ظالم لنقسه
مبارك العشوان
1436/05/15 - 2015/03/06 05:22AM
إن الحمد لله... أما بعد: فاتقوا ... مسلمون.
عباد الله: روى الإمام مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صـلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: ( يَا عبادي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نفسي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا ... ) الظلم عباد الله من أعظم الذنوب وأقبحها وأشدها عقوبة عند الله، وحديث اليوم عن نوع من الظلم؛ قال الله تعالى عنه: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } فاطر 32 قال ابن كثير رحمه الله: { فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } وهو : المفرطُ في فعل بعض الواجبات، المرتكبُ لبعض المحرمات.
قال الإمام السعدي رحمه الله: وسمي ظلم النفس ( ظلما ) لأن نفس العبد ليست ملكا له يتصرف فيها بما يشاء، وإنما هي ملك لله تعالى قد جعلها أمانة عند العبد وأمره أن يقيمها على طريق العدل، بإلزامها للصراط المستقيم علمًا وعملا فيسعى في تعليمها ما أمر به ويسعى في العمل بما يجب، فسعيه في غير هذا الطريق ظلم لنفسه وخيانة وعدول بها عن العدل، الذي ضده الجور والظلم... الخ
من يعرض نفسه لغضب الله وعقوبته فهو ظالم لها، قال تعالى: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ...} الآية البقرة 54 قال الطبري رحمه الله: ( وظلمهم إياها: كان فعلَهم بها ما لم يكن لهم أن يفعلوه بها، مما أوجب لهم العقوبة من الله تعالى. وكذلك كل فاعل فعلا يستوجب به العقوبة من الله تعالى فهو ظالم لنفسه بإيجابه العقوبة لها من الله تعالى.. ( الخ
وقد جاء في الحديث: ( كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ) رواه مسلم. وقال تعالى: { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّـالِمِينَ } البقرة 35
عباد الله: وإذا علمنا أن فعل المعاصي ظلم؛ فلنرفع هذا الظلم بالتوبة والاستغفار؛ قال الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }النساء64 وقال تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران135 وجاء في الحديث القدسي أن الله تبارك وتعالى يقول: ( يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ) رواه مسلم.
أخي المسلم إذا استدرجك الشيطان وقادتك نفسك للعصيان فاستغفر الله وتب إليه توبة صدق يقبلها تبارك وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ... } التحريم8
ثم لنعلم عباد الله: أن ترك التوبة من الذنوب ظلم للنفس، كما قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمـُونَ } الحجرات 11 قال الإمام السعدي رحمه الله: فالناس قسمان: ظالم لنفسه غير تائب، وتائب مفلح، ولا ثم قسم ثالث غيرهما. أ هـ . جعلني الله وإياكم من المفلحين وبارك لي ... وأقول ما تسمعون ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله ... أما بعد: فإن من ظلم النفس عباد الله: ظلمها بقتلها أو بتعريضها للهلاك وفعل أسبابه، قال تعالى: { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيــماً، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً } النساء 29 - 30 فنفسك يا عبد الله ليست ملكا لك تتصرف فيها كيف تشاء، نفسك أمانة عندك لا يحل لك إزهاقها، ومهما حل بك أيها المسلم من الضوائق والمصائب، فليس الانتحار وقتل النفس سبيلا للخلاص منها، إن من أجهل الجهل وأعظم الخسران أن يفر المرء من مصائب الدنيا إلى عذاب الآخرة. روى البخاري أن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ اللَّهُ بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) وروى أيضا أن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ وَالَّذِي يَطْعُنُهَا يَطْعُنُهَا فِي النَّارِ ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ) رواه البخاري .
عباد الله: يوجد في الناس من يتعمد قتل نفسه فينتحر، ويوجد فيهم من يفعل أسبابا تزهق الأرواح وتتلف العقول وتجلب الأمراض فمن ذلك عباد الله: تعاطي المخدرات وقد جاءت الشريعة بحرمتها وجاء الطب بضررها، ففيها ظلم للنفس من جهة أنها معصية وتعرض لعقوبة الله، وظلم للنفس من جهة تعريضها للأمراض والهلاك والعقوبات النظامية.
ومن تعريض النفس للهلاك، عباد الله: التهور في السرعة بالسيارات، والتساهل والاستهتار بأنظمة المرور، والقيادة حال النعاس، وعدم صيانة السيارات، وتسليمها لمن لا يحسن القيادة أو لصغار السن والعقول، يعبثون بها كما يعبثون بالألعاب؛ وكم وقع من جراء كل ذلك من الحوادث المروعة المفزعة.
فاتقوا الله عباد الله أن تكونوا سببا لهلاك أنفسكم أو غيركم.
زكوا أنفسكم رحمكم الله بطاعة الله واجتناب معصيته؛ عند ذلك أبشروا بالفلاح، فقد وعد الله تعالى به: { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } الشمس 9- 10 زكوا أنفسكم، ولا تظلموها بأي نوع من أنواع الظلم، أنقذوا أنفسكم من عذاب الله، خلِّصوها من سخط الله ما دم في الأعمار فرصة.
ثم صلوا وسلموا ...
عباد الله: روى الإمام مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صـلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: ( يَا عبادي إني حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نفسي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا ... ) الظلم عباد الله من أعظم الذنوب وأقبحها وأشدها عقوبة عند الله، وحديث اليوم عن نوع من الظلم؛ قال الله تعالى عنه: { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } فاطر 32 قال ابن كثير رحمه الله: { فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ } وهو : المفرطُ في فعل بعض الواجبات، المرتكبُ لبعض المحرمات.
قال الإمام السعدي رحمه الله: وسمي ظلم النفس ( ظلما ) لأن نفس العبد ليست ملكا له يتصرف فيها بما يشاء، وإنما هي ملك لله تعالى قد جعلها أمانة عند العبد وأمره أن يقيمها على طريق العدل، بإلزامها للصراط المستقيم علمًا وعملا فيسعى في تعليمها ما أمر به ويسعى في العمل بما يجب، فسعيه في غير هذا الطريق ظلم لنفسه وخيانة وعدول بها عن العدل، الذي ضده الجور والظلم... الخ
من يعرض نفسه لغضب الله وعقوبته فهو ظالم لها، قال تعالى: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ...} الآية البقرة 54 قال الطبري رحمه الله: ( وظلمهم إياها: كان فعلَهم بها ما لم يكن لهم أن يفعلوه بها، مما أوجب لهم العقوبة من الله تعالى. وكذلك كل فاعل فعلا يستوجب به العقوبة من الله تعالى فهو ظالم لنفسه بإيجابه العقوبة لها من الله تعالى.. ( الخ
وقد جاء في الحديث: ( كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ) رواه مسلم. وقال تعالى: { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّـالِمِينَ } البقرة 35
عباد الله: وإذا علمنا أن فعل المعاصي ظلم؛ فلنرفع هذا الظلم بالتوبة والاستغفار؛ قال الله تعالى: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً }النساء64 وقال تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران135 وجاء في الحديث القدسي أن الله تبارك وتعالى يقول: ( يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ) رواه مسلم.
أخي المسلم إذا استدرجك الشيطان وقادتك نفسك للعصيان فاستغفر الله وتب إليه توبة صدق يقبلها تبارك وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ... } التحريم8
ثم لنعلم عباد الله: أن ترك التوبة من الذنوب ظلم للنفس، كما قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمـُونَ } الحجرات 11 قال الإمام السعدي رحمه الله: فالناس قسمان: ظالم لنفسه غير تائب، وتائب مفلح، ولا ثم قسم ثالث غيرهما. أ هـ . جعلني الله وإياكم من المفلحين وبارك لي ... وأقول ما تسمعون ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله ... أما بعد: فإن من ظلم النفس عباد الله: ظلمها بقتلها أو بتعريضها للهلاك وفعل أسبابه، قال تعالى: { وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيــماً، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً } النساء 29 - 30 فنفسك يا عبد الله ليست ملكا لك تتصرف فيها كيف تشاء، نفسك أمانة عندك لا يحل لك إزهاقها، ومهما حل بك أيها المسلم من الضوائق والمصائب، فليس الانتحار وقتل النفس سبيلا للخلاص منها، إن من أجهل الجهل وأعظم الخسران أن يفر المرء من مصائب الدنيا إلى عذاب الآخرة. روى البخاري أن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( كَانَ بِرَجُلٍ جِرَاحٌ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَقَالَ اللَّهُ بَدَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ) وروى أيضا أن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( الَّذِي يَخْنُقُ نَفْسَهُ يَخْنُقُهَا فِي النَّارِ وَالَّذِي يَطْعُنُهَا يَطْعُنُهَا فِي النَّارِ ) وقال عليه الصلاة والسلام: ( مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ) رواه البخاري .
عباد الله: يوجد في الناس من يتعمد قتل نفسه فينتحر، ويوجد فيهم من يفعل أسبابا تزهق الأرواح وتتلف العقول وتجلب الأمراض فمن ذلك عباد الله: تعاطي المخدرات وقد جاءت الشريعة بحرمتها وجاء الطب بضررها، ففيها ظلم للنفس من جهة أنها معصية وتعرض لعقوبة الله، وظلم للنفس من جهة تعريضها للأمراض والهلاك والعقوبات النظامية.
ومن تعريض النفس للهلاك، عباد الله: التهور في السرعة بالسيارات، والتساهل والاستهتار بأنظمة المرور، والقيادة حال النعاس، وعدم صيانة السيارات، وتسليمها لمن لا يحسن القيادة أو لصغار السن والعقول، يعبثون بها كما يعبثون بالألعاب؛ وكم وقع من جراء كل ذلك من الحوادث المروعة المفزعة.
فاتقوا الله عباد الله أن تكونوا سببا لهلاك أنفسكم أو غيركم.
زكوا أنفسكم رحمكم الله بطاعة الله واجتناب معصيته؛ عند ذلك أبشروا بالفلاح، فقد وعد الله تعالى به: { قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا } الشمس 9- 10 زكوا أنفسكم، ولا تظلموها بأي نوع من أنواع الظلم، أنقذوا أنفسكم من عذاب الله، خلِّصوها من سخط الله ما دم في الأعمار فرصة.
ثم صلوا وسلموا ...