صيام عرفة – عيد الأضحى -خطر فايروس كورونا

محمد البدر
1436/12/04 - 2015/09/17 08:02AM
[align=justify]الخطبة الأولى :
أما بعد : عباد الله :قال تعالى : ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ) .
لم يبقى من الأيام المعلومات إلا القليل واعظمها :
أولاً: يوم عرفة ، يوم مغفرة الذنوب ، وأن صيامه: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ» رواه مسلم.
وهو يوم العتق من النيران ، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً ،والدعاء مستجاب في الأغلب قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:« خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » رواه الترمذي وصححه الألباني .
وثانياً يوم النحر :هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو أول يوم من أيام عيد الأضحى ، وهو من أفضل الأيام عند الله ، قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ »رواه أبو داود وصححه الألباني. ويوم القر هو: اليوم الذي يلي يوم النحر ، سمي بذلك لأن الناس يقرون فيه بمنى (أي يوم الاستقرار في منى) وهو اليوم الحادي عشر من ذي الحجة ، وهو أفضل الأيام بعد يوم النحر، وهذه الأيام الأربعة هي أيام نحر الهدي والأضاحي.
عَنْ نُبَيْشَةَ – وَهُوَ نُبَيْشَةُ الْخَيْرِ الْهُذَلِيُّ واسمه نُبَيْشَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « إِنَّا كُنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَنْ لُحُومِهَا أَنْ تَأْكُلُوهَا فَوْقَ ثَلاَثٍ لِكَىْ تَسَعَكُمْ فَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالسَّعَةِ فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَاتَّجِرُوا أَلاَ وَإِنَّ هَذِهِ الأَيَّامَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ » رواه ابو داود وصححه الالباني .
عَنْ أَنَسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : (ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وختام الأيام العشر صلاة العيد ويسن لصلاة العيد :
1- الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسر له ذلك .
2- والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلا فيصلى في المسجد لفعل الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
3- الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة : والذي رجحه المحققون من العلماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية أن صلاة العيد واجبة ، لقوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) ولا تسقط إلا بعذر، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحيض والعواتق، ويعتزل الحيض المصلى لحديث أم عطية قول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « لِتَخْرُجِ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ - أَوِ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ - وَالْحُيَّضُ ، فَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ ، وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ ، وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى » رواه البخاري.
وعلى المسلم الحرص على أداء صلاة العيد حيث تصلى ، وحضور الخطبة والاستفادة منها .
4- مخالفة الطريق : يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن جابر رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يومُ عيدٍ خَالَفَ الطَّريقَ» رواه البخاري .قَوْله : ( خَالَفَ الطَّريقَ ) يعني : ذَهَبَ في طريقٍ ، وَرَجَعَ في طريقٍ آخَرَ .
5-وأن يذبح بعد الصلاة لقول النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّىَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى ، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّهِ » متفقٌ عليه .
6- التكبير : ويشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق .
أقول قولي هذا ..



الخطبة الثانية:
قال تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ).
قال صلى الله عليه وسلم « مَا أَنْزَلَ اللهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً , عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ , وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ إِلَّا السَّامَ , وَهُوَ الْمَوْتُ »صححه الألباني .
عباد الله :نظراً لزيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا- متلازمة الالتهاب الرئوي التاجي الشرق أوسطي- فقد اصدرت اللجنة الدائمة للفتوى ما نصه: أن اللجنة ترى منع إدخال الإبل إلى المشاعر والاكتفاء بذبح البقر والغنم في الهدي والأضاحي والفدية وعدم ذبح الإبل أو إدخالها إلى المشاعر وما حولها تجنباً لانتقال العدوى بهذا المرض وانتشاره بين الحجاج، ما يترتب عليه إلحاق الضرر بهم ونقل المرض إلى بلدانهم".
وقالت اللجنة إن ذلك يأتي "نظراً لتزامن زيادة حالات الإصابة بمرض كورونا في هذا الوقت مع بدء موسم الحج هذا العام، وحيث ان الحجاج وعمال المسالخ والجزارين وغيرهم قد يباشرون ويتعاملون مع الإبل في الهدي والأضاحي والفدية فقد ينتقل الفيروس إليهم، ثم ينتقل منهم إلى بقية الحجاج والمخالطين لهم، وقد أثبتت الدراسات والواقع انتشار العدوى بسرعة كبيرة داخل المستشفيات وأن نسبة الوفاة عند المصابين بالفيروس عالية".وأضافت: "ونظراً للأعداد الكبيرة من الحجاج وازدحامهم ووجود تقارب بينهم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فإنه يخشى من انتشار المرض بين الحجاج بسبب تقاربهم وتزاحمهم، خصوصاً أن حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في لجنة الحج العليا تولي صحة الحجاج عناية كبيرة جداً وأن من أهم الأمور في هذا الموضوع العناية والاهتمام بالجانب الوقائي قبل العلاجي".فتوى رقم (26608 ) وتاريخ 18 من شهر ذي القعدة 1436هـ
عباد الله: إن العلاج والوقاية من الابتلاء بهذا المرض وغيره ، هو العودة إلى كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وما عليه الصحابة والتابعين وما عليه سلف الأمة الصالحين ،ثم مضاعفة العمل الصالح، ولزوم الاستغفار والدعاء والتضرع إلى الله بإخلاص والمداومة على ذكر الله في السراء و الضراء واجتناب الذنوب والقبائح، والتوكل الصادق على الله، والرضا بالقضاء والقدر ، ودوام شكر المولى في السراء والضراء .قال صلى الله عليه وسلم :« تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلاَّ وَضَعَ مَعَهُ شِفَاءً إِلاَّ الْهَرَمَ »رواه للترمذي وصححه الألباني .
ألا وصلوا ..
[/align]
المرفقات

793.doc

المشاهدات 2578 | التعليقات 1

نفع الله بك وجزاك الله خيرا .