صيام مودع

هلال الهاجري
1439/08/23 - 2018/05/09 19:30PM

الحمدُ للهِ الذي جَعلَ شَهرَ رمضانَ سَيِّدَ الشُّهورِ، أَفاضَ فيه الخيرَ والنُّورَ، يَعيشُ المسلمونَ في ظِلِّهِ بسَعةٍ وحُبورٍ، سبحانَه يغفرُ الذُّنوبَ، ويَستُرُ العُيوبَ، ويُغيثُ المكروبَ، وهو عَلَّامُ الغيوبِ، عمَّ فضلُه الأكوانَ، يقبلُ التَّوبةَ ويَغفرُ العِصيانَ، ويُنزِّلُ رحمتَه على المؤمنينَ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ونَشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له، فَرضَ علينا الصَّومَ تهذيبًا للنُّفوسِ وتحقيقًا لتقوى القلوبِ بقولِه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ونشهدُ أن سَيِّدَنا وقائدَنا وشفيعَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه الصَّادقُ الأمينُ، غَفرَ اللهُ له ذنبَه، وشَرح له صدرَه، ووضعَ عنه وزرَه، ورفعَ له ذكرَه، فكان مُجِدًّا وأكثرُ ما يكونُ ذلك في رمضانَ، وكانَ مجتهدًا وأكثرُ ما يكونُ ذلك في رمضانَ، وكانَ كريمًا وأكثرُ ما يكونُ ذلك في رمضانَ، وكانَ جَوادًا وأكثرُ ما يكونُ ذلك في رمضانَ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه الطَّاهرينَ وصحابتِه الغُرِّ الميامينَ، ومن تبعَهم وسارَ على دربِهم إلى يومِ الدِّينِ .. أما بعد:

فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِظْنِي وَأَوْجِزْ، فَقَالَ: (إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ فَصَلِّ صَلاةَ مُوَدِّعٍ)، لا إلهَ إلا اللهُ .. موعظةٌ وجيزةٌ، اختصرتْ ما يُمكنُ أن يُقالَ في فضلِ إحسانِ الوضوءِ، وأجرِ التَّبكيرِ إلى المساجدِ، وثوابِ الخُشوعِ في الصَّلاةِ، ووجوبِ معرفةِ أحكامِها، لأنَّها الصَّلاةُ الأخيرةُ فيجبُ إتمامُها .. وإنما الأعمالُ بالخواتيمِ.

عبادَ اللهِ ..

وها نحنُ مُقبلونَ على رمضانَ، وهو شهرُ الرَّحمةِ والغُفرانِ، فهل يمكنُ أن نصومَ رَمضانَ صيامَ مُوَدِّعٍ؟.

ألم يَصُم معنا في رمضانَ الماضي كثيرٌ من الأقاربِ والأحبابِ؟، واليومَ هم مُرتهنونَ بأعمالِهم تحتَ التُّرابِ.

كَمْ كُنتَ تَعْرِفُ مِمَّنْ صامَ في سَلَفٍ *** مِنْ بين أَهلٍ وجِيرانٍ وإخوانِ
أَفْنَاهُمُ الموتُ واستبقَاكَ بَعدَهمُ *** حيًّا فما أقْـرَبُ القَاصي من الدَّاني
ومُعْجَبٌ بثيابِ العيدِ يَقْطَعُهَا *** فأصبحتْ في غدٍ أثوابَ أكفانِ
حتى متى يَعْمُرُ الإنسانُ مَسْكَنَهُ *** مصيرُ مِسْكَنِهِ قبرٌ لإنسانِ

أخبروني ماذا عسى أن يفعلَ من يصومُ صيامَ مودِّعٍ عندما يسمعُ حديثَ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي)، إذا كانَ كلُّ الأعمالِ تُضاعفْ إلى سَبْعمِائَةِ ضِعْفٍ فكم سيتضاعفُ الصِّيامُ؟، وما هو ذلكَ الجزاءُ الذي أخفاهُ اللهُ تعالى للصَّائمينَ؟، وماذا تتوقعونَ من فضلِ خزائنِ ربِّ العالمينَ؟، إنَّها العَطايا وموسمُ تنافسِ المُتنافسينَ.

كيفَ همَّتِكَ وأنتَ تودِّعُ رمضانَ إذا سمعتَ قولَه صلى اللهِ عليه وسلم: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِى مُنَادٍ: يَا بَاغِىَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِىَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ)، فمعَ تصفيدِ الأعداءِ من الجانِّ، وغَلقِ أبوابِ النِّيرانِ، وفتحِ أبوابِ الجِنانِ، ونِداءِ الخيرِ والإحسانِ، فأيُّ شوقٍ للجنةِ سيكونُ في قلبِ ذلكَ الصَّائمِ، وأيُّ إقبالٍ على الخيرِ سيكونُ في عملِ ذلكَ الصَّائمِ؟، أتعلمونَ ماذا يعني أن تُعتقَ رقبتُه من النَّارِ في ليالي رمضانَ الأخيرِ؟، إنَّها حُسنُ الخاتمةِ التي يسعى لها الغنيُّ والفقيرُ، ولكنَّها فضلٌ من اللهِ العزيزِ الخبيرِ.

الصَّومُ جُنَّةُ أقوامٍ من النَّار *** والصَّوم حِصنٌ لمَن يَخشى من النَّارِ
والصَّوم سِترٌ لأهلِ الخيرِ كلِّهمُ *** الخائفينَ مِن الأوزارِ والعارِ
والشَّهرُ شهرُ إلهِ العرش مَنَّ به *** ربٌّ رحيمٌ لثِقلِ الوِزرِ ستَّارِ
فصامَ فيه رجالٌ يَربحونَ به *** ثوابَهم مِن عظيمِ الشَّأنِ غفَّارِ
فأصبحوا في جِنانِ الخُلدِ قد نَزلوا *** مِن بينِ حُورٍ وأَشجارٍ وأَنهارِ

هو شهرٌ تُكفَّرُ فيه الذُّنوبِ والخطايا، لمن تابَ من الكبائرِ واجتنبَ الخزايا، قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ)، فعلينا بالتَّوبةِ النَّصوحِ الصَّادقةِ، ليُغفرَ لنا ما كانَ من ذنوبٍ سابقةٍ.

يَا ذَا الَّذِي مَا كَفَاهُ الذَّنْبُ فِي رَجَبٍ *** حَتَّى عَصَى رَبَّهُ فِي شَهْرِ شَعْبَانِ 
لَقَدْ أَظَلَّكَ شَهْرُ الصَّوْمِ بَعْدَهُمَا *** فَلاَ تُصَيِّرْهُ أَيْضًا شَهْرَ عِصْيَانِ

ماذا يريدُ من علمَ أنَّ رمضانَ هذا هو آخرُ رمضانَ؟، لا شكَّ أنَّها مغفرةُ الذُّنوبِ وعفو الرَّحمانِ، جاءَ في الحديثِ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، فليسَ بينَك وبينَ مغفرةِ عشراتِ السِّنينَ، إلا أن تصومَ صومَ المؤمنينَ المُحتسبينَ، بل هو موسمُ الرَّحمةِ والخَيراتِ والغُفرانِ، وخابَ وخَسرَ من لم يُغفرْ له في رمضانَ، يقولُ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رَضيَ اللهُ عَنهُما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَى الْمِنْبَرَ، فقَالَ: (آمِينَ)، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؟، ثُمَّ قَالَ في الحديثِ: (لَمَّا رَقِيتُ الدَّرَجَةَ الْأُولَى جَاءَنِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ)، فما أيسرَ المغفرةَ من اللهِ تعالى في شهرِ رمضانَ، ولذلكَ فقد دعا على من لم يُدركها الأمينانِ.

وأما القيامُ في رمضانَ فله مزيَّةٌ على غيرِه من القيامِ، فهو سببٌ للمغفرةِ وتكفيرِ الآثامِ، قالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، وكيفَ لا يكونُ ذلكَ وأنتَ تقومُ مع الإمامِ ساعةً، ويحسبُ لكَ سائرُ اللَّيلِ قيامٌ وطاعةٌ، كما جاءَ في الحديثِ: (مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ)، فكيفَ سيقومُ من يعلمُ أنَّ هذا هو القيامُ الأخيرُ؟.

جاءَ الصِّيامُ فجاءَ الخيرُ أَجمعُهُ *** تَرتيلُ ذِكرٍ وتَحميدٌ وتَسبيحُ
فالنَّفسُ تَدأبُ في قَولٍ وفي عَملٍ *** صَومُ النَّهارِ وباللَّيلِ التَّراويحُ

أخبروني عن لسانِ وسمعِ من يصومُ صيامِ مُودِّعٍ، هل لا زالَ يسمعُ الحرامَ ويتكلمُ بالآثامِ، أم أنَّه سيصومُ معه السَّمعُ والبَصرُ والكلامُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)، فحافظْ على صيامِك، واجعلْه خيرَ خِتامِكَ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ).

إِذَا لَم يَكُنْ فِي السَّمْعِ مِنِّي تَصَاوُنٌ *** وَفِي بَصَـرِي غَـضٌّ وَفِي مَنْـطِـقِي صَمْتُ
فَحَظِّي إِذَنْ مِنْ صَومِيَ الجُوعُ وَالظَّما *** فَـإِنْ قُـلْتُ إِنِّي صُمْتُ يَومِي فَمَا صُمْتُ

باركَ اللهُ لي ولكم في شَهرِ الصِّيامِ والقيامِ وجعلنا فيه من المقبولينَ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ، أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ حَقَّاً، خَلقَ فسوَّى، وقَدَّرَ فَهدَى، هو الرَّحمنُ الرَّحيمُ، رَبُّ السَّماواتِ والأَرَضينَ، وأشهدُ أنَّ محُمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، الرَّحمةُ المهداةُ، البَّشيرُ والنَّذيرُ، والسِّراجُ المنيرُ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِه وصحبِه وذريتِه وأزواجِه وخلفائه والتَّابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ .. أما بَعدُ:

فماذا يُتوَّقعُ من جودِ من يصومُ صيامَ مُودِّعٍ، وهو يسمعُ حديثَ ابنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهما: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)، ولذلكَ تكثرُ الصَّدقاتُ في هذا الشَّهرِ، ابتغاءَ المغفرةِ وعظيمِ الأجرِ، وأما ما نراهُ من المُسابقةِ في تفطيرِ الصَّائمينَ، فهو لمن يرغبُ في أجرِ صيامِ رمضانَ بضعَ سنينَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا).

وأما القرآنُ في شهرِ رمضانَ، فله طعمٌ لا يستطيعُ أن يصفَه اللِّسانُ، كيفَ لا، وهو الشَّهرُ الذي أُنزلَتْ فيه آياتُه الحِسانِ: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)، فيا من يصومُ صيامَ مودِّعٍ، ها قد اجتمعَ لك الشَّفيعانِ، فإياكَ أن تكونَ من أهلِ الِحرمانِ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ: يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ)، فضلٌ من اللهِ تعالى وإحسانٍ، فيا أيُّها الأحبَّةُ لنصمْ كلُّنا صيامَ الوداعِ، فلا ندري قد يأتي رمضانُ القادمَ ونحنُ تحتَ القَاعِ.

اللهمَّ اجعل فيما بقيَ من شعبانَ عوناً لنا على الاستعدادِ لرمضانَ، اللهم باركَ لنا في شعبانَ وبلغنا رمضانَ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النارِ يا ربَّ العالمينَ، أعنا على صيامِه وقيامِه كما تُحبُّ وتَرضى، اللهم اجعله موسمَ نصرٍ للإسلامِ والمسلمينَ، وشهرَ خزيٍّ على أعداءِ الدينِ، اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخرَّنا، وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا، أنتَ المقدمُ وأنت المؤخرُ لا إلهَ إلا أنتَ، اللهم لا تفرق هذا الجمعَ إلا بذنبٍ مغفورٍ، وعملٍ مبرورٍ، وسعيٍّ متقبلٍ مشكورٍ، أصلح نياتَنا وذرياتِنا وطهر بيوتَنا من المنكراتِ، اللهم وسع لنا في أرزاقِنا، بارك لنا في ما آتيتَنا، ارفع عنا الغلاءَ وأبعد عنا الوباءَ يا سميعَ الدعاءِ، اللهم آمنا في الأوطانِ والدورِ، وأرشد الأئمةَ وولاةَ الأمورِ واغفر لنا يا عزيزُ يا غفورُ، اللهم من أرادَ بلدَنا هذا وبلادَ المسلمينَ بسوءٍ فاجعل كيدَه في نحرِه، اللهم إنا نسألُك أن تذلَ أعداءَ الدينِ والمنافقينِ، وأن تباركَ في الدعاةِ العاملينَ، وأن تفتحَ لهم قلوبَ الناسِ يا ربَّ العالمينَ، اللهم اغفر لنا صغاراً وكباراً، ذكوراً وإناثاً، اللهم إنا نسألُك رحمةً تلمُ بها شعثَنا، وتغفرُ بها ذنبَنا، وترفعُ بها قدرَنا، وتثقلُ بها موازينَنا، وتهدي بها ضالَنا، وتقضي بها ديونَنا، وتسترُ بها عيوبَنا، وتشفي بها مرضانا، وترحمُ بها موتانا، يا ربَّ العالمينَ، يا أرحمَ الراحمينَ.

المرفقات

مودع

مودع

مودع-2

مودع-2

المشاهدات 3000 | التعليقات 0