أَهْوَنُ مِنْ وفَائِها يَومَ القِيامَةِ. (.. قَبْلَ أَنْ لا يَكونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إنْ كانَ له عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ منه بقَدْرِ مَظْلِمَتِهِ، وإنْ لَمْ تَكُنْ له حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عليه) رواه البخاري

جَاهِلٌ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ في مَنْأَى عَنِ الظُلْمِ، وأَنَّ الظُلْمَ لا يَصْدُرُ إِلا مِنْ مُتَسَلِّطٍ مُمَلَّكٍ جَبَّار.  يَصْدُرُ الظُّلْمُ مِنْ ولَدٍ لِوالِدِه، مِنْ زَوجٍ لِزَوْجَتِهِ، ومِنْ زَوجَةٍ لِزَوجِها، ومِنْ قَرِيْبٍ لِقَرِيْبِه، ومِنْ جارٍ لِجارِه، ومِنْ شَرِيْكٍ لِشَرِيْكِهِ {وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} 

يَصْدُرُ الظُلْمُ مِنْ مُسْتأَجِرٍ ومِنْ أَجِير، ومِنْ مُعَلِّمٍ ومِنْ طَالِب، ومِنْ رَئِيْسٍ وَمِنْ مَرؤُوس. وعلى قَدْرِ المَظَالِمِ يَعْظُمُ نَدَمُ الظَّالِم. 

ولا تَسْقُطُ المَظَالِمُ بِتَقادُمِ عَهْدِها. كَمْ مِنْ مَظْلَمَةٍ اجْتَرأَ عليها العَبْدُ مُنذُ عَشَراتِ السِّنِيْن، حُفِظَتْ في صَحِيْفَتِهِ، واليَومَ قَدْ نَسِيَها {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}

ولا تَسْقُطُ المَظَالِمُ بِإِغْضاءِ المَظْلُومِ عَنْ مَظْلَمَتِهِ، ولا بِصَمْتِهِ ولا بِجَهْلِهِ، بِضَعْفِهِ، ولا بِعَدَمِ شِكَايَتِه. كَمْ مِنْ مَظْلُومٍ ادَّخَرَ خِصَامَهُ لِيَومِ الحِساب، وتَوَجَّهَ بِمَظْلَمَتِهِ لِرَبِّ الأَرْبابِ.

لا تَظْلِمَنَّ إِذَا مَا كُنْتَ مُقْتَدِراً ** فَالظُّلْمُ مَرْتَعُهُ يُفْضِيْ إِلى النَّدَمِ

تَنَامُ عَيْنُكَ وَالمَظْلُوْمُ مُنْتَبِهٌ ** يَدْعُوْ عَلَيْكَ، وَعَيْنُ اللهِ لَمْ تَنَمِ

اللهم إِنا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَضِلَّ أَو نُضَلَّ، أَو نَزِلَّ أَو نُزَلَّ، أَو نَظْلِمَ أَو نُظْلَمَ أَو نَجْهَلَ أَو يُجْهَلَ عَلَيْنا.

 

المرفقات

1733989758_ظلم الحقوق وحق الوالدين.docx

المشاهدات 421 | التعليقات 1

 .زادك الله علماً .. وفقهاً  .. وفضلاً .. وتوفيقاً