ضوابطُ جَلْب الخادمات,والحديث عن انتصارات المجاهدين في الشام ودحر الاحتلال الروسي16/6
أحمد بن ناصر الطيار
1437/06/15 - 2016/03/24 14:44PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيراً. أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنّ الحديث في الجمعة الماضية, كان عن الآثار السلبية الناجِمَةِ عن جلب الخادمات, مِن ضياعٍ وهدرٍ للأموال, وسحرٍ وقتلٍ وشرّ, واطِّلاعِهِنَّ على أسرار البيوت, مما يثير فيهنَّ الغيرة والحقد.
فلا ينبغي جَلْبُهُنَّ إلى البيوت أبداً, إلا بشروطٍ وضوابطَ مُهمَّة وضروريَّة:
أولاً: ألا يتمَّ إحْضارُهنَّ إلا عند الحاجة والضرورة, فإن كان لغير ذلك, فستقع الأسرةُ بأحدِ الأضرارِ السالِفِ ذِكْرُه.
ثانياً: على الزوج أن يحسن اختيار الخادمة، فيشترطُ أن تكون مسلمةً أمينة، وكُلَّما كَبُرَ سِنُّها كان أحسن وأسلم، ولْيتجنب إحضار الكافرة؛ لأن وجودها بين المسلمين, وفي داخل المنزل خطرٌ على أهل البيت, وخاصةً الصغارَ منهم، إذ قد يؤدي ذلك إلى إفسادِ عقائدهم وأخلاقهم، ويترتب على اختلاطها بهم, كثيرٌ من الأضرار والمساوئ.
واحذروا وتجنبوا أيها الآباء, إحضارَ الشابة الجميلة, فأغلب الفساد والشر والضرر منها, فالشابةُ ضعيفة العقل, قد يُؤديْها ضعفُ عقلها وقلةُ خِبرتها, إلى الإقدام على أعمالٍ لا تُحمَد عُقْباها, والجميلةُ مَدعاة للفساد والفتنة والرذيلة.
ثالثا: معامَلَتُها معاملةً حسنة رفيقة, ولا يجوز لأهل البيت أن يعاملوا الخادمة معاملة سيئة، فإن الإسلام قد وضع لهؤلاء حقوقًا, يجب على المخدومين أن يقوموا بها تجاه الخدم، وأن يُوفُوا بها دون خللٍ أو نقص، فيا مَنْ في بيته خادمةٌ وعاملة, خاطِبْها بأسلوبٍ سهْل وكلام لين، دون جفاءٍ أو غلظةٍ في القول، ودون ضحكٍ وخضوعٍ في القول , فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه, ويجب توفيتُها أجرَها دون مماطلة أو نقص.
ثم فكر يا مَنْ تُعاملُ الخدم بالقسْوةِ والغلْظة, في التصور الذي تأخذه هذِهِ الخادمات عن الدين الإسلامي ، وهُنَّ يَرَيْنَ ويُشاهدنَ تصرفاتِ المنتسبين إليه ، واسأل نفسك: أيُّ عائقٍ وضَعْته أمامهن! وأيُّ صدٍّ عن سبيل الله قد فعلته بهن!
رابعاً: ألا تُكلَّفَ من العمل فوق طاقتها، بل تُخَصَّصُ لها ساعاتٌ للراحة، فإن دعتِ الحاجةُ قيامهنّ بعملٍ إضافي, فينبغي معاونتهن، وتأملوا قولَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنَّ إِخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ – أي خدمٌ لكم-, جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ, فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ, وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ, وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ؛ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَأَعِينُوهُمْ". متفق عليه
فينبغي الإحسان إليهم بالطعام واللباس، وأن يُمكَّنوا من الأكل مما يأكل منه أصحاب المنزل، فإنه ليس من المروءة, أنْ يأكلَ أهلُ البيت أجودَ الطعام وأحسَنَه, ويأكلَ الخدم أقل منه.
خامساً: تعليمُها أمور دينها, وما يحل وما يحرم عليها، وذلك عن طريق الكتب والأشرطة المتوفرة, فأنْت أصبحت مسؤولاً عنها, كمسؤوليتك عن سائر أفراد أسرتك، وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)) متفق عليه .
سادساً: ألا تُخالِط الخادمةُ الرجالَ والشباب, وألا يخلو بها أحدٌ منهم, وإذا تُركت وحدَها في البيت, وفيه أحدُ الرجالِ أوِ الأبناءِ البالغين والمراهقين, فيجب على ربّةِ المنزلِ أنْ تصحبها معها, قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ". رواه الترمذي وصححه.
سابعاً: أنْ تتولى الأم تربية أبنائها بنفسها, وتتولى إطعامهم وكسوتهم, ولا تكل ذلك إلى الخادمة أبدا, وألا تخرج من البيت وتتركها وحيدةً مع أبنائها, مهما دعتها الضرورةُ إلى ذلك.
وهنا يجب أنْ تتضافرَ الجهود الحكومية, بين وِزارَتَيْ الشؤونِ الاجتماعية والتعليم؛ لتوفير حضاناتٍ في جميع الأحياء بأسعارٍ مُيَسَّرة؛ حتى تتمكن المرأة العاملة من إلحاق أطفالها بها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول ما تسمعون, وأستغفر الله لي ولكم من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه, إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, وسلم تسليمًا كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون: إنّ مِن سنن الله تعالى في خلقِه, وحكمتِه في تدبير عبادِه, أنْ يبتليَهم بالسراء والضراء, لِيُعْلمهم أنّ هذه الحياةَ الدنيا ليست دار بقاء, فلو أنَّ الدنيا تزن عند الله جناح بعوضةٍ، ما سقى منها كافرًا شربةَ ماء.
فالله تعالى قادرٌ أنْ ينصر دينه ويُعليَ كلمتَه, وليس بحاجةٍ إلى رجالٍ يَقْتلون ويُقتلون, فإنما أمرُه إذا أراد شيئًا أنْ يقول له كن فيكون, كما قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} أي: هو قادرٌ على نصر عباده المؤمنين من غير قتال، ولكنّه يريد مِن عبادِه أنْ يختبر جُهْدهم في طاعته، كما قال: {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}.
فمن حكمتِه ورحمتِه بعبادِه المؤمنين, أنْ يبتليهم بالفتن والمحن, فلولاها لبغوا وطغوا, كما قال تعالى: {كَلا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}.
لولا هذه الفتنُ والمصائب, لَمَا وُجد المجاهدون الصادقون, ولا مُيّز بين المؤمنين والمنافقين.
معاشر المسلمين: إنّ الله تعالى ابتلى أهل الشام ببلاءٍ قلّ نظيرُه, وعزّ في القديم والحديث مثيلُه, فقد ضربهمْ طاغيتُهُمُ النصيريُّ المجرمُ بكلّ أسلحته, وقاتلهم بمئاتِ الآلاف مِن جنودِه وزبانيتِه, فلم يستطعوا مقاومة أهلِ الحق المظلومين, فجاءته أفواجُ حزبِ الشيطان بالآلاف, المدججون بأقوى الأسلحة والعتاد, ومعهم جنودُ الرافضة من جميع أقطار البلاد, من أفغانستان والعراقِ وغيرِهما, فلم يستطيعوا الانتصار على الشعب المظلوم, فأمدّته إيرانُ بخيلِها ورجلها, وضبَّاطِها ومُسْتَشَارِيْها, فدمّر المجاهدون أسلحتهم, وأرجعوا كثيرًا من رجالهم أكفانًا هالكين.
فاستعانوا بثاني أعظمِ دولةٍ في العالم, فجاؤوا بالبارجات والطائرات, والدبابات والراجمات, فدكّوا بلاد الشام دكًّا, وفتكوا بالأبرياء فتكًا, فارتفعتْ عزائِمُ الرافضة والطغاة, وحَلَفوا بالأيمان المغلّظة بأنهم سينتصرون على الأبرياء والمظلومين, فهل برّتْ أيمانهم؟ وهل تحقّقتْ آمالُهم؟
لا والله, فما كان للباطل أنْ يَنْتَصِرَ على الحقّ, بل إنّ أهل الشام اسْتقبلوا نبأ دخول الروس بالتوكّل على الربّ الجليل, وقالوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
ولقد قلتُ مِن على هذا المنبر بدايةَ هجومهم:
لقد اسْتقبل أهلُ الشامِ نبأ قدومِ جُيوشِ الروس والروافض, بريًّا وجويًّا, بالثبات والتوكل والإيمان, ولسان حالهم ومقالهم: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
إنهم يُذكروننا بالصَّحابة, {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ, فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
فمثل هؤلاء لا يُخذلون, والنصر ينزل من حيث لا يعلمون.
ضاقت فلمَّا استحكمتْ حلقاتها... فرجت وكنتُ أظنُّها لا تُفرجُ
انتهى ما جاء فيها.
وهاهو الفرج قد فاح نسيمُه, وأشرقتْ أنوارُه, وبدتْ أطيافُه.
فها نحن نرى هذه الدَّوْلَةَ العظمى تخرج من الشام ذليلةً صاغرة, بعد أنْ خسروا سمعتهم وأموالهم, وفقدوا كثيرًا من رجالهم وعتادِهم, ولم يستطيعوا أنْ يحسموا المعركة, وقد أجمع المحللون بأنّ خرجهم جاء مُفاجئًا.
ولقد وقفتْ المملكةُ موقفًا مشرّفًا معهم, وهي التي بعد الله تعالى أوقفتْ زحف الرافضة ومن عاونهم, وأغاثتْ إخواننا بالمال السلاح والغذاء.
فاللهم وفق خادم الحرمين ونائبيه لِمَا تُحب وترضى, واجمع بهم كلمة الإسلام والمسلمين.
اللهم يا فردُ يا صمد, يا واحد يا أحد, يا عزيز يا قهار, يا قويّ يا جبار, أهلك طاغيةَ الشام بشارَ, اللهم اجعله وأعوانَه يتمنون الموت فلا يجدونه, اللهم أبدل قوَّتهم ضعفا, وغِنَاهم فقرا, وتَجَبُّرَهم ذُلًّا,,, يا عزيز يا عظيم, يا رب العرش الكريم.
اللهم عظُم كربُ إخوانِنا في الشام, وطال انتظارهم, واشْتدَّت كُربتهم, وتكالب الأعداءُ عليهم, وقد أريْتَنَا في الطغاة حِلمَك, فأرنا فيهم بطشك وقوتك, أريتنا اسْتدراجك وإمهالك, فأرنا فيهم عزَّتك وسخطك, يا كبير يا مُتعال, يا ذا العزة والجلال.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنّ الحديث في الجمعة الماضية, كان عن الآثار السلبية الناجِمَةِ عن جلب الخادمات, مِن ضياعٍ وهدرٍ للأموال, وسحرٍ وقتلٍ وشرّ, واطِّلاعِهِنَّ على أسرار البيوت, مما يثير فيهنَّ الغيرة والحقد.
فلا ينبغي جَلْبُهُنَّ إلى البيوت أبداً, إلا بشروطٍ وضوابطَ مُهمَّة وضروريَّة:
أولاً: ألا يتمَّ إحْضارُهنَّ إلا عند الحاجة والضرورة, فإن كان لغير ذلك, فستقع الأسرةُ بأحدِ الأضرارِ السالِفِ ذِكْرُه.
ثانياً: على الزوج أن يحسن اختيار الخادمة، فيشترطُ أن تكون مسلمةً أمينة، وكُلَّما كَبُرَ سِنُّها كان أحسن وأسلم، ولْيتجنب إحضار الكافرة؛ لأن وجودها بين المسلمين, وفي داخل المنزل خطرٌ على أهل البيت, وخاصةً الصغارَ منهم، إذ قد يؤدي ذلك إلى إفسادِ عقائدهم وأخلاقهم، ويترتب على اختلاطها بهم, كثيرٌ من الأضرار والمساوئ.
واحذروا وتجنبوا أيها الآباء, إحضارَ الشابة الجميلة, فأغلب الفساد والشر والضرر منها, فالشابةُ ضعيفة العقل, قد يُؤديْها ضعفُ عقلها وقلةُ خِبرتها, إلى الإقدام على أعمالٍ لا تُحمَد عُقْباها, والجميلةُ مَدعاة للفساد والفتنة والرذيلة.
ثالثا: معامَلَتُها معاملةً حسنة رفيقة, ولا يجوز لأهل البيت أن يعاملوا الخادمة معاملة سيئة، فإن الإسلام قد وضع لهؤلاء حقوقًا, يجب على المخدومين أن يقوموا بها تجاه الخدم، وأن يُوفُوا بها دون خللٍ أو نقص، فيا مَنْ في بيته خادمةٌ وعاملة, خاطِبْها بأسلوبٍ سهْل وكلام لين، دون جفاءٍ أو غلظةٍ في القول، ودون ضحكٍ وخضوعٍ في القول , فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه, ويجب توفيتُها أجرَها دون مماطلة أو نقص.
ثم فكر يا مَنْ تُعاملُ الخدم بالقسْوةِ والغلْظة, في التصور الذي تأخذه هذِهِ الخادمات عن الدين الإسلامي ، وهُنَّ يَرَيْنَ ويُشاهدنَ تصرفاتِ المنتسبين إليه ، واسأل نفسك: أيُّ عائقٍ وضَعْته أمامهن! وأيُّ صدٍّ عن سبيل الله قد فعلته بهن!
رابعاً: ألا تُكلَّفَ من العمل فوق طاقتها، بل تُخَصَّصُ لها ساعاتٌ للراحة، فإن دعتِ الحاجةُ قيامهنّ بعملٍ إضافي, فينبغي معاونتهن، وتأملوا قولَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنَّ إِخْوَانَكُمْ خَوَلُكُمْ – أي خدمٌ لكم-, جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ, فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ, وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ, وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ؛ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَأَعِينُوهُمْ". متفق عليه
فينبغي الإحسان إليهم بالطعام واللباس، وأن يُمكَّنوا من الأكل مما يأكل منه أصحاب المنزل، فإنه ليس من المروءة, أنْ يأكلَ أهلُ البيت أجودَ الطعام وأحسَنَه, ويأكلَ الخدم أقل منه.
خامساً: تعليمُها أمور دينها, وما يحل وما يحرم عليها، وذلك عن طريق الكتب والأشرطة المتوفرة, فأنْت أصبحت مسؤولاً عنها, كمسؤوليتك عن سائر أفراد أسرتك، وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)) متفق عليه .
سادساً: ألا تُخالِط الخادمةُ الرجالَ والشباب, وألا يخلو بها أحدٌ منهم, وإذا تُركت وحدَها في البيت, وفيه أحدُ الرجالِ أوِ الأبناءِ البالغين والمراهقين, فيجب على ربّةِ المنزلِ أنْ تصحبها معها, قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ". رواه الترمذي وصححه.
سابعاً: أنْ تتولى الأم تربية أبنائها بنفسها, وتتولى إطعامهم وكسوتهم, ولا تكل ذلك إلى الخادمة أبدا, وألا تخرج من البيت وتتركها وحيدةً مع أبنائها, مهما دعتها الضرورةُ إلى ذلك.
وهنا يجب أنْ تتضافرَ الجهود الحكومية, بين وِزارَتَيْ الشؤونِ الاجتماعية والتعليم؛ لتوفير حضاناتٍ في جميع الأحياء بأسعارٍ مُيَسَّرة؛ حتى تتمكن المرأة العاملة من إلحاق أطفالها بها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول ما تسمعون, وأستغفر الله لي ولكم من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه, إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, وسلم تسليمًا كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون: إنّ مِن سنن الله تعالى في خلقِه, وحكمتِه في تدبير عبادِه, أنْ يبتليَهم بالسراء والضراء, لِيُعْلمهم أنّ هذه الحياةَ الدنيا ليست دار بقاء, فلو أنَّ الدنيا تزن عند الله جناح بعوضةٍ، ما سقى منها كافرًا شربةَ ماء.
فالله تعالى قادرٌ أنْ ينصر دينه ويُعليَ كلمتَه, وليس بحاجةٍ إلى رجالٍ يَقْتلون ويُقتلون, فإنما أمرُه إذا أراد شيئًا أنْ يقول له كن فيكون, كما قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} أي: هو قادرٌ على نصر عباده المؤمنين من غير قتال، ولكنّه يريد مِن عبادِه أنْ يختبر جُهْدهم في طاعته، كما قال: {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}.
فمن حكمتِه ورحمتِه بعبادِه المؤمنين, أنْ يبتليهم بالفتن والمحن, فلولاها لبغوا وطغوا, كما قال تعالى: {كَلا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}.
لولا هذه الفتنُ والمصائب, لَمَا وُجد المجاهدون الصادقون, ولا مُيّز بين المؤمنين والمنافقين.
معاشر المسلمين: إنّ الله تعالى ابتلى أهل الشام ببلاءٍ قلّ نظيرُه, وعزّ في القديم والحديث مثيلُه, فقد ضربهمْ طاغيتُهُمُ النصيريُّ المجرمُ بكلّ أسلحته, وقاتلهم بمئاتِ الآلاف مِن جنودِه وزبانيتِه, فلم يستطعوا مقاومة أهلِ الحق المظلومين, فجاءته أفواجُ حزبِ الشيطان بالآلاف, المدججون بأقوى الأسلحة والعتاد, ومعهم جنودُ الرافضة من جميع أقطار البلاد, من أفغانستان والعراقِ وغيرِهما, فلم يستطيعوا الانتصار على الشعب المظلوم, فأمدّته إيرانُ بخيلِها ورجلها, وضبَّاطِها ومُسْتَشَارِيْها, فدمّر المجاهدون أسلحتهم, وأرجعوا كثيرًا من رجالهم أكفانًا هالكين.
فاستعانوا بثاني أعظمِ دولةٍ في العالم, فجاؤوا بالبارجات والطائرات, والدبابات والراجمات, فدكّوا بلاد الشام دكًّا, وفتكوا بالأبرياء فتكًا, فارتفعتْ عزائِمُ الرافضة والطغاة, وحَلَفوا بالأيمان المغلّظة بأنهم سينتصرون على الأبرياء والمظلومين, فهل برّتْ أيمانهم؟ وهل تحقّقتْ آمالُهم؟
لا والله, فما كان للباطل أنْ يَنْتَصِرَ على الحقّ, بل إنّ أهل الشام اسْتقبلوا نبأ دخول الروس بالتوكّل على الربّ الجليل, وقالوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
ولقد قلتُ مِن على هذا المنبر بدايةَ هجومهم:
لقد اسْتقبل أهلُ الشامِ نبأ قدومِ جُيوشِ الروس والروافض, بريًّا وجويًّا, بالثبات والتوكل والإيمان, ولسان حالهم ومقالهم: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
إنهم يُذكروننا بالصَّحابة, {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ, فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
فمثل هؤلاء لا يُخذلون, والنصر ينزل من حيث لا يعلمون.
ضاقت فلمَّا استحكمتْ حلقاتها... فرجت وكنتُ أظنُّها لا تُفرجُ
انتهى ما جاء فيها.
وهاهو الفرج قد فاح نسيمُه, وأشرقتْ أنوارُه, وبدتْ أطيافُه.
فها نحن نرى هذه الدَّوْلَةَ العظمى تخرج من الشام ذليلةً صاغرة, بعد أنْ خسروا سمعتهم وأموالهم, وفقدوا كثيرًا من رجالهم وعتادِهم, ولم يستطيعوا أنْ يحسموا المعركة, وقد أجمع المحللون بأنّ خرجهم جاء مُفاجئًا.
ولقد وقفتْ المملكةُ موقفًا مشرّفًا معهم, وهي التي بعد الله تعالى أوقفتْ زحف الرافضة ومن عاونهم, وأغاثتْ إخواننا بالمال السلاح والغذاء.
فاللهم وفق خادم الحرمين ونائبيه لِمَا تُحب وترضى, واجمع بهم كلمة الإسلام والمسلمين.
اللهم يا فردُ يا صمد, يا واحد يا أحد, يا عزيز يا قهار, يا قويّ يا جبار, أهلك طاغيةَ الشام بشارَ, اللهم اجعله وأعوانَه يتمنون الموت فلا يجدونه, اللهم أبدل قوَّتهم ضعفا, وغِنَاهم فقرا, وتَجَبُّرَهم ذُلًّا,,, يا عزيز يا عظيم, يا رب العرش الكريم.
اللهم عظُم كربُ إخوانِنا في الشام, وطال انتظارهم, واشْتدَّت كُربتهم, وتكالب الأعداءُ عليهم, وقد أريْتَنَا في الطغاة حِلمَك, فأرنا فيهم بطشك وقوتك, أريتنا اسْتدراجك وإمهالك, فأرنا فيهم عزَّتك وسخطك, يا كبير يا مُتعال, يا ذا العزة والجلال.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق