صِيَامٌ في عِزٍّ 6/1/1446هـ

خالد محمد القرعاوي
1446/01/04 - 2024/07/10 00:09AM
صِيَامٌ في عِزٍّ 6/1/1446هـ
الحمدُ للهِ الذي وَسِعَت رَحمَتُه كُلَّ شَيءٍ، وَعَمَّ إحسَانُهُ كُلَّ حيٍّ، أَشهدُ ألاَّ إِلهَ إلاَّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّداً عبدُ الله وَرَسُولُهُ البَشِيرُ النَّذِيرُ, أَرْسَلَهُ اللهُ بِالهُدى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ على الدِّينِ كُلِّهِ وَلَو كَرِهَ الْمُشرِكُونَ، وَلَو كَرِهَ الْكافِرُونَ, الَّلهم صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِكْ عَليهِ وَعلى آلِهِ الكِرَامِ, وَأصحَابِهِ الأعْلامِ وَمَن تَبِعَهُم بِإحسانٍ على الدوام. أمَّا بعد: فَاتَّقُوا اللهَ عبادَ اللهِ، وَاذْكُرُوا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ.
أيُّها الْمؤمنُ, إذا حَلَّ عامٌ هجريٌّ جديدٌ فإنكَ تَشعُرُ بالعزِّ والفَخَارِ بأنَّكَ تنتسبُ لهذا الدِّينِ الْحنيفِ, والتأريخِ الْمَجِيدِ, الذي يربطُ بَينَ الأَنْبِيَاءِ جَمِيعًا بِحَاضِرِهم ومُستقبلِ دِينِهم ودَعوتِهم.
وفي مَطلَعِ عَامٍ هِجريٍّ جَدِيدٍ نَزْدَادُ تَعْظِيماً لِمَا عَظَّمَهُ اللهُ سبحانَهُ وحرَّمهُ! فقد أضافَ الرَّبُّ جلَّ وعلا الشَّهرَ الْمُحرَّم إلى نَفْسِهِ تَشريفًا وَتَكْريمًا، فهو أوَّلُ الأشهرِ الحُرُمِ التي قَالَ عنها: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ). وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ: (السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ). قَالَ ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما اختصَّ اللهُ الأَشهُرَ فَجَعَلهُنَّ حَرَامَاً وَعَظَّم حُرمَاتِهِنَّ، وَجَعَلَ الذَّنبَ فيهنَّ أَعْظَمَ وَالعَمَلَ الصَّالِحَ وَالأَجرَ أَعْظَمَ.
عِبَادَ اللهِ: لَمَّا ذكَّرَ اللهُ بعِظَم هذهِ الشُّهور عقَّبَها بتَحرِيمِ الظُّلمِ فيها، ذلِكَ أنَّ الظُّلمَ سببُ كلِّ شرٍّ, فَمَتى فشا في أمَّةٍ آذنَ اللهُ بِأُفُولِها, وفي الحديثِ القُدسي: (يا عبادي, إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نَفسِي, وجعلتُـهُ بينَكم مُحرمًا, فلا تَظَالَمُوا). وَأَعْظَمُ الظُّلمِ: الإشراكُ باللهِ سُبحَانَهُ! فَهَذَا لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ, وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ! وَظُلمٌ آخَرُ لا يترُكُهُ اللهُ تَعَالَى, وَهُو ظُلمُ الغَيرِ, فلا بدَّ من أخذِ الحقِّ لِلمَظلُومِ, وَلَو بَعْدَ حَينٍ! وَفِي الحَديثِ القُدسِيِّ: (وَعِزَّتَي، لأَنْصُرَنَّكِ وَلَو بَعدَ حِينٍ).
عِبَادَ اللهِ: أَلا يُوجَدُ بَينَنا مَنْ يَظلِمُ أَقْرَبَ النَّاسِ إِليهِ؟ يُخَاصِمُهُما وَيَهْجُرهُما! ألا يُوجَدُ ظُلْمٌ لِلزَّوجَاتِ والأَولادِ؟ أَلا يُوجَدُ فِينَا مَنْ يَظلِمُ خَدَمَهُ وعُمَّالَهُ؟ أَلَا يُوجَدُ مِنَ العَمَالَةِ مَنْ يَظلِمُ كَافِلَهُ سَرِقَة ًوَهُرُوبَا، وَنَصْبَاً واحتِيَالاً! فَيا عِبادَ اللهِ: تَدَارَكُوا الأَمْرَ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَانِ.
أمَّا ثَالثُ أنواع ِالظُّلمِ: فهو ظُلمِ العبدِ نَفسَهُ بالْمعَاصي: فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ . فالبَصَرُ نِعمَةٌ, سَخَّرها بعضُنا في نَظَرِ الحرامِ, والسَّمع نِعمَةٌ صَرفها البَعضُ في سَمَاعِ الحرامِ، والنُّطقُ والِّلسانُ نِعمَةٌ سخَّرها البعضُ في قَالَةِ السُّوءِ! والكَذِبِ والبُهتَانِ! واللهُ تَعَالى يَقُولُ: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا). وكُلُّ الأعضاء نِعْمَةٌ! وَسَتَنْطِقُ شَاهِدَةً عَلَينَا وَتَقُولُ: أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .
عِبَادَ اللهِ: شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمِ يذكِّرنا بالسُّنَّةِ العُمَريَّةِ الرَّاشِدَةِ حين جَمَعَ الصَّحَابَةَ وَاسْتَشَارَهُم، فِي وَضْعِ تَأْرِيخٍ يَتَعَرَّفونَ به على أُمُورِهم، وَكَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُلْهَمًا, فَقَالَ: (الهِجْرَةُ فرَّقَتْ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، فَأَرِّخوا بها). ثُمَّ اسْتَشَارَهُم فِي أَيِّ شَهْرٍ نَبدَأُ؟ فَاخْتَارُوا الْمُحرَّمَ وأَجْمَعُوا عليه؛ لأنَّه الشَّهرُ الذي بَايعَ فِيهِ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الأَنْصَارَ عَلى الهِجْرَةِ، فَكَانَ أَولى الشُّهورِ بالأَوَّلِيَّةِ. وَلِأَجْلِ هَذا كَانُ رَأْيُ عمرَ سَدِيدًا، إذْ جعَلَهُ تَأْريخًا لِهَذِهِ الأُمَّة، تَضبِطُ أَحْدَاثَهَا، ويكونُ شِعَارًا لها في عِبَادَاتِها ومُعَامَلاتِها وَأَحْوالِها, فالتَّأريخ الهجريُّ مُرتَبِطٌ بالدِّينِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ). فالشَّهرُ القَمَرِيُّ يَعرِفهُ كلُّ النَّاسِ. أمَّا الْمِيلادِيُّ فهو مُرتبطٌ بِدينَينِ بَاطِلينِ، وثنيَّةُ الرُّومانِ، التي تُمَجِّدُ الآلِهَةَ الْمَزْعُومَةَ. وَتَأَرِيخُ النَّصارى، الذي رُبِطَ بميلادِ الْمسيحِ عليه السَّلامُ كذِبَاً وزوراً، من هنا نعرفُ أنَّ تقويمَهم وَضعِيٌّ، غيرَ مَبنيٍّ على أساسٍ كونِيٍّ! بخلاف التَّقويمِ الإسلامِيِّ الْمُرتبطِ بظاهرةٍ كونِيَّةٍ واضِحَةٍ، قَالَ تَعَالَى: (يَسْأَلُونَكَ عَنْ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ).
أيُّها الْمُسلِمونُ: من الْمؤسفِ أنْ يَعْدِلَ مُسلِمٌ عن التَّأريخِ الإسلاميِّ الهجريِّ إلى تأريخِ النَّصارى الْمِيلاديِّ الذي لا يَمُتُّ إلى دينِنَا بِصِلَةٍ, فالاعتمادُ على الأشهرِ الغَرْبِيَّةِ فقط طَمسٌ للهويَّةِ الإسلاميَّةِ! ألم يقلْ نَبِيُّنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:(لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا، لَا تَشَبَّهُوا بِاليَهُودِ وَلَا بِالنَّصَارَى). فيا عبادَ الله: اقدروا للأمرِ قَدْرَهُ، ولا تَتَساهَلُوا فيه، فإنَّ العِزَّةَ بِاتِّبَاعِ سَبِيلِ الْمُؤمِنينَ. وإنَّ الذُّلَّ والهَوَانَ باتِّبَاعِ الْمُشْرِكِينَ. نَسْألُ اللهَ أنْ يُرِيَنَا الحَقَّ حَقَّاً وَيَرْزُقَنَا اتِّبَاعَهُ, وَأنْ يُرِيَنَا البَاطِلَ بَاطِلاَ وَيَرْزُقَنَا اجْتِنَابَهُ, وَأنْ يُهَيئَ لَنَا مِنْ أمْرِنَا رَشَدَاً, وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائِرِ الْمُسلِمِينَ فَادْعُوهُ واسْتَغْفِرُوهُ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله تعبَّدنا بالسَّمعِ والطَّاعة، وأمرنا بالسُّنةِ والجَمَاعَةِ، أَشهدُ ألاَّ إله إلاَّ الله وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ على كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ, وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عبدُ اللهِ ورسولُه تَرَكَ أُمَّتَهُ على البَيضَاءِ لا يَزيغُ عَنْها إلاَّ أَهلُ الضَّلال والأَهْواءِ. اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارك على محمدٍ وعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ اهْتَدى بِهَدْيهِ إلى يَومِ الدِّينِ, (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).
أيُّها الْمُؤمِنُونَ, إذا حَلَّ عامٌ هجريٌّ جديدٌ فإنَّهُ يذكِّرنا باليومِ العاشِرِ, بيومِ النَّصر العظيمِ يومَ نجَّى اللهُ موسى عليهِ السَّلامُ ومن معهُ مِن فِرْعونَ وبَطْشِهِ وظُلمهِ فقد أقرَّ اللهُ أعيُنَ الْمسلمينَ بهلاكِ أَعْتى الطُّغاةِ وَأَشْقَاهُم! لذا أَخَذَ رَسُولُنا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ على نفسِهِ العهدَ على صِيامِ ذلكَ اليومِ حين وَجَدَ اليهودَ تصومُهُ وقَالَ:(فَأَنَا أحقُّ بموسى منكم). فصامَهُ وأَمَرَ بصيامِهِ وقالَ:(لئن عِشْتُ إلى قَاِبٍلٍ إنْ شَاءَ اللهُ لأُصُومَنَّ التَّاسعَ). وَلَمَّا سُئِلَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عن فَضْلِه قَالَ:(صَومُ يومِ عَاشُورَاءَ إنِّي أحتسبُ على اللهِ أنْ يكفِّرَ السَّنةَ الْمَاضِيَةَ). فَاجْتَهِد في صِيَامِ التَّاسعِ مَعَ العَاشرِ. وعلى هذا فَصِيامُ عَاشُورَاءَ عَلى مَرَاتِبَ أَدْنَاهَا أَنْ يُصامَ يَومُ الثُّلاثاءِ القَادِمِ وَحدَهُ، وَفَوقَه أَنْ يُصامَ التَّاسعُ مَعَهُ، وأكْمَلُها أنْ يُصامَ التَّاسعُ والعَاشِرُ وَالحَادِيَ عَشَرَ. وَهُوَ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ قَولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ،). قال الإمامُ النَّوويُّ رَحِمَهُ اللهُ: وهذا تَصرِيحٌ بأنَّهُ أَفْضَلُ الشُّهورِ لِلصَّومِ. فَاجْتَهِد فِي صِيَامِ أَيَّامِ الاثنينِ والخَمِيسِ وَأيَّامِ البِيضِ, فَإنَّهُ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.
عبادَ اللهِ: نحنُ أهلَ السُّنَّةِ والجماعةِ نَصُومُ عاشوراءَ اقتداءً بسُنَّةِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ, وَرَجَاءَ تَكْفِيرِ ذُنُوبِ سَنَةٍ كامِلَةٍ, وشكراً للهِ تعالى على نجاةِ مُوسَى عليه الصَّلاةُ والسلامُ, وإغراقِ رَأسِ الطُّغَاةِ. ولقد تَنَكَّبَ الرَّوافِضُ عن الصِّراطِ وَعَاثُوا فِي دِينِ اللهِ الفَسَادَ والإفْسَادَ حَرَّفُوا شَرِيعَةَ اللهِ, وَقَلَّبُوا الحَقَائِقَ وَالأُمُورَ! وَمَعَ الأَسَفِ يَنتَسِبُونَ إلى الإسلامِ كَذِباً وَزُوراً! ودينُ اللهِ بَرَآءٌ من عقيدتِهم وَشِركِيَّاتِهِم وَحُسَينِيَّاتِهم! الرَّوافِضُ كَذَّابُوا مَحَبَّةِ آلِ بيتِ رَسُولِ اللهِ عَليهِ وَعلى آلِهِ وِأَصْحَابِه الصَّلاةُ والسَّلامُ. وَلَمْ تعُد أعمالُهُم سرَّاً, ولا حَبِيسَةَ الْحُسَينِيَّاتِ إنَّما تُبثُّ عبرَ الفضائياتِ. يأهل السُّنَّة والجماعةِ: إنَّ الرَّافِضَةَ شوكةٌ في خَاصِرةِ الأُمَّةِ الإسلاميةِ منذُ مَقْتَلِ عُثمَانَ بنِ عفَّانَ رضي اللهُ عنه وأرضاهُ إلى جرائِمِهم الباطنيَّةِ والصَّفَويَّةِ على مَدَارِ التَأْرِيخِ. حتى بلادَ الحرمينِ الشَّريفينِ لم تَسْلَمْ مِن أَذَاهُم وَفَوضَاهُم! وَفِي الشَّامِ سَامُوا أَهلَها سُوءَ العذابِ بِدَعمِ ومُساندةِ النُّصيريةِ العلويَّةِ! وَأَرْضُ الحِكمَةِ والإيمَانِ لَم تَسْلَمْ مِن الحَوثيِّنَ أذْنَابِ وَأدَواتِ الرَّوافِضِ فها هم يُحاربُونَ بِلادَ الحَرَمِينِ الشَّرِيفَينِ, ويُشِيعُونَ فِيها الإرْهَابَ وَالفَسَادَ وإنَّ ربكَ لهم لبل مرصاد. (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ). فاللَّهُمَّ إِنَّا نَسألُكَ أَن تُرِيَنَا في غُلاةِ الرَّافِضَةِ يَومًا أَسوَدَاً، اللَّهُمَّ أَحصِهِم عَدَدًا وَاقتُلهُم بَدَدًا، وَلا تُغَادِرْ مِنهُم أَحَدًا، اللَّهُمَّ لا تَرفَعْ لهم رَايَةً، وَلا تُبَلِّغْهُم هَدَفًا وَلا غَايَةً، وَاجعَلْهُم لِمَن خَلفَهُم عِبرَةً وَآيَةً، اللَّهُمَّ وَعَليكَ بِجَمِيعِ أَعدَاءِ دِينِكَ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَأَبرِمْ لِهَذِهِ الأُمَّةِ أَمرًا رَشَيدًا، يُعَزُّ فِيهِ أَهلُ طَاعَتِكَ، وَيُذَلُّ فِيهِ أَهلُ معصيتكَ، وَيُؤمَرُ فِيهِ بِالْمَعرُوفِ وَيُنهَى عَنِ المُنكَرِ يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ. اللهمَّ أعزَّ الإسلام والْمسلمين، ودمِّر أعداءَ الدِّين، واجعل بَلدَنا آمنًا مُطمئِنًّا وسائرَ بلادِ الْمسلمين اللهمَّ آمنَّا في أوطاننا، ووفِّقْ أئمتنا وولاةَ أمرنا لِما فيه عِزًّ وَصَلاحُ الإسلام والْمسلمينَ. وَاجْزِهِمْ خَيرًا على خِدْمَةِ الإسلام والْمسلمينَ. اللهمَّ انصُر جُنُودَنَا واحفظ حُدُودَنَا واكفِنا شَرَّ الفَواحِشِ والفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
المشاهدات 1009 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا